شقيق «نورا» ضحية الوراق: «زوجها خرج من السجن وخلص عليها بعد أسبوعين» (قصة كاملة)

[سواها قلبي]

الإثنين 14-07-2025 20:24


شقيق «نورا» ضحية الوراق: «زوجها خرج من السجن وخلص عليها بعد أسبوعين» (قصة كاملة)

شقيقا «نورا» ضحية زوجها في الوراق يكشفان تفاصيل مقتلها – تصوير: محمد القماش

أسرة المجنى عليها: كان دائم التعدى عليها بالضرب.. والنيابة تأمر بحبس المتهم

| كتب: محمد القماش |

لم تكن آثار الضرب التي غطّت وجه «نورا» مجرد تفصيلة صامتة على جسدٍ ميت، بل كانت الدليل الأول على جريمة حاولت عائلة زوجها- تاجر خُردة- التغطية عليها سريعًا، فقبل أسبوعين، خرج زوجها من السجن بعد قضاء 5 سنوات بتهمة النصب، وبعد حصوله على حريته، نفّذ ما كانت تخشاه زوجته طويلًا وقتلها.

شقيق «نورا» يكشف تفاصيل مقتل شقيقته في الوراق
في صباح يوم الوفاة، أبلغت عائلة الزوج أشقاءها أنها «ماتت فجأة»، لكن حين وصلوا إلى شقتها بشارع حسن الحبروتى في الوراق بالجيزة، كانت المغسلة قد بدأت تجهيز الجثمان وكل شىء مهيأ للدفن في صمت، لكن وجه «نورا» الذي بدا عليه كدمات حمراء وزرقاء، آثار ضرب، جعل أشقاءها يدركون أن أختهم لم تمت «طبيعيًا».

وبعد بلاغ رسمى تقدّموا به إلى قسم شرطة الوراق، أمرت النيابة العامة بحبس الزوج 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة قتل زوجته عمدًا، وسط مطالبات بمحاسبة كل من ساعد في تسريع إجراءات الدفن وإخفاء معالم الجريمة.

«دخلت لقيت أختى على اللوح، ووشها أزرق وبنفسجى.. دى مش موتة طبيعية أبدًا، دى متعذبة»، يقول «محمد»، شقيق «نورا»، السيدة الأربعينية، التي توفيت فجأة في بيت زوجها، حسب ما رددته عائلة الأخير، لتبدأ أسرتها بعد دقائق فقط في الصراخ: «جوزها قتلها».

«محمد»، شاب في منتصف العمر، لم يكن يتوقع أن مكالمة من شقيقه ستقلب كيانه، كان جالسًا على المقهى في الكوم الأحمر، حيث تسكن عائلته، حين جاءه الخبر: «نورا ماتت».


الفيديو /

https://www.facebook.com/watch/?v=1046703083877065

أسرة ضحـ ـية الوراق تكشف اللحظات الأخيرة قبل مقتـ ـلها على يد زوجها.. كان بيهددها بالمـ ـوت
تصوير: محمد القماش


طبيب الوحدة الصحية يقر بأن الوفاة طبيعية رغم آثار الضرب


«مشيت جرى على بيتها في الوراق، وأنا مش مصدق، سلفها وحماها واقفين تحت، سألتهم قالولى بهدوء: (أختك اتوفت)، وكانت كل حاجة جاهزة، وكأنهم كانوا بيستعجلوا دفنها، يتابع «محمد»، بنبرة يغالب فيها انفعاله.

في الشقة، وجد شقيقته «نورا» على اللوح، عيناها نصف مغمضتين، ووجهها يحمل كل ألوان الألم، «أحمر.. بنفسجى.. أزرق.. ماكانش فيه موضع فاضى»، يقول، ثم يصمت كمن لم يجد مفردة تليق بما رآه، «قلت لهم على طول: دى مش موتة ربانية، دى فيها جريمة، دى يا مخنوقة يا مضروبة من امبارح، مش النهارده»، يتابع شقيق «نورا» حديثه لـ«المصرى اليوم».

