![]() |
![]() |
|
|
|
|
#1 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 389
|
الاخت الفاضلة " فاتن المهندس " شاكر لكي على المرور وجزاك الله خيرا
قراصنة الأدب والفكر " اقتحم علىً مكتبي " نعم .. إنني أسمَّي تلك الطريقة التي دخل بها عليّ اقتحاماً ، لأنه لم يستأذن ، ولم يسلّم .. بل دخل فجأة .. قائلاً : أنا ما أتيتك مسلّماً .. ولا معبراً عن إعجابي بما تكتب .. وكنني جئتك معبراً لك عن ضيفي بكل حرفٍ تكتبه .. وبكل بيتِ شعر تصوغه .. أنت لا تكتب شعراً .. انما تكتب مواعظ وتنظم نظماً .. إنك تشكّل عائقاً من عوائق الأدب الحديث الذي يحاول أن يتخلّص من قبضة الأشكال القديمة .. والأفكار القديمة .. أرجوك أن تتوقف .. أن تريحنا من نظمك ، ونثرك .. وأفكارك التي تريد أن تعيدنا بها إلى القرون الأولى .. نحن يا صاحبي في القرن العشرين .. لعلّك لا تعرف ذلك .. أنت لست بناثرٍ ولا شاعر .. هذا ما أردت أن أقوله لك ... كان ثائراً .. غاضباً .. في احمرار وجهه دليل على بركان من الغضب .. كان يرسل حممه كلمات قاسيةً غاضبة ... لقد فاجأني حقاً .. وأثار غضبي .. وأشعل في داخلي شعوراً عارماً بالضيق والتبرُّم مما قال . شعوراً كاد يحملني على إن أكيل له الصاع صاعين .. ولكنني تمالكت .. واستطعت أن أفتح للصبر نافذةً هبَّ منها نسيم الهدوء على قلبي .. كنت أتأمل ملامحه وحركت يديه .. فأرى أنني أمام مراهقَ حانق .. نعم .. لقد قدّرت سنَّه بما لا يتجاوز الثامنة عشرة وانتصرت على سورة الغضب .. وأصغيت إليه حتى أتمَّ كلامه .. أتمّه والانفعال ما زال يملك عليه مشاعره . قلت له بهدوء : اجلس حتى نتحدث . قال لي : لن أجلس .. ماذا تريد أن تقول لي ؟ أنا لا أريد أن أسمع من أمثالك ! أنتم ليس لديكم إلا المواعظ .. الإسلام .. الإسلام .. كل شيء تقولونه .. تدخلون فيه الإسلام ... أسألك سؤالاً صريحاً ... ما علاقة الإسلام بالأدب .. الإسلام صلاة وصيام وما شابهها .. والأدب شيء آخر .. الإسلام قيد .. والأدب لا يقبل القيد .. بل إني أسألك سؤالاً أكثر صراحة .. ما أهمية الإسلام لنا في هذا الزمان ؟ أنا لا أرى له تلك الأهمية التي تتحدثون عنها ! هنا شعرت بأن أعماقي تغلي .. وبأن الغضب قد ملك علىَّ جوانب نفسي .. لابد من الردّ بقسوة وعنف لا هوادة فيها .. لقد تجاوز الأدب والشعر .. وأصبح يهمس الدين والعقيدة .. إلى فليذهب الاتزان والهدوء إلى غير رجعة .. كان يتحدث وأنا أفكر في الطريقة التي أبدأ بها في الردّ عليه .. هل أبدأ بالصراخ في وجهه المحمرّ الغاضب .. أم أبدأ بلطمه قوية تعيد إليه وعيّه !!.. لم أسمع في حينها صوتاً آخر في نفسي يناديني إلى الهدوء .. بل كنت أصغي على أصوات صاخبة تقول لي : واجه هذا الشاب الطائش بما يستحق .. لم تكن لديَّ عصا .. لا بأس ... يمكن أن يقوم العقال الذي يحيط برأسك مقام العصا .. حقاً أصبحت في تلك اللحظة مهيَّئاً للمعركة .. وإني لفي تلك الحالة إذْ ارتفع صوت المؤذن لصلاة العشاء .. " الله أكبر .. الله أكبر " ما أروع هذا الصمت .. لقد انسكب في عروقي عبر مسامعي راحةً وهدوءاً .. " الله أكبر " من كل هذه الأوهام التي ينطق بها هذا الفتى المسكين .. وشعرت في لحظتها بشفقة عليه .. وانتقلت فجأة |
|
|
|
|
|
#2 |
|
Junior Member
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 4
|
جزاكم الله خيرا موضوع ممتاز نتمنى لك التوفيق |
|
|
|
|
|
#3 |
|
Junior Member
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 5
|
مشكوووووووووووووووورة |
|
|
|
|
|
#4 |
|
Junior Member
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 1
|
جزاكم الله خيرا على نقلكم الطيب
|
|
|
|
|
|
#5 |
|
Junior Member
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 1
|
شكرااااااااااااااااااااااااااااا |
|
|
|
|
|
#6 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 389
|
بدأت معه بموضع الأدب الشعر : سألته : كم قصيدة قرأت .. عشر قصائد .. عشرين .. ثلاثين .. قال : كلا .. بل لا تتجاوز اثنتين أو ثلاثاً .. أنا لا أرضى أن يضيع وقتي في قراءة شعر لا يعبَّر عن روح العصر ! قلت له : أنت فتى صريح وصادق .. أسألك : هل يكفي ما قرأته لإصدار هذا الحكم العام الذي ذكرته ؟ بعد لحضة صمت قال لي : إن أستاذي في الأدب والنقد في الجامعة قد كفاني هذه المهمة لقد أكَّد لي أن شعرك لا يعبر عن روح العصر .. وأنه نظم لا يرقى إلى منزلة الشعر .. وأنا أثق برأي أستاذي . قلت له : ألست صاحب عقل وتفكير .. أليس جديراً بمثلك أن تطّلع على الشيء بنفسك لتصل إلى الحقيقة دون رتوش ؟ ألم تقل إنك ابن القرن العشرين .. قرن التفكير والعقل .. فاني عقلك إذن .. أليس جديراً بك أن تقرأ شعري ثم تقول لأستاذك نعم أو لا ؟ قال بعد صمتٍ قصير : بلى ... وأهديته ديوانين من شعري واتفقنا على اللقاء بعد شهر لأسمع رأيه فيما قرأ .. وقبل أن أودّعه قلت له : هل يمكن أن أسألك سؤالاً آخر ؟ .. كانت نفسه قد هدأت .. وصدره قد انشرح .. لقد كُسر حاجز الوحشة فيما يبننا .. وشاع جوّ من الأُلْفةِ التي ظهر أثرها على ملامح وجهه الوسيم . قال لي : نعم .. إني مستعد للإجابة عن كل ما تريد .. قلت له : عندك شك في الإسلام ؟ غام وجهه من جديد .. بل أبدَّ وعلْته سحابة دكناء .. لم أعقِّب على سؤالي بكلمة .. كنت أنتظر جوابه بفارغ الصبر .. وكنت أرجو أن يقول ( كلا ) يل ليته يقولها ... |
|
|
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |