كتاب سعوديون: هل كنتم تتخيلون توقيف11 أميراً وأربعة وزراء؟

يرصد العديد من الكتاب الصحفيين المفاجأة والفرحة التي سرت بين الشعب السعودي ليلة الأحد 4 نوفمبر، حين وقفت قيادة المملكة في وجه ” الفساد الأزرق”

أو فساد الكبار، وتم توقيف ” 11 أميراً وأربعة وزراء”، بتهم تتعلق بالفساد، لافتين إلى بعض المتهمين كانوا مسؤولين نأتمنهم على المال العام وخدمة الوطن والمواطن،

لكنهم خانوا الأمانة، ومؤكدين أن محاربة الفساد هي البداية الحقيقية لدولة قوية.

ليلة القبض على الفساد!!

وفي مقاله ” ليلة القبض على الفساد!!” بصحيفة ” الرياض”، يقول الكاتب الصحفي د.عبد الله القفاري ” ليلة الأحد الماضي لم تكن ككل ليلة أحد.. لم يكن حلماً من أحلام المساء المفعم بطلل ليل بارد منعش.. بل كان إجراء وخطوة طالما انتظرناها.. إنه الإعلان الكبير لمحاربة الفساد.. الذي طال الكبار قبل الصغار.. إنه الإنجاز الأعظم في شروط بناء دولة قوية وفتية لمستقبل أكثر أمنا واستقراراً ونماء .. لطالما كان الفساد المعول الأخطر والأكثر تدميراً لقدرات الدولة والوطن اقتصادياً واخلاقياً واجتماعياً.. طالت نتائجه الثقة التي يجب أن تكون حاضرة في مشروع بناء الدولة والوطن”.

ويضيف القفاري “للسعوديين أن يبتهجوا بهذه الأخبار السارة.. فحصار الفساد أولى خطوات الإصلاح الكبرى.. ومحاسبة المتورطين في قضاياه لهي الثمرة الكبرى لتحول مهم يرمي لبناء الدولة على أسس من استعادة الثقة بالمسؤول والحفاظ على المال العام وتعميق الشعور الجمعي بأن للدولة أنياباً تطال الفاسدين الكبار قبل الصغار”.

هل كنتم تتخيلون ؟

وفي مقاله ” ف.ا.س.د ” بصحيفة ” الوطن” يبدو الكاتب الصحفي صالح الشيحي غير مصدق لما حدث وهو يقول “كنت أسأل الجالسين جواري: هل كنتم تتخيلون أن يأتي يوم ونقرأ على شاشة التلفزيون عنوانا يتحدث عن القبض على أمراء كبار، ووزراء مخضرمين، بتهم الفساد؟! .. أمس القريب، لم نكن نجرؤ على التصريح بشكوكنا وظنوننا. مجرد التصريح بالتهمة يقودك إلى مستقبل مجهول!”.

بعضهم لم يكن يرد على أحد

ويضيف الشيحي ” لم يكن بعض هؤلاء المقبوض عليهم يردون على أحد. كان الواحد منهم يمشي كالطاووس وخلفه طابور من المتنفعين والمتلونين الذين يصورونه إحدى أيقونات الإنجاز والأمانة!

اليوم، بعدما أشرقت الشمس وشاهد الناس الحقيقة ناصعة، أقول لكم بكل طمأنينة وراحة بال: أقسم بالله، إنني كنت أقف حائرا كلما مرت علي صورة أحد الوزراء المقبوض عليهم أول من أمس. كنت أسأل نفسي: «معقول لم يتم اكتشاف هذا المخادع حتى الآن». لم أعثر على إجابة ثالثة إلا أنه مخادع ضخم.

أنا المواطن السعودي

ثم يعلن الشيحي فخره بوطن يتطهر من الفساد ويقول ” اليوم فقط، اليوم أقول بكل فخر: أنا «سلمان بن عبدالعزيز». أنا «محمد بن سلمان» .. أنا مواطن يرفع رأسه عاليا. فخور بوطن «قال.. وفعل». وطن تطهّر من الفساد. وطن اغتسل من أيدي اللصوص ومصاصي الدماء. وطن سيضع الجميع تحت مسطرة واحدة. وطن الحزم والعزم. وطن لا فرق على أرضه بين مواطن وآخر. وطن عاد رشيقا يسير نحو المستقبل بعين بصيرة وخطوة واثقة”.

الفساد الأزرق

وفي مقاله ” الفساد الأزرق” بصحيفة ” الرياض” يصف الكاتب الصحفي د.عبد الله ناصر الفوزان، فساد الكبار أو ” الفساد الأزرق “، ويقول ” هو أخطر أنواع الفساد وأشدها استعصاء وأكثرها ضرراً، فهو مثل أسلحة الدمار الشامل مدمرة للمجتمعات يصعب مواجهتها .. الفساد الأزرق هو أب الفسادات، يعطي الضوء الأخضر للأنواع الأخرى فتتكاثر حوله مثل الطحالب، أي بمثابة المحمية لها، وهو الساحق الماحق لثروات الأمم مثل الوحوش أو التماسيح تفتح أفواهها الواسعة وتبتلع الكثير”.

ويضيف الفوزان ” الفساد الأزرق هو فساد الكبار، وقد كان من أهم الموضوعات التي تتردد في أحاديث المجتمع عندنا، يعتبره الكثيرون القدوة السيئة وحامي فساد الصغار ويحلمون أو يتمنون مواجهته، والآن توفرت إرادة سياسية إصلاحية قوية للمواجهة”.

ولي العهد تأكد من ضلوعهم بالفساد

وفي مقاله ” 11 أميراً وأربعة وزراء ” بصحيفة ” المدينة” يكشف الكاتب الصحفي أسامة حمزة عجلان، لمحة مما سبق ليلة الأحد، ويقول ” صمَّم ولي العهد وتابع وسهر الليالي ليتأكد بنفسه من أن هؤلاء وغيرهم كثير لهم ضلع ويد طالت ،ولا يجوز لهم ديناً وعرفاً وشرعاً وخلقاً ،فوقف وقفة ليث في إثبات الحق ورغبة في تعديل المسار ،وأبى أن يكون للفساد مستقبل زاهر كما توقع المفسدون .وببساطة أراد تنمية هذه البلاد والتقدم بها إلى مصاف الدول المتقدمة فأرسى قواعد النزاهة وأولها إعلان الحرب على الفساد بإرادة وعزم، فمكنه الله عز في علاه .. وما حدث لا يعتبر نجاحاً على الصعيد المحلي فحسب بل سبق العالم إلى اجراءات وحرب على الفساد بحزم وعزم ونال من عدد لم يسبق له مثيل في وقت واحد وبجرأة وشجاعة تفتقر لها دول كبرى”.

الصدمة .. كنا نأتمنهم

وفي مقاله ” أخيرا.. كائنا من كان! ” بصحيفة ” عكاظ” يبدو الكاتب الصحفي خالد السليمان مصدوما في بعض من تم توقيفهم وكنا نأتمنهم ويقول ” اللافت في قائمة الموقوفين على ذمة قضايا الفساد وغسيل الأموال، أن فيهم من كنا نشكو له الفساد ونستنجد به ليحاربه فإذا به الخصم والحكم، وفيهم من من تبوأ موقع المسؤولية لسنوات وسنوات نأتمنه على حاضرنا ومستقبلنا فإذا به الذئب الغادر بفرائسه، وفيهم من كنا نعتبرهم نماذج الكفاح والعصامية وبناء الذات فإذا به كفاح الزوايا المظلمة وعصامية الصفقات الملوثة وبناء الثروات المشبوهة!”.

اليوم أصدق “كائنا من كان”

ويرى السليمان أن المفاجأة في جرأة مواجهة الفساد، ويقول “في الحقيقة كثيرون كانوا يعرفون من هم خصوم الوطن، فلم تفاجئهم بعض الأسماء لكن فاجأتهم الجرأة على مواجهتهم وإسقاط الحصانة التي ظنوا أنهم يمتلكونها بفضل وجاهة اعتبارية أو اجتماعية أو مالية! .. اليوم وحسب أستطيع أن أصدق أن «كائنا من كان» لن ينجو من العدالة والمحاسبة، وسيحصل الوطن أخيرا على فرصته للاقتصاص ممن تسلقوا على أكتافه وامتصوا رحيق الحياة من أزهاره!”.

صحيفة سبق

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*