![]() |
![]() |
|
||||||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
|
#1 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم ** حقيقة الكتاب المقدس .. وحقيته .. هذا ... ولقد تحدثنا .. عن ( الكتاب المقدس ) بعهديه .. القديم والجديد .. وأمطنا اللثام عن التناقض والتعارض الذي يعتري هذا ( المصنف) من أوله إلى آخره .. *** إن هذا الكتاب مليء بأمور تتعارض مع ( الهداية ) التي هي الهدف الأول من إرسال الرسل .. وإنزال الكتب .. ويكفي أن نلقي نظرات عابرة على ما جاء في " سفر نشيد الأنشاد " الذي يعتبر سفراً غزلياً .. تتردد في فقراته عبارات من الأدب المكشوف العاري ... فهو يصف خفايا جسد المرأة .. بأسلوب مسف فاحش إذ يقول - في ( الإصحاح الثالث : ( 1-5 ) : " في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت : أرأيتم من تحبه نفسي فما جاوزتهم إلا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه ، حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي ، أحلفكن يا بنات أورشلیم ، بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء " ويقول الإصحاح الرابع من هذا السفر : (1-7) : " ها أنت جميلة يا حبيبتي ، ها أنت جميلة ، عيناك حمامتان من تحت نقابك ، شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد أسنانك كقطيع الجزائر الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم شفتاك كسلكة من القرمز وفمك حلو خدك كفلقة رمانة تحت نقابك عنقك كبرج داود المبني للأسلحة ... ثدياك كحشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال أذهب إلى الجبل المر وإلى تل اللبان کله جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة " ويقول الإصحاح السابع من السفر نفسه (1-11 ) : " ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ، دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن ثدياك كحشفتين توأمي ظبية عنقك كبرج من عاج ... ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها وتكون ثدياك کعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح وحنكك كاجود الخمر لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين . أنا لحبيبي وإلى اشتياقه تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى و هناك أعطيك حبي " *** أهذا كتاب دين وهداية ..؟ أهذا هو القصص الحق .. الذي يهدي إلى صراط مستقيم ؟ وإذا تركنا هذا الجانب الجنسي الطافح بالنزوة والشهوة إلى غيره من جوانب التناقض والتعارض والتضارب .. فإننا نجد ما لا يصدقه عقل .. ولا يقره منطق .. *** إن هذه التناقضات تؤكد شيئا هاماً وخطيراً .. هو نفي صفة الوحي عن هذه الاسفار.. القديم منها والجديد ...! وتعال معي ننظر صفات الله في الكتاب المقدس .. الله يحزن ويندم : " فحزن الرب أن عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته ، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء . لأني حزنت أني عملتهم " سفر التكوين (6: 6-8 ) الله يعزم على ألا يعود : " وقال الرب في قلبه لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لأن تصوُّر قلب الإنسان شرير منذ حداثته ، ولا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت " سفر التكوين (8: 21) .. فكان الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيراً .. حزن أولا وتأسف لأنه خلق الإنسان ... فأهلكه على عهد نوح ...! ** ثم عاد فندم مرة ثانية لأنه أهلکه... وقرر ألا يعود إلى ذلك مرة أخرى ...! *** وهكذا تعرض الأسفار المتناقضة ، صورة متناقضة لإله متناقض ... !! الله يتذكر عهده مع الناس عن طريق « قوس قزح : " وصنعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض ، فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض .. ويظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد، فلا تكون أيضا المياه طوفاناً لتهلك كل ذي جسد .. فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض ، (سفر التكوين 1: 13 - 16). وهكذا ... هكذا وضع سفر التكوين يدنا على اسرار علمية جديدة لقوس قزح ... إن الله جعل هذا القوس الذي يظهر في السماء بألوانه الزاهية في الأيام المطيرة ليذكره بميثاقه مع بني آدم .. حتى لا ينسى .. فيتكرر الطوفان الرهيب مرة أخرى ...!! ومرة أخرى نستغفر الله .. ونتوب إليه .. ونقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ..! الله يغار من الإنسان : " وكانت الأرض كلها لسانا واحداً .. ولغة واحدة وحدث في ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار.. وسكنوا هناك .. وقال بعضهم هلم نصنع لبناً ونشويه شيأ ، فكان لهم اللبن مكان الحجر، وكان لهم الحمر الطين وقالوا : هلم نبني لأنفسنا مدينة وبرجأ رأسه بالسماء ، ونصنع لأنفسنا اسما لئلا تتبدد على وجه الأرض فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما وقال الرب : هو ذا شعب واحد .. ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه هلم ننزل ونبليل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض فكفوا عن بنيان المدينة لذلك دعى اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض " سفر التكوين (11: 1-9). أسمعتم ؟ أقرأتم .. إن الله غار من خلقه حينما هموا ببناء مدينة وبرج !! فدمر عليهم وبلبل ألسنتهم !! ولست أدري .. كيف تم بناء المدن الكبار.. والأبراج الضخمة .. وناطحات السحاب .. ألم يكن في هذا العمران الحديث الضخم .. ما يثير غيرة إله الكتاب المقدس .. الله يحرض على السرقة : " ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة أيضا أجلب على فرعون وعلى مصر .. بعد ذلك يطلقكم من هنا، وعندما يطلقكم يطردكم طردا من هنا بالتمام تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين "سفر الخروج ( 11: 1-2 ) " وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى ، طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب ، وثيابا وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتی اعاروهم فسلبوا المصريين " سفر الخروج ( 12: 35-36 ) .. فالرب - عند كتبة هذه الأسفار ورواة هذه الأخبار هو الذي حرض إسرائيل على السرقة .. وعلمهم كيف يسطون فيسرقون ذهب المصريين وفضتهم .. وأمتعتهم .. قبل خروجهم من مصر مع موسى !!! الله يصارع يعقوب : " بقى يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه وقال : أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال : لا أطلقك إن لم تباركني فقال له : ما اسمك ؟ فقال : يعقوب ، فقال : لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت . وسأل يعقوب وقال : أخبرني باسمك ، فقال : لماذا تسأل عن اسمي وبارکه هناك فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لأني نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي " سفر التكوين (32: 24-30). يدعي كتبة الأسفار .. كما يؤكد هذا النص أن يعقوب صارع الله حتی غلبه ولم يطلقه من قبضته إلا بعد أن بارکه ...! ** وإذا كانت هذه هي الصورة التي يرسمها خيال كتبة الأسفار لإلههم ومعبودهم ...! *** فإن كتبة الأسفار يقدمون صوراً بلهاء شوهاء لأنبياء الله ورسله !! صورة شوهاء لأنبياء الله ورسله في العهد القديم !! • إبراهيم الرسول الخليل تقول أسفار العهد القديم عن إبراهيم رسول الله وخليله : " وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك لأن الجوع في الأرض كان شديدأ . وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لسياراي امرأته إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك ، قولي إنك أختي ليكون لي خير بسبك وتحيا نفسي من أجلك فحدث لما دخل أبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلى بيت فرعون فصنع إلى أبرام خيرا بسبها ، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام فدعا فرعون أبرام وقال : ما هذا الذي صنعت بي لماذا لم تخبرني أنها امرأتك لماذا قلت هي أختي حتى أخذتها لي لتكون زوجتي والآن هو ذا امرأتك خذها واذهب ، فأوصى عليه فرعون رجالا فشيعوه هو وامرأته وكل ما كان له " سفر التكوين (12: 14-20) فكم سقطة .. وكم زلة وقع فيها ابراهيم في هذا الذي تقوله التوراة عنه .. لقد كذب فقال عن امرأته انها اخته .. ثم لقد حرض زوجه ساراي على ان تكذب .. ثم لقد باع امرأته لقاء الخيرالذي كان يرجوه من التجارة بحسنها وجمالها .. ثم قبض ثمن هذا فصنع له خير كثير .. وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال .. ** أفيرضى أحد من الناس له مروءة وخلق .. أو بقية من مروءة وخلق أن يتجر في جمال امرأته وحسنها !؟ فكيف بنبي الله .. ووليه .. ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلام ؟!! لوط .. وعن لوط تحكي التوراة قصة أشنع وأبشع مما حكت عن ابراهيم عليه السلام عليه الصلاة والسلام .. جاء عنه في سفر التكوين : " وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن في المغارة هو وابنتاه وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي نسقيه خمرا الليلة أيضأ فادخلي واضطجعي معه فتحيي من أبينا نسلا فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتنا لوط من أبيهما سفر التكوين ( 19: 30-36) .. وإنه - على الرغم - مما تشتمل عليه هذه الأسطورة من كذب وافتراء ومستحيل غير أنني أسأل : ما هي الحكمة والعظة .. التي يمكن أن يستفيدها قراء کتاب مقدس ... من قراءة هذه القصة ؟ *** وإذا كان الأنبياء بهذه المثابة .. وهم حملة كلمة الله الهادية .. فماذا بقي للفساق والسفهاء؟ كيف يخاطبون الله : وإذا رحنا نقلب صفحات هذه الأسفار لنتعرف منها على آداب الدعاء والضراعة .. فإننا نجد عجباً !! إن الخطاب مع الله يتسم بالجرأة والاتهام .. واقرأ معي هذا النص الواحد من عشرات النصوص : في سفر الملوك الأول أن إيليا ( إلياس ) النبي خاطب الله - يقول السفر : " وصرخ إلى الرب وقال : أيها الرب إلهي .. أأيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها { أسات } بأماتتك ابنها " (17: 20 ) . وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
|
|
|
|
|
#2 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم حديث عن الإسلام .. الأن - بعد أن رأينا النصرانية .. واضحة المعالم بينة الملامح - نتحدث عن الإسلام ...! وان كنت أقرر سلفا أن الحديث عن الإسلام لا تستوعبه محاضرة مرتجلة .. ولا عدة محاضرات .. ولا يفي بعرضه حديث عابر ولا عدة أحاديث ...! لأن الإسلام أكبر مما يتصور کثیر من الناس ! الإسلام كيان ثقافي هائل .. ومدرسة للعلوم والمعارف لا نظير لها ...! ولقد ثبت - تاريخياً وحضارياً – أنه لم تقم دراسات بالكثرة والوفرة التي قامت حول القرآن الكريم .. كتاب الله .. وبيان الإسلام ...! كذلك فإنه قد انبثق من العلم القرآني علوم شتی ومعارف لا تنتهي كثرة ...! يقول الله تعالى : " لم يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) " سورة البينة .. وإذا كانت الكتب فيها صحف ! فإن صحف هذا الكتاب المبارك فيها كتب ! إن الصفحة الواحدة من القرآن الكريم تشتمل حقاً على كتب قيمة ! وهذا ما شاهدناه ورأيناه ... وشاهده معنا ورآه مؤرخو الفكر وراصدو الحضارة .. لقد قامت علوم شتی لخدمة ذلك الكتاب المجيد .. مثل : علوم القرآن والتفسير واللغة والحديث والفقه والسير والمغازي والرجال .. وغيرها .. وغيرها كثير .. ولقد ألفت كتب في مختلف فروع الثقافة تهدف إلى نشر هداية ذلك الكتاب .. وإشاعة ثقافته في الخافقين .. ولم يكن العرب وحدهم هم الذين قاموا بهذا العمل المشكور المأجور .. بل لقد ساهم فيه .. وأعان عليه جمهرة كبيرة من العلماء والفقهاء من غير العرب .. فهؤلاء .. أبو حنيفة ، والبخاري ، والطبري .. وأولئك سيبويه .. والزمخشري .. والجرجاني .. مما يجعلنا نؤكد أن الفتح الإسلامي لم يكن فتحاً دينياً فقط .. إنما كان فتح دین ولغة وتمدن وعمران وحضارة وثقافة .. وإن القرآن الكريم ليس كتاب عقيدة ومواعظ فحسب وإنما هو كتاب علم وثقافة وحضارة وتشريع وسياسة وأخلاق .. ولقد كان الفتح الحضاري الإسلامي سريعاً في انتشاره وانتصاره .. مما جعل راصدي الحضارة يعجزون حتى يوم الناس هذا عن تفسير هذا التحرك الإسلامي الهائل ... ويعجزون أيضا عن العثور على إجابة للسؤال القائل : ** كيف استطاع محمد صلى الله عليه وسلم في ثمانية أعوام أو زهائها أن يفتح مليون كيلومتر مربع !! - كيف حدث هذا ... في عصر .. مواصلاته محددة .. وطرق القوافل غير معبدة ! كيف تحقق هذا الفتح المبين .. بأقل خسارة بشرية إذ لم يتعد عدد القتلى (1002) من شهداء المسلمين .. وصرعى الكفار !! إن الإجابة على هذه الأسئلة أمر متعسر أو متعذر إذا أخضعنا الإجابة للأساليب البشرية .. وللمعايير التي تواضع عليها بنو الإنسان ! أما إذا راعينا في الإجابة ( سنَّة الله ) وعمل هذه السنَّة في المجتمعات والأمم .. فإننا نجد الإجابة سهلة وميسرة !! | الإسلام دين الأنبياء جميعاً .. إن الإسلام هو دين الله الذي لا دين له سواه .. ولقد تكفل سبحانه وتعالى بنصره وتمكينه وإظهاره على الدين كله ! لكن .. أي دين هو ذلك الإسلام .. وهل هناك ديانات أخرى تزاحمه في علاقتها بالله ؟ .. أقول في الإجابة : ** إن الله سبحانه وتعالى .. لم ينزل ديانات مختلفة .. وإنما أنزل على عباده المرسلین دینا واحداً .. وهو الإسلام .. قال تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19) " سورة آل عمران .. ولقد جاء بهذا الدين الواحد جميع رسل الله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام .. جاء به نوح عليه الصلاة والسلام : قال تعالى " " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) " سورة يونس وجاء به إبراهيم عليه الصلاة والسلام : قال تعالى : " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) " سورة البقرة .. وجاء به يعقوب عليه السلام ( اسرائيل ) : قال تعالى : " أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) " سورة البقرة .. وجاء به لوط عليه السلام : قال تعالى : " قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) " سورة الذاريات .. وجاء به يوسف عليه الصلاة والسلام : قال تعالى : " رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) " سورة يوسف وجاء به موسى عليه السلام : قال تعالى : " وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)" سورة يونس وهو دین قوم موسى من بني إسرائيل : قال تعالى : " وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُواْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) " سورة يونس وهو دين السحرة الذين آمنوا بموسى : قال تعالى : "وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)" سورة الاعراف . وهو دين أنبياء بني إسرائيل .. قال تعالى : " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ" سورة المائدة وهو دين سليمان عليه الصلاة والسلام .. قالى تعالى : " إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) " سورة النمل وقال تعالى : " قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) " سورة النمل وقال تعالى : " فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) " سورة النمل وقال تعالى : " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) " سورة النمل وهو دين المسيح عليه الصلاة والسلام وحوارييه .. " فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) " سورة آل عمران . وقال تعالى : " وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) " سورة المائدة وهو دين المهتدين من الجن .. قال تعالى : " وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) " سورة الجن وهو دين المتمسكين بالحق من أهل الكتاب قبل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام .. قال ىعالى : " الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) " سورة القصص ثم هو دين النبي الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام ..قال تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) " سورة آل عمران وقال تعالى : " قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) " سورة غافر .. وقال تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) " سورة المائدة " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) 67( " سورة آل عمران بل ان القرآن الكريم ليقرر في وضوح كامل إن الإسلام دين أهل السموات والأرض .. قال تعالى : " أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) " سورة آل عمران وإلى هذا الدين وحده وجه النبي الخاتم رسله .. ورسائله إلى الملوك .. وعظماء الملل وأشهدهم على إسلامه وإسلام من معه .. قال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) " سورة آل عمران . وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 10-19-2021 الساعة 09:43 PM |
|
|
|
|
|
#3 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم النبي الخاتم .. ولقد أراد الله سبحانه وتعالى لدينه أن يكمل .. ولنعمته أن تتم .. فأرسل النبي الخاتم محمدأ صلى الله عليه وسلم وجعل شريعته عامة وصالحة لكل زمان ومكان .. والحديث عن ( النبي الخاتم ) وعن ( عموم رسالته ) يحتاج منا إلى وقفة قد تطول .. وقد تقصر؟ إن الله سبحانه وتعالى الذي أراد لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن تكون عامة وتامة وخاتمة وشاملة وكاملة هو الذي قيض لها عوناً لم یکن لغيرها من الرسالات .. وأمدها بمدد مكنها من الخلود والانتشار .. وفي تاريخ الدعوة الإسلامية الخاتمة أمور ينبغي أن يهتم بها الدارسون والباحثون : ** فمن هذه الأمور : ( الدقة في تسجيل حياة الرسول وهدیه ) .. إن الاهتمام البالغ برصد أعمال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقواله ليس له نظير في رصد تحركات أي نبي أو رسول .. حتى الأنبياء الأقرب عهداً والذين تدعي جماهير كبيرة من البشر الإيمان بهم .. واتباعهم .. كموسى وعيسی ...! إنه ليس لدينا - على الإطلاق - وثيقة كاملة تتحدث بوضوح عن (حياة المسيح عليه السلام) وهو ... خاتم الأنبياء من بني إسرائيل.. فضلا عن غيره من الأنبياء والرسل .. والكتابات التي بين أيدينا .. تعطينا صورة - لا أقول : واضحة الملامح - عن الأيام الخمسين الأخيرة من حياة المسيح !! يقول القس الدكتور شارلس اندرسن اسکات في مقال له في دائرة المعارف البريطانية : « ينبغي أن يتنازل الإنسان عن محاولة وضع كتاب في سيرة المسيح بكل صراحة .. فإنه لا وجود للمادة والمعلومات التي تساعد على تحقيق هذا الغرض .. والأيام التي توجد عنها بعض المعلومات لا يزيد عددها على خمسين يوما .. » ( ط 14 ، ج 13 ، ص 171 ) وهذا الذي قرره ذلك القس .. ونشرته دائرة المعارف البريطانية .. يتعارض مع ما كان سائدا في العالم المسيحي حتى عهد قريب ... لقد كان السائد أن ( أسفار العهد الجديد ) تتضمن أخبار السنوات الثلاث الأخيرة من سيرة المسيح وأخباره !! وهذا الذي قرره ويقرره علماء المسيحية .. يخالف تماما ما سجله ونقله الرواة عن حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم قدموا لنا سجلا كاملا وأمينا عن دقائق وحقائق حياته ...! لقد رصد صحابته حياته .. منذ البدء وإلى النهاية ، وكتبوها بكل عناية في دواوين السنَّة وكتب المغازي والسير .. إن الكتب التي روت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحداثها كتب كثيرة ... فمنها : (كتب السير ) وهذه رصدت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأرّخت لها .. و(كتب