عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2020, 07:41 PM   #38
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 354
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أن آريوس الذي قال إن المسيح مخلوق وأنه أقل من الله في الجوهر ابتداء من عام 313 م فصاعدا لم يكن هو أول من قال بهذا القول واعتقده .. ولكن قال هذا المسيحيون الأوائل أيضا وهو أن المسيح إنسان مخلوق .. لقد كانت تلك هي عقيدة الغالبية العظمى من المسيحيين الأوائل ..

كذلك فإن وصف المسيح بأنه ( عبد الله ) لا يزال موجوداً إلى الآن في أسفار العهد الجديد .. ولكن للأسف فإن الطبعات العربية تذکرها بصورة مستترة حتى القارئ العربي لا يتبينه .. فقد وصف المسيح في الأسفار بأنه نبي ورسول .. وأنه ابن الإنسان - أي ابن آدم - وكان هذا هو الاسم المحبب إليه .. ولقد وصف في هذه الأسفار كذلك بأنه عبد .. ولكن للاسف فإنهم لم يستخدموا هذه الكلمة وإنما استخدموا كلمة مرادفة لها بصورة مستترة .. فنقرأ في إنجيل متى - وهو مشهور بأنه أكثر كتبة الأناجيل استشهادا بأسفار العهد القديم بدعوى أنها تنبؤات سبق القول بها وكان من نتيجة التكالب على هذا العمل أن أصبح العلماء مقتنعون بعد دراساتهم الطويلة أن " متى " أشار إلى تنبؤات ليس لها وجود في أسفار العهد القديم ولا يعلم لها أصل ولكن يهمني هنا أن أبين كيف اصطاد کاتب إنجيل متى نبوءة من العهد القديم .. ولكن عندما أدرجت في العهد الجديد . في إنجيل متى .. فقد حدث فيها تحوير ملحوظ حتى لا يتبينه القارئ العربي ..

ماذا يقول متى؟

إنه يقول في الإصحاح ( 12: 15-21 ) :


" تبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا وأوصاهم أن لا يظهروه ؛ لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي القائل : هو ذا فتاي الذي اخترته ، حبيبي الذي سرت به نفسي ، أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق .. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ، قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق إلى النصرة وعلى اسمه يكون رجاء الأمم"


لكن نبوءة أشعياء - التي اقتبس منها متى أغلب هذه الكلمات – نجدها تقول في ( الإصحاح ( 42: 1-4 ) ما نصه :

" هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته .. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ .. يخرج الحق .. لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته "

*** لكن هؤلاء السادة الذين أؤتمنوا على كتاب الله لم يراعوا تلك الأمانة ذلك أن أول كلمات سفر أشعياء هذه تقول :


" هو ذا عيدي الذي أعضده "

لكنهم نقلوها في أسفار العهد الجديد لتكون :


" هو ذا فتاي الذي اخترته "


لقد عمدوا إلى وضع كلمة « فتی » في أسفار العهد الجديد بدلا من نظيرتها كلمة « عبد » الموجودة في أسفار العهد القديم حتى يبتعد القارئ العربي عن فكرة ان المسيح عبد الله .. ولو أن الاستعمال اللغوي لكلمة « فتی » بالعربية تعني « عبداً» كما في سورة يوسف في قوله :


" وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ( 30 ) "


وقوله "


" وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها ( 30 ) "


فكلمة الفتي تعني العبد ..

** وإذاً نقرر أن الإنجيل الموجود حاليا يعترف بأن المسيح هو عبد الله ..


كذلك وصف تلاميذ المسيح وعلى رأسهم بطرس ويوحنا المسيح بأنه « فتی الله » أي « عبد الله » .. فقد جاء في ( سفر أعمال الرسل ( 3: 13 ) :

" إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب إله آبائنا مجد فتاه يسوع "


ولو كتبت هذه « مجد عبده يسوع » فإنها تنبه عقل القارئ العربي إلى حقيقة أن المسيح هو عبد الله .

ولو رجعنا إلى الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس لوجدنا أنها موجودة في سفرأشعياء .. وفي إنجيل متى .. وفي سفر أعمال الرسل بصيغة واحدة لتعطي هذا المعني وهي thy servant .. أي «عبدك » والخلاصة أن المسيح ذكر في أسفار العهد الجديد بأنه عبد الله ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس