ضربت جهة عمل بحكم قضائي عرض الحائط حين رفضت إعادة مواطنة إلى عملها
وتعويضها عما أصابها من أضرار، فانهالت عليها المصائب لتجد نفسها في الشارع تحت
حرارة لامست الـ 50 درجة مئوية أو ربما تزيد، مُتخذة من سيارتها مسكناً يواري جسدها
منذ نحو عام بعد أن تقطعت بها السبل في ظروف قاهرة جعلتها تنفصل عن زوجها، في وقت تبرأ منها الجميع.
السيارة التي تطوف مناطق الكويت بحثاً عن مكان ظليل تريح «جسدها» أسفله، تحمل مواطنة في العقد الثالث من عمرها، حاملة معها لعبة ابنها الصغير وهو واحد من ثلاثة أطفال لم ترهم منذ أن انفصلت عن زوجها، وليس لها سوى حلم واحد أن تستيقظ يوماً لتجدهم إلى جوارها في مسكن آدمي يؤوي أسرة كويتية، لكن كابوساً مزعجاً يوقظها على حقيقة أنها باتت مثل القطط لا تجد لها ملجأ إلا الشوارع…
المواطنة التي لم يعد لها باباً تطرقه إلا «الراي» قصدت مبناها وهي تجرجر ألمها وحزنها ودموعها بعد أن يئست من الحياة، وقالت: «بداية مأساتي عندما تطلقت من زوجي بعد ان استمر زواجنا 13 عاماً كانت ثمرته إنجاب ثلاثة أبناء، لتنهال عليَّ المصائب، بدءاً من طردي من المنزل الذي كنت أسكنه بعد أن أوسعتني صاحبته ضرباً، ومروراً باتهامي بأشياء لا صحة لها ولا دليل عليها، و12 قضية سجلت في حقي وكانت سبباً في إنهاء خدماتي من وظيفتي، وانتهاءً بتعرض أبنائي للخطف أكثر من مرة من طليقي الذي حرمني من رؤيتهم».
وأضافت: «لم يعد لي في الكويت أحد فوالدي متوفى وأمي تعيش مع أخي المعاق خارج البلاد، فتحولت حياتي إلى جحيم، وبات لي الشارع مأوى وسيارتي مسكناً، ما يجعلني أتعرض يومياً للمضايقات والتحرشات، فأضطر إلى الانطلاق بمركبتي بحثاً عن مكان آخر أكثر أمناً أمدد فيه جسدي على كرسيها الخلفي، مُحتضنة لعبة ابني، وأجاهد كي أحصل على قسط من النوم يعينني على ما ينتظرني من شقاء في صبيحة اليوم التالي».
وزادت: «حصلت على حكم قضائي بعودتي إلى عملي مع تعويضي عن الأضرار التي لحقت بي، لكن جهة عملي رفضت تنفيذ الحكم، ما اضطرني إلى الاستدانة فبت ملاحقة وبات اسمي على قائمة المطلوبين (ضبط وإحضار)، ولما أغلقت أمامي جميع الأبواب، وأصبحت أمد يدي للمواطن والمقيم لأتحصل على ما أسد به رمقي لم أجد أمامي سوى (الراي) علها تصل بصوتي إلى أهل الفزعة في وطني الكويت علهم يفزعون لإنقاذ بنت من بنات الديرة من الضياع».
الرأي العام