![]() |
![]() |
|
|
|
|
#1 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
بسم الله الرحمن الرحيم حفلات الزار تحدث المـلا طـويلاً عـن فـضل العـزاء والتطبـير واللطـم وخـتم حديثـه بقولـه: قومـوا إلى العزاء مأجورين .. بـدأ الـرادود بالإنـشاد وبـدأت مراسـم العـزاء .. وتوسـط الجميـع الحـسينية مـا عـدا اثنـين أحدهما أنا .. فقد خجلت من نفسي ولم تسمح لي كرامتي أن أضرب صدري بهذا الشكل .. وأما الشخص الآخرفهو الشيخ نفسه .. والسؤال المهم: لماذا يا مولانـا العزيـز؟ هـل أنـت أيـضاً تحـس بالخجـل مـن نفـسك ولا تـسمح لـك كرامتـك بهـذا؟ ألم تتحـدث قبـل قليـل عـن فضل العزاء واللطم؟! في منتصف الساحة وقف رجل عجوز يلطم نفسه وصـدره .. بيـنما ذلـك الـشيخ يجلـس في صدرالحسينية يتفرج على ما فعلت يداه! حزنت كثًيراً !! ٌ رجل طاعنٌ في السن في أواخر حياتـه يلطـم نفـسه وهـو يعتقـد أنـه يـؤدي عبادة وقربة إلى االله .. من يتحمل ذنب هؤلاء؟! لقد توقفت منذ فترة طويلة عن إتيـان مثـل هـذه المجـالس .. وقـد دفعنـي الفـضول وحـب معرفة المستجدات للمجيء اليوم .. لكن ليتني لم آت كي لا أشاهد ذل البشرية .. ** هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يلطم نفسه هكذا ؟! هل يقبـل هـذا عـلى أمتـه ؟! هـل فعلهـا أحـد مـن الأئمة عليهم السلام ؟! ألم تكن وصية الإمام الحسين عليه السلام لأخته زينب : " يا أخية ، إني أقسمت فـأبري قـسمي ، " لا تشقي علي جيباً ولا تخمشي علي وجهاً، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت " .. الإرشاد للمفيد ( 2/94 ) بحارالأنوارللمجلسي ( 45/3 ) بل قال جد الإمام الحسين عليه السلام الرسـول الأعظـم صلى الله عليه وسلم للـسيدة الزهـراء : " إذا أنـا مت فلا تخمشي وجهاً ولا ترخي علي شعراً ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليَّ نائحة " ( الكافي للكليني ( 5/527 ) ، وسائل الشيعة للحرالعاملي ( 3/272 ). هم مصرون على هذه الطقوس .. لأنهـا فقـط وفقـط تـدعم مراكـزهم .. يتحـدثون منـذ بـدء الخليقة عن مقتـل الإمـام الحـسين عليه السلام وعـن معجزاتـه وقدراتـه الخارقـة .. ولم يتحـدثوا يوماً عن سيرته قبل ذلك .. لم يتحدثوا عـن زهـده وعبادتـه لـرب النـاس .. بـل يتحـدثون عـن جـواز دعائه من دون االله .. لم يتحـدثوا يومـاَ أن الإمـام الحـسين عليه السلام شـارك في فـتح أفريقيـا وجاهـد مـن مـصر إلى المغرب .. لا يـذكرون إلا مولـده ومقتلـه وكـأن الإمـام الحـسين عليه السلام ولـد فقتـل ولم تكـن لـه حيـاة زاخرة بالإنجازات .. لا يهمهم كل ذلك.. ما يهمهم مرقد الإمام الحـسين عليه السلام ومـا يجلبـه مـن أمــوال .. مــا يهمهــم اســتثمارمأســاته.. مــا يهمهــم الــسيطرة عــلى عقــول النــاس البــسطاء واسـتغلالهم مادّيـا.. مـا يهمهـم اسـتمرار تـدفق النـاس للأضرحـة وبالتـالي تـدفق الأمـوال في أرصدتهم .. ما يهمهم استمرارمسيرات التطبير والعويل .. ليس حباً في الحسين عليه السلام بل حبـاً في أطباق الثريد .. البعض حاول إيجاد منفذ شرعي لمثل هـذه الأفعـال فقـال: إن النبـي صلى الله عليه وسلم بكـى عـلى ابنـه إبراهيم حين مات وعلى عمه الحمزة عليه السلام حين استشهد .. النبي صلى الله عليه وسلم بكى .. فمـن قـال لـك: لا تبـك .. لكـن يـامولانـا .. هـل صـارالنبـي صلى الله عليه وسلم يلطـم نفسه كل عام في ذكرى موت ابنه أو عمه ؟! ** هل دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس لمسيرات وأمرهم بلطم وجوههم وصدورهم حـين مـات ابنـه أو في ذكرى موته كل عام؟ هل قال: إن اللطم عبادة يؤجرفاعلها ؟ *** هل دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس لمسيرات وأمرهم بلطم وجوههم وصدورهم حـين مـات ابنـه أو في ذكرى موتهكل عام؟ هل قال: إن اللطم عبادة يؤجرفاعلها؟ إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل بهذا .. فهل يحق لأحد إضافة عبادات على ذوقه لم ينزل االله بها من سلطان ثم يقول للناس: االله سيثيبكم على هذا الفعل .. وكأن تحديد الثواب والعقاب والتشريع بيد البشر؟! ثم ما قيمة الصبر على المصيبة .. وهل ذكر الصبر في القرآن عبثًا ؟! " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) سورة البقرة . تأمل.. صلوات.. ورحمة.. وهداية.. لمن ؟! للصابرين .. إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم الذي اكتمل الدين على يديه وحدد العبـادات بالتفـصيل لم يقـل بهـذا .. فهل يعرف الـشيوخ في الإسـلام أكثـرمـن النبـي صلى الله عليه وسلم والأئمـة عليهم السلام ليقولـوا: إن هـذه عبـادة يؤجر صاحبها ؟! هل أنزل االله عليهم وحياً ليضيفوا للإسلام عبادات جديدة ؟! " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) " سورة النحل . |
|
|
|
|
|
#2 |
|
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
|
مابين مواكب العزاء ومصاصي الدماء ..
في إحدى المرات كنت أتحدث مع أحد المسيحيين على " الماسنجر " فقال لي : ماذا تعرف عن المسيح؟ فقلت له: كلمة الله ونبي من أولي العزم .. فقال: هذا لديكم .. فقلت: ما الصحيح في نظرك إذن ؟ قال: ابن الله _ تعالى الله عما يقول_ وأتى لافتداء خطايا البشر .. فقلت: ولماذا يعاقب بذنب غيره ؟ فقال : لو فرضنا أنك متهم ويفترض دخولك السجن أليس لدى أبيك من فرط حبه لك استعداد لتحمل ذلك عنك ؟ قلت : لنفرض استعداده.. المهم .. هل هذا عدل أم لا ؟! لو كان القاضي عادلاً فهل سيحكم بأن يسجن أبي لأنني أنا مجرم ؟! ثم لو كان المسيح قد أخذ ذنبي وذنب غيري فلماذا لا أفسق وأفجر وأفعل ما يحلو لي؟! فقد حمل المسيح ذنبي وانتهى الأمر .. فقال: هل لو سجن أبوك بذنب فعلته أنت سوف تزيد من معاصيك؟ قلت: ألم يتحمل هو العقوبة وانتهى الأمر .. فسادي لن يزيد من عقوبته وصلاحي لن يخفف عنه العقوبة! ولن أعاقب مهما فعلت فقد تحملها هو وخلصنا .. لا تحاول إيجاد مبررات وأعذار واهية .. لكي يستقيم الأمر يجب أن يتحمل المرء نتيجة أفعاله هو ولا يتحملها عنه غيرهو .. حين انغلقت المسالك في وجهه وضع حضراً عليَّ وبعدها بفترة أرسل لي بريداً إلكترونياً فيه صور العزاء والتطبير وصور الناس الذين تسيل الدماء على وجوههم وأجسادهم .. وقال: شاهد تخلف الإسلام .. هؤلاء هم المسلمون .. ومن ضمن الصور صور أطفال لم يتعدوا العام أو العامين قد أحدثت أمهاتهم جراحاً في رءوسهم بالسكين كي تسيل دماؤهم من أجل الإمام الحسين عليه السلام .. فاحترت بماذا أجيبه! فأرسلت له بريداً قلت فيه: إذا كان هناك سائق متهور يجتاز الإشارة الحمراء ويقود بتعجرف فليس العيب في السيارة .. وليس العيب في قوانين السير .. لأن قوانين السير لم تفت بجواز ذلك .. بل إن من يفعل ذلك تعاقبه القوانين .. فهذا السائق إما أنه لا يعرف القوانين .. وإما أنه يعرفها لكن خالفها .. وفي الحالين هو المخطئ لا القوانين .. وهناك مئات الروايات عن الأئمة التي تنهى عن مثل هذا الفعل ومنها : عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: " لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي ولكن الناس لا يعرفون " ( الكافي للكليني { 3/226 } .. وسائل الشيعة للحر العاملي { 3/273 } ) ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب " { بحار الأنوار للمجلسي ( 9/73 ) .. مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ( 2/452 ) } وقد صرح الشيخ التيجاني بحرمة ذلك فقال : " والحق يُقال: إنّ ما يفعله بعض الشيعة من تلك الأعمال ليست هي من الدين في شيء .. ولو اجتهد المجتهدون .. وأفتى بذلك المفتون ليجعلوا فيها أجراً كبيراً وثواباً عظيماً .. وإنما هي عادات وتقاليد وعواطف تطغى على أصحابها فتخرج بها عن المألوف وتصبح بعد ذلك من الفولكلور الشعبي الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء في تقليد أعمى وبدون شعور.. بل يشعر بعض العوام بأنّ إسالة الدم بالضرب هي قربة لله تعالى .. ويعتقد البعض منهم بأن الذي لا يفعل ذلك لا يحب الحسين " وقال أيضاً: " لم أقتنع بتلك المناظر التي تشمئز منها النفوس وينفر منها العقل السليم .. وذلك عندما يعرّي الرجل جسمه ويأخذ بيده حديداً ويضرب نفسه في حركات جنونية صائحاً بأعلى صوته: حسين .. حسين .. والغريب في الأمر والذي يبعث على الشك أنك ترى هؤلاء الذين خرجوا عن أطوارهم وظننت أنّ الحزن أخذ منهم كل مأخذ إذا بهم بعد لحظات وجيزة من انتهاء العزاء تراهم يضحكون ويأكلون الحلوى ويشربون ويتفكهون وينتهي كل شيء بمجرد انتهاء الموكب .. والأغرب أنّ معظم هؤلاء غير ملتزمين بالدين .. ولذلك سمحت لنفسي بانتقادهم مباشرة عدة مرات وقلت لهم : إنّ ما يفعلونه هو فلكلور شعبي وتقليد أعمى .. ثم بيَّن أن الإمام علي والحسن والحسين والسجاد عليهم السلام لم يفعلوا ذلك .. والإمام السجاد عليه السلام حضر محضراً لم يحضره أحد من الناس وشاهد بعينيه مأساة كربلاء التي قتل فيها أبوه وأعمامه وإخوته كلهم .. ورأى من المصائب ما تزول به الجبال ولم يسجل التاريخ أن أحد الأئمة عليهم السلام فعل شيئاً من ذلك .. أو أمر به أتباعه وشيعته .. ( كل الحلول عند آل الرسول {148 – 151 } ) .. التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 10-22-2020 الساعة 09:22 PM |
|
|
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |