العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-29-2016, 05:59 PM   #1
فاتن المهندس
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2016
المشاركات: 4
افتراضي


طرح مميز جزاكم الله خيرا

فاتن المهندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-2016, 09:02 PM   #2
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
افتراضي

الاخت الفاضلة " فاتن المهندس " شاكر لكي على المرور وجزاك الله خيرا


قراصنة الأدب والفكر

" اقتحم علىً مكتبي " نعم .. إنني أسمَّي تلك الطريقة التي دخل بها عليّ اقتحاماً ، لأنه لم يستأذن ، ولم يسلّم .. بل دخل فجأة .. قائلاً :

أنا ما أتيتك مسلّماً .. ولا معبراً عن إعجابي بما تكتب .. وكنني جئتك معبراً لك عن ضيفي بكل حرفٍ تكتبه .. وبكل بيتِ شعر تصوغه .. أنت لا تكتب شعراً .. انما تكتب مواعظ وتنظم نظماً .. إنك تشكّل عائقاً من عوائق الأدب الحديث الذي يحاول أن يتخلّص من قبضة الأشكال القديمة .. والأفكار القديمة ..

أرجوك أن تتوقف .. أن تريحنا من نظمك ، ونثرك .. وأفكارك التي تريد أن تعيدنا بها إلى القرون الأولى .. نحن يا صاحبي في القرن العشرين .. لعلّك لا تعرف ذلك .. أنت لست بناثرٍ ولا شاعر .. هذا ما أردت أن أقوله لك ...

كان ثائراً .. غاضباً .. في احمرار وجهه دليل على بركان من الغضب .. كان يرسل حممه كلمات قاسيةً غاضبة ... لقد فاجأني حقاً .. وأثار غضبي .. وأشعل في داخلي شعوراً عارماً بالضيق والتبرُّم مما قال .

شعوراً كاد يحملني على إن أكيل له الصاع صاعين .. ولكنني تمالكت .. واستطعت أن أفتح للصبر نافذةً هبَّ منها نسيم الهدوء على قلبي .. كنت أتأمل ملامحه وحركت يديه .. فأرى أنني أمام مراهقَ حانق .. نعم .. لقد قدّرت سنَّه بما لا يتجاوز الثامنة عشرة وانتصرت على سورة الغضب .. وأصغيت إليه حتى أتمَّ كلامه .. أتمّه والانفعال ما زال يملك عليه مشاعره .

قلت له بهدوء : اجلس حتى نتحدث .

قال لي :

لن أجلس .. ماذا تريد أن تقول لي ؟

أنا لا أريد أن أسمع من أمثالك !

أنتم ليس لديكم إلا المواعظ .. الإسلام .. الإسلام .. كل شيء تقولونه .. تدخلون فيه الإسلام ... أسألك سؤالاً صريحاً ... ما علاقة الإسلام بالأدب .. الإسلام صلاة وصيام وما شابهها .. والأدب شيء آخر .. الإسلام قيد .. والأدب لا يقبل القيد .. بل إني أسألك سؤالاً أكثر صراحة ..

ما أهمية الإسلام لنا في هذا الزمان ؟

أنا لا أرى له تلك الأهمية التي تتحدثون عنها !

هنا شعرت بأن أعماقي تغلي .. وبأن الغضب قد ملك علىَّ جوانب نفسي .. لابد من الردّ بقسوة وعنف لا هوادة فيها .. لقد تجاوز الأدب والشعر .. وأصبح يهمس الدين والعقيدة .. إلى فليذهب الاتزان والهدوء إلى غير رجعة .. كان يتحدث وأنا أفكر في الطريقة التي أبدأ بها في الردّ عليه .. هل أبدأ بالصراخ في وجهه المحمرّ الغاضب .. أم أبدأ بلطمه قوية تعيد إليه وعيّه !!..

لم أسمع في حينها صوتاً آخر في نفسي يناديني إلى الهدوء .. بل كنت أصغي على أصوات صاخبة تقول لي :

واجه هذا الشاب الطائش بما يستحق .. لم تكن لديَّ عصا .. لا بأس ... يمكن أن يقوم العقال الذي يحيط برأسك مقام العصا .. حقاً أصبحت في تلك اللحظة مهيَّئاً للمعركة .. وإني لفي تلك الحالة إذْ ارتفع صوت المؤذن لصلاة العشاء ..

" الله أكبر .. الله أكبر "

ما أروع هذا الصمت .. لقد انسكب في عروقي عبر مسامعي راحةً وهدوءاً ..

" الله أكبر "

من كل هذه الأوهام التي ينطق بها هذا الفتى المسكين .. وشعرت في لحظتها بشفقة عليه .. وانتقلت فجأة

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-20-2016, 07:53 PM   #3
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 388
افتراضي

وشكرا لكما ..

من حالة الغضب الشديد إلى حالة الحرص على إنقاذ هذا الفتى الذي يتلاعب به الشيطان ..

قلت له .. اجلس يا أخي .. لقد سمعت كلامك .. فأعجبني فيك صدقك في نقل ما تشعر به دون كذبٍ ولا تزويق .. أنت رجل صريح في عصر فقدت فيه الصراحة .. وأصبح الناس فيه .. " _ غالباً _ يبطنون ما لا يظهرون .. أنت فتىً صادقٌ في التعبير عن نفسك .. وكفى بهذه الصفة دليلاً على اتفاق مخبرك ومظهرك .

_ الحمد لله _ لقد قرأت آثار المفاجأة على وجهه .. نعم فوجىء بهذا الموقف المتسامح .. بل شعرت أنه قد أصيب بقدرٍ لا بأس به من الحياء .. وبعد تردُّد جلس قائلاً :

نعم .. ماذا تريد أن تقول ؟

قلت له .. أريد أن أعرف أسمك أولاً ...

وسكت قليلاً ثم قال .. عبدالله بن ...... وبادرته بعد أن سمعت أسم عائلته بقولي .. ما شاء الله من عائلة طيبة .. وأعرف منها أشخاصاً طيبين .. منهم الأستاذ " فلان " .. وما إن ذكرت أسم ذلك الرجل .. حتى ثارت ثائرته ، وقال بشدة :

هذا معقّد ! .. ولم أناقشه فيما قال .. فقد فهمت أن في حياته مشكلةٌ قد دفعته إلى هذا الانحراف .

قلت له مبتسماً .. يا عبدالله أنت تعيش في مجتمع تختلف مشارب الناس فيه فلا تظن الناس جميعاً مثلك .. لابد أن يتحمل أهل الوعي غيرهم ممن هم أقلّ وعياً .

كنت أتابعه بنظري .. لقد انفجرت أسارير وجهه .. لا شك أنه فوجىء .. كان يظن أن موقفي سيكون على غير ما يرى .. بل أنه عبّر عن ذلك بقوله :

على أي حال انا آسف كنت قد تحدثت معك بانفعال .

قلت له .. لا عليك .. يهمني الآن أن تشعر بأنك أمام أخ لك يريد أن يناقشك فهل أنت مستعد .

قال : نعم ..

قلت له .. سنشرب الشاي ولكن بعد الصلاة .

قال : لا أستطيع الصلاة .

قلت له .. لماذا لا تحاول .. ما الذي يمنعك من ذلك ؟ .. لم يزد على أن قال :

أنا أستأذنك الآن وسوف أعد إليك بعد الصلاة ..

قلت له مبتسماً .. لابد أن تعود فإني وكوب الشاي في انتظارك ... بعد صلاة العشاء بقليل .. جاءني .. كان هادئاً هدوءاً عجيباً قال لي :

عذراً أشعر أنني قد أسات الأدب معك .. قلت له .. لا تفكر في هذا الأمر .. إني أعذرك حقاً .. ولا أجد في نفسي عليك شيئاً ..

كنت _ لحضتها _ أسائل نفسي .. يا ترى ماذا كان سيحدث لو استجبت لصوت الغضب ؟

قلت لصاحبي .. هل أنت مستعد للمناقشة ؟ قال .. نعم .. وابتسم .. وشرب الشاي وبدأت المناقشة .



AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir