في خطوة فاجأت زوار معرض جدة الدولي للكتاب، قررت فتاة سعودية أن تقيم مراسم “عزاء” لشقيقها بعد ٣٦ عاما من وفاته داخل أروقة المعرض.
ووضعت الفتاة السعودية “إلى شاطئ الدمام لم أصل” عنوانا لكتابها الذي وقعته على منصة معرض جدة للكتاب، وحمل قصة واقعية لفقدانها
شقيقها “فؤاد” قبل عشرات السنين.
الكاتبة السعودية وفاء حسن بخش، أرجعت إقامة العزاء لنفسها من خلال تأليف الكتاب ودونت فيه: “في الماضي.. لم يواسيني، أو يعزيني أحد واليوم قررت من خلال هذا الكتاب أن أقيم عزاءا خاصا لي وحدي، وأن يعزيني الشعب السعودي بأكمله”.
تقول الكاتبة: “كبرت.. وكان ذلك الحزن يكبر بداخلي دون أن أشعر مثل الورم الذي لم يتم علاجه، ولَم يستأصل فكبر حجمه في غفلة من المريض”.
وتضيف: “بموت فؤاد شعرت حينها بأن جزءا من جسدي قد بتر نسيني الجميع وانشغل كل واحد لحزنه فضمدت جراحي بنفسي، وقمت بعملية أشبه بالكي السريع للجرح حتى لا ينزف.. لا شعوريا ظللت أخنق مشاعري لسنوات، وسنوات ، وظننت أنه سيتوقف عن النزف”.
تحدثت الكاتبة عن قصتها الواقعية حول نشأتها في منزل والدها في مدينه الرياض برفقة شقيقها “فؤاد”، وكيف عاشت معه مرحلة الطفولة التي لاتزال خالدة في ذاكرتها، حيث أشارت إلى محطات شكلت علامات فارقها في حياتها.
أبرز تلك المحطات هي “فرحة العيد”، ورحلتها إلى مدينة الدمام برفقة أسرتها تحقيقا لرغبة شقيقها الراحل “فؤاد”، وكيف تحولت تلك الرحلة إلى كابوس بعد وفاة “فؤاد” بعد انقلاب السيارة التي كان يستقلها برفقة أسرتها في طريقها للدمام بالمنطقة الشرقية لقضاء فرحة العيد على شواطئ الساحل الشرقي.
وختمت الكاتبة صفحات كتابها برسالة يغلفها الحزن: “في طفولتي لم يواسيني، ويعزيني أحد، ولَم أبك!!، حبست دموعي وعشت بها في محاجري، واليوم فقط قررت أن أقيم عزاء ولكنه عزاء خاص (بوفاء) الطفلة فقط التي لم يعزيها أحد من المعدين في فقيدها ( فؤاد)، والذين حضروا للعزاء من ٣٦ عاما، لقد كنت أقربهم لفؤاد ومع ذلك لم أحظ بكلمات المواساة، لكن وفاء اليوم قررت أن يعزيها الشعب السعودي بأكمله ومن مختلف الأعمار”.
صحيفة سبق