العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-13-2015, 09:35 PM   #21
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز " إنسان خاطئ "

( اتفقت الأناجيل الثلاثة _ " متى " و " مرقس " و " ولوقا " _ في رواية القبض على عيسى عليه السلام _ كما تزعمون _ إذ نصت على أن " يهوذا الأسخريوطي " قبل عيسى .. فعرفه الجند .. فقبضوا عليه .. وخالفهم في ذلك " يوحنا " فقد جاء في إنجيله :


" فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك (((( بمشاعل ومصابيح وسلاح )))) .. .... وقال لهم ( يسوع ) من تطلبون ؟ أجابوه يسوع الناصري .. قاله لهم يسوع :
أنا هو .. .. فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض .. (( فسألهم أيضا )) : من تطلبون .. قالوا : يسوع الناصري .. أجاب يسوع : قد قلت لكم إني أنا هو ... " ( 18 : 3 – 12 ) .


المشاعل والمصابيح .. تشير إلى أن الوقت كان ظلاماً .. وهذا ينسجم مع اختفاء عيسى عليه السلام وعدم إدراكهم لما حدث بالضبط مما سَهَّل وقوع الشبه على غيره في قبضتهم بدلا من عيسى عليه الصلاة والسلام ..


عندما عرَّفهم عيسى بنفسه .. ماذا حدث ؟!

" رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض . "

لماذا رجعوا لدي سماع اسمه ؟!!

جنود عديدون مدججون بالسلاح يفاجئون عيسى وحواريه .. كيف تراجعوا وسقطوا على الأرض وهم في حالة تفوق ظاهري على عيسى وتلاميذه .. تفوق في العدة والعدد والمفاجأة ؟!!


سقطوا على الأرض دون أن يقاومهم أحد !!



أليس هذا أمراً غريباً يستحق التأمل ؟!


ألا يشير هذا إلى تدبير الله لإيقاع البلبلة في صفوف الجنود وإكمال إنقاذ عيسى واختفائه وتيسير إلقاء القبض على شبيه عيسى والواشي به ؟!


رجعوا إلى الوراء .. لماذا ؟!


ولم يرجعوا فقط بل سقطوا على الأرض .. لماذا سقطوا على الأرض ؟!!

جاءوا ليقبضوا على عيسى .. لما عَرَّفهم بنفسه .. رجعوا وسقطوا على الأرض !!

أليس هذا غريباً ؟!!



ظلام ومشاعل ورجوع وسقوط على الأرض ينهض الجنود فلا يجدون أمامهم سوى شبيه عيسى .. أمسكوا به غاضبين أو مذهولين لما جرى لهم ..

وهنا نتساءل في تعقل وتدبر :

ما الذي أفزعهم .. إذ رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض وهم مسلحون وهو أعزل ؟


لا بد أن تكون ظاهرة كونية قذفت في قلوبهم الرعب ..



فلو أضفنا قرينة واردة في إنجيل ( لوقا ) بشأن مولد المسيح قائلة :

" وكان في تلك الكورة رُعاةٌ متبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيَّتهم .. وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً .. فقال لهم الملاك :

لا تخافوا .. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . إنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب .." ( لوقا 2 : 8 – 11 )

فنأخذ القرينة الواردة في العدد التاسع من الإصحاح الثاني من إنجيل ( لوقا ) التي تقول :

" وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً "

ولنضعها بعد قول السيد المسيح :


" إني أنا هو "


من العدد السادس من الإصحاح الثامن عشر من إنجيل يوحنا .. ولنكتب النص بعد إضافة المحذوف :



" فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون .. أجابوه يسوع الناصري .. قال لهم يسوع أنا هو .. وكان يهوذا مسلّمه أيضاً واقفاً معهم لما قال لهم (((( إني أنا هو وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض ."



في هذه اللحظات اقتاده الروح القدس إلى مكان آمن كما سبق أن اقتاده في البرية .. حسب رواية ( لوقا ) قائلاً :

" أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس .. وكان يقتاد بالروح القدس في البرية . " ( لوقا 4 : 1 ).



وللحديث بقية ...


اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-20-2015, 10:29 PM   #22
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الزميل .. إنسان خاطئ

حاول الشبيه الإنكار بأنه ليس الشخص المطلوب .. ولكن الجنود لا يصدقونه وليسوا مستعدين للعودة دون المعتقل .. وتسير الأمور على هذا النحو : الذي أكد لهم الشبيه أنه ليس عيسى .. ويُصلب هذا الشبيه بدلاً من عيسى عليه السلام ..

ألا يستحق عيسى النجاة ؟

بلى ..

ألا يستحق الواشي الصلب ؟

بلى ..

تروي الأناجيل أن المعتقل بصقوا عليه ولكموه .. أسألك بالله العظيم .. أيهما أليق بمنزلة عيسى :

أن يكون قد تعرض للبصق واللكم واللطم والركل والجلد أم أن يكون الله قد أنقذه من هذا كله ؟

أيهما أليق بإكرام الله لعيسى ؟!



لم يكن اختفاء عيسى ليلة المداهمة أول مرة يختفي فيها .. فلقد أرادوا مرة طرحه في الوادي وأخذوه إلى حافة الجبل .. ولكنه جاز في وسطهم ومضى ..


" فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل ..... حتى يطرحوه إلى أسفل .. أما هو فجاز وسطهم ومضى . " ( لوقا 4 : 20 – 30 ) .

وورد في يوحنا :

" فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا. " ( 8 : 59 ) .

" فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من بين أيديهم. " ( يوحنا 10 : 39 ).



وعندما كان عيسى يعلّم في الهيكل .. اختلف سامعوه في حقيقته ..


" وكان قوم يريدون أن يمسكوه ولكن لم يُلْقِ أحد عليه الأيادي . " ( يوحنا 7 : 44 ).


أيضاً هنا اختفى من بينهم .. كان الله ينجيه من أعدائه وهو بينهم .. كان يخفيه عن أنظارهم .. والله على كل شيء قدير ..


وكان عيسى عليه السلام يتحدث إلى قوم من اليهود يسألونه .. وأجابهم :


" ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون .. وأخذتهُ سحابةٌ عن أعينهم .. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلقٌ إذا رجلان قد وقفا بهم بلباسِ أبيض .. وقالا أيها الرجال الجليلون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء ... إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموهُ منطلقاً إلى السماء . " ( 1 : أعمال 9 – 11 ) .


هذا مثل آخر لاختفاء عيسى عليه السلام ..


كتابكم يروي أن أحد تلاميذ عيسى وهو فيلبس اختفى أيضاً من مكانه ووجد في مدينة أخرى ( أعمال 8 : 39 - 40 ) :

" ولما صعد من الماء خطف روح الرب فيلبُّس فلم يبصرهُ الخصيُّ أيضا .. وذهب في طريقه فرحاً .. ووجد فيلبُّس في اشدود ... "


لماذا تصدقون الاختفاء هنا ولا تصدقونه عن عيسى عندما أراد الجنود إلقاء القبض عليه ؟!


إن إنقاذ الله لرسوله عيسى أولى وأقرب للتصديق من إنقاذ فيلبس الذي لم يكن سوى أحد تلاميذ عيسى .


جاء في الإنجيل أن المصلوب قد استسقى اليهود .. فأعطوه خلا ممزوجاً بمرارة .. فذاقه ولم يشربه .. فنادى :

إلهي ! إلهي ! لم خذلتني !



والأناجيل كلها مصرحة بأنه عليه السلام كان يطوي أربعين يوماً وليلة .. ويقول للتلاميذ :

إن لي طعاماً لستم تعرفونه ..


ومن يصبر على العطش والجوع أربعين يوماً وأربعين ليلة .. كيف يظهر الحاجة والمذلة والمهانة لأعدائه بسبب عطش يوم واحد ... !


هذا لا يفعله أدنى الناس .. فكيف بخواص الأنبياء ؟ أو كيف بالرب تعالى ( على ما تدعونه ) ؟


فيكون حينئذ المدعي للعطش غيره .. وهو الذي شبه لكم .




وللحديث بقية ..


اخوكم / الاثر
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-25-2015, 09:10 PM   #23
بنت الكويت
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 10
افتراضي

سلام عمي اثرم ولهانة عليكم واااااااااااااااااااااااااااااااااااااايد وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااايد كل عام وانت دايم بخير ومن العايدين الفايزين يعطيك العافية انت وسواها قلبي اعذرني انا مستاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ة لما شفتكم بس
بنت الكويت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-30-2015, 11:59 PM   #24
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وكل عام وانت بخير وأسعد الله أيامك يا " بنت الكويت " ونحن كذلك ...



أخي العزيز " انسان خاطئ " ..


قال يسوع :

"ويل لذلك الرجل الذي به يُسَلَّم ابن الإنسان. " ( متى 26 : 24 ).


قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة ... إذا كان الصلب للخلاص .. وإذا كان الصلب بإرادة عيسى ورغبته حسبما تزعمون .. فلماذا الويل لمن يسهّل الصلب ؟!

من المفروض أن يشكر عيسى الرجل الذي يساعده في الوصول إلى الصليب ليتم بذاك الخلاصُ المنشود !

تحذير عيسى يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده .. وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .


قضى عيسى جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلي طالباً من الله إنقاذه من طالبي صلبه ..

" فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت .. امكثوا ههنا واسهروا معي .. .... ثم تقدم قليلاً وخرّ على وجههِ وكان يصلّي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ." ( متى 26 : 36 – 44 ).

كان حزيناً جداً تلك الليلة .. لو كان الصلب هدفاً منشوداً لدي عيسى لمَا دعا الله طالباً النجاة .. ولمَا صلى لله راجياً إنقاذه .. ولمَا حزن واكتأب .. كل هذا يدل على أن الصلب لم يكن هدفاً يسعى إليه عيسى .. لقد كان الصلب مؤامرة ضده أنقذه الله منها ..

إذا كان عيسى عليه السلام قد قدَّم نفسه طواعية للصلب .. كما تزعمون .. فلماذا صرخ المصلوب وهوعلى الصليب :


" إيلي إيلي لَِمَ شبقتني .. أي إلهي إلهي لماذا تركتني .. " ( متى 27 : 46 ).


حسب النص عيسى عليه السلام اعتبر أن الله تخلى عنه وتركه يقع في براثن أعدائه .. إذاً لم يكن الصلب طواعية وما كان من أجل خلاص البشرية ولا الفداء ..

إن القول بالخلاص بالصلب يشجع على ارتكاب الناس للمعاصي .. فإذا كان صلب عيسى هو طريق نجاة الناس فلم يبق عليهم ما يعملونه من خير بعد صلبه .. لأن عيسى قد ضمن لهم الخلاص من كل الذنوب عن طريق افتدائهم بالصلب !!

قال عيسى :

" أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا به إلى هنا واذبحوهم قُدّامي . " ( لوقا 19 : 27 ).

لا نريد التعليق على تناقض هذا القول مع قول عيسى :

" طوبى لصانعي السلام. " ( متى 5 / 9 ).


ولكن نريد أن نسأل :


لماذا يريد عيسى ذبحهم إذا كان صلبه سيخّلصهم من ذنوبهم ؟!


عندما علم عيسى بقرب حلول المؤامرة ضده .. طلب من حواريه الاستعداد للمقاومة وقال :



" من ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً ." ( لوقا 22 : 36 ).




لماذا المقاومة ؟


ولماذا السيوف ؟


أنتم تقولون إن عيسى قَدَّم نفسه للصلب فدية للبشر .. وها هي النصوص تبين أنه حث تلاميذه على شراء السيوف لمقاومة الجنود الذين سيسوقونه إلى الاعتقال والصلب !!

لو كان ينوي أن يقدم نفسه للصلب لما طلب من تلاميذه المقاومة .


تقولون إن الله بذل ابنه الوحيد لأنه يحب العالم ولكي لا يهلك من آمن به ..


" لأنهُ هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ... " ( يوحنا 3 : 16 ).

إذا كان الله يحب الناس ويرأف بهم ... فالأولى أن يحب ابنه .. ابنه الوحيد ( كما تزعمون ) قبل أن يحب الله الناس .. لا بد أن يحب ( ابنه ) .. من باب إلزامكم بقولكم .. ومن يحب ابنه لا يقدمه للصلب .

إن صلب واحد ( عيسى في هذه الحالة ) من أجل نجاة سواه ظلم في حق عيسى عليه السلام .. والله لا يظلم أحداً ..

ما ذنب عيسى ليصلب ؟

لقد أكل آدم من الشجرة وعاقبه الله بطرده من الجنة وانتهت القضية .. واحد يأكل .. وآخر يصلب ..


هل يُعاقَب عيسى لخطية آدم ؟!!

وهل يُصلب عيسى ليدخل الناس الجنة ؟!

لا علاقة بين حلقات هذا المسلسل : لا علاقة بين خطية آدم وصلب عيسى ولا بين صلب عيسى ونجاة الناس .


إن الله قادر على إنقاذ الناس دون إلحاق ظلم بعيسى .. إن الله قادر على إنقاذ الناس وتخليصهم دون صلب عيسى أو سواه.

دعا عيسى عليه السلام الله أن ينقذه من طالبي قتله أو صلبه .. فقال:

" أيها الآب نجّني من هذه الساعة ." ( يوحنا 12 : 27 ).

لو كان عيسى ينوي تقديم نفسه طواعية للصلب من أجل الفداء .. لما طلب من الله أن ينجيه من تلك المحنة .. إن دعاءَه لله لإنقاذه دليل آخر على بطلان القول بالصلب للخلاص .


قال بولس :

" إن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله ." ( رومية 2 : 6 ).


وقال :


" الذي يخطئ لا ينجو من دينونة الله . " ( رومية 2 : 3 ).


إذاً هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال .. إذاً لماذا كان صلب عيسى ؟!!





إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة .. فإن صلب عيسى لا دور له في الخلاص والتخليص .





كذلك يروي " يوحنا " .. خلافاً لسائر الأناجيل .. أن يسوع هو الذي طلب من الجنود أن يخلُّوا سبيل تلاميذه بقوله :


" دعوا هؤلاء يذهبون " ( 18 : 8 ) .


في حين أن مرقس ( 14 : 5 ) يقول : إن جميع تلاميذه هربوا ..


" فتركه الجميع وهربوا " .

ولوقا يقول تبعه بطرس فقط ومن بعيد ( 22 : 54 ) :

" وأما بطرس فتبعه من بعيد . "

ومتى يقول :

" حينئذٍ تركهُ التلاميذ كلهم وهربوا " .



يتبين لنا هنا ما يتبين في مواقف عديدة .. وهو مدى الاختلافات بل والتناقضات بين الأناجيل الأربعة مما يجعل المرء يحار في أي من رواياتها يصدق وأي لا يصدق ...



وللحديث بقية ...



اخوكم / الاثرم ...
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-14-2015, 12:14 AM   #25
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


ثبوت براءة يهوذا من خيانة المسيح :


الزميل .. " إنسان خاطئ "

تقولون .. أن يهوذا أحد حواري المسيح .. خان ابن مريم .. واستأجرته اليهود ليدلهم عليه .. وأنْقَذتْهُ على ذلك ثلاثين فضة .. ولكن الذي يطلع على كتبكم .. يتبين له منها أن هذا العمل محال أن يصدر عن يهوذا نحو المسيح .. وإلاّ نسبنا للمسيح الجهل واتهمناه بالكذب ..


وإن في تناقض الرواية عن يهوذا واختلافهم في الحكاية عنه .. ما يساعد على الاهتداء إلى كون مسألة التسليم لم يحكي أحد كاتبي الأناجيل عن يقين .. وأنها محض حَدْسٍ وتخمين .

ولأضرب لكم مثلاً مما اختلفت فيه كتبكم بشأن يهوذا .. فقد ذكر أن يهوذا بعد أن ندم على تسليم المسيح :

" مضى وخنق نفسه " .. ( متى : 27 : 5 )

وذكر كتابكم .. أعمال الرسل ( 1 : 18 ) .. أن يهوذا لم يخنق نفسه .. بل :

" سقط على وجهه فانشق من الوسط فانسكبت أحشاءه كلها . "

وخالف ( أعمال الرسل ) كذلك ( متى ) فلم يذكر أن يهوذا ندم على تسليم المسيح ..

بل وهنالك تناقض غريب كذلك في الروايتين .. فقد ذكر الثاني أن يهوذا أخذ نقوداً من اليهود أجْر تسليم المسيح .. وأنه اشترى به حقلاً ..

" وفي تلك الأيام قام بطرس ..... فقالهُ بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع .. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم ... وصار معلوماً عند جميع سكان أورشليم.. حتى دُعَيَ ذلك الحقل في لغتهم حقل دماً أي حقل دم ." ( أعمال 1 : 15 – 19 ).

ويناقض هذا القول ( متى 27 : 3 – 7 ) فيشهد أن يهوذا ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً :

" قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً .. فقالوا : ماذا علينا أنت أَبْصرُ . فطَرَحَ الفضَّة في الهيكل وانصرف " .. " فأخذ رؤساء الكهنة الفضة . وقالوا : لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء . "

أما كونُ يهوذا لا يمكن أن يُسلم المسيح أو يخونه .. فإني أبرهن عليه من شهادة كتبكم .. ومن شهادة يسوع ابن مريم نفسه فيها.. ولا يمكن إنكارُ أحد النصارى قَوْلَ المسيح أو تكذيب كلامه الصريح الذي لا يتسع لتأويل .. وسنرى أن الأقرب للعقل والصواب .. أن يهوذا خدع اليهود .. وأوهمهم أن المصلوب هو المسيح .

لقد كان يهوذا أحد حواري المسيح وأحبائه .. بل لقد كان يهوذا أحد الاثنى عشر تلميذاً الذين مدحهم المسيح أعظم مدح .. ووعدهم بالجلوس على كراسي العظمة والمجد .. فقد ذكر ( متى 19 : 28 ) قول المسيح :

" الحق أقول لكم أنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد .. متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده .. تجلسون أنتم أيضاً على اثنى عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر . "

ويهوذا كذلك هو أحَدُ الاثنى عشر الذين دعاهم المسيح :

" وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها .. ويشفوا كل مرض وكل ضعف .. " ( متى 10 : 1 ) .

ويقول بعد أن ذكر الاثنى عشر تلميذاً بأسمائهم .. ومنهم يهوذا :

" هؤلاء الاثنى عشر أرْسَلَهُمْ يسوع وأوصاهم قائلاً : إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا .. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة .. وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السموات .. اشفوا مرضاً طهروا برصاً أقيموا موتى أخرجوا شياطين .. .. الخ . "

إن يهوذا هذا الذي أعطاه المسيح كل هذا السلطان .. تدعون أنه مات مرتداً كافراً منافقاً .. وأنه خان المسيح وسِلَّمَهُ .. وذلك بالرغم من شهادة المسيح .. أنه سيكون معه هو والحواريون في الجنة في الآخرة ..

إن الذي روى حكاية تسليم يهوذا للمسيح .. حَسِبَ أن يهوذا أسلمه حقيقة فرواها حسب ظنه .. ولم يدر أن يهوذا غسل المسيحُ رِجْلَه .. مع باقي التلاميذ وقال :

" الذي اغتسل ليس له حاجة إلاّ إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله . " ( يوحنا 13 : 10 ) .


فشهد بذلك أن يهوذا طاهر كله ..


وللحديث بقية ..


اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-23-2015, 08:42 PM   #26
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الزميل .. إنسان خاطئ ..

آخر خمس مداخلات لم تكن من ضمن حواري معهم .. والآن سأعود إلى التكملة.. وبدأت قائلا :


هذه أسئلة التي سأكتبها لتكون موضوعاً للمناظرة وهي ذا شقين ، يدور الأول منها حول الديانة المسيحية ، ويدور الثاني حول الديانة الإسلامية.

وهذه هي الأسئلة :

1- الديانة المسيحية

1- هل يؤيد القرآن المسيح والإنجيل ؟

2- النسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟

3- الخمر محرم في القرآن ولكنه غير محرم في الإنجيل فكيف تفسرون ذلك ؟ وهل هناك آية في القرآن الكريم تحرم الخمر ؟

4- هل يؤمن المسلمون برسل المسيح الذين اختارهم وأوكل إليهم مهمة التبشير لجميع الأمم كما ذكر في الإنجيل ؟

5- هل يؤيد القرآن الكريم الروح القدس ؟

6- حسب ما جاء في الإنجيل أن المسيح عليه الصلاة والسلام صلب ومات ودفن ثم قام من بين الأموات في اليوم الثالث . فماذا في القرآن فيما يختص بهذا القول ؟

7- ورد في الإنجيل أن المسيح ابن الله . فما رأي القرآن الكريم ؟

8- هل يؤد القرآن الكريم الأقانيم الثلاثة : الآب والابن والروح القدس حسب ما جاء في الإنجيل ؟

9- ما هي مكانة مريم العذراء لدى المسلمين كأم المسيح عليه الصلاة والسلام ؟



2- الدين الإسلامي :

1- محمد صلى الله عليه وسلم كيف كانت حياته ونزول القرآن عليه ؟

2- كيف نقنع المشككين بأنه خاتم الأنبياء كما جاء في القرآن الكريم فقط ؟

3- هل استعمل السيف في فجر الإسلام لإخضاع الكفار للدخول في الإسلام ؟ وهل كان ذلك في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، أم في عهد الخلفاء الراشدين ؟

4- ما رأي المسلمين في إخوتهم العلماء الذي قاموا بتفسير القرآن حسب آرائهم مما أدي في ذلك إلى تكوين طوائف مختلفة ، وما حقيقة هذه الطوائف ؟

5- يتزوج المسلمون بأكثر من امرأة . فهل هناك آية في القرآن توضح ذلك ، وما هي الأسباب التي دعت النبي عليه الصلاة والسلام يتزوج بأكثر من أربع ؟

6- لماذا يحرم القرآن لحم الخنزير ؟ وهل هناك آية تحرم ذلك ؟

7- هل يؤيد القرآن أن المسيح عليه السلام مرسل لبني إسرائيل فقط ؟

8- نلاحظ في القرآن أن هناك آيات تنسخ آيات ، مثل في سورة الكافرون :

" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {6}‏ "

في حين أن هناك آية أخرى تقول في سورة المائدة آية رقم 3 :


" .............. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ............... "

فما رأي المسلمين في هذا التناقض ؟

9- ما هي نظرة المسلم لغير المسلم فيما يختص بالمعاملات الاجتماعية المختلفة ؟

10- لماذا تمنع السلطات السعودية دخول المسحيين في الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية ؟

وللحديث بقية ...

أخوكم : الاثرم


التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 11-23-2015 الساعة 08:46 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2015, 11:43 PM   #27
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الله سبحانه وتعالى : في سورة البقرة :

" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {127} رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {128}

رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ {129} وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ

الصَّالِحِينَ {130} إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ

يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا

يَعْمَلُونَ {134}‏ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135} قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا

أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {136} فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {137}

صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ {138} قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ {139} أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ

وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {140} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {141}‏ "


بعد ان كتبت هذه الأسئلة .. رأيت ان أعيد تنظيم الخريطة لتكون هي الخريطة التي تؤدي بنا إلى مجموعة من الدراسات لأننا لسنا في حاجة إلى مواعظ ، ولسنا في حاجة إلى خطب رنانة ، وعلى جيوش الخطباء أن يوفروا جهودهم . إننا في حاجة إلى دراسة علمية موضوعية هادئة وهادفة نعرف فيها الحق ونعرف فيها الطريق المستقيم حتى نسلكه جمعياً صفاً واحداً .

وعليكم أن تصبروا علي لأن جهالات عصور كاملة ينبغي أن تمحى ، وهي ليست متعة صيد أو فسحة ، وإنما هي دارسة ديانات كاملة والديانات لا تدرس في رحلة ولا تدرس في جلسة واحدة ، وإنما تدرس دراسات متأنية عبر النصوص المقدسة عند الطرفين . ولسوف يكون تنظيم خريطة العمل على الوجه التالي :

سيكون الحديث حول قضية قانونية الأناجيل ، ولقد جاء حولها أسئلة ، منها السؤال القائل بالنسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟

أود ان أشير قبل أن أبدا إلى نقطتين الأولى :

أن أبدأ بالإجابة على الأسئلة النصرانية أولا ، لأن دراسة النصرانية يجب أن تسبق دراسة الإسلام .

وأما الثانية :

فهي ألا أكتفي على هذين السؤالين الخاصين بالنسخ والتحريف ، وإنما هناك موضوعات أخرى مرتبطة بهما يجب الاهتمام بها ، كقصة كتابة الأناجيل وكيف قبل بعضها وصار قانونياً مثل الأناجيل الأربعة وكيف رفض أكثريتها ولماذا ؟ وما هي موضوعات التآلف أو الاختلافات بين هذه الأناجيل القانونية ؟ ثم ما هو موقف بقية أسفار العهد الجديد وقيمتها العقائدية ، وكيف تكوَّن العهد الجديد القانوني ؟

كل هذا وما يرتبط به وهو كثير وكثير .. والله أسأل أن يهدينا إلى الحق فأنه لا يهدي إلى الحق إلا هو وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .


الجلسة الأولى :

• حديث عن أسفار العهد الجديد .
• نظرة في أسفار العهد الجديد :
- مشكلة الاختلاف الكثير .
- مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها .
• قضية الصلب .

أرحب بكم جمعياً ايها الاخوة والاخوات ... وخاصة هذه الأسئلة والاستفسارات عما في المسيحية والإسلام من أمور يتفق عليها وأخرى يختلف فيها ، (((( ولا تزال موضع جدل بين المسيحيين والمسلمين .
))))
والسؤال البديهي في مثل هذا اللقاء : من أين يستقي الناس عقائدهم ؟

من المتفق عليه أن العقائد الدينية تستقي من الكتب المقدسة . من أجل ذلك فإن المنطق يقضي بدراسة الكتب المقدسة أولا ، قبل أن نناقش العقائد المستخرجة منها . ولا شك أن من أهم الدراسات لتلك الكتب هي الدراسات التي يقوم بها علماء تلك الديانة .

ولهذا أعرض الآن خلاصة لبعض ما انتهى إليه علماء النصرانية في دراستهم للأسفار المقدسة تحت عنوان : ( حديث عن أسفار العهد الجديد ) . وهو يماثل تماماً التقرير الذي يتلقاه من يهمه الأمر من أحدى اللجان المتخصصة التي شكلت لدراسة مشكلة موضوع معين . وهو ما يناسب مثل هذا للقاء .. والذي لا يستغرق في العادة سوى فترة زمنية محدودة بالساعات أو بعدد محدود من الأيام .

بعد ذلك أعرض حديثاً بعنوان : ( نظرة في أسفار العهد الجديد ) يسمح لكل قارئ مهما كانت ثقافته أن يطلع بنفسه على حقيقة ما في هذه الأسفار ، وعلى الأسباب التي جعلت كثيراً من علماء النصرانية يقررون ما سوف نعرضه عند الحديث عن أسفار العهد الجديد.

(((( وبهذا تكتمل الصورة اليقينية لكل باحث عن الحقيقة ، ومن حقه أن يطلب ذلك ، لأن لسان حال الإنسان الصادق مع نفسه دائماً يقول : أريد أن أعرف ، وأن أتدبر وأتحقق : ليطمئن قلبي . ))))

إذن أيها الإخوة والأخوات – فإن النقاط المختصرة التي سأكتبها حالياً تمثل خلاصة كلام علماء النصرانية . وبالمناسبة هنا أن أذكر الأسماء العربية لأهم المراجع المسيحية ومؤلفيها ، ونبذة يسيرة للتعرف بهم بحيث لا نحتاج بعد ذلك إلا لذكر اسم المصدر ورقم الصفحة فقط .

المراجع الأجنبية :

1- اسم الكتاب الأناجيل ... المؤلف : الدراسات اللاهوتية بمعهد اللاهوت الاتحادي بنيويورك .
2- اسم الكتاب إنجيل مرقس ... المؤلف : دنيس نينهام – أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة بليكان لتفسير الإنجيل .
3- اسم الكتاب : تفسير إنجيل متى .... المؤلف : جون فنتون – عميد كلية اللاهوت بانجلترا .
4- اسم الكتاب : تفسير إنجيل لوقا ... المؤلف جورج كيرد
5- اسم الكتاب : تفسير إنجيل يوحنا ... المؤلف : جون مارش – عميد كلية مانسفيلد باكسفورد وعضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي.
6- اسم الكتاب : تاريخ العقيدة .. المؤلف : أدولف هرنك – أستاذ تأريخ الكنيسة بجامعة برلين.
7- اسم الكتاب : كتابات مقدسة ... المؤلف : جنتر لانسزكد منسكي – محاضر في تأريخ العقائد بجامعة هيدلبرج الألمانية .
8- اسم الكتاب : دائرة المعارف الأمريكية ، طبعة سنة 1959م .
9- اسم الكتاب : دائرة المعارف البريطانية ، طبعة سنة 1960م



حديث عن أسفار العهد الجديد :

قانونية الأناجيل :

1- " إن المسحيين الأوائل لم يكونوا يعتقدون أن كتبهم المقدسة تكوَّن عهداً جديداً يتميز عن العهد القديم ، فقد كان العهدان شيئاً واحداً متصلاً .. وعندما ظهرت أولى الكتابات المسيحية .. فقد كان ينظر إليها جمعياً باعتبارها إضافات صحيحة أو ملحق لما في أسفار الناموس والأنبياء ، التي كانت تقرأ أسبوعياً في المعبد اليهودي والكنيسة المسيحية .

إن العهد الجديد كتاب غير متجانس ، ذلك أنه شتات مجمّع ، فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى آخره لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة . ( فريدريك جرانت : صفحة 12 ، 17 )


2- " في فترة المائة والخمسين عاماً الأخيرة تحقق العلماء أن الأناجيل الثلاثة الأولى تختلف عن إنجيل يوحنا أسلوباً ومضموناً .
إن إنجيل يوحنا يختلف اختلافاً بيناً عن الثلاثة المتشابهة ( متى ومرقس ولوقا ) فهو لا يذكر أي شيء عن رواية الميلاد ..

وبالنسبة للروايات التي تحكي نشاط يسوع الجماهيري فإنه توجد اختلافات في الزمان والمكان إذا قورنت بنظريتها في الأناجيل المتشابهة .. وأن التاريخ المضبوط الذي تحددت فيه قانونية أسفار العهد الجديد غير مؤكد " . ( جنتر لانسزكوفسكي : صفحة 32 – 36 ) .


3- " إن هناك مشكلة هامة وصعبة تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواح كثيرة بين الإنجيل الرابع والثلاثة المتشابهة . (((( إن الاختلاف بينهم عظيم )))) ، لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة وموثوقاً فيها {{{{{{ فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا ".}}}}}} ( دائرة المعارف الأمريكية : جـ 13 _ 73 )

4- " ليس لدينا أية معرفة مؤكدة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك .

تحريف الأناجيل :

وبالنسبة لموضوع التحريف وإدخال كلمات في النص أو استخراجها منه نقرأ الآتي :


أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس ، إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد ، مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها " ( دائرة المعارف البريطانية جـ2 _ صفحة 519 – 521 ) .


5- " إن نصوص جميع هذه المخطوطات ( العهد الجديد ) تختلف اختلافاً كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ .. ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن نسخته الأصلية . إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ". ( جورج كيرد : صفحة 32 ) .



ونذهب الآن لدراسة الصورة العامة للأناجيل ، وهذا الذي أقوله لا يزال قول علماء المسيحية :

" إن القول {{ بأن متى ولوقا استخدما إنجيل مرقس }} ، أصبح على وجه العموم مسلماً به ، ولكن بجانب إنجيل مرقس فلا بد أنهما استخدما وثيقة أخرى يشار إليها الآن q والذي يرمز إلى كلمة المصدر ، كما استخرجت من الكلمة الألمانية التي تعطي هذا المعنى " ( دائرة المعارف البريطانية جـ 2 – صفحة 523 ) .


1- أنجيل مرقس :

1- يقول بابياس ( حوالي عام 135م ) :

" في الواقع أن مرقس الذي كان ترجماناً لبطرس قد كتب بالقدر الكافي من الدقة التي سمحت بها ذاكرته ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله ولكن دون مراعاة للنظام .

( ونلاحظ أن مرقس هذا هو كاتب أقدم الأناجيل الذي اعتمد عليه كل من متى ولوقا ) .

ولقد حدث ذلك لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع ولا كان تابعاً شخصياً له ، لكنه في مرحلة متأخرة كما قلت أنا ( بابياس ) من قبل قد تبع بطرس ".

ويتفق مع قول بابياس هذا ما اقتبسه أيرنيوس في قوله :

" بعد موت بطرس وبولس فإن مرقس تلميذ بطرس وترجمانه سلم إلينا كتابة ما صرح به بطرس ". ( فريدريك جرانت : صفحة 73 – 74 )


2- " لم يوجد أحد بهذا الاسم ( مرقس ) عرف أنه كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة ( بيسوع ) أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى .. ومن غير المؤكد صحة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الإنجيل بأنه يوحنا مرقس المذكور في ( أعمال الرسل ( 12: 12 ، 25) _ أو أنه مرقس المذكور في رسالة بطرس الأولى ، ( 5: 13 ) أو أنه مرقس المذكور في رسائل بولس :

كولوسي ( 4: 10 ) ،(2) تيموثاوس 4 : 11 ، فليمون 24 ) .

لقد كان من عادة الكنيسة الأولى أن تفترض أن جميع الأحداث التي ترتبط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد إنما ترجع جميعها إلى شخص واحد له هذا الاسم ، ولكن عندما نتذكر أن اسم مرقس كان أكثر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرومانية فعندئذ نتحقق من مقدار الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة ". ( دنيس نينهام : صفحة 39 )


3- وبالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل : " فإنه غالباً ما يحدد في الجزء المبكر من الفترة 65 – 67 م ، وغالباً في عام 65م ، أو عام 66م .. ويعتقد كثير من العلماء أن ما كتبه مرقس في ( الإصحاح 13 ) قد سطر بعد عام 70م ."

وأما عن مكان الكتابة : " فإن المأثورات المسيحية الأولى لا تسعفنا .. إن كليمنت السكندري وأوريجين يقولان روما ، بينما يقول آخرون مصر . وفي غياب أي تحديد واضح تمدنا به هذه المأثورات لمعرفة مكان الكتابة فقد بحث العلماء داخل الإنجيل نفسه عما يمكن أن يمدنا به ، وعلى هذا الأساس طرحت بعض الأماكن المقترحة مثل أنطاكية ، لكن روما كانت هي الأكثر قبولاً ". ( دنيس نينهام : صفحة 42 ) .

ومن ذلك يتضح ((( أن أحداً لا يعرف بالضبط من هو مرقس كاتب الإنجيل ))) ، كذلك فإن أحداً لا يعرف بالضبط من أين جاء هذا الإنجيل .



مشاكل إنجيل مرقس :

إن من مشاكل إنجيل مرقس : اختلاف النسخ على مر السنين ، ولقد أدى ذلك إلى قول علماء المسيحية إنه قد " زحفت تغييرات تعذر اجتنابها ، وهذه حدثت بقصد أو بدون قصد . ومن بين مئات المخطوطات _ أي النسخ التي عملت باليد _ لإنجيل مرقس والتي عاشت إلى الآن فإننا لا نجد أي نسختين تتفقان تماماً " .

كذلك نحد من مشاكل إنجيل مرقس {{ خاتمة هذا الإنجيل }} ، ذلك أن الأعداد من ( 9 إلى 20 ) " التي تتحدث عن ظهور المسيح ودعوته التلاميذ لتبشير العالم بالإنجيل " هذه تعتبر إلحاقية ، أي أنها أضيفت فيما بعد بحوالي 110 من السنين ، فلم تظهر لأول مرة إلا حوالي سنة 180م . ( دنيس نينهام : صفحة 11 )




2- إنجيل متى :

" لا يزال من الواضح أن كلاً من بولس الهلليني ومتى المبشر اليهودي له وجهة نظر تخالف الآخر تماماً فيما يتعلق بأعمال يسوع وتعاليمه ". ( فريدريك جرانت : صفحة 141 ) .

وأما بالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل فيمكن القول بأنه " كتب في حوالي الفترة من 85 إلى 105 م ، وعلى أي حال فيمكن القول بأنه كتب في الربع الأخير من القرن الأول أو في السنوات الأولى من القرن الثاني ". ( جون فنتون : صفحة 11 ) .

وفيما يتعلق بمكان تأليفه : " فإن شواهد قوية تشير إلى أنطاكية باعتبارها موطنه الأصلي. ولما كان من الصعب ربط الإنجيل بمدينة محدودة ( مثل أنطاكية ) فمن المناسب إذن القول بأنه يأتي من مكان ما في المنطقة المحيطة بها أو أي مكان ما يقع شمال فلسطين ". ( فريدريك جرانت : صفحة 140 ) .


مشاكل إنجيل متى :

1- {{{{{{{ توقع نهاية العالم سريعاً }}}}}}} : ولو أن هذه الفكرة قد سيطرت على تفكير مؤلفي أسفار العهد الجديد ، إلا أن متى كان أكثرهم حرصاً على تأكيد ذلك . فهو قد يتوقع ((( أن تأتي نهاية العالم في أيام المسيح ))) : قبل أن يكون رسله قد أكملوا التبشير في مدن إسرائيل ( 10: 23 ) ، وقبل أن يدرك الموت بعض معاصري المسيح والذين استمعوا إلى تعاليمه ( 16: 28 ) وقبل أن يكون ذلك الجيل الذي عاصر المسيح وتلاميذه قد فني ( 24: 34 ) .

ومن الواضح كما يقول جون فنتون في صفحة 21 _ " أن شيئاً من هذا لم يحدث كما توقعه متى ".


3- ثم تأتي خاتمة الإنجيل التي (( يشك )) فيها العلماء ويعتبرونها دخيلة . فهي تنسب للمسيح قوله لتلاميذه : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ( 28: 19 ) .

ويرجع هذا الشك _ كما يقول أدولف هرنك _ وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي ، إلى الأتي :

أ?- " لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات ، وأن بولس لا يعلم شيئاً عن هذا ".

ب?- " إن صيغة {{{{ التثليث هذه غريب ذكرها}}}}} على لسان المسيح ، ولم يكن لها نفوذ في عصر الرسل ، وهو الشيء الذي كانت تبقي جديرة به ، لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً . ( أدولف هرنك : جـ 1 _ صفحة 79 ) .

وللحديث بقية ....

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-2015, 11:49 PM   #28
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

3-إنجيل لوقا :

يبدأ بمقدمة ألقت كثيراُ من الضوء على ما كان يحدث في صدر المسيحية ، وخاصة فيما يتعلق بتأليف الأناجيل ، فهو يقول :


" إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلما إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّاماً للكلمة . رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس . (((( لتعرف )))) صحة الكلام (( الذي علمت به )) ( 1: 1 – 4 ) .

ومن هذه المقدمة يتضح جملة أمور لا بد من التسليم بها :

1- أن لوقا يكتب رسالة شخصية إلى ثاوفيلس ، وأن هذه الرسالة تكبت على التوالي حسبما تتوفر لها إمكانيات الكتابة من وقت ومعلومات .

2- وأن هذا العمل قام به لوقا بدافع شخصي بحت بغية أن تصل المعلومات التي علم بها إلى صديقه . ولم يدع الرجل في رسالته أن كتبها بإلهام أو مسوقاً من الروح القدس ، بل إنه يقرر صراحة أن معلوماته جاءت نتيجة لاجتهاده الشخصي لأنه تتبع كل شيء من الأول بتدقيق.

3- كذلك يقرر لوقا أن كثيرين قد أخذوا في تأليف أناجيل .

4- وأخيراً يعترف لوقا بأنه لم ير المسيح ولم يكن من تلاميذه ، لكنه كتب رسالته بناء على المعلومات التي تسلمها من الذين عاينوا المسيح وكانوا في خدمته . ومن المعلوم أن سفر أعمال الرسل _ وهو أطول أسفار العهد الجديد _ هو الجزء الثاني من رسالة لوقا إلى ثاوفيلس .
ولقد حاول العلماء معرفة ثاوفيلس هذا ، لكن جهودهم لم تصل إلى نتيجة محدودة .

يقول فريدريك جرانت : :

" لم نخطر بمن يكون ثاوفيلس هذا ، قد يمكن افتراضه موظفاً رومانياً .. كذلك لم نخطر بمن أولئك الكثيرين الذين أخذوا في تأليف قصص مماثلة .. ورغم أن الموضوع لا يتعدى مجرد احتمالات غير مؤكدة فليس من المعتذر أن يكون مؤلف إنجيل لوقا قد جمع مادته في فلسطين أو سوريا مبكراً في الفترة 70 – 80 م. ثم ربطه بالجزء الأكبر من إنجيل مرقس في وقت ما من السبعينات ثم أصدر إنجيله حوالي عام 80 أو 85 م . وبعد ذلك بحوالي خمس سنوات فإنه ذيل كتابه الأصلي برسالة ثانية نعرفها الآن باسم أعمال الرسل .. ثم نشر مصنفه في حوالي عام 95 م . " ( فريدريك جرانت : صفحة 121 ، 127 ، 128 ) .


ومن أقوال العلماء في كتابات لوقا :

" إن سفر أعمال الرسل يوجد به كثير من النقاط التي تتعارض تعارضاً تاماً مع التعاليم المذكورة في رسائل بولس ، ومن غير المعقول إذن أن تكون هذه قد سطرها شخص له معرفة مباشرة ببولس ورحلاته التبشيرية ( التي تحدث عنها تفصيلاً سفر أعمال الرسل حتى أن هذا السفر يسمى أحياناً سفر أعمال بولس .. ) . ومن النادر ذكر لوقا كشخصية بارزة في سجلات التاريخ للقرن الأول من المسيحية ". ( جورج كيرد : صفحة 15 - 17 ) .


مشاكل إنجيل لوقا :

1- يعاني نص إنجيل لوقا من التغييرات التي تعاني منها الكتب الأخرى للعهد الجديد ، إلا أن النص الغربي للإنجيل وسفر أعمال الرسل يعاني من اختلافات كثيرة بالإضافة أو الحذف عما في النصوص الأخرى لذات الإنجيل ، مثل النص السكندري والنص البيزنطي ". ( جورج كيرد : صفحة 32 – 33 ) .

2- " ثم هناك المشكلة الحادة التي نتجت عن اختلاف نسب المسيح كما ذكره لوقا عما جاء في نظيره في إنجيل متى وفي أسفار الهد القديم ."

وهذه واحدة من مشاكل الأناجيل التي سوف نبحثها فيما بعد .


اخوكم / الاثرم

وللحديث بقية ..
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-24-2015, 10:44 PM   #29
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

4- إنجيل يوحنا :

لقد كان من المعتقد لفترة طويلة أن يوحنا كان على بينة من وجود الأناجيل الثلاثة المتشابهة ، وأنه قد كتب ليكملهم أو ليصححهم في حالة أو حالتين . فقد جرى القول بأن حادثة تطهير الهيكل _ على سبيل المثال _ قد وضعها يوحنا عمداً في بداية دعوة يسوع ، لأنه حسبما تذكَّرها يوحنا الذي تقدمت به السنون كان ذلك موضعها .

كذلك فإنه صحح تاريخ الصلب ، حيث وضعه عشية الفصح في اليوم الذي تذبح فيه خراف الفصح . ومن ناحية أخرى فإن لقب : ابن الإنسان ( الذي كان يطلقه المسيح على نفسه ويفضله كثيراً على الألقاب الأخرى ) والي لم يستخدمه بولس قط ، قد أبقى عليه يوحنا ..

لقد كان يوحنا مسيحياً وبجانب ذلك فإنه كان هللينياً ، ومن المحتمل إلا يكون يهودياً ولكنه شرقي أو إغريقي ..

ومن المحتمل أن يكون إنجيل يوحنا قد كتب في أنطاكية أو أفسس أو الإسكندرية أو حتى روما ، فإن كلا من هذه المدن كانت مركزاً عالمياً للدعاية العقائدية في القرنين الأول والثاني من الميلاد ، كما كانت على اتصال ببعضها ." ( فريدريك جرانت : صفحة 156و 166و 174 ، 178 ) .

ويقول جون مارش في مقدمته لتفسير إنجيل يوحنا تحت عنوان : " استحالة التوكيد " :

" حين نأتي لمناقشة المشاكل الهامة والمعقدة التي تتعلق بالإنجيل الرابع وإنجيله ، نجد أنه من المناسب والمفيد أن نعترف مقدماً بأنه لا توجد مشكلة للتعريف ( بالإنجيل وكاتبه ) يمكن إيجاد حل لها .

من كان يوحنا هذا الذي قيل إنه المؤلف ؟ أين عاش ؟ لمن من الجمهور كان يكتب إنجيله ؟ أي المصادر كان يعتمد عليها ؟ متى كتب مصنفه ؟..

حول كل هذه الأسئلة وحول كثير غيرها توجد أحكام متباينة ، أحياناً تقرر تأكيدات قوية ومع ذلك فإن أياً منها لا يرقى إلى مرتبة اليقين ..

( ثم يختتم جون مارش مقدمته بقوله ) :

وبعد أن نفرغ كل ما في جعبتنا نجد أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل تحقيق أي شيء أكثر من الاحتمال حول مشاكل إنجيل يوحنا . ويعتقد كاتب هذه السطور ( جون مارش ) أنه ليس من المستحيل الاعتقاد أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الأول الميلادي قام شخص يدعى يوحنا ، من الممكن أن يكون يوحنا مرقس ، وقد تجمعت لديه معلومات وفيرة عن يسوع ، ومن المحتمل أنه كان على دراية بواحد أو أكثر من الأناجيل المتشابهة ، فقام عندئذ بتسجيل شكل جديد لقصة يسوع اختص بها طائفته التي كانت تعتبر نفسها عالمية ، كما كانت متأثرة بوجود تلاميذ يوحنا المعمدان ". ( جون مارش : صفحة 20 ، 80 ) .




مشاكل إنجيل يوحنا :

تقول دائرة المعارف الأمريكية :

يوجد ذلك التضارب الصارخ بينه وبين الأناجيل المتشابهة ، فهذه الأخيرة تسير حسب رواية مرقس للتسلسل التاريخ للأحداث فتجعل منطقة الجليل هي المحل الرئيسي لرسالة يسوع ، بينما يقرر إنجيل يوحنا أن ولاية اليهودية كانت المركز الرئيسي .

وهناك مشكلة الإصحاح الأخير ( رقم 21 ) من الإنجيل :

إن القارئ العادي يستطيع أن يرى أن الإنجيل ينتهي بانسجام تام بانتهاء الإصحاح العشرين الذي يقول : وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله .. ان هذا الإعلان يبين بوضوح الغرض الذي كتب من أجله هذا الكتاب .

بعد ذلك يأتي الإصحاح الأخير ( رقم 21 ) الذي يخبرنا أن يسوع ظهر كرب أقيم من الأموات لخمسة تلاميذ .. وأنه قال لبطرس : ارع خرافي .. وكذلك تعليق مبهم يقول : هذا هو التلميذ الذي جاء عن طريق الجماعة التي تشير إلى نفسها بكلمة : نحن ( نعلم ) .. وفي حقيقة المر فإن هؤلاء يصعب تحيدهم " ( دائرة العارف الأمريكية : جـ 16 – صفحة 159 ) .


ولقد ظهر شيء من التآلف بين إنجيلي لوقا ويوحنا مما ساعد على ظهور نظرية تقول بأن يوحنا استخدم إنجيل لوقا كأحد مصادره . إلا أن هذه النظرية تجد معارضة بسبب الاختلاف الواضح بين الإنجيلين في المواضع المشتركة بينهما :

" فكلا الإنجيلين يتحدث عن بطرس وصيد السمك بمعجزة ، لكن أحدهما ( لوقا ) يضع القصة مبكراً في رسالة يسوع في الجليل ، أما الآخر ( بوحنا ) فيضعها بعد قيامه من الأموات " ( لوقا 5: 1 – 11 ، يوحنا 21: 1 – 14 ) .

وكلاهما يتحدث بلغة مشتركة عن كيفية مسح يسوع ( بالطيب ) من امرأة . لكنها في أحدهما ( لوقا ) كانت زانية في بيت فريسي ، بينما هي في الآخر ( يوحنا ) كانت امرأة صديقة ليسوع ، وأن ذلك حدث في بيتها . ( لوقا 7 : 36 – 38 ، يوحنا 12: 1 – 8 ) . ( جورج كيرد : صفحة 20 ) .

**

أما بعد .. فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها كما بينتها هذه الخلاصة لأبحاث علماء النصرانية تقول بحق :

إن الأناجيل القانونية ما هي إلا كتب مؤلفة _ بكل معنى الكلمة _ وهي تبعاً لذلك معرضة للصواب والخطأ . ولا يمكن الدعاء ولو للحظة واحد أنها كتبت بإلهام.

لقد كتبها أناس مجهولون ، في أماكن غير معلومة، وفي تواريخ غير مؤكدة . والشيء المؤكد _ الذي يلحظه القارئ البسيط كما يلحظه القارئ المدقق _ أن هذه الأناجيل مختلفة غير متآلفة ، بل إنها متناقضة مع نفسها ومع حقائق العالم الخارجي ( حيث فشلت التنبؤات بنهاية العالم ) كما رأينا وكما سنرى فيما بعد .


إن هذا القول قد يضايق النصراني العادي ، بل إنه قد يصدمه ولكن بالنسبة للعالم النصراني المدقق فقد أصبح القول بوجود أخطاء في أسفار الكتاب المقدس حقيقة مسلماً بها .

إن الكنيسة الكاثوليكية كانت تتمسك بشدة بعقدية الإلهام ، كما يقول موريس بوكاي التي تأكد القول بها في مجمع الفاتيكان الذي عقد عام 69 – 1870م ، والذي تقرر فيه (( إن الكتب القانونية لكل من العهدين القديم والجديد قد كتبت بإلهام من الروح القدس وأعطيت هكذا للكنيسة )).

لكنها عادت الآن – بعد نحو قرن من الزمان – لتواجه الحقائق وتعترف بها . لقد بحث المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان ( 62 ) – 1965م ) المشكلة التي تتعلق بوجود أخطاء في بعض نصوص أسفار العهد القديم ، وقدمت له خمس صيغ مقترحة استغرق بحثها ثلاث سنوات من الجدل والمناقشة . وأخيراً تم قبول صيغة حظيت بالأغلبية الساحقة ، إذا صوت إلى جانبها 2344 ضد 6 ، وقد أدرجت في الوثيقة المسكونية الرابعة عن التنزيل فقرة تختص بالعهد القديم ( الفصل الرابع ، ص 53 ) تقول :

” بالنظر إلى الوضع الإنساني السابق على الخلاص الذي وضعه المسيح تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان .. غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان ".
( نقلاً عن الطبيب الفرنسي الكاثوليكي ( يوم أن كان كاثوليكياً ولكنه أسلم ) موريس بوكاي من كتابه : La Bible, Le Coran et la Science.

وقد نشرت دار المعارف بالقاهرة ترجمته العربية تحت عنوان :

" دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة " . وهذه الفقرة منقولة عن الطبعة الأولى . ( ص 59 – 60 ) .

إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو :

كم من المؤمنين بقداسة هذه الأسفار واعتبارها تعليماً إلهياً موحي به من الله ، يعلم هذا الذي قررته الكنيسة بشأنها ، وما تحتويه من شوائب وبطلان ؟

*

وما لنا نذهب بعيداً ولدينا الكتاب المقدس _ طبعة الكاثوليك 1960م _ وهو يقدم لأسفار موسى الخمسة ( التوراة ) بقوله :

" كثير من علامات التقدم تظهر في روايات هذا الكتاب وشرائعه مما حمل المفسرين كاثوليك وغيرهم على التنقيب عن أصل هذه الأسفار الأدبي . فما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته قد كتب كل البانتاتيك ( الأسفار الخمسة ) منذ قصة الخلق إلى قصة موته . كما أنه لا يكفي أن يقال إن موسى أشرف على وضع النص الملهم الذي دوّنه كتبة عديدون في غضون أربعين سنة .
كذلك يقول الكتاب المقدس في تقديمه لسفر راعوث :

" من المحتمل أن يكون الكاتب قد استعان في البدء بذكريات تقليدية غير واضحة الظروف تماماً ، ثم أضاف إليها عدداً من التفاصيل ليجعل الرواية أكثر حياة ويعطيها قيمة أدبية." !!


وها هي كتب التبشير التي توزع هنا بين المسلمين تعترف بتسرب أخطاء خطيرة إلى أسفار العهد الجديد . لقد جاء في كتاب : " هل الكتاب المقدس حقاً كلمة الله ؟" في ص 160 ، ما يلي :

" بمقارنة أعداد كبيرة من المخطوطات القديمة باعتناء يتمكن العلماء من اقتلاع أية أخطاء ربما تسللت إليها . مثالاُ على ذلك الإدخال الزائف في رسالة يوحنا الأولى ، الإصحاح الخامس . فالجزء الخير من العدد 7 ، والجزء الأول من العدد 8 ، يقول حسب الترجمة البروتستنتية العربية ، طبع الأمريكان في بيروت _ ونقرأ في الترجمة ******ية العربية شيئاً مماثلاً : في السماء ... الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة ( الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة في واحد ."

ولكن طوال القرون الثلاثة عشر الأولى للميلاد لم تشتمل أي مخطوطات يونانية على هذه الكلمات . وترجمة " حريصا " العربية تحذف هذه الكلمات كلياً من المتن . والترجمة البروتستنتية العربية ذات الشواهد تضعها بين هلالين موضحة في المقدمة أنه ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها .

أعتقد أن أبسط تعليق هو التذكرة فقط بأن هذا النص الخطير الذي أدخل ابتداء من القرن الثالث عشر ، والذي يقتبس منه فكرة التثليث ، لم يكن له وجود طوال القرون السابقة . وهذا شيء لا يمكن اعتباره تحريفاً بسيطاً ، بل إنه تحريف خطير ، لأنه يمس أساس العقيدة . وهكذا نجد أن نصوصاً وأفكاراً تتسرب إلى الكتابات التي اعتبرت مقدسة عبر القرون ، فكل ما يتعلق بتثليث أو ثالوث ، ما من شك في أنه دخيل على مسيحية المسيح الحقة التي لا تزال لها بقايا في الأناجيل الموجودة حالياً .

ويكفي أنه عندما يأتي العلماء لتفسير صلاة المسيح الأخيرة في إنجيل ( يوحنا 17 : 3 ) التي يقول فيها :

" وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ،((( و ))) يسوع المسيح الذي أرسلته ".

فإنهم يقولون : إن هذا توحيد لا شك فيه .

وطبعاً هذا الكلام معناه باللغة العربية المتداولة :

لا إله إلا الله ، المسيح رسول الله .

ومن هذه النقاط يمكن أن تلتقي النصرانية مع الإسلام .

وفي فقرات أخرى وفي لقاءات أخرى مع الإسرائيليين كان قوله :

" أسمع يا إسرائيل : الرب إلهنا رب واحد " ( إنجيل مرقس 12 : 29 )

وهذه الفقرة تشير إلى ما في أسفار العهد القديم . ( سفر التثنية 6 : 4 )

وعندما تقدم إليه إسرائيلي ليسأله :

" أيها المعلم الصالح ، ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟". ( إنجيل لوقا 18: 18 )

ماذا قال المسيح ؟

لم يقل له افعل كذا أو كذا .. لكنه أولا نفى الصلاح عن نفسه فقال :

" كيف تدعوني صالحاً ؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله . بعد ذلك بدأ المسيح يعلمه ما جاء في أسفار العهد القديم وما دعا إليه وهو التوحيد في العقيدة والتمسك بشريعة موسى والحفاظ عليها . أعتقد أنه بهذا نكون قد انتهينا من الحديث عن أسفار العهد الجديد .




وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-2016, 09:42 PM   #30
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرة في أسفار العهد الجديد

1 - مشكلة الاختلاف الكثير :

يوجد اختلاف كثير بين الأناجيل : الواحد عن الآخر .. واختلاف داخل الإنجيل نفسه . ومن الطبيعي أنه في أي دراسة سواء كانت دراسة دينية أو أي دراسة وخاصة ما يتعلق بالوحي والتنزيل والكتب المقدسة فإنه تحكمنا القاعدة الأساسية التي لا بد أن يقبلها الكل .. وهي أنه :


لو كان من عند غير اله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " ( سورة النساء آية 82 . )



أ- اختلاف متى ولوقا في نسب المسيح ?- :


لقد جرت التقاليد المسيحية في نسبة المسيح ليوسف النجار خطيب مريم ((( اتهام مخزي .. نسبوه إلى هذا النبي الكريم وهو برئ منه أشد البراءة واتهام لأمه مريم البتول العفة الحصان .


وقد قص الله تعالى علينا أمرها وابنها في سورة مريم ، قال تعالى :

" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} . "


وقال سبحانه وتعالى عنها في سورة التحريم :

" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12} " ))) .


فها هو لوقا يقول :

" ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ، وهو على ما كان يظن أنه ابن يوسف ( النجار ) بن هالي بن ... ... " ( 3 : 23 )

ولقد اختلف متى مع لوقا في تسلسل نسب المسيح هذا ، إذ جعله متى بأتي من نسل سليمان بن داود .. بينما جعله لوقا بأتي من نسل ابن آخر لداود هو ناثان ويتضح الموقف بعمل جدول يبني الأنساب التي ذكرها كل من متى ولوقا مقارنة بأنساب الآباء التي وردت في أسفار العهد القديم وخاصة سفر أخبار الأيام وذلك كالآتي :


مسلسل .... أنجيل متى .... سفر أخبار الأيام الأول .... إنجيل لوقا
1 .... داود .... داود .... داود

2 .... سليمان .... سلمان-ناثان .... ناثان

3 .... رحبعام .... رحبعــــــــــام .... متاثا

4 .... أبيـــــــا .... أبيــــــــــــــــا .... مينان

5 آسا آسا مليا

6 .... يهوشافاط .... يهوشافاط .... الياقيم

7 .... .يــــــــورام .... يــــــــورام .... يونان

8 .... عزيـــــــــا .... اخزيـــــــــا .... يوسف

9 .... ـــــــــــــــ .... يـــــــــــــــــــوآش ....... يهوذا

10 ـــــــــــــــــ .... أمصيـــــــــــــــــا .... شمعون

11 .... ـــــــــــــ .... عزريــــــــــــــا .... لاوي

12 .... يوثـــــــــام .... يوثـــــــــــام .... متثات

13 .... آحـــــــــــاز .... آحـــــــــاز .... يوريم

14 .... حزقيـــــــــا .... حزقيــــــــا .... اليعـازر

15 .... منســــــــي .... منســـــــي ..... يوسي

16 .... آمــــــــــون .... آمــــــــون .... عيـــــــر

17 .... يوشيــــــــــا .... يوشيــــــا .... المودام

18 .... ــــــــــــــــــ .... يهوياقيــــــم .... قصم

19 ..... يكنيــــــــــا ..... يكنيــــــــــــا ..... أدي

20 .... شألتيئـــــيل .... شألتيئيـــــــل .... ملكي

21 .... ـــــــــــــــــ .... فدايـــــــــــــــا ... .ؤ نيري

22 .... زربابــــــــل .... زرباـــــــــبل .... شألتيئيل

23 .... أبيهـــــــــود .... حنتيــــــــــــا .... زربابل

24 .... ( متى ) الياقيم ......... ( لوقا ) ريسا

25 .... ( متى ) عازور ..... ( لوقا ) يوحنا

26 .... ( متى ) صادوق ...... ( لوقا ) يهوذا

27 .... ( متى ) أخيم ..... ( لوقا ) يوسف

28 .... ( متى ) اليود .... ( لوقا ) شمعي

29 .... ( متى ) اليعازر .... ( لوقا ) متاثيا

30 .... ( متى ) متان .... ( لوقا ) مآث

31 .... ( متى ) يعقوب .... ( لوقا ) نجاي

32 .... ( متى ) يوسف .... ( لوقا ) حسلي

33 ............................... ( لوقا ) ناحوم

34 ............................... ( لوقا ) عاموص

35 ................................. ( لوقا ) متاثيا

36 ................................ ( لوقا ) يوسف

37 ................................. ( لوقا ) ينا

38 ............................. ( لوقا ) ملكي

39 ................................. ( لوقا ) لاوي

40 ................................. ( لوقا ) فتثاث

41 ................................ ( لوقا ) هالي

42 ................................. ( لوقا ) يوسف


يلاحظ في هذا الجدول – أنه تبسيطاً للدراسة – فقد اكتفينا بتتبع نسب سلمان بن داود كما جاء في سفر أخبار الأيام حتى المسلسل رقم ( 23 ) فقط وصرفنا النظر عن تتبع نسب ناثان بن داود . كما أن الأنساب التي وضع مكانها ( ـــ ) تحت إنجيل متى إنما تعني أسماء آباء سقطت خطأً من القائمة التي كتبها متى .

إن في الجدول السابق يكشف عن عدد من الملاحظات التي لا تخفي على أحد . ولقد تحدث مفسرو الأناجيل في هذه الملاحظات فكان مما قالوا الآتي :

يقول جون فنتون :

" من المحتمل أن يكون متى قد استمر في الاعتماد على ( سفر أخبار الأيام الأول 3: 5 ، 10- 16 ) إلا أنه حذف ثلاثة أجيال بين يورام ويوثام ، كما حذف يوهاقيم بعد يوشيا . أما تسلسل النسب في لوقا فإنه يسير خلال ابن آخر لداود وهو ناثان .

ولقد استطاع متى أن يأخذ الأسماء الثلاثة :

يكنيا ، وشألتيئيل ، وزربابل ، من ( أخبار الأيام 3 : 16 ) وما يليها ، أما بالنسبة لبقية الأسماء المذكورة في قائمته فلم يكن لديه أي مصدر مكتوب حسبما نعلم .

كذلك فإن لوقا أورد في قائمته :

شألتيئيل وزربابل ، لكنه لم يذكر أحداً من الآخرين ( المذكورين في متى ).
ويشر متى إلى أنه في كل من العصور الثلاثة يوجد أربعة عشر جيلاً ، رغم أنه في الحقيقة لم يذكر سوى ثلاثة عشر اسماً في الجيل الأخير ابتداء من ( 1 : 12 – 16 ) . ( تفسير إنجيل متى : ص 39 – 40 ) .

ويقول جورج كيرد :

" في منتصف قائمة لوقا نجد هذه الأسماء الثلاثة :

يوحنا بن ريسا بن زربابل _ لكن يوحنا هي صيغة أخرى لاسم " حننيا " الذي كان ابناً لزربابل . إن هذا الشخص " ريسا " لم يذكر البتة في ( سفر أخبار الأيام الأول 3 : 19 ) ، لكن " ريسا " هي كلمة آرامية تعني أمير ، ولا بد أنها ملحقة في القائمة الأصلي كلقب يسبق زربابل ، وهو الرجل الوحدي الذي كان يمكن الإشارة إليه بهذا اللقب بعد عام 586 ق . م . ( عام السبي البابلي ) .

إن الخطأ الذي لحق بقائمة لوقا يمكن إرجاعه إلى أن القائمة الأصلية . ( التي نقل عنها ) كانت مصنفة بترتيب عكس هذا :

" زربابل الأمير ولد يوحنا ". ( تفسير إنجيل لوقا ص 19.)

وخلاصة القول في نسب المسيح أننا إذا اعتبرنا سفر أخبار الأيام هو المرجع الرئيسي لأنساب الآباء نجد الآتي :

1- أخطأ متى في سلسلة نسب المسيح حين أسقط منها خمسة أسماء ( المسلسلات أرقام 9 , 10 , 11 , 18 , 21 ) .

2- أخطأ لوقا حين أضاف " ريسا " ( المسلسل رقم 24 ) بين زربابل ويوحنا .

3- أختلف لوقا مع متى اختلافاً جوهرياً حين جعل يوسف زوج مريم ينحدر من نسل ناثان بن داود ، بينما جعله متى ينحدر من نسل سليمان بن داود.


ومنذ قرون مضت بذلك نفر من المدافعين عن الأناجيل _ باعتبارها وحياً من الله _ محاولات مضنية للتوفيق بين لوقا ومتى اعتماداً على التقاليد الإسرائيلية ، لكن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل.

ويكفي التسليم بالخطأ الذي لحق بقائمة متى عند مقارنتها بما في سفر أخبار الأيام الأول _ إذ أنه أسقط منها : يوآش ، وأمصيا ، وعزريا ، ويهوياقيم، وهو أمر واضح لا يحتمل الجدل _ حتى يكفي التسليم تبعاً لذلك باختلاف لوقا مع متى وهو الشيء الذي قرره علماء المسيحية .

ب – اختلاف الأناجيل في أسماء التلاميذ :

يقول متى في إنجيله :

" أما أسماء الاثنى عشر رسولاً فهي هذه . الأول سمعان الذي يقال له بطرس ، وأندراوس أخوه. يعقوب بن زبدي. ويوحنا أخوه. فيلبس ، وبرثولماوس . توما ومتى العشار. يعقوب بن حلفي ن ولباوس الملقب تداوس . سمعان القانوني ، ويهوذا الأسخريوطي . ( 10 : 2 – 4 ).



لكن لوقا يقول :

" لما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضاً رسلاً . سمعان الذي سماه أيضاً بطرس ، وأندراوس أخاه . يعقوب ، يوحنا . فيلبس وبرثولماوس . متى وتوما. يعقوب بن حلفي، وسمعان الذي يدعى الغيور . يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الأسخريوطي . ( 6 : 13 – 16 ).

ويذكر يوحنا أسماء بعض التلاميذ من بينهم يهوذا آخر غير الخائن وهو الذي يقول عنه : " يهوذا الأسخريوطي " ( 14 : 22 ) .

من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ذكره متى ومرقس ( 3: 16 – 19 ) من جانب وبين لوقا ويوحنا من جانب آخر ، ولهذا يقول جورج كيرد:

" عندما كتبت الأناجيل لم يكن هناك مجرد التحقق من شخصية التلاميذ . أن يهوذا بن يعقوب لا يظهر في القائمة المذكورة في كل من متى ومرقس ، بينما شغل مكانه لباوس الملقب تداوس ".



ج - اختلاف ( متى ومرقس) في قصة تطهير الهيكل وشجرة التين :

يقول إنجيل متى ( 21 : 12 - 21 ) :

" ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل ... وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص ... ثم تركهم وخرج خارج المدينة إلى بيت عنيا وبات هناك . وفي الصباح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع . فنظر إلى شجرة تين على الطريق وجاء عليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد . فيبست التينة في الحال .
فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال .. فأجاب يسوع وقال لهم : الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون .. إن قلتم لهذا الجبل إنتقل وإنطرح في البحر فيكون . " *

لكن إنجيل ( مرقس 11 : 12 - 24 ) يقول في هذا الحادث :

" وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء عليها لم يجد شيئا إلا ورقا . لأنه لم يكن وقت التين . فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد . وكان تلاميذه يسمعون . وجاءوا على أورشليم . ولما دخل يسوع الهيكل إبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام .. وكان يعلم قائلا لهم أليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى .. وانتم جعلتموه مغارة لصوص . ولما صار المساء خرج إلى خارج المدينة وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول . فتذكر بطرس وقال له يا سيدي : انظر التينة التي لعنتها قد يبست . فأجاب يسوع وقال لهم .. من قال فهذا الجبل إنتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه .. فمهما قال يكون له . "


من الواضح كما قلت سابقاً أن هناك اختلاف بين (متى و مرقس ) في قصة تطهير الهيكل و شجرة التين :

1- بينما يذكر ( متى ) إن تطهير يسوع للهيكل من الباعة والصيارفة قد حدث قبل أن يمر بشجرة التين ثم لعنها .

2- نجد عكس هذا في إنجيل ( مرقس ) يذكر حادثة شجرة التين قبل تطهير الهيكل .

3- حادثة شجرة التين مختلفة / نجد في إنجيل (مرقس) ان يسوع يبحث عن تمر في الشجرة ويلعنها في نفس اليوم ثم يلفت بطرس نظر يسوع إلى جفافها في اليوم التالي .

4- في إنجيل (متى) جميع أحداثها تقع في نفس اليوم . ( تفسير انجيل متى : ص 336 ) .



تعليق بسيط :

في إنجيل (مرقس) يقول إن الوقت لم يكن وقت تين وهذا يعني أن معلومات المسيح الذي قيل إنه اله أو ابن الله لم تصل إلى مستوى الفلاح العادي الذي يعلم إن كان الوقت وقت تين أم لا . ولم يعلم إن كانت الشجرة التي يرها على مد البصر بها تين أم لا . وتقول الروايتان إن هذا الإله الجائع ذهب إلى الشجرة ولما لم يجد بها تينا فإنه لعنها .


وللحديث بقية ..

اخوكم : الاثرم


AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir