العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-2020, 05:48 PM   #21
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


إن المسألة أصبحت من الوضوح بحيث لا بد من الإقرار بأن تسمى الديانة المسيحية الديانة البوليسية .. فهي تنسب بحق لبولس وليس للمسيح عليه الصلاة والسلام .. كذلك من المفيد معرفة أن الفاتيكان يعترف بموقف بولس من المسيحية وعدم حرصه عليها .. فقد جاء في كتاب نشره الفاتيكان سنة 1968م بعنوان : المسيحية عقيدة وعمل .. ما يلي في صفحة (50) :

كان القديس بولس منذ بدء المسيحية ينصح لحديثي الإيمان أن يحتفظوا بما كانوا عليه من أحوال قبل إيمانهم بيسوع ..

** إن هذا الإقرار الخطير يتفق وكل ما قلناه عن بولس والمسيحية ..


العشاء الرباني ..

يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد .. عن فطيرة القربان والعشاء الرباني الذي كان معمولا به في الديانات الوثنية القديمة ..

جاء في إنجيل لوقا إصحاح 22) ( وفي الأناجيل الأخرى أيضاً ) ما نصه :

" ولما كانت الساعة اتكا والاثنا عشر رسولا معه .. وقال شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم . لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل فيّ ملكوت الله . ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله . وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم .. اصنعوا هذا لذكري . وكذلك الكأسأيضا بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم . ولكن هو ذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة . وابن الإنسان ماض كما هو محتوم . ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه، (لوقا 22: 14-22 ) ..

من الملاحظ أن الأيام الأخيرة من حياة المسيح كانت مزدحمة بالقلق والرعب وكان المسيح حقيقة في أيامة الأخيرة ثابتاً لكل الضغوط دون أن يتأثر بتلك القلاقل لأنه كان واثقاً تمام الثقة أن الله - سبحانه وتعالى – سوف ينجية ..

لكن عندما نأتي حقيقة لتفسير هذا الكلام .. فإني أقول في صراحة متناهية : من هو المصدر الأساسي لهذا النص ؟ .. إن هناك نصاً في سفر أعمال الرسل يمنع الدم :

" بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم " ( 15: 20 ) ..


*** فإذا كان ينهى عما ذبح للأصنام والدم فكيف يقال : هو ذا دمي .. اشربوه ..

إن هذه وثنية منقولة من وثنية العبادات التي كانت متفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت .. إن مصدر هذا النص أو إيحاءه إنما يرجع إلى تلك الوثنية المتفشية مثل المثرية الفارسية وكان من طقوسها العشاء الرباني .. وكان منها يوم 20 ديسمبر يوم الميلاد ويوم الأحد يوم الراحة .. كل هذه وثنية فارسية في عبادة ميثرا ثم غيرت اللافتة من ميثرا إلى المسيح .. أما أن نؤمن بشريعة موسي التي تمنع الإنسان المؤمن عن الدم وبذلك تكون هذه العادة باطلة .. لأنه لا يعقل أن يقول المسيح ( كلوا جسدي هذا واشربوا دمي هذا ) .. لسبب .. هو أن المسيح تحدى اليهود قائلاً :

" ستطلبوني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " ..

فهو يتحداهم ويؤكد عجزهم عن الوصول إلى المسيح .. بدليل قوله في إنجيل يوحنا إصحاح ( 8 عدد 28 ) :

" فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الأب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه " ..

إن قصة الصلب منقوضة من أساسها تماماً ..

*** كذلك فإن الذي صلب هو شبيه بابن الإنسان إذ يقول إنجيل يوحنا على لسان المسيح إصحاح ( 3 عدد 14 ) :

" وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان "

وكانت الحية التي رفعها موسى شبيهة بالحية الحقيقية .. فبالمقارنة نقول .. كما رفع موسى شبيه الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع شبيه ابن الإنسان ..

وعلى هذا الأساس نقول إن النص الذي يتكلم عن أكل جسد المسيح وشرب دمه إنما هو نص مقتبس من المصادر الوثنية المتفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت .. لقد كان المسيح آمناً على نفسه وبالتالي كان جسده سليماً ودمه سليماً ..

وأنا ـ كقسيس سابق - لا أقدر أن أتصور أن كسر لقمة وإعطائها لأخ ـ في العقيدة - يضعها تحت أسنانه تتحول إلى جسد المسيح .. ويشعر أن لحماً تحت أسنانه ..!

ما أريد قوله هو بيان كيف استطاع بولس إفساد المسيحية .. لقد قال المسيح :

*** " ما جئت لأنقض شريعة موسى "

وتجد في سفر التكوين إصحاح ( 17 عدد 9 ) في حديث الله - سبحانه وتعالى - لأبينا إبراهيم :

" وقال الله لإبراهيم أما أنت فتحفظ عهدي . أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم . هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك . يختن منكم كل ذكر. فتختنون في لحم غرلتكم ، فيكون علامة عهد بيني وبينكم . ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم .. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها . إنه قد نكث عهدي ». ( 17: 9-14 ) ..

ونجد أن إبراهيم حين ختن كان عمره 100 سنة تقريباً وكان ابنه البكر إسماعيل عمره 14 سنة .. فهذا إبراهيم بقدره الجليل وابنه إسماعيل وبقية الخدم والعبيد اختتنوا جميعاً .. [ فكيف يأتي بولس بعد هذا ليبطل الختان ؟ ] ..

لقد كان بولس إنساناً مشكوكاً فيه من التلاميذ والرسل لولا " برنابا " الذي تحنن عليه وقدمه لهم لكنهم جميعاً كانوا يخافونه ..

وكان بولس من الصنف الوصولي الذي يطمع في الوصول إلى القمة حتى إذا ما وصل فإنه يتخلص من كل من خلفه ..

لقد أراد بولس أن يخرج بالرسالة من اليهودية إلى الأمم علماً بأن المسيح ( لم يأمر بهذا ) لأن الرسالة كانت محدودة في بني إسرائيل ..

ولما كانت الأمم غير مختنة فإنه لجأ إلى أول مجمع هاجم فيه الختان وقال إن الختان ختان القلب .. كمن يقول للمسلم إنك تستطيع دخول الصلاة بلا وضوء .. فهذا إفساد للصلاة إذ قد هدم الأسس التي يجب السير عليها لإقامة الصلاة ..

وقد استطاع التأثير على الحاضرين .. فنقرأ في سفر أعمال الرسل إصحاح (15 عدد 22 ) :

" حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة أن يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين في الإخوة . وكتبوا بأيديهم هكذا. الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية . إذ قد سمعنا أن أناساً خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس . الذين نحن لم نأمرهم . رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس .. رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح . فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاها . لأنه قد رأى الروح القدس ونحن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة . أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون . كونوا معافين " ( 15: 22-29 ) ..

** هكذا صار الروح القدس لعبة في أفواههم فقد أمرهم ألا يختتنوا ..

*** بهذا حطم بولس شريعة موسى تحطيماً كبيراً ..

وبالنسبة للطلاق نجد شريعة موسى تسمح بالطلاق كما في سفر التثنية .. لكن بولس يعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس .. فإذا كانت امرأة على خلاف مع زوجها فإنه يأمرها بعدم الطلاق .. وهكذا وجد فساد في المجتمع حيث تضطر الزوجة إلى سلوك خفي مشين .. وأريد أن أسأل الآن :

لماذا رفضت الكنيسة إنجيل برنابا ؟ ..

لأن برنابا في إنجيله بيَّن بقوة ووضوح كيف أفسد بولس المسيحية وحولها إلى نصرانية يونانية .. ومن عقيدة تؤمن بالتوحيد وهو أن الله واحد أحد إلى عبادة ابن الله على شاكلة أوزوريس وإيزيس وحورس ..

العشاء الرباني ..

يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد .. عن فطيرة القربان والعشاء الرباني الذي كان معمولا به في الديانات الوثنية القديمة ..

جاء في إنجيل لوقا إصحاح 22) ( وفي الأناجيل الأخرى أيضاً ) ما نصه :

" ولما كانت الساعة اتكا والاثنا عشر رسولا معه .. وقال شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم . لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل فيّ ملكوت الله . ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله . وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم .. اصنعوا هذا لذكري . وكذلك الكأسأيضا بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم . ولكن هو ذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة . وابن الإنسان ماض كما هو محتوم . ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه، (لوقا 22: 14-22 ) ..

من الملاحظ أن الأيام الأخيرة من حياة المسيح كانت مزدحمة بالقلق والرعب وكان المسيح حقيقة في أيامة الأخيرة ثابتاً لكل الضغوط دون أن يتأثر بتلك القلاقل لأنه كان واثقاً تمام الثقة أن الله - سبحانه وتعالى – سوف ينجية ..

لكن عندما نأتي حقيقة لتفسير هذا الكلام .. فإني أقول في صراحة متناهية : من هو المصدر الأساسي لهذا النص ؟ .. إن هناك نصاً في سفر أعمال الرسل يمنع الدم :

" بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم " ( 15: 20 ) ..


*** فإذا كان ينهى عما ذبح للأصنام والدم فكيف يقال : هو ذا دمي .. اشربوه ..

إن هذه وثنية منقولة من وثنية العبادات التي كانت متفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت .. إن مصدر هذا النص أو إيحاءه إنما يرجع إلى تلك الوثنية المتفشية مثل المثرية الفارسية وكان من طقوسها العشاء الرباني .. وكان منها يوم 20 ديسمبر يوم الميلاد ويوم الأحد يوم الراحة .. كل هذه وثنية فارسية في عبادة ميثرا ثم غيرت اللافتة من ميثرا إلى المسيح .. أما أن نؤمن بشريعة موسي التي تمنع الإنسان المؤمن عن الدم وبذلك تكون هذه العادة باطلة .. لأنه لا يعقل أن يقول المسيح ( كلوا جسدي هذا واشربوا دمي هذا ) .. لسبب .. هو أن المسيح تحدى اليهود قائلاً :

" ستطلبوني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " ..

فهو يتحداهم ويؤكد عجزهم عن الوصول إلى المسيح .. بدليل قوله في إنجيل يوحنا إصحاح ( 8 عدد 28 ) :

" فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الأب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه " ..

إن قصة الصلب منقوضة من أساسها تماماً ..

*** كذلك فإن الذي صلب هو شبيه بابن الإنسان إذ يقول إنجيل يوحنا على لسان المسيح إصحاح ( 3 عدد 14 ) :

" وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان "

وكانت الحية التي رفعها موسى شبيهة بالحية الحقيقية .. فبالمقارنة نقول .. كما رفع موسى شبيه الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع شبيه ابن الإنسان ..

وعلى هذا الأساس نقول إن النص الذي يتكلم عن أكل جسد المسيح وشرب دمه إنما هو نص مقتبس من المصادر الوثنية المتفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت .. لقد كان المسيح آمناً على نفسه وبالتالي كان جسده سليماً ودمه سليماً ..

وأنا ـ كقسيس سابق - لا أقدر أن أتصور أن كسر لقمة وإعطائها لأخ ـ في العقيدة - يضعها تحت أسنانه تتحول إلى جسد المسيح .. ويشعر أن لحماً تحت أسنانه ..!

ما أريد قوله هو بيان كيف استطاع بولس إفساد المسيحية .. لقد قال المسيح :

*** " ما جئت لأنقض شريعة موسى "

وتجد في سفر التكوين إصحاح ( 17 عدد 9 ) في حديث الله - سبحانه وتعالى - لأبينا إبراهيم :

" وقال الله لإبراهيم أما أنت فتحفظ عهدي . أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم . هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك . يختن منكم كل ذكر. فتختنون في لحم غرلتكم ، فيكون علامة عهد بيني وبينكم . ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم .. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها . إنه قد نكث عهدي ». ( 17: 9-14 ) ..

ونجد أن إبراهيم حين ختن كان عمره 100 سنة تقريباً وكان ابنه البكر إسماعيل عمره 14 سنة .. فهذا إبراهيم بقدره الجليل وابنه إسماعيل وبقية الخدم والعبيد اختتنوا جميعاً .. فكيف يأتي بولس بعد هذا ليبطل الختان ؟ ..

لقد كان بولس إنساناً مشكوكاً فيه من التلاميذ والرسل لولا " برنابا " الذي تحنن عليه وقدمه لهم لكنهم جميعاً كانوا يخافونه ..

وكان بولس من الصنف الوصولي الذي يطمع في الوصول إلى القمة حتى إذا ما وصل فإنه يتخلص من كل من خلفه ..

لقد أراد بولس أن يخرج بالرسالة من اليهودية إلى الأمم علماً بأن المسيح ( لم يأمر بهذا ) لأن الرسالة كانت محدودة في بني إسرائيل ..

ولما كانت الأمم غير مختنة فإنه لجأ إلى أول مجمع هاجم فيه الختان وقال إن الختان ختان القلب .. كمن يقول للمسلم إنك تستطيع دخول الصلاة بلا وضوء .. فهذا إفساد للصلاة إذ قد هدم الأسس التي يجب السير عليها لإقامة الصلاة ..

وقد استطاع التأثير على الحاضرين .. فنقرأ في سفر أعمال الرسل إصحاح (15 عدد 22 ) :

" حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة أن يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين في الإخوة . وكتبوا بأيديهم هكذا. الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية . إذ قد سمعنا أن أناساً خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس . الذين نحن لم نأمرهم . رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس .. رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح . فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاها . لأنه قد رأى الروح القدس ونحن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة . أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون . كونوا معافين " ( 15: 22-29 ) ..

** هكذا صار الروح القدس لعبة في أفواههم فقد أمرهم ألا يختتنوا ..

*** بهذا حطم بولس شريعة موسى تحطيماً كبيراً ..

وبالنسبة للطلاق نجد شريعة موسى تسمح بالطلاق كما في سفر التثنية .. لكن بولس يعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس .. فإذا كانت امرأة على خلاف مع زوجها فإنه يأمرها بعدم الطلاق .. وهكذا وجد فساد في المجتمع حيث تضطر الزوجة إلى سلوك خفي مشين .. وأريد أن أسأل الآن :

لماذا رفضت الكنيسة إنجيل برنابا ؟ ..

لأن برنابا في إنجيله بيَّن بقوة ووضوح كيف أفسد بولس المسيحية وحولها إلى نصرانية يونانية .. ومن عقيدة تؤمن بالتوحيد وهو أن الله واحد أحد إلى عبادة ابن الله على شاكلة أوزوريس وإيزيس وحورس ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم


AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-17-2020, 05:10 PM   #22
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

« اعترافات بولس بخطاياه »!

وأخيراً نختتم الحديث عن بولس بنقل اعترافه بخطاياه الجسدية التي عجز عن الفكاك منها والتي جعلته واحداً من سبايا الخطيئة .. ولقد أثبت باعترافه هذا - دون أن يدري - أن الزعم بصلب المسيح وقتله .. الذي عاش بولس يفلسفه ويدعو له .. قد ذهب سدى .. فلا زال بولس باعترافه عبداً للخطيئة وثمنها عنده موته الأبدي .. إن بولس يقول :

" فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطيئة لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فأياه أفعل .. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطيئة ساكنة في .. فإني أعلم أنه ليس ساكن في أي في جسدي شيء صالح . لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسني فلست أجد . لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل . فإن كنت ما لمست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطيئة الساكنة في . إذا أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي . فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن . ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي . ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟..» (رومية 7: 14 - 24) .

دين المسيح كان التوحيد :

والآن بعد أن انتهينا من دراسة مصادر العقائد المسيحية من أناجيل وأسفار أخرى .. ورأينا كيف جاءت هذه لتصير كتباً مقدسة .. وماذا قال فيها علماء المسيحية .. ثم ماذا حوت من تنبؤات استحال تحقيقها .. ومن اختلافات وتناقضات وخاصة في القضايا الرئيسية مثل الصلب والقيامة والظهور .. فإن السؤال الذي نختتم به هو : ماذا كانت حقيقة دين المسيح ؟

إن المصادر المسيحية الموثوق فيها لا تملك سوى الإقرار بأن دعوة المسيح كانت توحيد الله .. ثم ما لبثت أن دخل عليها صنوف من عقائد أهل الشرك حتى إذا ما جاء القرن الرابع الميلادي كانت عقيدة التثليث المسيحي واحدة من نتاج ما يسمى بالمجامع المسيحية المقدسة .. إن هذا مجمل ما تذكره دائرة المعارف الأمريكية في قولها :

«لقد بدأت عقيدة التوحيد - كحركة لاهوتية - بداية مبكرة جداً في التاريخ .. وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين .. لقد اشتقت المسيحية من اليهودية .. واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد .. إن الطريق الذي سار من أورشليم ( مجمع تلاميذ المسيح الأوائل) إلى نيقية (حيث تقرر مساواة المسيح بالله في الجوهر والأزلية عام 320 م ) كان من النادر القول بأنه كان طريقاً مستقيماً ..

إن عقيدة التثليث التي أقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله .. لقد كانت على العكس من ذلك انحرافاً عن هذا التعليم .. ولهذا فإنها تطورت ضد التوحيد الخالص أوعلى الأقل يمكن القول بأنها كانت معارضة لما هو ضد التثليث كما أن انتصارها لم يكن كاملاً .. ( دائرة المعاف الأمريكية : ج 27 - ص 294 ) ..

لقد كانت عقيدة المسيح توحيداً نقياً .. ثم بدأ يتسرب إليها من العقائد المختلفة وخاصة العقائد الوثنية في العالم الروماني ما صبغها بالتثليث .. فأصبحت المسيحية التقليدية الشائعة هي مسيحية الثالوث .

ولكن لا يزال يوجد إلى اليوم طائفة هامة وقوية من بين الطوائف المسيحية المشهورة هي {{ طائفة الموحدين }} وقد أصبحت ظاهرة اليوم في الولايات المتحدة .. ويتلخص قول الموحدين المسيحيين في : ( لا إله إلا الله - المسيح رسول الله ) إنسان فقط .. وفيما يلي خلاصة مركزة لبعض مبادئ الفكر التوحيدي المسيحي :

1- إن كنيسة الموحدين تعتبر الكتاب المقدس تسجيلاً قيّماً للخبرات الإنسانية وهي تصر على أن كاتبيه كانوا معرضين للخطأ .. ولهذا السبب فإن أغلب الأجزاء الرئيسية للمعتقدات المسيحية قد رفضت ..

2 - إن الثلاثة أقانيم تتطلب ثلاثة جواهر وبالتالي ثلاثة آلهة .. إن الأسفار لم تعط أي مستند للاعتقاد في التثليث .. إن نظام الكون يتطلب مصدراً واحداً للشرح والتعليل لا ثلاثة .. لذلك فإن عقيدة التثليث تفتقد أي قيمة دينية أوعلمية ..

3 - لقد قدمت اعتراضات قوية ضد عقيدة لاهوت يسوع المسيح .. إن الكتاب المقدس لم يقل بذلك .. كما أن يسوع فكر في نفسه كزعيم ديني هو المسيا وليس كإله ..

وبالمثل اعتقد التلاميذ أن يسوع مجرد إنسان .. إذ لو كان عند أي من بطرس أو يهوذا أية فكرة على أن يسوع " إله " لما كان هناك تفسير معقول لإنكار بطرس ليسوع وما كان هناك تبرير لخيانة يهوذا. إن الإنسان لا يمكن أن ينكر أو يخون كائناً إلهياً له كل القوى ..

4 - إن الحقيقة المزعومة عن أن يسوع مات من أجل خطايانا وبهذا وقانا لعنة الله إنما هي مرفوضة قطعاً .. إن الاعتقاد في أن موت يسوع كان له من النتيجة إنما يعني الطعن في أخلاق الله ..

*** إن الله يجب ألا يعرف عن طريق اللعنة بل عن طريق الحلم والحكمة والمحبة ..

إن الموت الدموي على الصليب من أجل إطفاء لعنة الإله لهو أمر مناقض للحلم الإلهي والصبر والود والمحبة التي لا نهاية لها ..

5- إن الموحدين ينظرون إلى يسوع باعتباره واحداً من قادة الأخلاق الفاضلة للبشر ..

إنه لو كان إلهاً فإن المثل الذي ضربه لنا بعيشته الفاضلة يفقد كل ذرة من القيمة .. حيث إنه يمتلك قوى لا نملكها .. إن الإنسان لا يستطيع تقليد الإله .. ( دائرة المعارف الأمريكية ، ج 27، ص 300-301 )


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-22-2020, 07:33 PM   #23
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


** كلمة إلى المبشرين ..

وقبل أن أختم هذا الحديث لا بد لي من كلمة أوجهها إلى المبشرين - وخاصة الأجانب - الذين يعملون في البلاد الإسلامية :

أيها المبشرون .. ارفعوا أيديكم عن المسلمين .. أولى بكم أن تحملوا أمتعتكم وصحائفكم وتعودوا بها إلى بلادكم فلم تعد مثل بضاعتكم هذه صالحة للترويج والبيع بين المسلمين .. إنكم تعلمون أكثر من غيركم ما آلت إليه المسيحية عقيدة وأخلاقاً بل ومظهراً .. فلم يعد يبقى منها ـ تقريبا - سوى اسمها .

فالأولى بمن تصدع بيته أن يقيم بناءه أولا ويصلح ما فسد منه قبل أن يخرج إلى العالم يدعوه - كما تزعمون - إلى الخلاص والإيمان .. أولى بكم أن تتفقوا على عقيدة مسيحية واحدة تقوم على الإيمان بالإله الواحد الأحد الذي كان آخر وحي أنزل إلى موسى قوله :

" حي أنا إلى الأبد .. " (تثنية 32 : 40)

** ولقد ألزمكم المسيح بعقيدة موسي كما التزم هو بها وسجل ذلك كتبة الأناجيل .. وما من سبيل لإزالة الشقاق بين فرقكم وشيعكم المختلفة إلا هذا :

الإيمان بالإله الواحد الحي الذي لا يموت .. ثم الكف عن الخلط بين الله وبين المسيح كما قال بعض علماؤكم وجاء ذكره في أول هذا الحديث .. عندئذ - فقط يمكن القول بأن المسيحية عقيدة تؤمن بالله الواحد .. أما وإن الحال على ما أنتم عليه حيث :

** يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً على مر السنين والأيام فإن عملكم بين المسلمين لردهم عن عبادة الله الواحد الأحد ودعوتهم إلى الأقانيم التي اقتحمت مسيحية المسيح الحقة الفاضلة بعد أن تسللت إليها أقنوماً أقنوماً عبر تلك المجامع المختلفة والمتعاقبة .. فإن هذا الوضع يذكرني بقول المسيح في الإنجيل :

" ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم أكثر منكم مضاعفاً "

وإن دعوتكم المسلمين إلى المسيحية لتذكرني بموقف الملأ من قوم فرعون وذلك المؤمن بينهم الذي كان يكتم إيمانه . فلقد أخرسهم بحجته القوية قائلاً :


" وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)" سورة غافر ..

أيها المبشرون :

لقد انكشفت خططكم لتنصير المسلمين وافتضحت أساليبكم للعمل بينهم .. وإذا كان رق الجسد شيئاً بغيضاً فإن رق الروح لأشد بغضاً وأكبر مقتاً . إنكم تمارسون رق الروح حين تقدمون مساعدتكم المادية لفقراء المسلمين - متمثلة في حفنة من الأرز كما تفعلون في أندونيسيا - وذلك بشرط قبولهم للمسيحية التي تفرضونها عليهم .. سبحان الله .. لقد قتلتم بهذا أول حقوق الإنسان إذ حرمتموه حرية الاختيار ..

** وأي رق أفظع من هذا ؟

ولقد بلغ الهوس ببعضكم أن قال منذ أكثر من 70 عاماً - حين كان الاستعمار القديم جاثماً على صدر العالم الإسلامي كله - إن الواجب على الهيئات التبشيرية أن تنتهي من تنصير المسلمين في مدى 25 عاماً ..

والحمد لله لقد انقضت نحو ثلاثة أمثال تلك المدة وبقي الإسلام قوياً صامداً .. بل إن السنوات الأخيرة قد شهدت – بفضل الله وحده ـ تحول الكثير من الأوروبيين والأمريكيين إلى الإسلام بسهولة وعن اقتناع ورضى وذلك بعد أن احتكوا بالعالم الإسلامي وعرفوا شيئاً عن ذلك الدين الذي حرصتم دائماً على تشويهه بكل ما أوتيتم من قوة ...

نعم .. لقد كان همكم - كما قال برنارد شو ـ هو تدريب المسيحيين على كراهية محمد والقرآن والإسلام ..

ولقد انتهزتهم كل خطأ أو تصرف أحمق يصدر عن بعض من في العالم الإسلامي سواء كانوا أفراداً أو جماعات .. لتقولوا هذا هو الإسلام .. رغم أنكم أول من يعلم كذب هذا القول .. لأن الإسلام شيء والمسلمين وسلوكهم وما هم عليه من ضعف الآن شيء آخر بعيد عن الإسلام ..

إنكم تعلمون يقيناً أن هناك حضارة إسلامية قامت على نصوص القرآن وتعاليم النبي وروح الإسلام التي تدعو إلى العلم وتحرير الفكر والنظر في الكون .. فانتشرت المدارس وحلقات العلم ونبغ العلماء في شتى فروعه مثل : الطب والفلك والرياضيات والطبيعيات والكيمياء والصيدلة .. ولا يزال إدخال الصفر في الحساب واكتشاف خاصية اللوغاريتم ـ الذي لا يزال اسمه يشير إلى مصدره الإسلامي وهو الخوارزمي - من أعظم الإنجازات في عالم الرياضيات .. كما اعترف بذلك أولو الفضل والعلم من الأوروبيين والأمريكيين ..

هذا .. على حين أن الحضارة الغربية الحديثة لم تقم لها قائمة إلا بعد أن تحررت من سلطان الكنيسة ** التي أحرقت العلماء ومنهم برونو لا لشيء إلا لأنه قال إن الأرض كروية ** ثم أخذت علوم المسلمين واهتدت بأساليبهم في البحث والتجريب ومن ثم كانت هذه النهضة الأوروبية الحديثة .. ولا أريد أن أذكركم أنه بينما كانت الحضارة الإسلامية تتألق في عصر هارون الرشيد كان معاصره شارلمان - سيد أوروبا - مشغولا بتنصير الوثنيين الأوروبيين بحد السيف .. ويكفي أن أذكر ما تقوله وثائقكم التبشيرية من أنه قتل في يوم واحد 4500 وثنياً رفضوا التعميد والتحول للنصرانية .. وكانت المعاهدات بينه وبينهم تقضي بالتنصير وإلا فالقتل هو البديل ..

وبعد شارلمان سحبت الكنيسة بعضاً من طوائف الفرسان الصليبية من فلسطين - أيام الحروب الصليبية - ليساعدوا في تنصير شعوب بحر البلطيق بحد السيف .. ولقد استمروا في العمل هناك طيلة 50 عاماً نظير ثمن حددته الكنيسة وهو الاستيلاء على أراضي أولئك الوثنيين ثمناً لإعطائهم المسيحية ..

هذا .. بل إن أساسيات العلوم الذرية الحديثة قد جاءتكم من العالم الإسلامي .. أما قرأتم قول جون أونيل في كتابه ( الذرة الجبارة ) الذي أصدره عام 1945م .. وجاء فيه : « إن إحدى النقط المتلألأة في القرون الوسطى تأتي من العالم الإسلامي حيث نجد ما سطره قلم علي أبو الحسن - صهر محمد ـ الذي كتب يقول : إذا فلقت الذرة - أي ذرة ـ تجد في قلبها شمساً .. إن هذا يدل على أن بصيرته الصافية قد استطاعت أن تلمح حقيقة النظام الشمسي الحديث في الذرة « ..

هذا .. بل إن أساسيات العلوم الذرية الحديثة قد جاءتكم من العالم الإسلامي .. أما قرأتم قول جون أونيل في كتابه ( الذرة الجبارة ) الذي أصدره عام 1945م .. وجاء فيه : « إن إحدى النقط المتلألأة في القرون الوسطى تأتي من العالم الإسلامي حيث نجد ما سطره قلم علي أبو الحسن - صهر محمد ـ الذي كتب يقول : إذا فلقت الذرة - أي ذرة ـ تجد في قلبها شمساً .. إن هذا يدل على أن بصيرته الصافية قد استطاعت أن تلمح حقيقة النظام الشمسي الحديث في الذرة « ..

وجدير بالذكر أن علي بن أبي طالب قرر أن كل ما عنده من علم فهو ( علم علمه الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم - فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتنضم عليه جوانحي ) ..

لقد كانت فكرة النظام الشمسي في الذرة متأصلة في التراث الإسلامي فها هو فريد الدين العطار يقول بعد خمسة قرون من مقالة علي هذه : « الذرة فيها الشمس .. وإن شققت ذرة وجدت فيها عالماً .. وكل ذرات العالم في عمل لا تعطيل فيه ) ..

لقد قامت النظرية الذرية الحديثة وما ترتب عليها من تطبيقات في مجال الحرب والسلم على السواء .. على أساس أن الذرة نظام شمسي - فمتى عرفت أوروبا هذه النظرية ؟

يلخص العالم الطبيعي هيزنبرج الإجابة على هذا السؤال بقوله :

“ ظلت الذرة كما كان يؤمن بها ديمقراط ذات حجم ذرات الغبار المتراقصة في حزمة ضوئية أو أقل بكثير .. وبالتالي كانت المعلومات عن شكل الذرات والقوى التي تعمل بينها قليلة .. إن ما عرف عن تركيب الذرة كان قليلاً أو معدوماً أما شكلها فلم يكن التساؤل عنه أمراً ممكناً وقد ادخر حل هذه المسألة للقرن العشرين ".

"ويعتبر رذر فورد هو الذي اتخذ هذه الخطوة الهامة التي أدت إلى تركيب أول نموذج للذرة عام 1911 م .. وهو أن الذرة تتركب من نواة ذات شحنة موجبة وتدور حولها الكترونات على مسافات بعيدة نسبياً عنها .. وأن عدد الالكترونات يساوي عدد الشحنات الأولية الموجبة التي على النواة إذ أن الذرة متعادلة كهربياً في تركيبها ..

إن الذرة بذلك نظام شمسي حيث تماثل نواتها الشمس بينما تماثل الإلكترونات السابحة حول النواة تلك الكواكب السيارة التي تسبح حول الشمس .. ولقد ذكر العالم الألماني أوتوهان صاحب انفلاق نواة اليورانيوم قوله : « بالتأكيد فإن بعض الكتاب قد فكروا في هذه المسألة من قبل ... كما أن أجزاء من الحقيقة بالنسبة للنظرية الذرية الحديثة ـ قد ذكرت هنا أو هناك " ..

ولما كان قدامى الإغريق الذين تحدثوا في الذرة لم يدروا شيئاً عن فكرة النظام الشمسي فيها .. لم يبق إلا التسليم بأن مصدر تلك النظرية هو التراث الإسلامي ..

أما بعد فإن خير ما أذكر به أولئكم الذين جعلوا كل همهم تخريب عقيدة المسلمين وإخراجهم من نور التوحيد إلى متاهات التعدد والشرك هو ما يقوله القرآن الكريم فيهم وفي أمثالهم :

“إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِين (38) " سورة الانفال.

وأقولها ثانية : أيها المبشرون ارفعوا أيديكم عن المسلمين .. ومن كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة وإلا تحققت فيه نبوءة أشعياء التي ذكرها المسيح في الإنجيل :

" تسمعون سمعاً ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون . لأن قلب هذا الشعب قد غلظ وآذانهم قد ثقل سماعها وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم " .



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-26-2020, 07:42 PM   #24
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى ..

واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (16) فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا (17) قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا (18) قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (19) قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا (20) قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا (21) فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26) فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا (27) يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا (29) قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا (30) وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا (31) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا (32) والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (33) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (34) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (35) وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (36). سورة مريم ..

ويقول الله سبحانه وتعالى بدء من الآية الثامنة والثمانون من السورة نفسها سورة مريم :

" وقالوا اتخذ الرحمن ولدا (88) لقد جئتم شيئا إدا (89) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (90) أن دعوا للرحمن ولدا (91) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا (92) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا (93) لقد أحصاهم وعدهم عدا (94) وكلهم آتيه يوم القيامة فردا (95) "


أود أن أقدم بمقدمة قصيرة عن السر أو المعجزة التي أذاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهي واحدة من معجزاته التي لا يحصيها العد ولا يحيط بها الإحصاء .. لما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم .. فإنما أنا بشر فقولوا عبد الله ورسوله ( الحديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم ) ..

فالرسول صلى الله عليه وسلم بهذا يشير إلى حقيقة الحقائق وإلى أساس الضلالات حينما يغالي الناس في الحب أحياناً وحينما يغالي الناس في الكراهية أحياناً .. فقد ينظرون إلى شخص واحد فيرفعه بعضهم إلى " إله " ويهوي به البعض الآخر إلى " شيطان رجيم " والمثل هو عيسى بن مريم عليه السلام .. فعيسى بن مريم نظر إليه قومه فمنهم من أحبه وأسرف في حبه فبالغوا وغالوا وجعلوا منه " إلها "ً .. والله سبحانه وتعالى يقول لهؤلاء في الآية الحادية والسبعين بعد المئة من سورة النساء :

" يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا (171) "

كذلك يقول الله سبحانه وتعالى في الآية السابعة والسبعين من سورة المائدة :

" قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل (77) "

فهؤلاء قد غالوا في المسيح عليه السلام ورفعوه إلى مرتبة الألوهية ..

" أجاب توما وقال له ربي وإلهي " ( يوحنا 20 : 28 )

وفي الوقت ذاته نجد أقواماً آخرين اتهموه بأنه شيطان .. هؤلاء هم اليهود ..

" أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين .. فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب .. وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت .. فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته " (متى 12: 24- 26 ) ..

ثم نجد النظرة الإسلامية وهي نظرة وسط تقرر الحق والحقيقة فحينما نشير إلى المسيح عليه السلام فإنه ينبغي لنا أن نضع في ذاكرتنا أن المسيح ليس وحده الشخص التاريخي الذي غالى فيه الناس علواً وهبوطاً .. فكثير من الشخصيات التاريخية غالى فيها الناس فبعضهم ارتفع بها إلى ما فوق مستوى البشرية وبعضهم هبط بها إلى الحضيض ..

فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه غالى فيه البعض حتى ادعوا أنه " إله " وسجدوا له فحرقهم رضي الله عنه بالنار .. كما أن هناك جمهرة من الناس كفروه ولعنوه وخرجوا عليه .. والحق والحقيقة في "علي" غير ذلك .. وليس الأشخاص الدينيون فقط هم الذين يقف منهم الناس هذا الموقف .. فعيسى رجل دين وعلي أيضاً كذلك .. ولكن في رجال الدنيا نجد أيضاً من يرتفع بهم إلى ما فوق مستوى البشرية أحياناً .. والباب هو باب المدح المبالغ فيه .. المدح المذموم حيث نرى الشعراء المداحين ومن على شاكلتهم وهم يتحدثون عن الطغاة وعن الأقزام فيمجدونهم ويحولونهم إلى عمالقة وإلى آلهة .. فنسمع عن واحد من هؤلاء الغلاة يقول لأحد الملوك الظلمة :

" ما شئت لا ما شاءت الأقدار .. فأحكم فأنت الواحد القهار "

وهذا شاعر آخر يقول :

" وأخفت أهل الشرك حتى إنه .. لتخافك النطف التي لم تخلق "

لم يكن هذا في العصر القديم وحده وإنما هذا في العصور الحديثة أيضاً .. الناس يبالغون في تمجيد الطغاة والظلمة حتى يرفعونهم فوق مستوى البشر ..

ولعلنا نذكر أن بعض الصحف كتبت عن أحد الحكام تقول : إنه فوق مستوى البشر .. بل إن واحداً من الشعراء قال قصيدة في نعيه كان في أولها :

" قتلناك يا آخر الأنبياء "

بينما نجد جماهير كثيرة تلعنه وتمقته ..

[color="red"إ]ذن مصيبة المصائب هي المبالغة في المدح ومصيبة المصائب هي المبالغة في الذم .. ولهذا حذرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام أن نبالغ في مدحه فقال : [/color]

" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم "

فإنهم دخلوا في الشرك والكفر من باب إطراء المسيح عليه الصلاة والسلام إلى حد الغلو والمغالاة فزعموا أنه النور الأول الذي انبثق من ذات الله وصاروا يبالغون في هذه النظرية حتى وصلوا إلى القول ببنوته لله وأنه الله إلى آخر الخلافات العقائدية التي تمخضت عنها مجامعهم الكنسية من أول مجمع نيقية عام 320 م .. إلى ما تلاه من مجامع ..

إن الحديث عن الإطراء يطول ولكننا نريد أن نوصي المسلمين بأن يحذروا المبالغة في الإطراء حتى لا يدخل عليهم الشر الذي دخل على الأمم قبلهم ..
ولقد ندد رسول الله صلى الله عليه وسلم باليهود والنصارى لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد .. ففي آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم و كما تقول أمنا المبرأة عائشة رضي الله عنها :

لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي مرض الموت ) طفق يطرح خميصة على وجهه حتى إذا اغتم بها كشفها وقال :

« لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » ( رواه البخاري ) ..

يحذر مثل ما صنعوا .. وتقول أم حبيبة تحكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ما رأته في الحبشة من الكنائس وما فيها من صور وقبور فقال لها :


" أولئك كان إذا مات فيهم الرجل الصالح أقاموا على قبره مسجداً .. أولئك شرار الخلق عند الله " ( رواه البخاري ومسلم والنسائي ..

فليحذر المسلمون أن يبالغوا في إطراء رسول الله فإن الشر يأتي من باب الإسراف في الإطراء.


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 09:38 PM   #25
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد ..

يضطرني الموقف باعتباري كنت واحداً من القساوسة السابقين وقد هداني الله إلى الإسلام أن أمهد بكلمة كمدخل موجز ...

أبنائي الشباب .. إخواني وأحبابي .. إنني أرى في هذا اللقاء بشري طيبة بادية في صفاء أبنائنا وتقصيهم للحق عملاً بتوجيهات السيد المسيح حيث قال في إنجيل (يوحنا 8: 32) :

" وتعرفون الحق والحق يحرركم"

وإنني أرجو الله سبحانه أن يبارك هذه الخطوة النبيلة والطيبة مما يدفعني بكل الصدق والأمانة أن أتباحث معكم في الدين مستعيناً بما جاء في التوراة والإنجيل وفي القرآن الكريم .

- فلقد أنبأنا موسى عليه السلام بهذا كله بتتابع الأنبياء والمرسلين حيث قال في سفر التثنية إصحاح ( 33 عددي 1 – 2 ) :

" وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال { جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلالا من جبل فاران } "

وحينما نتأمل هذه العبارة نجد مرحلتين تسبقان الرسالة الخاتمة إذ يقول :

جاء الرب من سيناء .. فسيناء تشير إلى جبل سيناء الذي ارتقاه موسى حين كلم ربه .. وسعير تشير إلى أرض فلسطين التي جال فيها المسيح عيسى بن مريم وفاران تشير إلى مكة المكرمة .. وهو ما سوف أتحدث عنه تفصيلياً في حينه إن شاء الله .. لكن حينما يقال :

جاء .. وأشرق .. وتلألأ ..

ـ فهذه كلها أفعال حركة .. فالفعل جاء يدل على حركة قد تكون ليلا أو نهاراً .. أما " أشرق " .. فهي حركة نورانية لتبديد الظلمات .. وأما " تلألأ " .. فهو قمة عظمى في النورانية إذ لا يوجد بعد التلالؤ شيء آخر ..

من هذا نرى أن التوراة وهي الرسالة الأولى التي أنزلها الله إلى موسى عليه السلام كانت في قوالب جامدة لا تعرف الاجتهاد وجاءت الوصايا العشر ضمن شريعته التي أوحى الله بها إليه .. وحينما جاء المسيح نرى الفعل يقول : أشرق ..

لماذا جاء المسيح ؟ ..

إنه يقول لليهود كما في إنجيل (متى 5 : 17 ) :

" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء .. ما جئت لأنقض بل لأكمل " ..

وهنا نستوضح المسألة :

ما هو الذي سيكمله ؟ ..

" قال المسيح : يقول موسى :

" لَا تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ٱلْحُكْمِ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ٱلْحُكْمِ " متى ( 5: 21-22 )

فلقد جاء المسيح عليه الصلاة السلام ليعطي إيضاحات وتفسيرات للوصايا التي أعطاها الله لموسى عليه الصلاة السلام ..

** وحينما نأتي إلى الرسالة الخاتمة فإننا لا نجد في الرسالات السابقة تعريفاً للدين لا في التوراة ولا في الإنجيل ولكننا نجد في القرآن الكريم في آخر آيات التنزيل ..

" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) " سورة المائدة ..

فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية كافة وهو دين الأنبياء من قبل وهو التسليم الله سبحانه وتعالى ..

ولا ريب أن دعوة الأنبياء كانت واحدة إذ قال السيد المسيح في إن إنجيل مرقس ( 12: 29) ..

" إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل : الرب الهنا رب واحد "

وقالها من قبل موسى في ( سفر التثنية 6: 4) :

" اسمع يا إسرائيل : الرب إلهنا واحد "

وأكدها السيد المسيح قائلاً لمريم المجدلية قبل صعوده إلى السماء كما جاء في إنجيل يوحنا ( 20: 17) ..

" اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "

ويؤكد القرآن الكريم دعوة التوحيد حيث قال سبحانه :

" وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ( 163 ) " سورة البقر.

والحقيقة أيها الباحثون عن الحق أقول لكم ما أشبه يومنا هذا بموقف السيد المسيح أثناء تجربة إبليس له في البرية حيث أخذه إبليس إلى جبل عالٍ جدا وأراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي متى ( 4: 8-9 ) ..

** و أما السيد المسيح الذي أسلم أمره لله وحده واستمد منه الإلهام بالجواب الصريح إذ أنطقه رب العزة ليواجه إبليس قائلاً :

" اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد " متى ( 4 : 10) ..

وهنا انتصرالسيد المسيح ومن ثم أصبح أهلاً للدعوة الجهارية .. ويقول كل من متى ولوقا في إنجيله في هذه الحادثة :

" ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه " متى (4: 11) ..

ومن عمق هذا الاختبار وجه السيد المسيح النصيحة والإرشاد لتلاميذه قائلاً :

" ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه " (متى 16: 26) ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-2020, 09:15 PM   #26
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الموضوعات التي ساتناولها ان شاء الله .. هي التي تتعلق بالأسئلة الآتيه :

1- هل السيد المسيح ابن مريم إله أم إنسان ؟

2- وهل هو من جوهر ؟ ام من مادة التراب التي منها خلق الله آدم ؟

3- هل الروح القدس إله أم ملك من الملائكة ؟

4 - وهل هو من جوهر الله أم مخلوق من نور؟

5ـ هل السيدة مريم العذراء أم إله أم هي أم الإنسان يسوع ؟

6- وهل هي من جوهر الله أم من مادة التراب التي خلق منها آدم ؟

7 - كيف ومتى دخلت شبهات الأقانيم في أصول العقيدة المسيحية ؟

8- هل تنبا السيد المسيح عن النبي الذي يأتي بعده ومن هو؟

سبعة من الأسئلة متعلقة بالسيد المسيح عليه الصلاة والسلام .. والسؤال الثامن عن الرسول الكريم فسوف أتكلم عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في التوراة والإنجيل .. وبماذا تنبأ موسى عن النبي الذي أشار إليه بعبارة

" من اخوتهم "

كما جاء في (سفر التثنية 18:18 ) - ثم ما جاء في ( سفر التثنية ( 23: 1-2 ) .. وما هي تنبؤات أشعياء عن الرسول المنتظر الذي جاء ذكره في ( الإصحاح 42 والإصحاح 60 ) حيث قال في (أشعياء 60: 1 ) :

" قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك "

وما علاقة هذه التنبؤات بقوله تعالى :

" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19)" سورة آل عمران

ماذا يقصد داود بالعبارة :

" الحجر الذي رفضه البناءون قد صار رأس الزاوية ؟ "

كما جاء في ( المزمور 118: 22 ) ؟ ..

وماذا يعني السيد المسيح في تأكيده لهذه النبوة قال :

" الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية "

كما جاء في إنجيل متى 21: 42 - 44 ) ؟

ماذا يعني دانيال في تعبيره الحلم نبوخذ نصر حين قال :

" لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لابيدين " كما جاء في ( سفر دانيال 2: 45 ) ؟

وفي هذا تفسير لقوله تعالى :

" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)" سورة الأنبياء

وقوله سبحانه "

" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (110) " سورة آل عمران

ما هي تنبؤات السيد المسيح بشأن الرسول النبي الذي يأتي بعده ؟ .. وحديث رسول الله :

" لي خمسة أسماء "

ثم علاقة هذا الحديث بالباراقليط ؟

ثم أتحدث عن القرآن الكريم في موقف الدفاع عن الأنبياء جميعاً .. ثم أتحدث عن المجامع المسكونية ..

وأبدأ الآن بالحديث عن ذات المسيح ومرجعنا فيه هو الكتاب المقدس نفسه ..

** ولادة المسيح :

نجد إنجيل ( متى 1: 18) يقول :

" أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا .. لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس " ..

كذلك في إنجيل ( لوقا 1: 28 ) وهو يتحدث عن كيفية دخول الملاك جبريل إلى مريم العذراء فيقول :

" فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها .. الرب معك مباركة أنت في النساء "

ثم يبشرها بالمسيح :

" فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً. فأجاب الملاك وقال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك " ( لوقا 1: 34-35 ) ..

** وحين يقول قائل إن المسيح ولد بقوة الروح القدس وإن هذا قد يعطيه ميزة عن سائر البشر..

*** وهنا نقول إنها ليست ميزة تدعو إلى التفكير ولو للحظة واحدة بأن المسيح من غير طينة البشر .. فها هو زميله وقريبه يوحنا المعمدان قد ولد بقوة الروح القدس ونجد نفس الملاك جبرائيل قد قال لأبيه زكريا وهو في الهيكل كما جاء في إنجيل لوقا 1: 13-15 ) ..

" فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب . ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس " ..

وبعد ذلك امتلا زكريا نفسه من الروح القدس كما يقول إنجيل لوقا ( 1: 67-68 ) :

" وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلاً مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وضع فداء لشعبه " ..

فها هو الروح القدس الذي كان مع زكريا وابنه يوحنا هو ذاته الذي كان مع المسيح .. إذ يقول إنجيل لوقا ( 1: 26-27 ) :

وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة وإلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم " ..

من هذا يتبين أن الروح القدس هو ملاك من ملائكة الله سبحانه وتعالى .. كذلك يقول إنجيل لوقا ( 2: 6-7 ) :

" وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل"

وحسب شريعة موسى نجد أن الطفل الذي ولدته العذراء قد ختن وأن أمه تطهرت وقدمت ذبيحة للرب .. إذ يقول إنجيل لوقا ( 2: 21-24 ) :

" ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن . ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام " ..

ويجب التنبيه إلى نقطة هامة وهي أن مفهوم القدوس في اليهودية والمسيحية يختلف عن مفهومه في الإسلام .. ذلك أن كلمة قدس التي هي ( قاداش ) بالعبرية وتعني « فرز » أو « تجنيب » .. أما المفهوم الإسلامي للتقديس .. فهو « التنزيه والتمجيد » .. لذلك نجد في سفر الشريعة الموسوية يقول الله لموسى عليه الصلاة والسلام :

" قدس لي كل بكر فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس ومن البهائم إنه لي " (خروج 13: 2 )

أي أفرز الأبكار ..

فكلمة قدوس لهذا المولود تعني فرز الابن البكر الذي هو أول من فتح رحم الأم .. من هذا يتبين أن المسيح كان مولوداً عادياً جاز عليه ما جاز على غيره من البشر .. وأنه وأمه خضعا تماماً لناموس موسي .. بعد ذلك نؤكد أن المسيح جاء من جوهر الإنسان فقد ولد من مريم العذراء التي كانت واحدة من بنات آدم الذي خلق من التراب والمعجزة هنا أن الله سبحانه قادر أن يعطي المرأة العاقر كما أنه يعطي المرأة العذراء .. إذ قال سبحانه :


" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) " سورة آل عمران.

إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم فقد كان ذلك معجزة وبالمثل عندما خلق امرأته من جسمه : أليست هذه معجزة ؟

إن لوقا يحدد الموقف فهو يربط بين مولد يوحنا المعمدان وبين مولد المسيح عليه السلام .. فعندما تتعجب مريم العذراء لأنها ستحمل وتلد وهي لا تعرف رجلاً يقول لها الملاك كما في إنجيل لوقا ( 1: 34 - 37 ) :


" فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلاً . فأجاب الملاك وقال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله وهو ذا اليصابات نسيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً . لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله "

وفي القرآن الكريم نجده يقول :

" إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) " سورة مريم


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم


AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-18-2020, 07:51 PM   #27
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


ابن الله ..

ونريد أن نعرف معنى قوله في الإنجيل « يدعى ابن الله .. فنجد إنجيل متى ( 5: 8-9 )

" طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله : طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون "

فكل من يعمل الخير ويسعى من أجل السلام يعتبر بحسب لغة الإنجيل ابن الله .. وهي بنوة مجازية وليست بنوة حقيقية مثل قول الناس .. هذا ابن السودان أو ابن الخرطوم .. فكل هذه التعبيرات مجازية ومعروفة في اللغات المختلفة .. كذلك نجد في ( سفر التكوين (1: 27 ) .. وهو يتحدث عن خلق الإنسان :

" فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه . ذكراً وأنثى خلقهم " ..

لكن القرآن الكريم يقول :

" ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (4) " سروة التين ..

فالتعبير القرآني هنا أجمل وأدق ولا شك من تعبير التوراة .. فالله سبحانه وتعالى ليس له صورة لأنه ..

" ليس كمثله شيء (11) " سورة الشورى ..

كذلك يقول الرب لموسى في التوراة في ( سفر الخروج 4 : 22 ) :

" تقول لفرعون هكذا يقول الرب .. إسرائيل ابني البكر " ..

ونجد في ( سفر هوشع (11: 1 ) :

" ولما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت ابني " ..

وكذلك في ( سفر أخبار الأيام الأول ( 28: 6) ..

" وقال لي إن سليمان ابنك هو يبني بيتي ودياري لأني اخترته لي ابنا وأنا أكون له أباً " ..

ولم يوجد من يقول بأن سليمان كان إلهاً أو إنه ابن الله .. هذا فضلاً إلى تعريف ابن الله حسب وروده في إنجيل يوحنا ( 1: 12) :

" وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه "

ثم يقول يوحنا في رسالته الأولى ( 3: 1 ) :

" انظروا أية محبة أعطانا الأب حتى ندعي أولاد الله "

فابن الله تعني عبد الرحمن كما جاء في قوله تعالى :

" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) " سورة الفرقان.

** ونجد في وقت معمودية المسيح - والمعمودية تعني اعتراف الإنسان بخطاياه ثم يأتي إلى يحيا بن زكريا كما يروي ( لوقا في إنجيله ( 3: 3 ) .. أنه كان يكرز (( بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا )) ليغتسل في ماء الأردن كرمز للطهارة ..


يقول إنجيل ( متى 3: 16-17 ) :

" فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء . وإذ السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتياً عليه . (( وصوت من السماء قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت )) "

ولا شك أن الله منزه عن الخطايا وعن الحاجة إلى التعميد والتطهير ..

ونجد كذلك في ( سفر التكوين ( 6: 2 ) :

" أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا " ..

وهذا يعني أن كل أبناء آدم هم أبناء الله ولا يمكن أن يكون أبناء آدم آلهة .. كذلك يقول لوقا في إنجيله إصحاح ( 3: 38 ) بعد أن ذكر سلسلة نسب يوسف رجل مريم ما نصه :

" ... بن شيت بن آدم ابن الله "

** ونلاحظ أنه لما كان شيت ابناً لآدم بنوة حقيقية فقد كتبت بدون حرف (أ) أما باعتبار أن آدم ابناً لله بنوة مجازية فقد كتبت هذه بالحرف (أ) ولا يمكن أن يكون آدم إلهاً ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2020, 08:59 PM   #28
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المسيح نبي الله ..

ونعود الآن لنرى المسيح نبي الله كما تتحدث عنه الأناجيل فنجد في أناجيل ( متى 13: 54-58 ) .. وكذلك ( مرقس ولوقا ) :

" ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا : من أين لهذا هذه الحكمة والقوات ؟ أليس ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا ؟ أوليست أخواته جميعهن عندنا فمن أين لهذا هذه كلها ؟ فكانوا يعثرون به. وأما يسوع فقال لهم : ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم "

وكذلك يقول إنجيل مرقس ( 6: 5 ) في هذا المقام :

" ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة "

لقد عجز المسيح هنا عن صنع المعجزات .. فلو كان المسيح إلهاً أو ابن الله لكان قادراً على صنع المعجزات بصرف النظر عن سوء استقبالهم له وتأثره نفسياً بذلك .. ويقول متي في إنجيله ( إصحاح 21 عددي 10، 11 ) :

" ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة : من هذا ؟ فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل "

*** فهذه هي شهادة الشهود الذين عاينوه ورأوا معجزاته ولم يقل واحد منهم إنه إله أو ابن الله .. ونجد في إنجيل ( لوقا 7: 11-16 ) :

" وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير فلما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة .. فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي . ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون . فقال أيها الشاب لك أقول قم : فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه . فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه "

لقد أقام المسيح ميتاً بعد أن صلى إلى الله سبحانه وتعالى ليمنحه القوة والتأييد .. وبعد أن صنع هذه المعجزة العظيمة بإحياء ذلك الميت نجد شهود هذه الحادثة الكبيرة لم يفقدوا صوابهم ويقولون عنه إنه إله أو ابن الله وإنما قالوا :

" قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه " (لوقا 7: 16) ..

إحياء الموتى ..

لم تكن هذه أول مرة يرى فيها اليهود نبياً يحيي ميتاً فقد سبق أن أقام كل من إيليا واليشع ميتاً .. بل إن عظام اليشع في قبره - بعد أن مس جسده عظام اليشع .. وكذلك أقام حزقيال جيشاً من الموتي كما هو ثابت في أسفار العهد القديم .. ففي سفر الملوك الأول ( 17: 17-24 ) الذي يقول :

" وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتد مرضه جداً حتى لم تبق فيه نسمة فقالت لإيليا ما لي ولك يا رجل الله . هل جئت إليّ لتذكير إثمي وإماتة ابني . فقال لها أعطيني ابنك . وأخذه من حضنها وصعد به إلى العلية التي كان مقيماً بها وأضجعه على سريره وصرخ إلى الرب وقال: أيها الرب إلهي أيضاً إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها. فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ إلى الرب وقال: يا رب إلهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه ، فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش .. فأخذ إيليا الولد ونزل به من العلية إلى البيت ودفعه لأمه ، وقال إيليا انظري ابنك حي ، فقالت المرأة لإيليا هذا الوقت علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فمك حق " ..

وكذلك في ( سفر الملوك الثاني 4: 32-37 ) :

" ودخل اليشع البيت وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره . فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصل إلى الرب . ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشي في البيت تارة إلى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه . فدعا جيجزي وقال ادع هذه الشونمية فدعاها ولما دخلت إليه قال احملي ابنك . فأتت وسقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض ثم حملت ابنها وخرجت.. "

وأكثر من هذا ما فعلته عظام اليشع بعد موته إذ يقول (سفر الملوك الاثاني 13: 20-21 ) :

" مات اليشع فدفنوه . وكل من غزاة موآب تدخل على الأرض عند دخول السنة . وفيما كانوا يدفنون رجلاً إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه "

ونذكر كذلك معجزة حزقيال كما هو مكتوب في سفره ( إصحاح 37 عدد 1-10 ) :

" كانت على يد الرب فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاماً .. وأمرََّني عليها من حولها وإذا هي كثيرة جداً على وجه البقعة وإذا هي يابسة جداً. فقال لي يابن آدم أتحيا هذه العظام فقلت يا سيد الرب أنت تعلم فقال لي:تنبأ على هذه العظام وقل لها: أيتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب . هكذا قال السيد الرب لهذه العظام. هأنذا أدخل فيكم روحاً فتحيون .. وأضع عليكم عصباً وأكسيكم لحماً وأبسط عليكم جلداً وأجعل فيكم روحاً فتحيون وتعلمون أني أنا الرب .. فتنبأت كما أمرت وبينما أنا أتنبأ كان صوت وإذا رعش فتقاربت العظام ... فدخل فيهم الروح حيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً جداً "

بعد ذلك نجد أن معاصري المسيح الذين آمنوا به كانوا يؤمنون أنه نبي الله ولا شيء أكثر من هذا .. فها هو إنجيل لوقا ( 24: 19 ) :

" فقال لهما وما هي . فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل أمام الله وجميع الشعب " ..

وكذلك يقول إنجيل يوحنا ( 6: 14):

" فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا لحقيقة النبي الآتي إلى العالم "


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-2020, 08:28 PM   #29
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المسيح رسول الله ..

ونتقل الآن للحديث عن المسيح رسول الله .. فنجد في إنجيل يوحنا ( 13: 16 ) :

" الحق الحق أقول لكم إنه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله " ..

وكذلك في إنجيل يوحنا ( 8: 37 - 40 ) :

" أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم لكنكم تطلبون أن تقتلوني لأن كلامي لا موضع له فيكم ... أجابوا وقالوا له أبونا هو إبراهيم .. فقال لهم يسوع لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم .. ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله "

وكذلك نجد في إنجيل يوحنا ( 8: 44 - 45 ) يدمغ المسيح اليهود بالأبالسة قائلاً :

" أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا . ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه كذاب وأبو الكذاب "

الأبُوّة والبنُوّة في الإنجيل ..

من هنا نفهم قول المسيح لتلاميذه وهو يعلمهم الصلاة ليقولوا :

" أبانا الذي في السموات "

ولما جاء ليندد باليهود نسب أبوتهم إلى إبليس لأنهم كانوا ذرية إبراهيم حسب الجسد إلا أنهم بسلوكهم وأفكارهم الشريرة كل هذا جعلهم كأبناء لإبليس لكن المؤمنين الذين آمنوا بالله الواحد الأحد وبالمسيح إنساناً ورسولا ونبياً فهؤلاء نسبهم الإنجيل كأنهم أبناء الله وكل حديث في الكتاب المقدس عن هذا النوع من البنوة إنما هي بنوة مجازية ولا يمكن أن تكون حقيقة على الإطلاق ..

كذلك نجد في إنجيل يوحنا ( 7: 16-18 ) :

" أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي . من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه . وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم "

وفي إنجيل يوحنا ( 12: : 44 ) :

" الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلنى "

يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم .. وفي إنجيل يوحنا ( 12: : 44 ) :

" الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني "

وفي معجزة إقامة الميت التي يذكرها إنجيل يوحنا ( 11: 38-44 ) :

" فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر . وكان مغارة وقد وضع عليه حجر قال يسوع ارفعوا الحجر . قالت له مرثا أخت الميت : ياسيد قد أنتن لأن له أربعة أيام . قال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله . فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر: هلم خارجاً . فخرج الميت "

**** لقد كان المسيح دائماً يصلي ويضرع إلى الله قبل أن تجرى المعجزة على يديه .. هذا ولقد كانوا ينادون المسيح بالمعلم لأن المعلم هو الإنسان الذي يحيطه التلاميذ .. فعندما ظهر المسيح اتخذ لنفسه اثنا عشر تلميذاً ونجد في إنجيل (متى 8: 23-26 ) :

" ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه . وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة . وكان هو نائماً فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين : ياسيد نجنا فإننا نهلك . فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان . ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم "

*** كيف ينام الإله ويغفل عن الكون؟..

لقد كان المسيح بشراً يجرى عليه ما يجري على سائر البشر من نوم ويقظة وتعب وراحة وخوف وطمانينة لكن الله سبحانه وتعالى - كما يقول القرآن بحقه :

" لا تأخذه سنة ولا نوم (255) "سورة البقرة

والسنة : النعاس



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم

التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 09-12-2020 الساعة 08:31 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-20-2020, 04:19 PM   #30
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المسيح يدعو الى التوحيد ..

وفي إنجيل لوقا ( 18: 18-19) :

" سأله رئيس قائلاً أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية. فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحد هو الله "

ولقد بينا حديث الرسول الذي قال فيه :

" لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح عيسى بن مريم "

ذلك أن الإطراء باب من أبواب الضياع والمتاهات ولقد حرص المسيح على أن ينفي عن نفسه صفة الصلاح ويردها إلى الله وحده فكيف يقال بعد ذلك إن المسيح إله أو ابن الله .. بل أكثر من هذا نجد في إنجيل مرقس ( 12: 28-29 ) :

" فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى أنه أجابهم حسناً سأله : أية وصية هي أول الكل ؟ فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد "

** فلم يدع المسيح أنه إله يعبد لكن موقفه أمام الله كموقف كل بني إسرائيل .. ولقد نادي المسيح بالتوحيد صراحة فقال في إنجيل يوحنا ( 17: 3 ) :

" وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك انت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته "

وفي حديثه مع مريم المجدلية الذي ذكره إنجيل يوحنا ( 20: 17-18 ) :

" قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي . ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "

** فعلاقة المسيح بالله كعلاقة التلاميذ بالله .. كلهم عبيده وحينما نتأمل تاريخ الأنبياء نجد أن موسى عليه السلام بعد أن قتل المصري هرب إلى البرية وبقي بها أربعين سنة يرعى الغنم ويتأمل صنع الله في الأرض وفي السماء وكان ذلك تحت رعاية الله حتى يتأهل لحمل الرسالة بمشاقها ومتاعبها .. وكذلك تعرض يوسف لمحن كثيرة بدأت بتآمر إخوته عليه ثم بيعه إلى عزيز مصر ليخدم في بيته ثم اتهامه بمداعبة امرأة العزيز وأخيراً برأه الله سبحانه وصار بعد ذلك الوزير الأول لملك مصر..

وكذلك كان أمر المسيح فقبل أن يبدأ دعوته في سن الثلاثين حسب كلام لوقا نجده قد ذهب من بلدته الناصرة إلى البرية وبقي هناك أربعين يوماً بلا طعام ثم جاءه إبليس ليجربه بثلاث تجارب نجح فيها جميعاً وانتصرعلى إبليس .. وأصبح بذلك معداً ليكون رسول الله ..

ثم يقول إنجيل لوقا ( 4: 14 - 15):

" ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة . وكان يعلم في مجامعهم ممجداً من الجميع "

ونجد في إنجيل متى( 4 : 11):

" ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه "

لقد أُعِدَ المسيح للرسالة كما أُعِدَ سائر الأنبياء قبله .. وهذه شهادة أقرب الناس إلى المسيح وأعني به بطرس رئيس التلاميذ الذي يقول في ( سفر أعمال الرسل ( 2: 22 ) :

أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات الله وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون "

*** لم يقل بطرس إن المسيح هو الله .. لكنه قال إنه رجل إنسان أجرى الله على يديه معجزات وآيات .. وكذلك يقول بطرس في ( سفر أعمال الرسل (10: 38 ) :

« يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه "

لم يقل بطرس لأن الله كان معه كما كان مع كل الأنبياء والمرسلين .. كل هذا يبين لنا أن المسيح إنسان بشر.. وأنه رسول الله .. وأنه نبي ظهر في بني إسرائيل كما ظهر أنبياء آخرون قبله ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم

التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 09-20-2020 الساعة 04:22 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir