|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-02-2023, 05:15 AM | #1 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 7,135
|
وبينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث وإذا بإمرأة محجبة يوحي منظرها العام بإنها فقيرة
كان شاعر العراق "معروف الرصافي " جالساً في دكان صديقه الكائن أمام جامع الحيدر خانة ببغداد وبينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث ، وإذا بإمرأة محجبة يوحي منظرها العام بإنها فقيرة وكانت تحمل صحناً وطلبت بالاشارة من صاحبه ان يعطيها بضعة قروش كثمن لهذا الصحن ولكن صاحب الدكان خرج اليها وحدثها همساً ، فانصرفت المرأة الفقيرة.
فاستفسر الرصافي من صديقه عن هذه المرأة فقال له صاحبه : إنها أرملة تعيل يتميين وهم الآن جياع وتريد ان ترهن الصحن بأربعة قروش كي تشتري لهما الخبز فما كان من الرصافي الا ان يلحق بها ويعطيها اثني عشر قرشاً كان كل ما يملكه الرصافي في جيبه ، فأخذت السيدة الأرملة القروش وهي في حالة تردد وحياء و سلمت الصحن للرصافي و هي تقول : الله يرضى عليك تفضل وخذ الصحن فرفض الرصافي و غادرها عائداً الى دكان صديقه و قلبه يعتصر من الالم ... عاد الرصافي إلى بيته ولم يستطع النوم ليلتها و راح يكتب هذه القصيدة و الدموع تنهمر من عينيه "قصيدة الأرملة المرضعة "كتبت بدموع عيني الرصافي ، فجاء التعبير عن المأساة تجسيداً صادقاً لدقة ورقة التعبير عن مشكلة أجتماعية *((الفقر و الفقراء))* وتعد هذه القصيدة من روائع الشعر العربي في عصر النهضة بل إن من روعتها ترجمت قصيدته الى اللغة الفرنسية والانجليزية لتعدد الصور الوصفية المؤثرة في نفوس النبلاء : لقيتها ليتني ما كنت ألقاها تمشي وقد أثقل الاملاق ممشاها أثوابها رثة والرجل حافية والدمع تذرفه في الخد عيناها بكت من الفقر فاحمرت مدامعها و أصفر كالورس من جوع محياها مات الذي كان يحميها و يسعدهافالدهر من بعده بالفقر أشقاها الموت أفجعها والفقر أوجعها والهم أنحلها والغم أضناها *حينما يكون للشعر هدف إنساني نبيل ..* |
|
|