كيف نفهم القدر؟!

مفهوم القدر عندنا كبشر مفهوم قاصر لأننا لانستطيع ان نرى الصورة كاملة ..

مثل ماورد في سورة الكهف عندما عاتب نبي الله موسى الخضر عليهما السلام

في أكثر من موقف كان أولها عندما خرق السفينة قال له موسى:

(أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؟ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) فما بدا شرا له و لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم، لأن الملك كان سيأخذ السفينة غصبا، وهذا النوع الأول من انواع القدر .. شر تراه فتحسبه شرا، فيكشف الله لك أنه كان خيرا، وهذا نراه كثيرا ..”

النوع الثاني حينما قتل الغلام قال له موسى: (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا) .. شر تراه فتحسبه شرا، لكنه في الحقيقة خير، ولا يكشف الله لك ذلك، فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر .. فالأم لم تستطع أبداً أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول، وأن الأول سيكون سيئاً ..”

النوع الثالث وهو الأهم، هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري، لطف الله الخفي والخير الذي يسوقه إليك، مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح، فهل اليتامى عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. وهل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي؟ لا.. وهل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا..

فالخلاصة إذا .. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله، فالصورة أكبر من عقلك، ونحن أصغر بكثير من أن يفكر جل وعلا في أذيتنا، إنما كل ذلك لمصلحتنا لكننا لا نعي ذلك تماما كما لم تعه أم الغلام .. لذا استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمها واحمد الله على كل حال ..”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*