![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|||||||||
|
||||||||||
![]() |
![]() |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم وبعد .. هل يمكن للباحث العلمي أن يقطع أن هناك الآن إنجيلاً ينسب إلى المسيح ؟ أن هذه المتناقضات الموجودة في الأناجيل على رغم قلة حجمها .. لأن الأناجيل قليلة جداً في الحجم .. فهذا هو حجم الأناجيل كلها .. فإذا ثبت أن هذه الأناجيل تحتوي على بعض التناقضات ولو تناقضاً واحداً .. لا مائة تناقض .. فإن ذلك يبطل كونها وحياً من عند الله سبحانه وتعالى .. لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الذي نزل على رسول أمي وعلى أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب قال : " وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) " يعني لو أن القرآن كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً .. ولذلك فإن كل مسلم يعلن صراحة .. أخرجوا لنا تناقضاً واحداً من القرآن الكريم بأياته التي بلغت 6236 آية .. إن أحداً لا يجرؤ أن يقول إن في القرآن تناقضاً واحداً .. ونحن بين أيديكم نستطيع أن نواجه أي اتهام أو شك أو ريب ثبت أن في القرآن تناقضاً واحداً .. أما الأناجيل فقد رأيتم أنه على قلة حجمها فهي متناقضة .. بل إن هناك تناقضاً في الصفحة الواحدة .. وأضرب لكم مثلاً لشيء من هذا التناقض في صفحة واحدة .. في إنجيل متى مثلاً نجد عشرات من هذه التناقضات ويمكن أن نشير إلى بعض منها من غير تحيز .. يقول السيد المسيح لبطرس : " وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقدر عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما تحله في الأرض يكون محلولا في السماء " إذن - بطرس قال له المسيح .. أنت صخرة .. وأنت قوي .. وأن الشياطين لا تستطيع أن تدخل في خلالك ولا أبواب الجحيم ، وأن عليك أبني كنيستي ، ثم أعطاه وعداً أو عهداً عجيباً أن : " ما حللته في الأرض أحله في السماء .. وما ربطته في الأرض أربطه في السماء .. ما تفعله أنا أفعله وما تريده أنا أريده .. " أي أن إرادة الله تابعة لإرادة بطرس . وهذا هو الذي جاء في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ (31)" سورة التوبة .. فقال عدي بن حاتم الطائي وكان نصرانياً وأسلم .. يا رسول الله ما كنا نعبدهم .. على أساس فهمه أن العبادة تعني الركوع على رجليه أو الصلاة له .. فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام .. " ألم يكونوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بكلامهم ؟ قال بلى . قال : فتلك عبادتهم من دون الله " * إذن ـ أن يكون هناك حق التحليل والتحريم لغير الله وحده فهذا هو الشرك .. ولذلك نجد الإسلام ينفي أن تكون سلطة التحليل والتحريم إلا الله .. فلا تكون حتى للرسول محمد عليه الصلاة والسلام .. فالرسول لا يملك حق التحليل والتحريم إلا بوحي من الله .. والله عتب عليه حينما حرم على نفسه شيئاً فقال له : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (1) " سورة التحريم .. في هذا النص الإنجيلي أعلاه .. نجد مكانة بطرس عالية .. ولكن انظر في آخر الصفحة ماذا يقول؟ في أول الصفحة نجد بطرس - كما يقول الإنجيل على لسان المسيح - هو الصخرة التي سيقيم عليها المسيح بناء دعوته .. ويشدها إليه .. وهو صخرة راسخة لا تنال أبواب الجحيم منها .. وأن بيده مفاتيح ملكوت السموات .. ثم لا تكاد العين تتملى هذه الصورة العظيمة لبطرس حتى تلقاها صورة أخرى مضادة تماماً تمسخ هذا الحواري مسخاً وتحيله من إنسان إلهي إلى شيطان مريد .. هكذا فجاة .. وأين ذلك ؟ .. في إنجيل متى نفسه وفي نفس الإصحاح رقم 16 وبعد عددين اثنين - أي حوالي سطرين فقط من كلمات السيد المسيح المبشرة له .. يقول متى : « من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم .. فأخذه بطرس إليه وابتداء بنتهره قائلاً حاشاك يارب .. لا يكون لك هذا .. فالتفت وقال لبطرس : اذهب عني با شيطان أنت معثرة لى لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس " ( 16: 21-23) .. ** فانظر كيف كان بطرس في أول الصفحة يقول له المسيح : ما حللته في الأرض احله في السماء .. ثم في آخر الصفحة يقول له : أنت شيطان .. إن التناقضات كثيرة جداً في الأناجيل .... الأستاذ إبراهيم خليل أحمد .. كان قسيساً وأستاذ العقيدة واللاهوت في كلية اللاهوت .. رئيس كنائس الصعيد كلها في مصر .. يقول .. الحقيقة أن عملنا كمبشرين كان يستند إلى سند جاء في رسالة بطرس الثانية لنؤكد أن التوراة والإنجيل كُتُب موحى بها من الله .. فكنا نقول : " لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان .. بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" .. طبعاً هذا النص الذي جاء على لسان بطرس كما جاء في رسالته الثانية .. سوف يوهم هذا النص أن الكتاب المقدس الموجود حالياً كتاب موحى به من الله .. كذلك يتناول القسيس في عمله بين المسلمين آية من آيات القرآن الكريم في سورة آل عمران تقول: " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) من قبل هدى للناس " إن القرآن دقيق كل الدقة فهو لم يذكر العهد الجديد ولا العهد القديم ولكنه ذكر التوراة والإنجيل .. ولما جاء القرآن ليذكر العهد القديم والعهد الجديد بالكتاب ماذا قال ؟ .. قال في سورة آل عمران : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ " (64). إذن عندما ذكر الكتاب كله بدأ القرآن يوجه التوجيه السليم والصحيح .. وكذلك في سورة النساء .. يقول الحق سبحانه وتعالى : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " (171) " .. وجاء في سورة المائدة أيضاً عن أهل الكتاب يقول الله سبحانه وتعالى: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ " (15) سورة المائدة . ** إذن .. لما جاءت الإشارة إلى الكتاب ، جاءت الإشارة بالتنويه إلى التصحيح. لكن لما جاءت الإشارة إلى التوراة والإنجيل جاءت الإشارة بالتصديق دون أن يذكر لا العهد القديم ولا العهد الجديد .. نخرج من هذا إلى الأناجيل ذاتها .. ولنتدبر إنجيل لوقا ذاته .. هل كان موحى به من الله ؟ أم كان تحت تأثير وحى الله سبحانه وتعالى ؟ .. يقول لوقا (1: 1-4) : " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة : رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " .. *** فهو قال : كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء .. ولم يقل موحى بها من الروح القدس .. * إن لوقا لم يكن من الاثني عشر تلميذا الذين كانوا مع المسيح .. وهذه نقطة لها وزنها في تقييم الموقف .. ثم عندما نأتي لشاول الذي أصبح يعرف ببولس فيما بعد نجد في ( الإصحاح 7: 8) من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ) يقول في فقرة 8 : " أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا " فهذا الكلام من بولس شخصياً .. وهو يريد الناس أن يبقوا مثله بلا زواج .. ثم يقول : " 10- أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب ألا تفارق المرأة رجلها " وهذا هو الانفصال دون الطلاق .. وعندما تتقدم قليلاً نجده يقول : " 12- وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب " فهو مرة يقول ربنا قال ومرة يقول أنا أقول . فكأنه على مستوى الله - سبحانه وتعالى - في الكتاب .. وأكثر من هذا فإنه يجعل المرأة المؤمنة لا مانع من أن تتزوج مشركاً .. وهذا خطر كبير على الحياة الزوجية بين امرأة مؤمنة ورجل مشرك فهو يقول: " 13- والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه " هذا كلام بولس .. هل كان هذا الإنسان متيقظاً عندما جاء ليصحح الوضع ؟ .. لكنه عندما أفاق نجده يقول : " لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر والإثم واية شركة للنور مع الظلمة ، وأي اتفاق للمسيح مع بليعال وأي نصيب للمؤمن من غير المؤمن ، وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان ، لأنكم أنتم هيكل الله الحي .. كما قال الله : إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم ليكونون لي شعباً . لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب" لقد جاء هذا الكلام في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس وجاء في ( الإصحاح 6: 14-18) .. * إذن هو في الرسالة الأولى يقول .. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهي ترتضي أن يسكن معها فلا تتركه .. أما في الرسالة الثانية فإنه يقول .. " اعتزلوا " هذا ولا شك ذبذبة في الكلام في كتب مقدسة من المفروض تصديقها تصديقاً مطلقاً ؟ نأتي إلى بولس والعذارى فتجده يقول أيضاً في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس : " وأما العذاري فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً .. فأظن أن هذا حسن بسبب الضيق الحادث أنه حسن للإنسان أن يكون هكذا " .. وأعتقد أن الظنية في الكتب المقدسة شيء رهيب جداً لا يمكن لإنسان الاعتماد عليها .. وأكثر من هذا فإن الزواج في النصرانية لا انفصام له إلا بالموت .. فإذا حدث أن تزوجت امرأة برجل وكرهت الرجل وأرادت أن تتخلص منه بأي كيفية من الكيفيات الشريفة ، تقول : لما يموت تستطيع أن تتزوج . فالإنسانة تبقى منتظرة ساعة الوفاة حتى تتخلص من الرجل الشؤم الذي كان كابوساً على حياتها .. فماذا يقول بولس : " المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تزوج بمن تريد في الرب فقط .. ولكنها أكثر دقة إن لبثت هكذا بحسب رأيي .. وأظن أني أنا أيضاً عندي روح الله ( 1 كورنثوس 7: 39-40) .. فهو لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا .. عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس فإنه يعطينا تشككاً رهيباً فيما جاء في العهد الجديد .. وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم وعندما نأتي إلى العهد القديم ونرى الألاعيب التي حدثت في العهد الجديد .. نجد أن التوراة وهي الأسفار الخمسة الأولى التي أعطاها موسى للاويين نجد الآتي : فعندما كمَّل موسي كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إليكم ليكون هناك شاهداً عليكم لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة . هو ذا وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحرى بعد موتي ، ( تثنية : 31: 24-27 ) .. فهذا سيدنا موسى يؤكد للأجيال أن اليهود شعب متمرد ليس على موسى فقط ولكنه متمرد على الله خالق شعب إسرائيل .. ففي سفر التثنية قبل الختام نجد كلاماً غريباً يقول في ( الإصحاح 34) : " فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب ودفنه في الجواء في أرض موآب " ( 5-7) .. * هل يستطيع الميت أن يكتب ؟ ** إذا كان موسى قد مات فكيف يستطيع أن يكتب هذه الأسفار ويقول أنا مت وحدث كذا وكذا .. *** إذن هذا الكلام ولا شك أنه قد زيد وأن التوراة قد كتبت في غير أيام موسى وحدث لها ما حدث .. هذا بالإضافة إلى أنه بدراسة التوراة والإنجيل دراسة تاريخية سنطمئن كل الاطمئنان إلى أن التوراة عموماً قد أبيدت .. وفي تاريخ إسرائيل نجد أن نبوخذنصر دخل بجيشه إلى الهيكل ودمره وأخذ كل المقتنيات ومن ضمنها الكتب المقدسة والأواني وذهب بها إلى بابل .. إذن ثابت تاريخياً أن التوراة التي كتبها موسى قد فقدت نهائياً .. فلما أمر كورش ملك الفرس بإرجاع بني إسرائيل إلى فلسطين أخذ عزرا ونحميا بإعادة تدوين التوراة من ذاكرتهما .. ** إننا لا نسطيع أن نصدق التوراة والإنجيل كلها .. ولا نستطيع أن نكذبها كلها .. لأن العامل الإنساني موجود في هذه الكتب . لكني كإنسان ( ابراهيم خليل أحمد ) هداني الله للإسلام .. فلقد كنت قسيساً ولم أهتد إلى الإسلام بسهولة .. فلا بد أن يكون لدي حجة قوية .. وأن الكتب من موسى إلى عيسى تنبأت بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ونجد في سورة النساء الآية (82) يقول الله سبحانه وتعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " ليس المفروض أن يكون كل الناس علماء وأن يفرغوا وقتهم للدراسة والمقارنة .. ولكني أعتقد أن ما كتبته لكم من رسائل بولس إلى أهل كورنثوس يبين وجود العنصر البشري في العهد الجديد .. هذا ونجد الرسول صلى الله عليه وسلم .. يقول إنما أنا بشر .. ولم يقل أنا إله .. فالقرآن يقول : " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ (110) " ( سورة الكهف ) ويتحدى القرآن كل المخلوقات فيقول : " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) " ( سورة الإسراء) *** إذن نستطيع أن نقطع بأن إنجيل المسيح غير موجود ؟ .. هذا مؤكد .. وهنا نسأل .. فكيف يقول القرآن الكريم : "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ (47) " ؟ سورة المائدة .. ويقول : " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا (44) " ( المائدة) .. ويقول الله تعالى : " قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) " ( آل عمران ) .. فأي توراة يقصد .. وأي إنجيل ؟ أن التوراة الموجودة مدبجة بكلام ينسب لموسى وليس كل ما فيها كلام موسي .. وكذلك الإنجيل مدبج بكلام ينسب للمسيح ولكن ليس كل ما فيه كلام المسيح .. نستطيع أن نجمل الإجابة في أن الله سبحانه وتعالى لما قال : " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " وقال : " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ " بين ربنا سبحانه وتعالى في قوله لرسوله صلى الله عليه وسلم .. " أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) " سورة المائدة. إذن المرجع الوحيد لما صح من الإنجيل .. ولما صح من التوراة .. ولما رضيه الله .. هو القرآن الكريم .. فما أثبته القرآن وأقره فهو حق .. وما نسخه القرآن فقد انتسخ .. وما رد عليه القرآن الكريم فهو باطل .. وللحديث بقية .. احوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم نبدا باستكمال عناصر قضية الصلب .. وكنا قد انتهينا ..عند مناقشة تهمة الخيانة ( 4- العشاء الأخير والتلميذ الخائن ) .. ورأينا أن الشيطان دخل يهوذا قبل العشاء الأخير حسب رواية لوقا .. لكنه حسب رواية يوحنا دخل يهوذا بعد أن أعطاه المسيح اللقمة أثناء العشاء الأخير فخرج ليتآمرعليه .. ونبدأ الآن بعنصر معروف تحت عنوان .. المعاناة في الحديقة أو آلام المسيح ومتاعبه في الحديقة .. وسوف نقرأ النص .. ودائماً أبدأ بإنجيل مرقس باعتباره أقدم الأناجيل .. ولكن أرجو أن نركز ونحن نقرأ النص الذي يصف هذه الفترة الهامة والحاسمة من حياة المسيح .. عما إذا كانت الصورة التي رسمها كتبة الأناجيل للمسيح هنا تبين أنه جاء ليبذل دمه فدية عن كثيرين .. ومن ثم كان الصلب وسفك دمه هدفاً رئيسياً لرسالته .. كما يقولون .. أم أن المسيح فوجئ بقوة الظلم تكاد تطبق عليه .. وأن حياته باتت مهددة بالخطر بشكل لم يكن يتوقعه .. ولذلك أصابته حالة من الرعب القاتل كان يود في كل لحظة من لحظاتها أن ينجو من الخطر وينقذ نفسه من الموت .. 5- آلام المسيح : ويقول مرقس : « وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى أصلي .. ثم أخذ معه بطرس ويعقوب وابتدأ يدهش ويكتئب . وقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت . امكثوا ههنا واسهروا .. ثم تقدم قليلاً وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة ان أمكن وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك . فاجز عني هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد أنا ، بل ما تريد أنت ثم جاء ووجدهم نياماً . فقال لبطرس با سمعان أنت نائم . أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة ؟ أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف . ومضى أيضاً وصلى قائلاً ذلك الكلام بعينه . ثم رجع ووجدهم نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه . ثم جاء ثالثة وقال لهم الآن استريحوا يكفي ، قد أتت الساعة ، هو ذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة ، قوموا لنذهب ، هو ذا الذي يسلمني قد اقترب » (14: 32-42 ). إن أبسط تعليق على هذا الكلام هو أنه واضح تماماً أن المسيح لم يكن يتوقع هذه المفاجأة المذهلة وهي أن أعداءه سيقتنصونه .. وطبعاً هو يعلم أنهم عندما يمسكونه فلسوف يقتلونه .. ولذلك كان يصلي في كل وقت لكي تعبر عنه هذه الساعة أو هذه المحنة أو هذه الكأس .. حتى ينجو .. ** إذن نستطيع أن نقرر - مبدئياً ـ بأن أي قول يقول أنه جاء ليبذل نفسه فدية عن كثيرين .. أو أن سفك دمه كان ضرورياً للتكفير عن خطيئة آدم أو خطايا البشر .. كل ذلك لا يمكن قبوله . *** وإذا كان عصيان آدم .. يكون تكفيره بقتل ابن الإله غصباً عن ابن الإله نفسه .. فهذه كارثة أكبر .. لأن الخطيئة تتضاعف تماماً بهذه الصورة .. بعد ذلك نذهب لمعرفة آراء العلماء ومفسرو الأناجيل يقول دنيس نينهام : لقد انقسمت الآراء بعنف حول القيمة التاريخية لهذا الجزء وجرى تساؤل عما إذا كان يعتبر في الحقيقة جزءاً من المصدر الذي روى عنه القديس مرقس .. ويؤكد آخرون أنه لم يكن في مقدور أحد أن يكون شاهداً لأغلب الحوادث المذكورة هنا .. كما لم يكن في مقدوره أن يعلم ما هي الصلاة التي صلاها يسوع وحيداً .. ولذلك فإنهم يعتبرون أن الصلاة النموذجية ( في العدد 36 ) وتكرارها ثلاث مرات إنما هي شيء مصطنع مثل القول بإنكار بطرس ثلاث مرات .. إن القرار الموثوق منه (حول حقيقة ما جرى في الحديقة ( مستحيل) .. ( تفسير انجيل مرقس ص 389-390) أما رواية لوقا عن آلام المسيح فنجد فيها ما يجعلنا نعرضها .. إذ أنها تقول : " وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون وتبعه أيضاً تلاميذه .. ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة . وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك . وظهر له ملاك من السماء يقويه . وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض . ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن .. فقال لهم لماذا أنتم نيام قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة » ( 22: 39-46 ). ويقول جورج كيرد في تفسيره لهذه الفقرات : حسب رواية مرقس ( الذي كان مصدراً للوقا ) نجد أن يسوع بدأ يكتنفه الآن الفزع والذهول وقد تحدت إلى تلاميذه عن الحزن الذي صحب استنزاف حياته وتلاشيها .. ولما كان غير قادر على رفقة أعز أصحابه ( تلاميذه ) فإنه قضى الليل في تشنجات متتالية من صلاة المكروب .. ولكن رواية لوقا المختصرة ( بالنسبة لرواية مرقس) تعطينا بقدر الإمكان انطباعاً أقوى من حالة الاضطراب التي حلت بيسوع .. فلقد أخبرنا أن يسوع هو الذي انتزع نفسه بعيداً عن أصحابه .. وأنه كان في ألم مبرح وأن عرقه صار مثل قطرات الدم .. وعندما نتذكر الشجاعة والثبات التي واجه بها الموت رجال آخرون شجعان بكل أشكاله البربرية وما كان يصحب ذلك من تعذيب مفرط .. فلا يسعنا إلا أن نتساءل عن ما هي الكأس التي كان يسوع يرجو الله - في صلاته - أن يجيزها عنه .. إن صلاة يسوع ترينا أن عذاب الشك كان أحد عناصر محنته المعقدة .. فلكم تنبأ بآلامه لكنه الآن عشية حدوثها نجده ينكص على عقبيه .. هذا .. ولما كانت بعض المراجع القديمة تحذف العددين ( 43 ، 44 ) .. اللذين يقولان : " وظهر له ملاك من السماء يقويه . وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض " ورغم وجودهما في أغلب النسخ وإلمام علماء المسيحية في القرن الثاني بهما « فإن هذا الحذف يمكن إرجاع سببه (كما يقول جورج كيرد) إلى فهم أحد الكتبة بأن صورة يسوع هنا .. وقد اكتنفها الضعف البشري .. كان يتضارب مع اعتقاده في الابن الإلهي الذي شارك أباه في قدرته القاهرة .. ( تفسير انجيل لوقا ص 243 ) .. فإذا سلمنا بأن هذا هو حقيقة ما حدث للمسيح في الحديقة فإن هذا يعني بوضوح أنه لم يكن يتوقع القتل إطلاقاً .. وبالنسبة لعذاب الشك الذي أصابه فيمكن إرجاعه إلى أنه لابد وقد اطمأن مسبقاً إلى أن أعداءه لن يتمكنوا من اصطياده ـ وهو ما سوف نعود إلى الحديث عنه بشيء من التفصيل تحت عنوان : ( تنبؤات المسيح بنجاته من القتل ) - أما وقد رأى أعداءه على وشك اصطياده .. فهناك أصابه عذاب الشك فيما إذا كان سينجو حقا أم أنهم سيقضون عليه .. 6- القبض : يقول مرقس : " وللوقت فيما هو يتكلم أقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ و مسلمه ( يهوذا ) قد أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبله هو، هو، أمسكوه . وامضوا به بحرص. فجاء للوقت وتقدم إليه قائلاً يا سيدي يا سيدى وقبله. فألقوا أيديهم عليه وأمسكوه . فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . فأجاب يسوع وقال لهم كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني ، ولكن لكي نكمل الكتب ، فتركه الجميع وهربوا ، وتبعه شاب لابساً إزاراً على عريه فأمسكه الشبان ، فترك الإزار وهرب منهم عرياناً " ( 14: 43-52) .. *** لقد كانت القبلة هي بداية عملية القبض .. ونجد هذا قد اتفق فيه متى ولوقا مع مرقس مع خلاف يسير .. أما عند يوحنا فلا مكان للقبلة .. كما أنه يعطي صورة مختلفة تماماً عما روته الأناجيل الثلاثة المتشابهة . فهو يقول : " أخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال من تطلبون ؟ أجابوه يسوع الناصري . قال لهم يسوع أنا هو. وكان يهوذا مسلمه أيضاً واقفاً معهم . فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض فسألهم من تطلبون ؟ فقالوا يسوع الناصري . أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون " ( 18: 3-8) .. لقد اتفقت الأناجيل الأربعة على شيء هام وهو أنه ابتداء من ذلك الوقت الذي كان في ظلمة الليل - لأنهم جاءوا بمشاعل ومصابيح - فقد تركه التلاميذا كلهم وهربوا .. *** أين شك التلاميذ؟ لقد سبق أن ذكرت الأناجيل على لسان المسيح قوله لتلاميذه : " كلكم تشكون فيَّ .. في هذه الليلة " ونحن هنا أمام احتمالين : أحدهما ـ أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده ، ورغم أنها ستسبب له ألماً ومعاناة .. إلا أنها ستفشل وينقذه الله من القتل الذي ينتظره على أيدي مدبريها .. ثانيهما .. أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده وتسبب له الأ ومعاناة وتنتهي بقتله .. فإن كانت الحالة الأولى .. ورأى التلاميذ ـ حسبما ترويه الأناجيل بكل وضوح - أن المسيح قبض عليه في تلك الليلة واستطاعت قوى الظلم أن تنتصر عليه وتحقق ما تريد .. فعندئذ لا بد وأن يشك التلاميذ في معلمهم الذي تنبأ لهم بنجاته .. ثم أظهرت الحوادث أمام أعينهم بعد ذلك أنه لم يحدث .. هنا فقط يحدث الشك والزلل والارتداد عن العقيدة .. ومن المعلوم أن الشك غير الإنكار .. ذلك أن اللص الذي يقبض عليه .. قد ينكر السرقة .. لكنه في الوقت نفسه أول من يعلم يقيناً أنه سرق .. فهو لا يشك في السرقة رغم أنه ينكر ذلك .. ولما كانت الأناجيل قد أظهرت جميعاً أن التلاميذ لم يشكوا في المسيح في تلك الليلة - وإنما تحدثت عن إنكار بطرس أنه من تلاميذه - فإن هذا يعني أن الأحداث سارت حسبما جاء في تلك الحالة التي تنتهي بنجاة المسيح من القبض والقتل .. أما إن كانت الحالة الثانية وهي أن المسيح تنبأ لتلاميذه بالقبض عليه وقتله .. فإن ما شاهده التلاميذ ـ حسب رواية الأناجيل أيضاً ـ هو أن ذلك ما حدث ولا محل للشك - إذن - في هذه الحالة .. ولا ريب في أن نفي الشك عن التلاميذ في تلك الليلة .. يترتب عليه بالضرورة إلحاق تنبؤات خاطئة بالمسيح .. وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدر عنه .. وهو أمر ننكره ونستنكره .. مما سبق نجد أن الأناجيل الأربعة اختلفت في قصة القبض وملابساتها : فقد روى كل من مرقس ومتى أن يهوذا قبَّل المسيح .. وروى لوقا أن يهوذا كان على وشك أن يقبله .. بينما لا يعرف يوحنا شيئاً عن القبلة .. ويذكر كل من مرقس ومتى أن تحية وكلاماً جرى بين يهوذا والمسيح .. ويصمت لوقا عن تلك التحية .. بينما لا يذكر يوحنا شيئاً عن يهوذا سوى الصمت التام بعد أن قاد القوة للقبض عليه في البستان .. وإذا صرفنا النظر عما جاء في روايتي الاثني عشر جيشاً من الملائكة .. والشاب الذي هرب عرياناً - لبقيت ثلاث نقاط أساسية لا بد من استيعابها تماماً للوقوف عندها وهي : 1- أن القبلة كانت الوسيلة الوحيدة لتعريف أفراد القوة بشخصية المسيح (حسب مرقس ومتى ولوقا ) .. بينما تم ذلك في يوحنا بعد أن أظهر المسيح ذاته إليهم بطريقة تنم عن التحدي والثبات الذي يتحلى به المجاهدون من أصحاب العقائد والرسالات .. 2- وأن حادثاً غير عادي قد وقع في تلك اللحظة .. مما اذهل أفراد القوة وجعلهم يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض .. 3- وأن التلاميذ ـ حسبما يرويه كتبة الأناجيل - لم يشكوا في المسيح ولو للحظة واحدة من تلك الليلة التي حدث فيها القبض .. ولما كانت قصة المسيح بكل تفاصيلها .. ترد دائماً إلى تنبؤات العهد القديم وخاصة سفر المزامير .. فإن المزمور 91 الذي يستشهد به كثيراً - يقول : " لأنك قلت يا رب ملجاي . جعلت العلى مسكنك " لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك . لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك . أرفعه لأنه عرف اسمي ، يدعوني فأستجيب له معه أنا في الضيق . أنقذه وأمجده من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي » ( 91:9-16 ) .. *** أليس من حق القائل أن يقول إن ملائكة الله قد حملت المسيح على أيديها في تلك اللحظة التي كادت تزيغ فيها قلوب المؤمنين .. بعد أن رأى المسيح وتلاميذه أن سلطان الظلمة على وشك أن يبتلعهم ؟ وإذا قيل : أين ذهب المسيح بعد ذلك ؟ نقول : وأين ذهب إيليا (إلياس) الذي رفع إلى السماء ؟ وفي هذا تقول أسفار العهد القديم : « وفيما هما ( إيليا وتلميذه اليشع ) يسيران ويتكلمان ، إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء . وكان اليشع يرى وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها . ولم يره بعد، - ( الملوك الثاني ( 2: 11-12) وكما سبق أن رفع أخنوخ ( إدريس) إلى السماء ، كما تقول الأسفار : "وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه . (تكوين 5: 24) .. الحق أنه من رحمة الله - سبحانه وتعالى - بالناس أن كل ما فعله المسيح من معجزات له سابقة فعلها الأنبياء قبله .. فإذا كان قد أحي أمواتاً لا يزيد عددهم حسبما ترويه الأناجيل عن ثلاثة ـ فقد أحيا واحد من الأنبياء قبله جيشاً عظيماً من الموتى .. كما أحيا غيره أفراداً ماتوا حديثاً أو بعد ان انقضى على موتهم مدة طويلة . وبالنسبة للمباركة وتكثير الطعام التي مارسها المسيح .. فإنها حدثت كذلك مع الأنبياء قبله .. وبالمثل كانت عملية شفاء المرضى التي مارسها الأنبياء السابقون .. إن هذا كله رحمة من الله بخلقه ****** حتى لا يضلوا في المسيح ويفتنوا به فيتخذونه إلهاً ***** وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم 7- المحاكمة: لم تتفق الأناجيل على عدد المحاكمات .. فسوف نكتفي بالحديث عن محاكمتين فقط .. ا- المحاكمة الأولى : أمام مجمع اليهود : يقول مرقس : " مضوا بيسوع إلى رئيس الكهنة فاجتمع ومعه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة . وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالسا بين الخدام يستدفئ عند النار . وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطليون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا ، لأن كثيرين شهدوا عليه زوراً ولم تتفق شهاداتهم .. ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني آخر غير مصنوع بأياد . ولا بهذا كانت شهاداتهم تتفق فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلاً : أما تجيب بشيء .. ماذا يشهد به هؤلاء عليك . أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء . فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له : أأنت المسيح ابن المبارك . فقال يسوع : أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء . فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال : ما حاجتنا بعد إلى شهود ؟ وقد سمعتم التجاديف . ما رأيكم ؟. فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت . فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له : تنبا. وكان الخدام يلطمون " (14: 53-65) .. يقول نينهام : ليس من السهل أن نتبين كيف نشأ هذا الجزء .. ولقد كان السؤال حول قيمته التاريخية - ولا يزال - موضوعاً يتعرض لمناقشات حيوية .. ومن الواجب أن نعرض الأسباب الرئيسية للشك في قيمته التاريخية .. ونناقشها باختصار كما يلي : 1- يصف القديس مرقس المحاكمة على أنها حدثت أمام المجمع - أي السهندرين - وهو هيئة رسمية تتكون من واحد وسبعين عضواً يرأسها رئيس الكهنة وتمثل السلطة الشرعية العليا في إسرائيل .. ولما كانت لائحة السهندرين المذكورة في المشنا تبين الخطوات التفصيلية التي يجب اتخاذها أمام تلك الهيئة .. فإن المقارنة بين تلك الإجراءات وبين ما يذكره القديس مرقس عن محاكمة يسوع .. تكشف عن عدد من المتناقضات أغلبها جدير بالاعتبار .. 2 - ولكن .. هل كان من الممكن أن يجتمع أعضاء السهندرين .. ولو حتى لعمل مثل تلك الإجراءات القضائية الرسمية التي تسبق المحاكمة في منتصف ليلة عيد الفصح .. أو إذا اعتبرنا أن تقويم القديس مرقس لاسبوع الأحداث غير دقيق .. فهل كان يمكن أن يجتمعوا في منتصف الليلة السابقة لعيد الفصح ؟ إن محاكمة رسمية في مثل ذلك الوقت تبدو شيئاً لا يمكن تصديقه .. كما يشك أغلب العلماء تماماً في عقد جلسة في مثل ذلك الوقت .. ولو لعمل تحقيقات مبدئية ( تفسير أنجيل مرقس ص 398-401) . المحاكمة الثانية أمام بيلاطس : يقول مرقس : " وللوقت في الصباح الباكر تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله وأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس . فسأله بيلاطس : أنت ملك اليهود ؟ فأجاب وقال له : أنت تقول ؟ وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً . فسأله بيلاطس أيضاً قائلاً أما تجيب بشيء. انظر كم يشهدون عليك . فلم يجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس . وكان يطلق لهم في كل عيد أسيراً واحداً ، من طلبوه . وكان المسمى باراباس موثقاً مع رفقائه في الفتنة. الذين في الفتنة فعلوا قتلاً . فصرخ الجميع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائماً يفعل لهم . فاجابهم بيلاطس قائلاً أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود . لأنه عرف ان رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً . فهيج رؤساء الكهنة الجميع لكي يطلق لهم بالحري باراباس . فأجاب بيلاطس أيضاً وقال لهم فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود ؟ فصرخوا أيضاً اصلبه . فقال لهم بيلاطس : وأي شر عمل؟ فازدادوا جداً صراخاً : اصلبه . فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجميع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعد ما جلده ليصلب " ( 15: 1-15) .. يقول نينهام : رغم أن المحاكمة تعرض لنا باعتبارها وقعت في العراء - فإن رواية القديس مرقس لا يمكن اعتبارها بأية حال تقريراً لشاهد عيان ، وفي الواقع إنها ليست تقريراً على الإطلاق . إننا لم نخطر كيف علم بيلاطس بالتهمة ( وفي العدد 2 نجده قد عرفها من قبل ) ولماذا لم يرد ذكر لحكم رسمي ( على عكس لوقا الذي يقول : " فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم " ( 23: 24 ) .. وبالنسبة لما قيل عن عادة إطلاق أحد المسجونين - فإن وجهة نظر أغلب العلماء تقرر أنه : لا يعرف شيئاً عن مثل هذه العادة كما وصفت هنا .. إن القول بأن عادة الحكام الرومان جرت على إطلاق أحد المسجونين في عيد الفصح .. وأن الجماهير هي التي كانت تحدد اسمه بصرف النظر عن جريمته .. إنما هو قول لا يسنده أي دليل على الإطلاق .. بل إنه يخالف ما نعلمه عن روح الحكم الروماني لفلسطين وأسلوبه في معاملة أهلها .. على أن محتويات الحوار بين بيلاطس والجمهور تعتبر من المشاكل أيضاً .. فيبدو منها أن بيلاطس قد وُوجِه مقدماً بالاختيار بين مجرمين أدينا .. بحيث إذا أطلق سراح أحدهما لوجب عليه إعدام الآخر .. وفي نهاية الفقرة التالية ( الأعداد 2-5 ) ) نجد أن يسوع لم يدن .. وحسبما تذكره القصة لا نجد مبرراً يمنع بيلاطس من تبرئة يسوع إذا كان قد اعتقد في براءته وإصدار عفو كذلك عن باراباس .. ونجد في رواية القديس متي لهذه القصة أن اسم ذلك المتمرد ذكر مرتين ( في 27: 16, 17 ) في أغلب النسخ على أنه : يسوع باراباس والاعتقاد الشائع أن ذلك كان القراءة الأصلية .. إن حذف كلمة يسوع من النسخ المتداولة بيننا يمكن شرحه ببساطة على أساس أنه بالرغم من أن اسم يسوع كان شائعاً في أيام المسيح .. فلم يلبث المسيحيون أن اعتبروه اسماً مقدساً يرقي عن الاستخدام العادي .. وأن أطلاقه على أحد المجرمين يعتبر مهيناً . ( تفسير انجيل مرقس ص 411-416 ). ولقد أضاف متى إلى رواية مرقس قصتين : احداهما تحكي نهاية يهوذا .. وهذا الموضوع سوف نتعرض له في حينه .. وأما الأخرى فهي الحديث عن حلم زوجة بيلاطس .. كذلك بين متى أن بيلاطس أعلن براءته من دم المصلوب بطريقة قاطعة فهو يقول : " فقال الوالي وأي شر عمل ؟ فكانوا يزدادون صراخاً ليصلب . فلما رأى بيلاطس أن لا ينفع شيئاً بل بالحرى يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلاً إني برئ من دم هذا البار ، أبصروا أنتم . فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا . حينئذ أطلق لهم باراباس . وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب " ( 27: 23-26 ) .. لكن العلماء يشكون في حادث غسل يد بيلاطس - كما يقول جون فتون - باعتبار أن ( عملية غسل اليد لتكون دليلاً على البراءة إنما هي عادة يهودية أكثر منها رومانية .. إذ يقول سفر التثنية : " يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من المدينة أيديهم ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم " ومن المستبعد جداً أن يكون بيلاطس قد عمل شيئاً كهذا .. ( تفسير انجيل متى ص 436 ) .. نكتفي بهذا القدر بالنسبة لبعض ما يقال في المحاكمات والثغرات الموجودة فيها ثم نمر بعد ذلك على عدد من العناصر التي تتعلق بقضية الصلب .. وهي لا تحتاج كثيراً للاستشهاد بأقوال العلماء .. إذ أن اختلاف الأناجيل فيها واضح لا يحتاج إلى تعليق .. 8- الصلب: أ- حامل الصليب : يقول مرقس : " ثم خرجوا به ليصلبوه . فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه وجاءوا به إلى موضع جلجثه الذي تفسيره موضع جمجمة " ( 15: 20-22 ) .. *** ويتفق متى ولوقا مع مرقس في أن حامل الصليب كان المدعو سمعان القيراوني لكن يوحنا يقرر شيئاً آخر فهو يقول : " حينئذ أسلمه إليهم ليصلب فأخذوا يسوع ومضوا به . فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة ، ( 19: 16-17 ) .. يقول نينهام : لقد كان المعتاد أن يقوم الذين حكم عليهم بالصلب .. بحمل صلبانهم بأنفسهم .. ويقرر يوحنا أن هذا كان ما حدث فعلا في حالة يسوع ولكن على العكس من ذلك نجد حسب رواية ( مرقس ومتى ولوقا) أن شخصا مجهولا يدعى سمعان القيرواني هو الذي سخره الرومان لحمل الصليب بدلا من يسوع .. وبالنسبة لموضع جلجثة فإن التقاليد التي تقول إنه يقع داخل كنيسة القير المقدس لا يمكن إرجاعها لأبعد من القرن الرابع .. كما أنها لا تزال موضع جدل . ولقد اقترحت أماكن أخرى في عصرنا الحاضر .. إلا أن القطع بواحد منها لا يزال بعيداً عن التحقيق . ( تفسير انجيل مرقس ص 422 ) .. أي أن الحديث عن القبر المقدس الذي يقول المسيحيون إن المسيح دفن فيه .. وكان سبباً من الأسباب الظاهرة للحروب الصليبية التي ادعي مشعلوها أنها قامت لتخليص ذلك القبر المقدس من أيدي الكفرة والتي استمرت أكثر من 280 عاماً ، وقتل فيها من المسيحيين والمسلمين عشرات الألوف .. ودمر فيها الكثير من المدن وأسيلت فيها دماء الكثير من الأبرياء ـ كل هذا قام على غير أساس .. ب- شراب المصلوب : يقول مرقس : " أعطوه خمراً ممزوجة بمر ليشرب فلم يقبل " ( 15: 23 ) .. ويقول متى : " أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ، ولما ذاق لم يرد أن يشرب " ( 27: 34 ) .. ج ـ علة المصلوب : يقول مرقس : " وكان عنوان علته مكتوباً : ملك اليهود " ( 15: 26 ) .. ويقول متى : " وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة : هذا هو يسوع ملك اليهود " ( 27: 37 ) .. ويقول يوحنا : " وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب .. وكان مكتوباً يسوع الناصري ملك اليهود" ( 16: 19 ) يقول نينهام : لقد اختلفت الآراء بشدة حول صحة ما كتب عن علته .. فيرى بعض العلماء أن الصيغة الدقيقة قد عرفت عن طريق شهود عيان .. بينما يعتقد آخرون أنه من غير المحتمل أن يكون الرومان قد استخدموا مثل تلك الصيغة الجافة .. وأن ما ذكره القديس مرقس بوجه خاص عن علته .. إنما يرجع مرة أخرى لبيان أن يسوع قد أعدم باعتباره المسيا. ( تفسير انجيل مرقس ص 424 ) .. *** إن اختلاف الأناجيل في عنوان علة المصلوب - وهو ما لا يزيد عن بضع كلمات بسيطة كتبت على لوحة قرأها المشاهدون ـ إنما هي مقياس لدرجة الدقة لما ترويه الأناجيل .. وطالما كان هناك اختلاف ـ ولو في الشكل كما في هذه الحالة ـ فإن درجة الدقة لا يمكن أن تصل إلى الكمال بأي حال من الأحوال .. وقياساً على ذلك نستطيع تقييم درجة الدقة لما تذكره الأناجيل من ألقاب المسيح .. وخاصة عندما ينسب إنجيل إلى أحد المؤمنين به قوله : كان هذا الإنسان باراً .. بينما يقول إنجيل آخر في نفس الوقت : كان هذا الإنسان ابن الله .. أو عندما يقول أحد الأناجيل على لسان تلميذ للمسيح : يا معلم .. ويقول إنجيل آخر : يا سيد .. بينما يقول ثالث : يا رب .. إن الحقيقة تبقى هنا دائماً محل خلاف .. د- اللصان والمصلوب : يقول مرقس : " وصلبوا معه واحداً عن يمينه وآخر عن يساره .. واللذان صلبا معه كانا يعيرانه " ( 15: 27-32 ) .. ويتفق متى مع مرقس في أن اللصين كانا يعيرانه ويستهزئان به .. لكن لوقا يقول : " وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا .. فأجاب الأخر وانتهره قائلاً : أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه . أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلناه ، وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله . ثم قال ليسوع : اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك . فقال له يسوع : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس " ( 23: 39-43 ) .. : لقد اختلفت الأناجيل في موقف اللصين من المصلوب .. هـ - وقت الصلب : يقول مرقس : " وكانت الساعة الثالثة فصلبوه " ( 15: 25) .. لكن يوحنا يقول : إن ذلك حدث بعد الساعة السادسة : " وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة . فقال ( بيلاطس) لليهود هو ذا ملككم فصرخوا خذه خذه اصلبه . فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب " ( 19: 14-16) .. يقول نينهام : منذ اللحظة التي روى فيها القديس مرقس انكار الناس ليسوع نجد أن الوقت قد خطط بعناية بحيث تكون الفترة ثلاثية الاحداث أو التوقيتات مثل : ( إنكار بطرس ثلاث مرات 14: 68 , 72 ) وقت الصلب الساعة الثالثة ( 15: 25 ) - وقت الظلمة من السادسة إلى التاسعة ( 15: 33 , 34 ) .. وفي هذا المثل على الأقل فإن الحساب يبدو مصطنعاً .. إذ أنه من الصعب أن كل ما روت الأعداد ( 15: 1-24 ) ( منذ بدء جلسة الصباح حتى وقت الصلب ) يمكن حدوثه في فترة الثلاث ساعات .. ويبين إنجيل يوحنا ( 19: 14) بوضوح أن ذلك لم يحدث .. ( تفسير انجيل مرقس ص 424 ) .. و - صلاة المصلوب يقول لوقا : " ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره . فقال يسوع : يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ( 23: 33-34 ) .. لقد انفرد لوقا بذكر هذه الصلاة التي حذفتها الأناجيل الأخرى .. بل وبعض النسخ الهامة التي تنسب للوقا أيضاً .. ويقول جورج كيرد : لقد قيل إن هذه الصلاة ربما تكون قد محيت من إحدى النسخ الأولى لإنجيل ( لوقا ) بواسطة أحد كتبة القرن الثاني .. الذي ظن أنه شيء لا يمكن تصديقه أن يغفر الله لليهود .. وبملاحظة ما حدث من تدمير مزدوج لأورشليم في عامي 70 ، 135 صار من المؤكد أن الله لن يغفر لهم .. ( تفسير انجيل لوقا ص 250 ) .. ز - صرخة اليأس على الصليب : يقول مرقس : « ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة . وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً : ( الوي الوي لما شبقتني ) الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني " ( 15: 32-34 ) .. لكن لوقا يقول : " نادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي " ( 23: 46) .. بينما يقول يوحنا: " لما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل " (19: 30) .. إن صرخة اليأس على الصليب تثير عدداً من المشاكل التي كانت ولا تزال موضع جدل بين العلماء .. فالبعض يقول : يبدو أن القديسين لوقا ويوحنا قد رأيا في كلماتهما غموضاً واحتمالا لسوء الفهم ولذلك حذفاها .. ثم استبدلها أحدهما بقوله : " يا أبتاه في يديك أستودع روحي .. بينما قال الآخر : قد أكمل .. وعلى العكس من ذلك فإن مثل هذا الرأي يفترض الراوية الذي كان شاغله الأول أن يذكر الحقيقة التاريخية ، ويسجل بأمانة للأجيال القادمة كلاماً مزعجاً يتعذر تفسيره .. ولهذا فإن أغلب العلماء المحدثين يقرون تأويلاً مختلفاً تماماً .. يقوم على حقيقة أن هذه الكلمات ( اليائسة ) إنما هي اقتباس من ( المزمور 22: 1) " إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي ؟ " وإذا أخذنا هذا المزمور ككل .. فإنه لا يمكن أن يكون صرخة بأس باي حال من الأحوال .. إنما هو صلاة لعبد بار يعاني آلاماً .. إلا أنه يثق تماماً في حب الله وحفظه من الشر .. وهو مطمئن تماماً إلى حمايته " ( تفسير إنجيل مرقس ص 427-428 ) .. ح- في أعقاب الصلب : يقول مرقس : " انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل ولما رأي قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا الإنسان ابن الله " ( 15: 38-39 ) .. ويقول متى : " وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " ( 27: 51-53) .. ويقول لوقا : " أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه فلما رأي قائد المئة ما كان مجد الله قائلاً : بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً " ( 22: 45-47 ) .. *** أما يوحنا فإنه لا يعلم شيئاً عن ذلك .. يقول جورج كيرد : إن حدوث كسوف للشمس (حسب رواية لوقا ) بينما يكون القمر بدراً .. كما كان وقت الصلب إنما هو ظاهرة فلكية مستحيلة الحدوث .. ولقد كان الشائع قديماً أن الأحداث الكبيرة المفجعة يصحبها نذر سوء .. وكأن الطبيعة تواسي الإنسان بسبب تعاسته .. ( تفسير إنجيل لوقا : ص 253 ) .. ويقول نينهام : لقد قيل إن مثل تلك النذر لوحظت عند موت بعض الأحبار الكبار وبعض الشخصيات العظيمة في العصور القدمية الوثنية وخاصة عند موت يوليوس قيصر .. ( تفسير إنجيل مرقس : ص 427 ) .. ويقول جون فنتون : لقد أضاف "متى" إلى ما ذكره مرقس حدوث الزلزلة وتفتح القبور وقيامة القديسين من الأموات وظهورهم لكثيرين في أورشليم بعد قيامة يسوع .. وكان قصده من إضافة هذه الأحداث أن يبين أن موت يسوع كان عملاً من صنع الله ) . *** الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير . وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم لقد رأينا أكثر من ثلاثين تناقضاً في موضوع الصلب .. ومعي الآن كتاب " قاموس الكتاب المقدس " الصادر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى .. ومن العجيب ان هناك خلافاً في شكل الصليب الذي استخدم .. فهذا القاموس يذكر أن هناك الصليب (x) والصليب (t) والصليب (+) .. والصليب المستخدم كرمز للمسيحية هو (+) لكن هذا القاموس يقول إن الصليب الذي استخدم كان على شكل (t) وهذا هو نص ما يقوله قاموس الكتاب المقدس .. « وللصلبان نماذج رئيسية ثلاثة .. أحدها المدعو صليب القديس أندراوس وهو على شكل (x) وثانيها بشكل (+) وثالثها بشكل السيف (t) وهو المعروف بالصليب اللاتيني .. ولعل صليب المسيح كان من الشكل الأخير (t) كما يعتقد الفنانون .. الأمر الذي كان يسهل وضع اسم الضحية وعنوان علتها على القسم الأعلى منه " .. ** فإذا كان شكل الصليب مختلفاً فيه .. إذن قوله تعالى : " وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " *** يبين لنا بوضوح أن كل ما تعلق بالصلب اشتبه أمره عليهم وغابت عنهم الحقيقة .. فهم لا يزالون مختلفين في كل ما يتعلق بقضية الصلب مثل : حامل الصليب وعلة المصلوب .. واللصان والمصلوب .. ووقت الصلب .. وصلاة المصلوب .. وصرخة اليأس على الصليب .. وما حدث في أعقاب الصلب .. وأما بخصوص الجملة : ( أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير .) فإنها تختص بإبراهيم ابن النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتي تعطي الدليل _ لكل ذي عقل سليم _ على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يجمع خرافات أو أوهاماً .. إنما يريد أن يحق الحق . فالذي حدث هو أنه لما مات ابنه إبراهيم حدثت ظاهرة فلكية وهي كسوف الشمس .. وهذا شيء طبيعي حدوثه .. لكن بعض الناس قالوا : كسفت الشمس لموت إبراهيم .. لقد مات إبراهيم .. وكسفت الشمس في نفس اليوم ... وربط الناس بين الحدثين ... فلو كان الرسول يريد التأييد ولو عن طريق الأكاذيب ... لصمت عن ذلك. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم _ برأه الله _ يرفض كل أكذوبة من كل لون لتأييده .. ولهذا صعد المنبر غاضباً وقال : " أيها الناس .. إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا ينكسفان لموت أحد أو لحياته .. فإذا رأيتهم شيئاً من ذلك .. فادعوا الله وصلوا " ط - شهود الصلب: لعل هذه واحدة من أهم عناصر قضية الصلب .. وإنها لترينا أن شهود الصلب كن نساء وقفن ينظرن من بعيد ذلك الذي علق على الصليب .. ولم تكن هناك فرصة للتحقق والمعاينة عن قرب .. يقول مرقس : " وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المحدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة .. اللواتي أيضاً تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل وأخر كثيرات صعدن معه إلى أورشليم " ( 15: 40-41 ) .. وكذلك يقول متي في ( 27: 55-56 ) .. ويقول لوقا : " وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك " ( 23: 49 ) .. ويقول يوحنا: " وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية فلما رأي يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا فال لأمه يا امرأة هو ذا ابنك " ( 19: 25 -26 ) .. ويقول جون فنتون : " لقد هرب التلاميذ عند القبض على يسوع .. ورغم أن بطرس قد تبعه من بعيد إلى فناء دار رئيس الكهنة فإننا لا نسمع عنه شيئا أكثر من هذا .. بعد إنكاره ليسوع .. إن مرقس ومتى ولوقا يخبروننا أن شهود الصلب كن نساء تبعن يسوع من الجليل إلى أورشليم .. وقد رأين دفنه .. واكتشفن القبر خالياً صباح الأحد وقابلن يسوع ( بعد قيامته ) .. ( تفسير انجيل متى ص 455 ) " ويعلق العلماء على ما قاله يوحنا عن وجود مريم أم المسيح عند الصليب بقولهم : إنه من غير المحتمل أساساً أن يكون قد سمح بوقوف أقارب يسوع وأصدقائه بالقرب من الصليب ( تفسير انجيل مرقس ص 431 ) .. كذلك تقول دائرة المعارف البريطانية تعليقاً على اختلاف الأناجيل في شهود الصلب : " نجد في الأناجيل ( الثلاثة ) المتشابهة أن النساء فقط تبعن يسوع .. وأن القائمة التي كتبت بعناية واستفاضة لا تضم والدته - وأنهن كن ينظرن من بعيد " ( مرقس 15: 40 ) .. ولكن في يوحنا نجد أن والدته مريم تقف مع مريمين أخريين والتلميذ المحبوب تحت الصليب .. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ المحبوب إلى خاصته .. هذا بينما لا تظهر والدته في أورشليم - حسبما ذكرته المؤلفات القديمة - إلا قبيل عيد العنصرة وفي رفقة إخوته (أعمال الرسل 1: 14) .. ( ج 13 ص 99 ) .. من ذلك نتبين أن شهود الأحداث الرئيسية التي قامت عليها العقائد المسيحية وهي الصلب .. والقيامة .. والظهور .. إنما كن - على أحسن الفروض - نساء شاهدن ما شاهدن من بعيد .. ثم قمن بعد ذلك بالرواية بالرواية والتبليغ .. والآن يحق لنا التعليق على أحداث الصلب فنقول : إن اعتماد كتَّاب أحد الأناجيل على ما رواه كاتب إنجيل آخر .. كان أولى به أن يوجد تألفاً بين الأناجيل .. ويمنع التناقض والاختلاف بينها .. ولكن ما حدث كان على النقيض من ذلك .. وإذا أخذنا بما ترويه الأناجيل عن الصلب وأحداثه .. لوجدناها قد اختلفت فيه من الألف إلى الياء .. ** ويكفي أن يراجع القارئ ما ذكرته الأناجيل عن حادث القبض وملابساته ـ المحاكمات - توقيت الصلب ( اليوم والساعة ) - صرخة الياس على الصليب - شهود الصلب .. كل ذلك وغيره كثير يكفي للقول بأن الأناجيل اختلفت فيما بينها اختلافاً بعيداً .. وهو اختلاف يكفي لرفضه ما يذكره أحد الأناجيل - على الأقل - إذا أخذنا برواية الإنجيل الآخر .. فأيهما نأخذ به .. وأيهما نرفضه ؟ رب قارئ درج على الإيمان التقليدي بما ترويه الأناجيل .. لا يجد مفراً الآن من أن يقول : *** " إنما العلم عند الله " نهاية يهوذا الخائن .. لقد انفرد انجيل متى - دون بقية الأناجيل - بالحديث عن نهاية يهوذا .. كذلك تحدث سفر أعمال الرسل الذي سطره لوقا عن كيفية هلاكه .. ولنرجع الآن إلى هذين المصدرين لنرى كيف هلك يهوذا .. وما إذا كانا قد اتفقا في الحديث عن هذا الجزء الخطير .. والذي له علاقة مؤكدة بقضية الصلب أم أنهما اختلفا كالعادة .. يقول متى : " حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دِيْنَ ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً : قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً فقالوا ماذا علينا ، أنت أبصر . فطرح الفضة في الهيكل وانصرف. ثم مضى وخنق نفسه . فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم . فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء . لهذا سمي هذا الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم . حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل : وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب " ( 27: 3-10 ) .. ويقول جون فنتون : " إن متى يستخدم الفترة ما بين قرار السهندرين والمحاكمة أمام بيلاطس .. في أخبار قرائه عن نهاية يهوذا .. وعند هذه النقطة نجد أن “متى” لا يتبع مرقس الذي لم يورد أي ذكر ليهوذا بعد القبض على يسوع .. ويذكر متى أن يهوذا غير رأيه بعد أن رأى يسوع قد دِيْنَ .. فأرجع النقود إلى أعضاء السهندرين واعترف لهم بجرمه .. ثم هو يضع النقود في خزينة الهيكل .. ويمضي ليخنق نفسه .. ويقول رؤساء الكهنة إنه طالما كانت تلك النقود ثمناً لحياة .. فلا يحل وضعها في خزينة الهيكل .. ولهذا يشترون بها قطعة من الأرض مقبرة للغرباء .. وهذا يحقق نبوءة يرجعها متى إلى أرميا (خطأ) ولكنها في الواقع من كتاب زكريا الذي لعب من قبل دوراً هاماً في رواية "متى" .. ولقد سجل "لوقا" موت يهوذا في ( أعمال الرسل 1: 18 ) .. وتتفق روايته مع رواية "متي" في جزء منها .. بينما تختلف في جزء آخر ".. ( تفسير انجيل متى ص 431 ) .. إننا قبل أن نذهب لمعرفة ما سجله " لوقا " عن موت يهوذا في سفر أعمال الرسل يخبرنا جون فنتون : " أنه اتفق مع "متي" في جزء من الرواية .. وخالفه في جزء آخر .. كما أن "متى" أرجع قصة حقل الدم إلى نبوءة ظنها ـ خطأ ـ من سفر أرميا بينما هي لها شبيه في سفر زكريا .. وتقول رواية "لوقا" المشار إليها - في سفر أعمال الرسل : " في تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ. وكان عدة أسماء نحو مائة وعشرين . فقال أيها الرجال الإخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقال بفم داود عن يهوذا .. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دماً أي حقل دم لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خراباً ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر" ( 1: 15-20 ) .. فعلى حسب رواية "لوقا" تجد - كما يقول جون فنتون : أن يهوذا نفسه الذي يشتري الحقل ثم هو يموت هناك .. ولهذا سمي ذلك الحقل حقل دم .. إن هذا يعني : إما أن كلاً من " متى ولوقا " كان لديه مدخلاً مستقلاً لمثل تلك القصص عن يهوذا .. أو أن "لوقا" اختصر رواية "متى" وأدخل إليها بعض التغييرات .. ( تفسير انجيل متى ص 431 ) .. *** وسواء أكان هذا أو ذاك .. فإن هذا واحد من بين مئات الأدلة على أننا نتعامل مع كتب مؤلفة بكل معنى الكلمة .. لا علاقة لها بوحي الله .. إن ما اتفق عليه ”متى ولوقا" - وصمت عنه مرقس ويوحنا ـ هو أن يهوذا الخائن قد هلك في ظروف مريبة .. لكن روايتهما اختلفت في ثلاثة عناصر هي : الأول ـ يتعلق بكيفية موته .. وفيها يروي "متى" أن يهوذا قد انتحر بخنق نفسه .. بينما يروي "لوقا" أنه مات ميتة دموية .. انشق فيها وسطه وانسكبت جميع أحشائه .. الثاني - ويتعلق بمشتري الحقل .. فيروي "متى" أن رؤساء الكهنة هم الذين اشتروه .. بينما يروي "لوقا" أن يهوذا كان هو الشاري .. الثالث - كذلك اختلفت روايتا "متى ولوقا" في سبب تسمية الحقل باسم : حقل دم .. فرواية "متى" ترجع ذلك لكونه اشتري بنقود كانت ثمناً لبيع دم برئ .. بينما يرد "لوقا" تلك التسمية إلى الميتة الدموية التي ماتها يهوذا .. إن ما ذكره "متى ولوقا" عن هلاك يهوذا لا يعني إلا شيئاً واحداً هو : ***** أن يهوذا قد اختفي في فترة الاضطراب التي غشيت أحداث الصلب وملابساته .. وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 05-26-2020 الساعة 12:45 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 195
|
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا ع المقاطعه والازعاج بس ابغى اسالك عن مشعل وينه طمنا عليه الله يرضى عليك.. محد يعرف مشعل غيرك الله يسعدك طمنا عليه |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]()
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله ابشرك الرجال بخير .. وكل وقته ذكر وصلاة وقراءة القرآن .. وان شاء الله قريبا يرجع المنتدى .. التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 06-01-2020 الساعة 01:05 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم تنبؤات المسيح بآلامه .. لقد تأثرت الأناجيل - التي كُتب أقدمها وهو إنجيل مرقس بعد أن بدأ كتابة رسائله بأكثر من 15 سنة - بنظرية سفك دم المسيح فدية عن كثرين .. تلك التي روج لها بولس وجعلها إنجيله الوحيد الذي يبشر به .. فهو يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس : " إني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً " ( 2: 2 ) .. ولما كان من المتوقع أن يتحدث المسيح عن آلامه ورفضه باعتبارها ظواهر اقترنت دائماً بحمل رسالات السماء .. فإنا نجد إنجيل مرقس يضع ما يمكن اعتباره أساساً لكل ما قيل عن التنبؤات بالآلام المرتقبة .. فهو يروي حديث المسيح لتلاميذه : " كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيراً ويرذل " ( 9: 12 ) .. ولقد طور متى هذا القول فجعله تنبؤاً بصلب المسيح إذ يقول على لسانه : " ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت . ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه " ( 18: 19 ) .. ومن المعلوم أن إنجيل مرقس كان مصدراً رئيسياً لـ "متي" .. ومن المعلوم كذلك أن إنجيل متى هو الإنجيل الوحيد الذي نسب للمسيح تنبؤه بالقتل صلباً ولقد رأينا فيما سبق كيف طور "متى" ما قيل عن آية يونان .. فقد بدأها مرقس بقوله : " خرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية ؟ الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية " ( 8: 11-12 ) .. ولقد طورها لوقا فقال : " وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل " ( 11: 29-30 ) .. *** أما متى ـ الذي اعتمد على مرقس وكتب إنجيله بعد لوقا أيضاً ـ فإنه حول ذلك القول الذي ينسب للمسيح بما قدمه من إضافات وتعديلات .. إلى نبوءة خاطئة .. وذلك في قوله : " حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية فأجاب وقال لهم : جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال " ( 12: 38-40 ) .. ولقد بينا خطأ هذه النبوءة عند الحديث عن التنبؤات التي استحال تحقيقها .. يبقى بعد ذلك ما ينسب للمسيح من قوله إن ابن الإنسان سوف يتالم كثيراً ويرفض من جيله ** ماذا يعني قول كهذا ؟ يقول تشارلز دود : لقد سجلت أقوال بأن يسوع تنبأ بأن الآلام تنتظره هو وتابعيه .. وغالباً ما استحسن ذلك الاعتقاد في أن الإنذار بموته - وهو القول الذي تكرر ذكره منسوباً ليسوع في الأناجيل - إنما هو تنبؤ خرج من واقع الأحداث .. أي بعد وقوعها ( حيث عاصر جيل المسيح اختفاءه فجأة وقتل شخص على الصليب لم يسمح لتلاميذه بالاقتراب منه ) .. ( من كتاب أمثال الملكوت ص 41-47 ) .. إن رجال الكنيسة لم يستطيعوا الاعتقاد بأن ربهم كان جاهلا بما كان ينتظره .. ويمكن التسليم صراحة بأن دقة بعض هذه التنبؤات قد ترجع إلى ما عرفته الكنيسة من حقائق فيما بعد .. وفي الواقع إن الانطباع الذي نخرج به من الأناجيل ككل هو أن يسوع قاد أتباعه إلى المدينة بمفهوم واضح هو أن أزمة تنتظرهم هناك .. وقد يصيبه وأتباعه بسببها آلام مبرحة .. وإن الفقرة المتميزة في هذا المقام هو ما ذكره مرقس في ( 13: 35-40 ) .. " عندما تقدم أبناء زبدي إلى المسيح طالبين مشاركته المصير والملكوت فقال لهما : أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا .. وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ فقالا له : نستطيع . فقال لهما يسوع : أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ أنا تصطبغان .. " ** فنجد هنا أن ابني زبدي قد تأكدا أنهما سيشربان الكأس التي يشربها سيدهما ويصطبغان بصبغته .. إن مفهوم الكلام هنا لا شك فيه .. وبالنسبة للتنبؤ بمشاركة الأخوين ( ابني زبدي ) لسيدهما مصيره فإنها تعتبر واحدة من التنبؤات التي لم تتحقق بمعناها الطبيعي .. وبما أن الصليب كان هو الوسيلة الوحيدة المألوفة للإعدام تحت حكم الرومان فإن ما توحي به تلك الفقرة هو أنه أراد تهيئتهم لا من أجل المعاناة فقط .. بل للموت .. وما من شك في أنه يمكن قبول الرأي الذي يقول بأن التنبؤات التي نجدها في الأناجيل ليست أكثر من انعكاس لتجارب الكنيسة الأولى التي تكونت فيها التعاليم المسيحية .. ومن المؤكد أن بعضاً من هذه التنبؤات - على الأقل - قد كونتها تلك التجارب .. وفضلاً عن ذلك تظهر بعض الآثار لتنبؤات نسبت ليسوع ولم تتحقق .. تنبؤات المسيح بنجاته من القتل ... المسيح يرفض كل محاولة لقتله : منذ أن بدأ المسيح دعوته .. حتى آخر يوم فيها نجد أن الأناجيل تذكرنا بين الحين والحين برفضه فكرة قتله واستنكارها تماماً .. ثم هو قد عمل كثيراً لإحباط جميع المحاولات التي رآها تـبـذل من اليهود .. يقول إنجيل يوحنا ( 7: 16-19): " أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي .. بل للذي أرسلني لماذا تطلبون أن تقتلوني .. ؟ يوحنا " 8: 37- ...... 40- لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني .. وأنا إنسان قد حدثكم الحق الذي سمعه من الله . هذا لم يعلمه أبراهيم " ** ولأن المسيح إنسان عادي ككل البشر فإنه يجهل ما يخبئه له القدر .. ولذلك اتخذ من الاحتياطات ما يجنبه الوقوع في براثن أعدائه من اليهود . ولو كان يعلم أنهم سيقبضون عليه في يوم معين .. (( فلم )) _ إذن _ تلك الإحتياطات ؟؟ يقول إنجيل يوحنا (7: 1) : " وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل. لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه . ويقول يوحنا ( 11: 53- 54) : " فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. لم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البريية .. ) . ** هذا ونكتفي الآن بذكر عدد من التنبؤات الواضحة التي قالها المسيح بنجاته من القتل .. والتي تتفق وتلك الإحتياطات التي اتخذها للمحافظة على حباته .. 1- حدث ذات مرة في إحدى محاولات القبض عليه أن : ( " أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدماً ليمسكوه. فقال لهم يسوع : أنا معكم زماناً يسيراً بعد .. ثم أمضي للذي أرسلني ** ستطلبوني ولا تجدونني .. وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن أن تأتوا. " ( يوحنا 7: 32 – 34 ). ***** لا أظن أحداً يشك في وضوح هذا القول الذي يعني أن اليهود حين يطلبون المسيح لقتله فلن يجدوه لأنه سيمضي للذي أرسله .. أي سيرفعه الله إليه كما سبق أن رفع (( أيليا)) ( إلياس عليه الصلاة والسلام ) وشاهده تلميذه اليشع ( اليسع ) وهو صاعد إلى السماء .. 2- وفي موقف آخر من مواقف التحدي بين المسيح واليهود .. أكد لهم نبوءته السابقة وان محاولاتهم ضده ستنتهي برفعه إلى السماء . يقول يوحنا " " قال لهم يسوع أيضاً أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم ** حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ؟ فقال اليهود ألعله يقتل نفسه حتى يقول حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ؟ فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي .. بل أتكلم بهذا كما علمني ( والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي ) لأني في كل حين أفعل ما يرضيه " ( 8: 21-29 ) .. *** لكن ذلك المصلوب صرخ يائساً على الصليب قائلاُ : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ 3- ولقد كانت آخر أقوال المسيح لتلاميذه في تلك اللحظات التي سبقت عملية القبض مباشرة .. وهو تأكيده لهم أن الله معه دائماً ولن يتركه : " هو ذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحداً إلى خاصتهِ وتتركوني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معي لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " ( يوحنا 16: 32-33 ) .. ***** ومن المؤكد أن ذلك المصلوب قد تركه إلهه .. كما قال بلسانه في صرخته اليائسة .. ومن المؤكد كذلك أن ذلك المصلوب قد غلبه أعداؤه وقهره الموت وأخضعه لسلطانه .. 4- وفي آخر مواجهة عاصفة حدثت بين المسيح والكهنوت اليهودي كان قوله : " لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولا مبارك الآتي باسم الرب ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل " ( متى 23: 39 , 24: 1 ) .. *** إن التحدي في هذا القول واضح .. ذلك أن المسيح يؤكد لأعدائه أنهم لن يروه منذ تلك الساعة حتى يأتي في نهاية العالم ( بقوة ومجد كثير) .. ***** لكن ذلك المصلوب رآه الكهنوت اليهودي أسيراً في قبضته أثناء المحاكمة .. ثم رأوه بعد ذلك معلقاً على الخشبة قتيلاً قد أسلم الروح والمشيئة .. ولم يبق منه إلا جسد خامد فقد نبض الحياة .. واستعير لغة المسيح في الإنجيل .. فاقول : "من له أذنان للسمع فليسمع .. ومن يسمع فعليه أن يعقل .. " وللحديث بقية .. اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() ![]() |
|
|
![]() |
![]() |