المغازي ) وهذه عرفت بغزواته وبعوثه وسراياه .. والأخلاق التي كان يتحلى بها في حروبه .. وكيف كان يتعامل مع أعداء دعوته إن أمكنه الله منهم .. و (كتب الهدي ) مثل : « زاد المعاد ، في هدي ، خير العباد » وهذه الكتب تنقل لنا اسلوب النبي وهديه في عبادته .. ونسكه .. وزواجه .. ومعاشرته لأهله .. ومعاملاته مع الناس .. و (كتب الشمائل ) وهي تحدثنا عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلفية .. أي .. الجسمية والعقلية والروحية .. و (کتب الخصائص ) وهي تتضمن ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم من ميزات لا يشاركه فيها أحد .. و (کتب الاذكار .. وأعمال اليوم والليلة ) وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ربه ويسبحه ويحمده ويمجده ويدعوه على كل حال .. وفي كل مجال .. ثم هناك ( الصحاح .. والسنن .. والمسانید ) ... وأسجل هنا .. بكل صدق وحق .. أن أرقی کتب المسيحيين سندا .. وأعلاها رواية .. لا تصل إلى الدرجة الرابعة أو الثالثة ... من كتب السنن والآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم !! هذا - فضلاً - على ما رواه القرآن وحكاه .. عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه - كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. وحينما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كلمتها المشهورة : ( كان خلقه القرآن ) ..؟ ** إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته .. والعناية الفائقة بتسجيل جميع أقواله وأفعاله وتقريراته .. كل ذلك يشير إلى أنه خاتم النبيين والمرسلين !! .. دعوة المسيح .. دعوة خاصة .. لقد كانت دعوة المسيح خاصة ببني إسرائيل .. وقد صرح بأنه لم يبعث إلا ليرعى خراف بني إسرائيل الضالة : " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " متی ( 15: 24). ولهذا اقتصرت رسالته على قراهم وأرضهم والمنتسبين إليهم .. ولما جاءته امرأة كنعانية تستعطفه .. وتطلب إليه أن يدعو لابنتها المريضة .. قال لها العبارات التي نقلناها آنفا : " ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب " متی (15: 26) .. وفي القرآن الكريم .. آيات تدل على أن المسيح عليه السلام كان رسولا إلى بني إسرائيل، منها قوله تعالى : " إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) " سورة آل عمران . وقوله تعالى : " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (6) " سورة الصف وقوله تعالى : " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) " سورة الصف .. ومن الأمور التي جعلت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة : ** حفظ الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم من التغيير والتبديل والتحريف .. والقرآن الكريم بهذه الخاصية الفريدة يخالف غيره من الكتب المنزلة .. حتى أقربها عهدا (كالإنجيل) .. وقد أحسن العالم المستشرق المهتدي ( آیتین دینیه) الفرنسي .. في وصف هذه الأناجيل التي يطلق عليها ( العهد الجديد ) وتحديد قيمتها العلمية والتاريخية .. يقول بكل تدقيق وتحقيق : *** أما أن الله سبحانه قد أوحى الإنجيل إلى عيسى بلغته ولغة قومه .. فالذي لا شك فيه .. أن هذا الإنجيل قد ضاع واندثر .. ولم يبق له أثر أو أنه أبيد .. ( أضواء على المسيحية للأستاذ متولي يوسف شلبي ص 52، 53 ( الدار الكويتية ) وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 11-07-2021 الساعة 08:15 PM |
|
|
|
|
|
#4 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الناس .. اسمحوا لي أن أقول لكم بصراحة : إنه من السهل أن يذهب من يريد إلى المطبعة .. ومعه نسخة محرفة من الإنجيل ، فيطبعها ثم ينشرها في الأسواق .. إن أحداً لن يثور على هذا العمل ... بل ستتلقاها الدوائر المسيحية بقبول .. وستصبح بعد قليل مرجعاً تستقي منه العقيدة المسيحية ...! إن هذا الكلام الذي أقوله ... ليس وليد الخيال المجنح ... بل هو ما حدث فعلا ... واقرأوا هذه القصة - ... لقد قامت ( دار النشر اليهودية ) بالقدس بإصدار طبعة محرفة لأسفار العهد الجديد عام 1970 م .. وقامت بترجمتها بمختلف لغات العالم .. ومن بينها اللغة الإنجليزية .. التي كانت تقوم على توزيعها .. وكالة (رید) بلندن .. وقد جاء في مقدمة هذه الترجمة المحرفة لأسفار العهد الجديد ما يلي : « إن هذه الترجمة اليهودية والمعتمدة للعهد الجديد يمكن وصفها بأنها العهد الجديد خالية من معاداة السامية - إن التعديلات التي أدخلت هنا على ترجمة عام 1611 (الإنجليزية المعتمدة إلى الآن ) يمكن إثباتها من المصادر الأولى .. وقد اختيرت جميعها لهدف واحد هو : التخلص - بقدر ما تسمح به الحقيقة - مما تحتويه تلك الترجمة النكدة .. والتي تهدف إلى بذر العداوة بين المسيحيين واليهود .. إن تعاليم العهد الجديد الحقيقي تتضمن المحبة بدلا من تلك الكراهية القاتلة .. وعلى هذا الأساس .. فإن هذه الترجمة اليهودية يحق لنا أن نقول بأنها الترجمة المسيحية الصادقة .. وفيما عدا ذلك من تعديلات .. فإن نصوص هذه الترجمة تبقى كما هي في ترجمة عام 1611 م .. إن هذه الترجمة تمثل إعلانا تأخر كثيراً عن موعده للتقارب بين المسيحية واليهودية .. سبحان الله ... لقد قام اليهود بتحريف العهد الجديد - أسفار المسيحية - لتنقيتها مما يسيء إليهم حتى تسود المحبة بينهم وبين المسيحيين ... فماذا كان رد الفعل عند المسيحيين إزاء هذا العمل الخطير ؟ لا شيء ... أيها السادة ... لا شيء ! لقد صمت المسيحيون تماما ... وكأن الأمر لا يعنيهم في قليل ولا كثير ...! فلم يتحرك واحد منهم على الإطلاق ... سواء من الكنسيين .. أو الكتَّاب والمفكرين ! بل إن الذي نبه إلى ذلك العبث اليهودي بالأسفار المسيحية إنما هم الكَّتاب الإسلاميون ! لقد أثاروا موضوع تحريف الأناجيل .. وبقية أسفار العهد الجديد في مؤتمرات إسلامية مسيحية عقدت في قرطبة وطرابلس والقاهرة .. وكان موقف رجال الدين المسيحي هو الصمت التام .. والاكتفاء بالنظر في وجوه العلماء المسلمين وفي أيديهم النسخة المحرفة .. تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ...! ألا... شتان ما بين موقف المسيحيين من كتبهم المقدسة .. وبين موقف المسلمين من القرآن الكريم . أما القرآن الكريم .. فشأنه يختلف عن شأن جميع الكتب السماوية كل الاختلاف .. فقد تكفل الله بحفظه وسلامته من كل تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقص .. قال تعالى : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) " سورة الحجر .. " وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) " صورة فصلت .. " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) " سورة القيامة .. وقد اتفقت كلمة المستشرقين .. وعلماء الغرب المحققين .. على أن القرآن الكريم محفوظ في السطور والصدور .. وأنه لم تحذف منه كلمة .. ولم تزد عليه كلمة .. ومن هؤلاء ( السير ولیم میور ) في كتابه : (حياة محمد) وقد عرف ( وليم ) هذا بتحامله على الإسلام .. وعلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. قال : " لم يمض على وفاة محمد ربع قرن حتى نشأت منازعات عنيفة .. وقامت طوائف .. وقد ذهب عثمان ضحية هذه الفتن .. ولا تزال هذه الخلافات قائمة .. ولكن القرآن ظل كتاب هذه الطوائف الوحيد .. إذ أن اعتماد هذه الطوائف جميعا على هذا الكتاب تلاوة .. برهان ساطع على أن الكتاب الذي بين أيدينا اليوم .. هو الصحيفة التي أمر الخليفة المظلوم بجمعها وكتابتها .. فلعله هو الكتاب الوحيد في الدنيا الذي بقي نصه محفوظاً من التحريف طيلة 1442 سنة " .. ومنهم (وهيري) في تفسيره للقرآن قال : " إن القرآن أبعد الصحف القديمة بالإطلاق عن الخلط والإلحاق وأكثرها صحة وأصالة " ( ج1 ص 349 ) » .. ومنهم (يامر ) مترجم القرآن المعروف إلى اللغة الإنجليزية .. جاء في كتابه : " لم يزل نص القرآن الذي رتبه عثمان على الصحيفة المتلقاة بالقبول .. المعتمد عليها عند المسلمين " ومنهم ( بن بول ) الذي يقول : " إن أكبر ما يمتاز به القرآن أنه لم يتطرق شك إلى أصالته .. إن كل حرف نقرأه اليوم نستطيع أن نثق بأنه لم يقبل أي تغيير منذ ثلاثة عشر قرنا " فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم المكتوبة بكل أمانة وتحقيق .. والقرآن الكريم الذي تواطأت الصدور والسطور على حفظه ونقله .. كل أولئك يعتبر أمارة صادقة على ختم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم للنبوات ! إن الزمان والمكان .. وكل الظروف والملابسات .. إن كل أولئك كان مهيأ لاستقبال آخر نبوة ! لقد كانت نبوة فاتحة لعصر العلم .. والعقل والطموح الإنساني لاكتشاف الكون .. واستكناه أسراره ! لهذا كانت رسالة دافعة لا معوقة .. كانت رسالة تفسح مجال العقل إلى منتهاه .. وتدفع العلم إلى مداه .. وترفع الإنسان إلى مدارج رشده وهداه وتقواه ! .. ولقد ذكر القرآن الكريم - بأوضح بيان وأجلى برهان - أن محمداً خاتم النبيين .. قال تعالى : " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (40) " سورة الأحزاب كذلك رویت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى .. قال - صلى الله عليه وسلم : " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي .. خلف نبي .. وأنه لا نبي بعدي .. وسيكون خلفاء " ( رواه البخاري ومسلم ) . وقال : " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية .. فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له .. ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة .. فأنا اللبنة .. وأنا خاتم النبيين " (رواه البخاري ومسلم) .. وقال .. " فضلت على الأنبياء بست : أعطیت جوامع الكلم .. ونصرت بالرعب .. وأحلت لي الغنائم .. وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراُ .. وأرسلت إلى الخلق كافة .. وختم بي النبيون " ( رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ) .. وقال : " إن الرسالة والنبوة قد انقطعت .. فلا رسول بعدي ولا نبي " (رواه أحمد والترمذي) .. وقال : " أنا محمد .. وأنا أحمد .. وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر .. وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي .. وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي " (رواه البخاري ومسلم). ولقد صرح القرآن الكريم بأن هذا الدين قد بلغ طوره الأخير من الكمال والوفاء بحاجات البشر .. والصلاحية للبقاء والاستمرار فقال تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) " سورة المائدة وقد نزلت هذه الآية يوم عرفة .. في حجة الوداع .. سنة عشر للهجرة .. ولم ينزل بعدها - كما تقول أكثر الآثار - حلال ولا حرام .. ولم يعش رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بعد هذا اليوم إلا إحدى وثمانين ليلة .. ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم الوداع التي استمع إليها أكثر من مائة ألف إنسان .. وحفظوها : " أيها الناس .. إنه لا نبي بعدي .. ولا أمة بعدكم .. ألا فاعبدوا ربکم .. وصلوا خمسكم .. وصوموا شهركم .. وأدوا زكاة أموالكم .. طيبة بها أنفسكم .. وأطيعوا ولاة أمركم .. تدخلوا جنة ربكم .. ( أخرجه ابن جریر في تهذيب الآثار، وابن عساكر ) .. ( كنز العمال ج5 ، ط حلب ) .. وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
|
|
|
|
|
#5 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم عموم الرسالة المحمدية .. أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : " فُضِّلْتُ على الأنبياءِ بسِتٍّ: أُعطيتُ جوامعَ الكلِمِ ونُصِرْتُ بالرُّعبِ وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ وجُعِلت لي الأرضُ طَهورًا ومسجدًا وأُرسِلْتُ إلى الخَلقِ كافَّةً وخُتِم بي النَّبيُّونَ " وقال صلى الله عليه وسلم : " كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس أجمعين " وقال الله سبحانه وتعالى .. في القرآن الكريم : " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ (158) " سورة الاعراف .. وقال عز وجل : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا (28) " .. سورة سبأ ومن العجيب الغريب المريب .. أن بعض النصارى يذهبون إلى القول بأن محمد نبي للعرب خاصة ... يقولون هذا .. ويرددونه .. ويتشدقون به .. مع وفرة النصوص الكريمة في القرآن والسنة التي تؤكد عموم رسالته صلى الله عليه وسلم للعالمين .. بل إن في كثير من نصوص القرآن الكريم دعوة موجهة إلى أهل الكتاب من یهود و نصاری .. وغيرهم من أهل النحل والملل المختلفة في كل البقاع والأصقاع ! وهذه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسله .. وجهاده .. لليهود والنصارى وللمجوس وللمشركين - من العرب ومن غيرهم - شاهد صدق على ما نقول ! وفي القرآن الكريم ... في مواضع كثيرة منه .. ذکر وتنديد بكفر الكافرين من اليهود والنصارى .. وأمر بقتال الظالمين والطغاة منهم .. ودعوة لهم إلى الدخول في الإسلام دين الله الحق .. قال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) " سورة آل عمران .. وقال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) " سورة آل عمران .. وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47) " سورة النساء .. وقال تعالى : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) " سورة النساء .. وقال تعالى : " يا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) " سورة المائدة .. وقال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) " سورة المائدة .. وقال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) " سورة المائدة .. وقال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) " سورة المائدة .. ** قد يقول قائل .. أليس هناك تناقض بن هذه الآيات وبين آيات أخرى ..تقول : " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) " سورة آل عمران .. " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) " سورة يوسف .. " وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) " سورة الشعراء .. " وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) " سورة القصص .. ونقول في الإجابة : ليس في القرآن الكريم آية واحدة تدل أو تشير إلى أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم مختصة بالعرب وحدهم !! وإنما فيه إثبات رسالته إليهم .. كما أن فيه إثبات رسالته إلى قريش !! وليس بين هذين تناقض !! وكذلك ليس هناك تناقض أي تناقض .. بين أن يوجه القرأن الخطاب إلى أهل الكتاب - كما أسلفنا - وبين أن يوجهه إلى بني إسرائيل .. أو بني آدم .. كما في قوله تعالى : " ا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) " سورة البقرة .. " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) " سورة البقرة .. " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) " سورة البقرة .. " يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) " سورة الأعراف .. " يا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ (27) " سورة الأعراف .. " يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) " الأعراف .. " يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) " الأعراف .. فليس التخصيص في توجيه الدعوة الإسلامية .. إلى العرب أو بني إسرائيل بمناف لعموم الرسالة إلى الثقلين ! ولهذا فإن البشرية كلها - بل .. والجن كذلك - مخاطبون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ومسؤولون عن دعوته وعن مدى استجابتهم واتباعهم لها. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ..ىأنه قال : " إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب " وأولئك البقايا الذين عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث .. كانوا متمسکین بدين المسيح الحق قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم .. أما منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم .. فمن لم يؤمن به فهو كافر من أهل النار .. كما قال : " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". ثم إنه من المعروف أن بني إسرائيل كانوا أكثر الأمم أنبياء .. بعث إليهم موسی وبعث إليهم بعده أنبياء كثيرون ... حتى قيل : إنهم بلغوا الف نبي .. كلهم يلتزمون بشريعة التوراة .. يأمرون بها .. ويدعون إليها .. ولا يغيرون منها شيئا .. ثم جاء المسيح بعد ذلك بشريعة أخرى غير فيها بعض شرع التوراة بأمر الله " فاذا كان إرسال موسى والأنبياء بعده .. لم يمنع من إرسال المسيح إلى بني إسرائيل .. فلماذا يرفضون أن يكون محمد رسولا إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى وهم منذ المسيح لم يأتهم رسول من الله .. كما قال تعالى .. " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) " المائدة .. وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
|
|
|
|
|
#6 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الصادق الأمين .. ** فإن قال قائل : إن الشكوك تراودني في صدق محمد صلى الله عليه وسلم في إدعائه للنبوة .. قلنا له : أولا : إن الذين يقدحون في محمد صلى الله عليه وسلم عليهم أن يعلموا أن القدح فيه قدح في غيره من الأنبياء .. وأن الشك فيه شك في غيره من الأنبياء .. وأن تبرئة غيره من الأنبياء هو تبرئة له من باب أولى .. إن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من سيرة غيره من الأنبياء .. وكذلك شريعته .. وأمته .. والكتاب الذي أنزل إليه من ربه .. ومعجزاته وهديه !! فمن كذب به وتشكك فيه .. فتكذيبه لغيره .. وشكه فيه أولى ...! ومن آمن بغيره من الأنبياء .. ونادی باتباعهم .. فإن إيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه أولى .. وأهدى ! ثانيا : ان محمد صلى الله عليه وسلم قد أظهر دين الرسل قبله .. وصدقهم .. ونوه بذكرهم وتعظيمهم .. حتى يحق لنا أن نقول : إن من آمن بالأنبياء والرسل مثل موسى والمسيح وغيرهما .. إنما آمنوا بهم عن طريقه صلى الله عليه وسلم .. بهم الكفار .. ويحق لنا أن نقول : إن كثيرا من الأمم .. لولا محمد صلى الله عليه وسلم وما قصه عليهم من القصص الحق في أخبارهم وآثارهم .. لم يؤمنوا بهم !! ( ولولا أن القرآن الكريم - ذكر ما ذكر - عن ولادة المسيح وآية الله فيه وفي أمه .. لاعتبر الناس هذا الموضوع أسطورة قديمة .. ) وهذا التعبير .. قاله أحد الأدباء المسيحيين !! ثالثا : إن في القرآن الكريم آيات كثيرة تثبت شهادة أهل الكتاب له .. وإيمان كثير منهم به .. كما قال تعالى : " وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) " سورة البقرة " الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) " سورة البقرة .. " قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) " سورة الأنعام .. " وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) " سورة آل عمران " قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) " سورة الأحقاف " وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43) " سورة الرعد " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) " سورة الفتح .. وهذه الآيات القرآنية تشير إلى شواهد كثيرة موجودة في كتب القوم .. من يهود أو نصاری .. وقد نقلنا منها فيما سلف من أحاديث .. الشيء الكثير .. ** فإن قال قائل : إننا لا نقر ولا نعترف بأن في الكتب المقدسة كأسفار العهدين القديم والجديد .. إشارات أو بشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم .. قلنا لهم : يترتب على قولكم هذا أمران : الأمر الأول : ألا يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أي كتاب .. يهودي أو نصرانی .. بحجة أن ( القرآن ) قال إنه ( مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) وهو غير مكتوب عندهم لا في التوراة ولا في الإنجيل ...! لكن ثبت - تاريخياً وواقعياً - غير هذا .. بل وضد هذا .. فإن الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم واتبعوه من اليهود والنصارى .. في القديم والحديث .. أعداد هائلة لا تكاد تنحصر .. وهم لم يؤمنوا به إلا بعد أن قرأوا هذه الآيات .. ووقفوا من كتبهم على هذه البشارات !! وأمر ثان : هو : أن محمدا صلى الله عليه وسلم ظهر وقهر أهل الكتاب من یهود ونصاری .. وسبی من سبى منهم .. وقتل من قتل من رجالهم .. وأخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ... فلا بد أن يرد ذكره .. وذكر الأحداث العظام التي جرت عليهم في أيامه ...! وإذا كان كاذباً أو دعياً - وحاشاه – فلا بد أن يرد في كتبهم التحذير من أتباعه ..!| ومعلوم أن أهل الكتاب يقولون قولين : القول الأول : إنه ليس موجوداً في كتبنا ... والقول الثاني : إنه موجود ومذكور بالمدح والثناء .. وليس هناك قول ثالث .. يدعي صاحبه أن اسمه أو صفته مذكورة في هذه الكتب بالذم والتحذير ... ولو كان موجوداً عندهم بالذم والتحذير .. لكان هذا من أعظم ما يحتجون به عليه في حياته .. أو يواجهون به أتباعه بعد مماته .. ويحتج به من لم يسلم منهم على من أسلم ... فانه من المعلوم أن كثيرا من أهل الكتاب - كانوا .. وما زالوا يبغضونه صلى الله عليه وسلم ويضمرون ويظهرون له من العداوة والتكذيب الشيء الكثير ... مما دفعهم إلى افتراء أمور خيالية وهمية ونسبتها إليه ... حتى آل الأمر ببعضهم إلى أن فسروا قول المسلمين ( الله أكبر) بأن ( أكبر) هذا صنم .. وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بتعظيمه وعبادته !! **** إن قوما وصل بهم الافتراء والكذب إلى هذه الغاية ... كان يمكنهم أن يظهروا ما في كتبهم من تكذيبه والتحذير منه .. لكنهم لم يفعلوا لأن كتبهم خالية من هذا الادعاء !! رابعا : إن من ادعى النبوة - وكان صادقا - فهو من أفضل خلق الله تعالى .. وأكملهم في العلم والدين ... إذ لا شك أن رسل الله وأنبياءه هم أفضل الناس .. وأعدل الناس .. وأبر الناس .. وأهدى الناس ... وإن كان بعضهم أفضل من بعض ۰۰ كما قال تعالى عن الرسل : " تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ (253) " سورة البقرة وكما قال سبحانه عن الأنبياء : " وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) " سورة الاسراء اما من ادعى النبوة - وكان كاذبا - فهو من أكفر خلق الله وأفجرهم وشرهم .. كما قال تعالى : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ (93)" سورة الانعام .. وقال تعالى : " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) " سورة الزمر وقال تعالى : " وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) " سورة الزمر *** فالكذب أصل الشر .. وأعظم الكذب ما كان كذبا على الله عز وجل ... *** والصدق أصل الخير .. وأعظمه الصدق في التبليغ عن الله تبارك وتعالى .. وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "عليكم بالصدق .. فإن الصدق يهدي إلى البر.. وإن البر يهدي إلى الجنة .. ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتی یکتب عند الله صديقا .. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور.. وإن الفجور يهدي إلى النار .. ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتی يكتب عند الله كذابا " وهذا المعنى يعرفه العقلاء من بني الإنسان .. ولهذا .. فإنه ينبغي لنا أن ننقل هذه المناقشة الواعية الدقيقة التي تمت بين (هرقل ) وبين ( أبي سفيان ) .. وهي مناقشة تنم عن فهم .. وعلم .. وعقل .. اتسم بها ( هرقل ) ...! كان ( هرقل ) هذا... ملكا على النصارى في زمان النبي النبي صلى الله عليه وسلم ولما أرسل إليه النبي النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام .. سأل عن عشرة أمور كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما .. قال : " حدثني أبو سفيان بن حرب من فَيْه إلى فيَّ ، قال : انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم هدنة .. قال : فبينا أنا بالشام .. إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل .. قال : وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظیم بصرى إلى هرقل .. فقال هرقل : هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ قالوا : نعم قال : فدعيت في نفر من قريش .. فدخلنا على هرقل .. فأجلسنا بين يديه . قال : أيكم أقرب نسباً من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ قال أبو سفيان : قلت أنا .. فأجلسوني بين يديه .. وأجلسوا أصحابي خلفي .. فدعا بترجمانه .. فقال : قل لهم : إني سائل عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذبني فكذبوه .. قال : فقال أبو سفيان : وأيم الله لولا مخافة أن يؤثرعلي الكذب لكذبت عليه .. ثم قال الترجمانه : سله : كيف حسبه فيكم ؟ قال : قلت : هو فينا ذو حسب .. قال : فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا قال : ومن اتبعه ؟ أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قلت : بل ضعفاؤهم .. قال : أيزيدون أم ينقصون؟ قلت : لا .. بل يزيدون ؟ قال : فهل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له ؟ قال : قلت : لا .. قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم .. قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قال : قلت : يكون الحرب بيننا وبينه سجالا .. يصيب منا ونصيب منه ؟ قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا .. ونحن منه على مدة ما ندري ما هو صانع فيها .. ** قال : فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غيرهذه .. قال : فهل قال هذا القول أحد قبله ؟ قال : قلت : لا .. قال : ماذ يأمركم ؟ قلت : يقول : اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا .. واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة .. قال لترجمانه : قل له : إني سألتك عن حسبه .. فزعمت أنه فيكم ذو حسب .. وكذا الرسل تبعث في أحساب قومها .. وسألتك : هل كان من آبائه من ملك ؟ فزعمت أن لا .. فقلت : لو كان من آبائه من ملك .. قلت : رجل يطلب ملك أبيه .. وسألتك : عن أتباعه .. أضعفاؤهم أم أشرافهم ؟ قلت : بل ضعفاؤهم .. وهم أتباع الرسل .. وسألتك : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فزعمت : أن لا .. فقد عرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يكذب على الله .. وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له ؟ فزعمت : أن لا .. فكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .. وسألتك : هل يزيدون أم ينقصون ؟ فزعمت أنهم يزيدون .. وكذلك الإيمان حتى يتم .. وسألتك : هل قاتلتموه ؟ فزعمت أنكم قاتلتموه .. فيكون الحرب بينكم وبينه سجالا .. ينال منكم .. وتنالون منه .. وكذلك الرسل لا تغدر .. وسألتك : هل قال هذا القول أحد قبله ؟ فزعمت : أن لا .. فقلت : لو قال هذا القول أحد قبله قلت : رجل ائتم بقول قيل قبله .. ثم سألتك : بم يأمركم ؟ قلت : يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف .. قال : إن يكن ما تقول فيه حقا : إنه لنبي .. وقد كنت أعلم أنه خارج .. ولم أكن أظنه منكم .. ولو أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه .. ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه .. وليبلغن ملکه ما تحت قدمي .. ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإذا فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم .. سلام على من اتبع الهدی أما بعد .. فإني أدعوك بدعاية الإسلام .. أسلم تسلم .. وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين .. وإن توليت فإنما عليك إثم الإريسيين – الفلاحين .. والعامة - " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) " سورة آل عمران وفي رواية : فماذا يأمركم به ؟ قال : يأمرنا أن نعبد الله وحده .. ولا نشرك به شيئا .. وينهانا عما كان يعبد آباؤنا .. يأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف .. والوفاء بالعهد .. وأداء الأمانة فقال : هذه صفة نبي .. وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 01-13-2022 الساعة 09:22 PM |
|
|
|
|
|
#7 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم خامسا : نزول القرآن الكريم عليه .. مع أنه (( أمّيّ )) لم يذهب إلى مدرسة .. ولم يجلس إلى معلم .. ولم يهاجر في طلب علم .. قال تعالى : " وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) " سورة العنكبوت وقال تعالى " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)" سورة يونس .. وتأملوا - إن شئتم - قوله تعالى : " فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " *** وهذ العمر الذي لبثه فيهم .. والذي بلغ أربعين عاما !! لم يؤثر عنه في خلالها علم .. ولا شعر .. ولا بلاغة .. ولا فصاحة ...! فلما بلغ الأربعين تحدث ... وتحدث كثيرأً بالعلم النافع .. والهدي القويم .. والخير العميم ...! وتحول ( الأميُّ ) إلى معلم ... لا معلم مدرسة أو منطقة أو مدينة أو قبيلة أو دولة ... وليس معلم زمان واحد .. أو جیل فريد ...! وإنما أصبح معلما للدنيا بأسرها .. بكل ألوانها وأجناسها .. معلمأً لكل العصور والدهور ..! قال الله تعالى : " وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) " سورة النساء إنه لم يتكلم من عند نفسه .. ولم ينطق بقوة جنانه .. أو بروعة بيانه .. أو بفصاحة لسانه .. ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي علمه الحكمة وفصل الخطاب .. وقد علمه الله أن يقول في دعائه : " فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) " سورة طه وقال تعالى مبيناً التحول العظيم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكيف أنه سبحانه وحده هو الذي علمه ورباه .. وزكاه : " وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) " سورة الشوى .. وقال عنه .. وله : " بسم الله الرحمن الرحيم. وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) " سورة الضحى. والقرآن الكريم .. وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى .. وهو النص الوحيد الباقي لدين الله وهدايته .. ومراده من عباده ! وهو المتعبد بتلاوته .. والمتحدى بأقصر سورة منه ! **** وهذا هو السر في انتشار ( رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ) وشيوعها في الخافقين .. مع قلة ما يبذل في سبيلها - وبخاصة في هذا الزمان - من جهود .. إذا قيست بما يقيمه أعداؤها في سبيلها من عقبات !! إن الإسلام ... وإن القرآن ... وإن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام ... إن هذا الخير الكبير .. ينتشر .. ويمتد في انتشاره .. حتى بين البلاد التي يسمونها ( العالم الجديد ) بلاد النور .. والحرية .. وحقوق الإنسان !! لقد قال أحد الأدباء الإنجليز المشهورين : (جورج برنارد شو) : " وإذا كان لنبوءات كبار الرجال أثر .. فإنني أتنبأ بأن دین محمد .. قد بدأ يكون مقبولا لدى أوروبا اليوم .. وسيكون مقبولا لديها أكثر غداً .. وسيكون دین الإنسانية جميعاً قبل الصيحة الأخيرة " .. وقد ثبت في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر .. وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " .. وسادسا وسابعا : فإن الدلائل والبراهين .. القائمة الشاهدة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى نبوته أكثر من أن تحصى أو تستقصی : فصحابته رضوان الله عليهم من أمارات صدقه .. فالذي يدرس حياتهم في الجاهلية والإسلام .. فرادى أو جماعات يجد عجبا ... أمة متنابزة متخاصمة .. بينهم تراث وعداوات .. تقوم الحروب بينهم .. ولا تهدأ الا لتبدأ .. وهذه الحروب القائمة الدائمة المستمرة .. تشعلها أوْهَی الأسباب .. ولا تطفئها كل الجهود والمساعي ...! هذه الأمة .. تحولت - بعون الله ومدده – إلى أمة متحالفة .. متآلفة .. متكاتفة .. قوية ... يقول عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم : " المسلمون تتكافأ دماؤهم .. ويسعى بذمتهم أدناهم .. وهم يد على من سواهم " ويقول الله سبحانه وتعالى عنهم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) " سورة آل عمران وقال تعالى : " وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) " سورة الأنفال .. ونقول باختصار - وباختصار شديد : إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. من آیاته .. وأخلاقه .. وأقواله .. وأفعاله .. وشريعته من آیاته ... وأمته من آیاته ... وغزواته من آیاته ... وعلم أمته ودينهم من آیاته ... وكرامات صالحي أمته من آیاته .. وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
|
|
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |