العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-18-2021, 11:18 PM   #34
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 353
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



نأتي بعد ذلك إلى الآية الكريمة رقم 73 من سورة المائدة والتي تقول :


" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ "


هذا كلام الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم .. يكلم من .. يكلم الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة .. الرسول صلى الله عليه وسلم ابتعث سنة 610 م ..


لقد حدث في مجمع القسطنطينية سنة 381 م .. أن قال مقدونيوس إن الروح القدس ليس بإله بل إنه رسول من رسل الله .. وقد شاع هذا بین المسيحيين في أنحاء الإمبراطورية الرومانية فلم يجدوا فيها بدعة ولا منكراً .. إلا أن الحاقدين أوعزوا إلى الملك أن يأمر بعقد مجمع .. فعقد مجمع القسطنطينية سنة 381 .. وقد حضره 150 أسقفا .. علما بأن مجمع نيقية الذي عقد سنة 320 م قد حضره 2048 أسقفا .. لقد كان عدد الحاضرين في مجمع القسطنطينية صغيراً جدا إذا قورن بمجمع نيقية .. وقد كانت حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله .. إن القرآن الكريم يقول في سورة النساء :

" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) "

إن التثليث في حقيقته ليس إلا فلسفة ظهرت في مدينة الإسكندرية قبل ظهور المسيح عيسى بن مريم .. إذ كانت الفلسفة الأفلوطينية الحديثة تقرر أن المسيطر والمهيمن على العالم ثلاث قوى هي : العقل - اللوجوس - الروح .. ومن هذه الفلسفة جاءت إضافة في إنجيل متی ( 28: 19 ) :

" اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس "

ونجد في هامش الكتاب المقدس توضيحاً يقول :

« لم تكن هذه العبارة موجودة في النسخة الأصلية اليونانية »

** ومما يؤكد أن هذه الإضافة مستحدثة قول المسيح لتلاميذه كما جاء في إنجيل (متی 10: 5-7 ) :

" هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاه قائلا : إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا . بل اذهبوا بالحريِّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالة . وفيما أنتم ذاهبون اکروزا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السموات "

*** لقد حصر المسيح رسالة تلاميذه في بني إسرائيل .. وهو نفسه قد حصر رسالته في بني اسرائيل إذ قال في إنجيل متی ( 15: 24 ) :

" أجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة "

هذا .. وحين نستخدم العقل لمناقشة مشكلة التثليث نقول إنه لو وجد في ذات الله ثلاثة أقانيم ممتازة حقيقية كما يزعمون لكان الله مركباً .. ولما كان المعروف بداهة أن كل مرکب مفتقر إلى غيره فمعنى ذلك أن يكون الله محتاجاً .. وهذا باطل .. ولو كان الاتحاد بین لاهوت الله وناسوته حقيقياً كما يعتقدون لكان أقنوم الابن محدوداً .. وكل ما يكون قابلا للزيادة أو النقصان محدث والمحدث لا يمكن أن يكون إلهاً لأن الله أزلي وليس بحديث ..


هذا فضلا عن ان التثليث الحقيقي والتوحيد الحقيقي ضدان تماماً .. لا يمكن اجتماعهما في أحد .. في شخص واحد من جهة واحدة ..

إن القرآن يقول .. وقول الله هو الحق .. كما جاء في سورة الأنبياء :


" لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) "


** تألیه مريم :

وننتقل الآن إلى شبهة أخرى من الشبهات التي دخلت على الكنيسة وهي شبهة تألیه مريم العذراء .. لقد كان أسقفاً يدعی نسطور كان بطريك القسطنطينية وقد قال : إن السيدة مريم العذراء إنما هي أم الإنسان يسوع المسيح وحاشا لها أن تكون أم الإله .. وإن المسيح ذاته لم يكن إلهاً وإنما كان إنساناً ملهماً من الله .. لقد انتشرت هذه العقيدة مما أدى إلى عقد مجمع في مدينة أفسس حضره مائتان من الأساقفة . وقرروا أنها والدة الإله .. وفي هذا يقول القرآن الكريم :


" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (117) "


يقول وول ديورانت في كتابه " قصة الحضارة " جزء 11 صفحة 418 ما نصه :


" ولما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد - أي الدين المسيحي - دماء الدين الوثني القديم : لقب الجد الأعظم .. وعبادة الأم العظمی .. وعدد لا يحصى من الأرباب التي تبث الراحة والطمأنينة في النفوس وتمتاز بوجود کم کائنات في كل مكان لا تدركها الحواس .. كل هذا انتقل إلى المسيحية كما ينتقل دم الأم إلى ولدها .. واسلمت الإمبراطورية المحتضرة أزمة الفتح والمهارة الإدارية إلى البابوية القوية .. وشحذت الكلمة بقوة سحرها ما فقده السيف المسلول من قوته .. وحل مبشرو الكنيسة محل الدولة .. إن المسيحية لم تقض على الوثنية بل ثبتتها .. ذلك أن العقل اليوناني عاد إلى الحياة في صورة جديدة .. في لاهوت الكنيسة وطقوسها ونقلت الطقوس اليونانية الخفية إلى طقوس القداس الرهيبة .. وجاءت من مصر آراء الثالوث المقدس ويوم الحساب وابدية الثواب والعقاب وخلود الإنسان في هذا أو ذاك .. ومن مصر جاءت عبادة الأم الطفل .. والاتصال الصوفي بالله ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلوطينية واللاأدرية وطمس معالم العقيدة المسيحية . ومن بلاد الفرس جاءت عقيدة رجوع المسيح وحكمه الأرض لمدة 1000 عام .

إن القرآن الكريم يقول :


" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) سورة المائدة.

إن القرآن الكريم ينبئنا عما حدث داخل الكنيسة من انهيار في العقيدة وتعدد الألهة وقبول العقائد الوثنية الفاسدة .

كل هذه الأحداث قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir