“الدوسري” بعد حوار الأمير: الفصل الأخير من الدعوات انتهى
يرى كتاب ومحللون سياسيون أن حوار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مع الإعلامي داود الشريان، في برنامج الثامنة، على قناة MBC، قد وضع النقاط على الحروف في علاقة السعودية ودول الخليج مع إيران، مؤكدين أن زمن الحوار انتهى إلى غير رجعة، وجاء زمن التصدي الصريح للمشروع الإيراني في عقر داره، لافتين إلى أن إيران الساعية للتوسع ودستورها الطائفي الإرهابي، لا يصلح للتفاوض، وأن التصريحات جاءت كـ” الصفعة”.
الفصل الأخير من مسرحية الحوار مع إيران
وفي مقاله “الفصل الأخير من الحوار مع إيران” بصحيفة ” الشرق الأوسط”، ينتقد الكاتب الصحفي سلمان الدوسري، دعوات الحوار مع طهران ويقول ” الفصل الأخير من هذه الدعوات يبدو أنه انتهى إلى غير رجعة، بعد أن حسم ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأمرَ، شارحاً موقف بلاده الواضح من هذا الحوار بقوله «لا توجد نقاط التقاء نتباحث على أساسها مع النظام الإيراني»، وبالتالي استحالة إجراء حوار مع إيران التي قال عنها إنها مشغولة بالتآمر للسيطرة على العالم الإسلامي، والرسالة الأهم والواضحة أن المعركة ستكون في إيران وليس في السعودية”.
ثم يفسر الدوسري قائلا ” لماذا هو الفصل الأخير؟ لأن الجهود الخليجية تحديداً من الضروري أن تذهب نحو إيقاف المشروع الإيراني التوسعي، بدلا من الانشغال بمسرحية الحوار والوساطة التي استنزفت الجهود ومنحت النظام الإيراني فرصة لالتقاط أنفاسه وتسويق ثورته، وليس دولته، وكأنه داعي سلام أمام دول الغرب”.
آن الأوان
ويضيف الدوسري “آن الأوان أن توضع النقاط على الحروف، وتتخذ المواقف وفقاً للحقائق على الأرض والخطورة التي تواجهها المنطقة من جراء مشروع التخريب الإيراني، فلم يعد مجدياً أن تتخذ المواقف الرسمية الخليجية الجماعية سياسة متشددة تجاه التطرف الإيراني، ثم تتبدل هذه المواقف من بعض الدول بمجرد انتهاء تلك الاجتماعات، فالموقف الإيراني أضحى عدائياً تجاه المصالح العربية بشكل غير مسبوق، ويفوق حربه ذات السنوات الثماني ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، وهدفها «الوصول لقبلة المسلمين»، كما قال ولي ولي العهد السعودي، في حواره التلفزيوني، فهل بعد هذه العدائية التي تسير في طريق من اتجاه واحد من شرق الخليج الغربي إلى غربه، يمكن القبول لدعوات الحوار والوساطات أن تستمر في إشغال دول المنطقة عن معركتها الحقيقية؟!”.
المشكلة في دستور إيران
وفي مقاله “هل أغلق الأمير الشاب باب الحوار مع إيران؟” بصحيفة ” الرياض”، يقدم الكاتب والمحلل السياسي عبدالله موسى الطاير الدليل على صعوبة الحوار مع إيران، من نصوص دستورها الطائفي والإرهابي، ويقول ” حتى لا يقال إن الأمير محمد بن سلمان اتخذ موقفا طائفيا من إيران يمنع أي حوار مستقبلي مع الجارة الشرقية فإنني أورد نصوصا من الدستور الإيراني للتأمل. فذلك الدستور “يعد الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل البلاد وخارجها.. حيث يسعى إلى بناء الأمة الواحدة في العالم.. ويعمـل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشعوب المحرومة والمضطهدة فـي جميع أنحاء العالم”. وبذلك فإن تدخله في شؤون دول الخليج وبقية الدول الإسلامية ليس مخالفة لدستوره، وإنما الاضطلاع بواجبات حددها دستور الثورة. ولتأكيد مبدأ الهيمنة الطائفية يورد الدستور نصا آخر يخول بموجبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية “دعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أي نقطة من العالم”، وهو نص سقط من حيث المبدأ في سورية، حيث تدعم إيران الظالمين انتصارا لمصلحة الطائفة على المستضعفين من خارجها. وفي طائفية النظام الإيراني نص أصيل في الدستور يؤكد على أن مذهب الدولة هو “المذهب الجعفري الاثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير”. وإنني أسأل الدول الغربية التي تتعاطف مع ولاية الفقيه: هل تجد في نظام الحكم السعودي مادة واحدة تنص على الطائفية؟”.
أين مهديكم المنتظر؟
ويعلق الطاير قائلا “كل هذا المشهد الطائفي بتعقيداته وتجهيزاته الحربية، وجيشه العقائدي يتصرف ولي الفقيه في شؤونه إلى حين “خروج الإمام المهدي” ما يعني أن المرشد الأعلى لا يملك التصرف المطلق، وإنما هو وكيل لإمام غائب يحكم إيران، فأين يجده السعوديون حتى يتفاوضون معه؟ وإذا كان ذلك متعذرا فهل تغير إيران دستورها لتتعايش مع جيرانها؟”.
صفع إيران
وفي مقاله ” MBS .. رفع التفاؤل.. وصفع إيران” بصحيفة “عكاظ”، يقول الكاتب والمحلل السياسي جميل الذيابي “أما إيران، فلا مجال للدخول في حوار معها، ليس من باب التعنت، بل لأنها -كما قال ولي ولي العهد- تعمل بمنطق عودة المهدي المنتظر، الذي تتم تهيئة البيئة لظهوره بالسيطرة على العالم الإسلامي بأسره. وهو منطق يغلق كل أبواب يمكن أن تفضي لحوار أو تفاهم مع دولة أيديولوجية ثيوقراطية، والتجارب السابقة أثبتت أنها دولة كاذبة لا تفي بالوعود والعهود. وبالنسبة للتدخلات الإيرانية في اليمن، فقد شدد الأمير محمد على أن بالمستطاع اجتثاث الحوثي والمخلوع صالح «في أيام قليلة». ولا شك في أن ولي ولي العهد الذي يمسك بحقيبة الدفاع السعودية يعرف التفاصيل الكاملة لذلك التدخل، وسبل حسمه، واجتثاث الذيول التي تحاول إيران استخدامها واجهات لها لزعزعة اليمن والمنطقة العربية والخليجية”.
أيمن حسن – الرياض – صحيفة سبق