نزيل في «المركزي» أوقع فتيات بـ «غرامياته الوهمية الإلكترونية»... من وراء القضبان: يؤدي عقوبات بالسجن عن جرائم كبيرة بينها «هتك عرض» و«خطف» و«شروع في القتل»

قضى معظم فترة عقوبته… لكنه بجنايته الجديدة سيضاعف السنوات المتبقية من محكوميته

يملك أسلوباً بارعاً في اصطياد الفتيات من خلال العالم الافتراضي… ويوهمهنّ بأنه ضابط في المباحث

المحتال العاطفي يخيّر ضحاياه ابتزازاً… بين تلبية رغباته أو الفضيحة

الحبيبات المخدوعات وجدن أنفسهن بمواجهة وحش شرير… فاستنجدن بالجهات الأمنية

 

من وراء القضبان… لعب دور «الدونجوان»!

هذا هو الوصف الذي يمكن أن ينطبق على نزيل غير محدد الجنسية في السجن المركزي لم يكتفِ بقائمة الجرائم الكبيرة التي يحملها فوق كاهله، والتي أُودع من جرائها خلف القضبان، حيث يؤدي عقوبات مختلفة بالحبس، ليخطط من جوف زنزانته – وبدهاء غير عادي – جرائم «احتيال عاطفي» ينسج خيوطها بإحكام حول فتيات بريئات، دائماً ما كان ينجح في «تكبيلهن» بقيوده الشرسة، برغم أنهن ينعمن بالهواء الطلق في عالم الحرية، بينما هو مقيد وراء القضبان الفولاذية!

السجين، الذي يُفترض فيه أن يقضي عقوبته لإصلاح نفسه وتهذيبها، أبى إلا أن يتمادى في الانغماس بما تأمره به نفسه من فعل سوء، ليجد نفسه وهو داخل أسوار السجن، ضيفاً غير عزيز على النيابة التي وجهت إليه الاتهام بجناية ارتكبها من وراء القضبان، ستضاعف السنوات المتبقية من عقوباته، التي من المفترض أنها كانت في طريقها إلى الانقضاء.

وبحسب مصدر أمني من داخل السجن، فقد بدأت قصة من هو في العقد الخامس واعتبر نفسه «دونجواناً»، عندما ضاق ذرعاً برتابة الوقت داخل عنبر السجناء الذي يقضي فيه حزمة العقوبات الصادرة بحقه – والتي وصلت إلى المؤبد – عن جرائم متفاوتة الشدة سبق أن ارتكبها، ومن بينها «الخطف» و«هتك العرض» و«الشروع في القتل»، وفي رحلة بحثه عن طريقة للتسلية يخرج بها من ملل الحبس وقسوة القضبان، الذي قضى فيه سنوات طويلة، هداه تفكيره إلى استخدام موهبته الشريرة في الإيقاع بالفتيات، وكسب ثقتهن في أوقات قصيرة، مستغلاً مهاراته المتعددة في التعامل مع «السوشيال ميديا»، من خلال حساباته على تطبيقي «Whatsapp» و«Imo»، ثم بدأ ينصب فخاخه المرة تلو الأخرى حول سيئات الحظ اللاتي يصادفهن في الواقع الافتراضي المفتوح على كل الاحتمالات والرغبات، موهماً إياهن بأنه ضابط في المباحث.

ومن قعر السجن، وبعيداً عن حكايات النزلاء المتأرجحة بين آلام الحبس وآمال الخروج إلى العالم المفتوح، تعوَّد روميو المزيف أن يتخذ لنفسه زاوية بعيدة، مصطحباً هاتفه المحمول الذي أتقن كيف يخفيه عن أعين الحراس، ليبدأ لعبته الشريرة في مد جرائمه العاطفية عبر القضبان إلى خارج السجن، فينسج كلما واتته الفرصة خيوطه الملونة، ممزوجة بكلماته المعسولة حول ضحية جديدة من الفتيات الباحثات عن قصة حب وفارس يمتطي حصاناً أبيض وبيتٍ مبني من الذهب والفضة، وهي ذاتها الأحلام التي يتقن رسمها «المحتال العاطفي»، ويظل يرددها بصدق مستعار، إلى أن تقع الفتاة في الفخ بعدما تثق به، وتظن فيه كل ما تتمناه في الزوج المقبل!

تعددت الضحايا في سجل «الدونجوان» السجين، وصارت له في كل فترة فريسة نسائية جديدة، ومع مرور الأيام يوقن ناسج الأحلام أن كل واحدة منهن صارت تعشقه وتثق به، إلى حد أنها تقبل أن ترسل إليه صورها الشخصية التي ينبغي عليها أن تصونها عن عيون الغرباء، وكلما زادت الثقة انكشفت الصور أكثر، ليحتفظ الحبيب الزائف لكل ضحية بمجموعة صورها «الخاصة جداً» في أرشيفه العاطفي، وكلما شعر بأن الفريسة وثقت به سعى إلى توريطها أكثر، حتى لا يمكنها أن تقاومه عندما يطلب إليها السقوط!

… ولا يمضي وقت طويل حتى يخلع الثعلب قناعه، لينكشف الفخ الذي ظل ينسجه ببراعة على مدى أسابيع، لتفاجأ الضحية البريئة بأنها تقف أمام الحقيقة القاسية وجهاً لوجه، حين يباغتها من كانت تحسبه الحبيب المنتظر والضابط المهيب، ويساومها بين أمرين أحلاهما شديد المرارة، مطالباً إياها بالخضوع لطلباته من أموال أو صور أكثر حساسية، وربما تلبية رغباته الرخيصة في أن تشاركه في أفعال تخدش الأدب والحياء، وإلا فإن فضح الصور ومعها تسجيلات المكالمات على الشبكة العنكبوتية هي المصير الحتمي للضحية.

وعلى وقع الصدمة، ترفض الفريسة الانصياع لابتزاز العاشق الوهمي، ظناً منها أن الأمر مجرد مزاح، أو حتى كابوس سرعان ما ستصحو منه… لكنها تفاجَأ بأن الأمر جاد وحقيقي، وأن لهجة التهديد والوعيد الصارمة تكشف عن شراسة الفخ الذي سقطت فيه… لكن بعض الضحايا اللاتي تسلحن بالشجاعة وقفن أمام التهديدات رفضن الانكفاء أمام الابتزاز، لكنهن لم يكنَّ يعلمن أن العقاب سيأتيهن قاسياً وسريعاً إلا عندما نفذ المخادع وعيده، ونشر صورهن، ليجدن أنفسهن – بين عشية وضحاها – قد حصلن على شهرة بنكهة الهزيمة والفضيحة!

ووفقاً للمصدر الأمني، فلم يكن أمام الحبيبات المخدوعات، بعدما وجدن أنفسهن في مواجهة وحش شرير، إلا الاستنجاد بالجهات الأمنية، وبتعدد البلاغات التي تحدثت عن «طريقة واحدة» ملساء استدرجتهن جميعاً إلى حافة الخطر، أحيلت القضية إلى رجال المباحث الإلكترونية الذين بذلوا الجهود اللازمة لتعقب العاشق المزيف الهائم على وجهه في فضاء الواقع الافتراضي، لتنكشف ملامح المفاجأة، إذ تبين أن روميو المزيف (أو ضابط المباحث المزعوم) ما هو إلا نزيل يقضي في غياهب السجن المركزي فترات عقوبة طويلة الأمد، تكفيراً عن جرائم متعددة من العيار الثقيل، ارتكبها قبل سنواتٍ طوال، وبدل أن يتخذ من العقوبة المشددة نوعاً من العبرة والموعظة، لم يمنعه السجن من أن يمد ذراعه الشريرة عبر القضبان، ليوقع في قيوده بريئاتٍ يعشن في عالم الحرية، فتمت إحالته إلى نيابة الجنايات حيث يخضع حالياً للتحقيق!

هل اشترى «الدونجوان» هاتفه… من الدكان؟

كشف المصدر الأمني لـ «الراي» أنه من المقرر أن يتطرق التحقيق مع المحتال العاطفي، إلى المصدر الذي يُفترض أن يكون قد حصل منه على الهاتف الذي استخدمه في استدراج ضحاياه، وسيستفسر منه المحققون عما إذا كان سُرِّب إليه من خارج القضبان، أو اشتراه في السجن من أحد النزلاء الذين يتخذون من وجودهم خلف القضبان فرصة للاتجار في الممنوعات وخصوصاً الهواتف وشرائحها، محققين من وراء ذلك أرباحاً طائلة، وهو الأمر الذي تحدثت عنه «الراي» في عددها الصادر 17 يوليو المنصرم، عندما نشرت خبراً عن حملة واسعة شنها وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام اللواء عبدالله المهنا، على رأس قوة من رجال الأمن، تبين من خلالها وجود ظاهرة الاتجار في الهواتف، كما أماطت النقاب عن مجموعة من النزلاء أقاموا ما يشبه دكاناً لبيع الهواتف والشرائح والمكالمات!

الرأي العام

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*