رغم ما بدا عليه الجثمان من آثار ضرب، أصر طبيب الوحدة الصحية على أن الوفاة «طبيعية»، لم يُفحص الجثمان كما يجب، ولم تُعرض الحالة على الطب الشرعي وقتها.

«قلت له: يعني إيه طبيعية؟ فين جوزها؟ ليه مش واقف هنا معانا؟»، يقول «محمد»، كانت الإجابة صادمة: الزوج غير موجود، اختفى منذ الصباح، كما لم يكن له أثر وقت الغُسل أو التجهيز للجنازة.

«المشهد كله كان بيقول إن في حاجة غلط.. كانوا بيحاولوا يدفنوها بسرعة كأنهم عايزين يقفلوا الصفحة»، تحرك «محمد» وأشقاؤه مباشرة إلى قسم شرطة الوراق، وهناك، سردوا كل ما رأوه للضباط، أعطوهم العنوان بالتفصيل، وطلبوا فتح تحقيق في الواقعة.

«مفتش المباحث سألنى: إيه اللى يخليك تقول إنها ماتت مقتولة؟ فشرحت له كل حاجة شفتها في جسمها، وكل اللى حصل»، يقول «محمد».

وفى القسم، جاء شقيق الزوج وبدأ يتحدث مع الضباط، ثم أجرى اتصالًا بأخيه الهارب، ليقنعه بتسليم نفسه، وبعد ذلك، بدأت التحريات الرسمية تؤكد وجود شبهة جنائية، وتم تحويل الجثمان إلى مشرحة زينهم بأمر من النيابة العامة، التي قررت استخراج تصريح دفن جديد بعد المعاينة.

«كان فيه أوامر بنقل الجثة بسرعة، وأخيرًا بدأنا نحس إن صوتنا بيتسمع»، يقول «عبدالرحمن»، الأخ الثانى لـ «نورا».

قصة «نورا» لم تبدأ يوم وفاتها، بل قبل 23 سنة، يوم تزوجت من رجل كان يعمل تاجر خردة، وسرعان ما بدأ يفرض عليها حياة من القهر والإهانة، على حد قول أشقائها: «كان بيتعدى عليها بالضرب بشكل مستمر، وبيهددها بالقتل طول الوقت»، يقول «محمد»: «وكان بياخد مخدرات، ومبيصرفش على البيت، أوقات يديها 50 جنيه في اليوم تصرف على 5 بنات».

الـ5 بنات هن: «آية»، و«رحاب»، و«سجدة»، و«ملك»، و«مريم»، أكبرهن تزوجت، والأخرى أنهت تعليمها، والباقيات مازلن أطفالًا.

زوج «نورا» يقتلها بعد خروجه من السجن
«كان في أوقات حتى أخوه بيضربها، وإحنا كنا بنديها فلوس لما كانت بتروح تزور جوزها في السجن»، يقول «عبدالرحمن»، مشيرًا إلى أن الزوج سُجن سابقًا في قضية نصب، بعد ما كتب إيصالات أمانة على بياض للناس.

خرج الزوج من السجن قبل أسبوعين فقط من وفاة «نورا»، وكان واضحًا للجميع – حسب إخوتها – أنه عائد بغلٍ قديم، وأنه قد ينفذ تهديده القديم: «أنا هقتلك».
رغم العنف والتهديدات، ظلت «نورا» على ذمة زوجها، ولم تغادر المنزل، «كنا بنقول لها تعالى عيشى معانا، كانت ترفض عشان البنات»، يقول «محمد».

في الأيام الأخيرة، ازدادت شكواها من الضرب، وكانت تشعر بالخطر، «فى آخر مرة قالت إن جوزها هددها، بس إحنا قولنا يمكن زى كل مرة، متخيلناش إنه هيقتلها بجد».

التحقيقات لا تزال مستمرة، الزوج محبوس احتياطيًا، واعترف – بحسب مصادر أمنية – بالتعدى على زوجته، وتبين أن هناك بالفعل آثار ضرب شديدة على جسدها.

https://www.almasryalyoum.com/news/details/3499999