![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 | |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() اقتباس:
لم تكن تتوقع السؤال .. وقبل أن تجيب قلت لها : هل لك عقل تفكرين به .. وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها .. وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل . هل أنتِ مسلمة ؟! هنا تغيَّر كل شيء .. أسلوبها في الحديث تغيَّر .. جلستها على المعقد تغيَّرت ... قالت : هل تشك في أنني مسلمة ؟! إني _ بحمد الله _ مسلمةٌ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ... لماذا تسألني هذا السؤال .. إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد .. إني أرفض أن تتحدًّث بهذه الصورة ... وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم .. لم أعلق على كلامها بشيء .. بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها .. ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب .. " كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل .. يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله .. ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من الحوار بيني وبين مجاورتي في المقعد .. ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها _ كما أخبرتني فيما بعد _ ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني : أتشك في إسلامي ؟ قلت لها : ما معنى الإسلام ؟! قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال ! قلت لها معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمام النضج ، تُلوّن وجهَها بالأصباغ .. وتصفّفُ شعرها بطريقة جيدة .. وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها .. فإذا رحلت خلعتهما وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً .. نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان .. فمن قال إنك طفلة ... ...؟! قالت : لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟ قلت لها : ما الإسلام ؟... قالت : الدين الذي أرسل الله به محمداً صلى الله عليه وسلم .. قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار " الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك " . قالت أي والله ذكرتني .. لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة ! قلت لها : ما معنى " الانقياد له بالطاعة ؟ سكتت قليلاً ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلّط علىَّ بهذه الصورة .. لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسيء إليك ؟ قلت لها : عجباً لك .. لماذا تعدّين حواري معك إساءة ؟ .. اين موطن الإساءة فيما أقول ؟ قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ... أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني ... ولكن بطريقة غير مباشرة .. قلت لها : ألست مسلمة ؟ قالت لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك .. وأرجوك ألا تتحدّث معي مرة أخرى . قلت لها : أنا متأسف جداً ... وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا .... ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنّى فيه صاحبه على الإسلام ويقول : أنه دين الإرهاب ... وإن أهله يدعون إلى الإرهاب .. وقلت في نفسي : سبحان الله .. المسلمون يذبّحون في كل مكان كما تذبح الشّاه .. ويقال عنهم إنهم أهل الإرهاب ... وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير .. وصورة مسلمة تحمل طفلاً .. وعبارةً تحت صورتها تقول : إنهم يهتكون أعراضنا .. ينزعون الحجاب عنّا بالقوة .. إن الموت أهون عندنا من ذلك ... نسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ... وفوجئت بها تقول .. |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]()
: ماذا تقرأ ؟ ....
ولم أتحدث إليها .. بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نُقلت عنها ... سادت الصمت وقتاً ليس بالقصير .. ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام .. واستمر الصمت .. وبعد أن تجوَّلتُ في الطائرة قليلاً رجعت إلى مقعدي .. وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلةً : ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة !.. قلت لها : لا أدري ما معنى القسوة عندكِ .. أنا لم أزد على أن وجهت أسئلةً أتوقع أن أسمع منك إجابةً عنها ... ألم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقةً كبيرة ؟ فلماذا تزعجك أسئلتي ؟ قالت : أشعر أنك تحتقرني .. قلت لها .. من أين جاءك هذا الشعور ؟ .. قالت : لا أدري قلت لها : ولكنني أدري ... لقد أنطلق هذا الشعور من أعماق نفسك .. إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ .. أنت تعيشين ما يمكن أن أسمّيه بالازدواجية .. أنت تعيشين التأرجح بين حالتين ... وقاطعتني بحدّة قائلة : هل أنا مريضة نفسياً ؟ .. ما هذا إلذي تقول ؟ !!!!!!! قلت لها : أرجو ألاّ تغضبي .. دعيني أكمل .. أنت تعانين من ازدواجيةٍ مؤذية .. أنتٍ مهزومة من الداخل .. لا شك عندي في لك .. وعندي أدلًة لا تستطيعين إنكارها . قالت مذعورةً : ما هي ؟ قلت : تقولين إنك مسلمة .. والإسلام قول وعمل ، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أسس الإسلام "الانقياد لله بالطاعة " فهل أنت منقادة لله بالطاعة ؟ وسكتُّ لحظةً لأتيح لها التعليق على كلامي .. ولكنها سكتتْ ولم تنطق ببنتِ شفةٍ _ كما يقولون _ وفهمت أنها تريد أن تسمع .. قلت لها : هذه العباءة .. وهذا الحجاب اللذان حُشرا _ مظلومَيْن _ في هذا الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول ... قالت بغضب واضح : هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل المهم الجوهر .. قلت لها أين الجوهر ؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة " الإسلام " الذي تؤمنين به .. ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر .. إن أحدهما يدلُّ على الآخر . وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر .. اضطربت حياة الإنسان .. قالت : هل يعني كلامك هذا أنَّ كل من تلبس عباءةً وتضع على وجهها حجاباً صالحة نقية الجوهر ؟ قلت لها : كلا ، لم أقصد هذا أبداً ، ولكنَّ من تلبس العباءة والحجاب تحقّق مطلباً شرعياً ... فإن انسجم باطنها مع ظاهرها ... كانت مسلمة حقّة .. وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها .. فكان نزعُ هذا الحجاب _ عندما تحين لها الفرصة هيِّناً ميسوراً .. إن الجوهر هو المهم ... وأذكرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية المسلمة .. ألم تقل : إن الموت أهون علينا من نزع حجابها ؟؟... لماذا كان الموت أهون ؟؟؟؟؟؟؟؟ لأنها آمنت بالله إيماناً جعلها تنقاد له بالطاعة فتحقق معنى الإسلام تحقيقاً ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها ... وهذا هو الانسجام هو إلي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام : "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " . إنَّ لبس العباءة والحجاب _ عندك _ لا يتجاوز حدود العادة والتقليد .. ولهذا كان حيَناً عليك أن تنزعيهما عنك دون تردُّد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك الذي استقيت منه العادات والتقليد ... أما لو كان لبسك للحجاب منطلقاً من إيمانك بالله .. واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرّق بين مجتمع ومجتمع ، ولا بلدٍ وبلدٍ لما كان هيًناً عليك إلى هذه الدرجة . الازدواجية في الشخصية _ يا عزيزتي _ هي المشكلة ... أتدرين ما سبب هذه الازدواجية ؟ فظننت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتةً ، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال ... قلت : سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادات والتقاليد ... وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه .. أنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان .. ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل .. فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس ، وتلاعب به الشيطان .. وظلّ كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين .. لم تقل شيئاً .. بل لاذت بصمت عميق .. ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة ... وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعاً بما قلت .. وتراني وُفَّقت فيما عرضت عليها ؟ لم أكن _ في حقيقة الأمر _ أعرف مدى التأثر بما قلت سلباً أو إيجاباً .. ولكنني كنت متأكداً من أنني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بها حينما توجه إليّ بعض العبارات الجارحة .. ودعوت لها بالهداية ، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق . وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 07-19-2016 الساعة 12:28 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]()
عادت وعليها عباءًتها وحجابها .. ولا تسل عن فرحتي بما رأيت !
قالت : إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد .. صدقت _ حينما وصفتني _ بأنني أعاني من الهزيمة الداخلية .. إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير من بنات المسلمين وأبنائهم .. يا ويلنا من غفلتنا ! إنّ مجتمعاتنا النسائية قد استسلمتْ للأوهام .. لا أكتمك أيها الأخ الكريم .. أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات .. والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة .. الا من رحم ربي .. لماذا نحن هكذا ؟ هل نحن مسلمون حقاً ؟ هل أنا مسلمة ؟ كان سؤالك جارحاً .. ولكني أعذرك .. لقد رأيتني على حقيقة أمري .. ركبت الطائرة بحجابي .. وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب .. كنت مقتنعةً بما صنعت .. أو هكذا خُيّل إليّ أني مقتنعة .. بينما هذا الذي صنعته يدلُّ حقاً على الانهزامية والازدواجية .. إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيراً .. ولكنك أرشدتني .. إني أتوب إلى الله وأستغفره .. ولكن أريد أن أستشيرك . قلت وأنا في روضةٍ من السرور بما أسمع من حديثها : " نعم .. تفضلي ، إني مصغٍ إليك " . قالت : زوجي ... أخاف من زوجي |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]()
قلت : لماذا تخافين منه .. وأين زوجك ؟
قالت : سوف يستقبلني في المطار .. وسوف يراني بعباءتي وحجابي .. لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس : إياك أن تنزلي إلي المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس .. أنه سيغضب بلا شك . قلت لها : إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجُك ... وبإمكانك أن تناقشيه مناقشة هادئة فلعلَّه يستجيب .. إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا الآخرة . وساد الصمت ... وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج الذي يوصي زوجته بخلع حجابها .. أهذا صحيح ؟!! أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله .. إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحداً تلو الآخر ... ونحن عنهم غافلون .. بل .. نحن عن أنفسنا غافلون .. وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد .. وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد .. ولم أرها حين استقبلها زوجها .. بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في علام النسيان .. كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر ينا كلّ يوم .. كنت جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً بعنوان : " المرأة العربية وذكورية الأصالة " لكاتبته المسمَّاة ( ......... ) . وأعجبتُ لهذا الكتاب الصغير .. وأصابني _ ساعتها _ شعور عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم .. وفي تلك اللحظة الكالحة جاءني أحدهم برسالة ، وتسلّمتها منه بشغف .. لعلّي كنت أودّ _ في ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تجرد المرأة من أنوثتها تماماً .. وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل .. فقرأت : " المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير " أم محمد ؟؟ .. من تكون هذه ؟!!! وقرأت الرسالة .. وكانت المفاجأة بالنسبة إليّ تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة .. والتي غاصت قصتها في عالم النسيان ! إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها : " لعلك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات اليوم .. إني أبشّرك : لقد عرفت طريقي إلى الخير .. وأبشرك إن زوجي قد تاثر بموقفي فهاده الله ... وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها .. وأقول لك ما أورع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم .. لقد قرأت قصيدتك " ضدان يا أختاه " وفهمت ما تريد " ! لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأت هذه الرسالة .. ما أعظمها من بشرى .... حينها .. ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنت أقرؤه : ( المرأة العربية وذكروية الأصالة " ألقيت به وأنا أردد قول الله تعالى : ( يُرَيدُونَ أن يُطْفئُوا نُورً اللهٍ بأفْواهِهِمْ وَيَأبَى اللهُ أن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْكرٍه الكافُرون ) ثم أمسكت بالقلم ... وكتُبْتُ رسالةً إلى " أم محمد " عبَرتُ فيها عن فرحتي برسالتها .. وبما حملته من البشرى .. وضمَّنتها أبياتاً من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها منها : ضدان يا أختاه اجتمعا .... دين الهدى والفسق والصّدُ .. والله ما أزرى بأمتنا إلا ازدواج ما له حَــــدُ وعندما هممت بإرسال رسالتي تبيّن لي أنها لم تكتب عنوانها البريدي فطويتها بين أوراقي لعلّها تصل إليها ذات يوم .. التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 08-22-2016 الساعة 06:05 PM |
![]() |
![]() |
![]() ![]() |
|
|
![]() |
![]() |