في زحمة الحياة فجأة وجدت نفسي في الأربعين من العمر .. الخامسة والأربعين ثم الخمسين !!
هذه الأرقام لم أسمع عنها سابقًا .. بدأت أشعر بالخوف قبل أن أصل إلى الستين .. ولاحظت
أن الباعة يقولون لي (ياحاج ) والأولاد يقولون : (ياعمو ) .. ثم ازداد الأمر سوءًا عندما صار الشباب
المهذبون يقفون لي في وسائل المواصلات كي أجلس مكانهم !! .. كانت لحظات قاسية ومروعة ،، تقدّم العمر في وطني ولكن المفاجأة كانت بالنسبة لي عندما ،، هاجرت إلى أوروبا .. لاحظت أنهم ينتظرون بفارغ الصبر هذه المرحلة من العمر ويسمونها (سنيور ) وهي مرحلة الشباب الأخرى .. والتي تبدأ بعد عمر الستين .. أي بعد أن يكبر الأولاد ولم يبق عندهم مسؤوليات كبيرة .. فتبدأ حياتهم في الرحلات الممتعة بالسفر والنزهات ضمن مجموعات في انحاء العالم .. بمعنى أن الحياة تبدأ من جديد في هذا العمر ولكن بروح وصيغة أجمل من الأولى وأنضج وأوسع في متعة الاكتشافات ولذلك هم ينضجون ولا يكبرون !
أما نحن .. نستسلم للنهاية ونقول : (في الستين قدموا السكين ..) أي نمد رقابنا لسكين الوقت .. عساها تذبحنا وننتهي قبل أن يتحملونا الأولاد ونصبح عالة عليهم … وللأسف هناك في وطني شباب في سن العشرينات وقلوبهم وروحهم في عمر الستين !
استنتجت في حياتي :
أن العمر هو عبارة عن عداد للأيام فقط .. وأن العمر الحقيقي هو أن تبقى روحك وقلبك شابة .. وأن سر العبقرية هو أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة .. كي لاتفقد الحماس أبدًا .. ولايهم كيف يراك الآخرون .. المهم كيف ترى نفسك !
.. تحياتي لكل من تجاوز الأربعين ..والخمسين .. والستين ..👍
هناك مثل فرنسي يقول : عمر الرجل كما يشعر .. وعمر المرأة كما تبدو !!
إذن أنتَ يا آدم وأنتِ يا حواء سيّدا الموقف .. بيدكما سحر الشعور بالرضى والسعادة في دنياكما ،
انتهت ولكم حرية الاختيار ،،
الـ iPhone