العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-30-2022, 09:56 PM   #91
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

ثم جاءت مداخلة ..


Qassam


ينتقد المسلمون الكتاب المقدس لانه قد ذكر في بعض إصحاحاته بعض الأمور والتعبير الجنسية والمنسوبة لأنبياء الله في العهد القديم . كنشيد الإنشاد وتعابيره الجنسية . او قصة زنا بنات لوط مع أبيهم .. الخ


بداية .. فليعلم الاخوة الأحباء ان تناول مسألة الجنس في الكتاب المقدس ليس سهلا ولا يمكن تغطيته بفترة زمنية قصيرة . لهذا سنتناول اليوم مسالة محددة على ان نتابع بقية المسائل في حلقات أخرى لاحقة.


سوف نتناول اليوم مسالة لطالما سمعنا فيها وعنها من اخوتنا المسلمين الكثير والمؤلم. وهذه المسالة هي ( اضطجاع بنات لوط مع ابيهم) والمذكورة في (سفرالتكوين الاصحاح 19: 29-39)



وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب.حين قلب المدن التي سكن فيها لوط وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه.لانه خاف ان يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض. هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من ابينا نسلا. فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي.نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من ابينا نسلا. فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من ابيهما. فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب. وهو ابو الموآبيين الى اليوم. والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو ابو بني عمون الى اليوم.


نستطيع ان نلخص اعتراض المسلمين حول هذه القصة - قصة لوط وبناته- بنقطتين:


الاولى: كيف نسب لنبي الله لوط مثل تلك الفواحش وهم المنزهون (المعصمون) عن الكبائر (الخطايا) !.

الثانية: هل يلق بكتاب الله ان يذكر مثل تلك القصص الفواحش...!.

نقول وبرب المجد يسوع نستعين:
لفهم هذه المسالة فهما كتابيا صحيحا. يجب علينا اولا ان نوضح بعض الامور التي يجهلها او يتجاهلها المسلم والتي تشكل بمجموها العائق الاساسي لفهم المسلم للكتاب المقدس.

تكمن مشكلة المسلمين في عدم فهمهم للكتاب المقدس في عدة نقاط نذكر هنا اهما:

1) ان المسلم عندما يقرأ الكتاب المقدس ، يقرأه من اجل نقده بالدرجة الاولى ولا يقرأه من اجل المعرفة والفهم. هذه العدوانية البغيضة تقف حاجزا امام فهم المسلم للكتاب لان نقده للكتاب سبق معرفته به.

2) اختلاف مفهوم الوحي والتنزيل في المسيحية والاسلام.
لا شك ان هناك اختلاف جوهريا في مفهوم الوحي والتنزيل في اليهودية والمسيحية عما هو في الاسلام. وهذا ايضا مما يقف عائقا في فهم المسلم للكتاب المقدس فهما صحيحا .

فكلام الله (عندهم) هو ما صدر من الله بصيغة مباشرة باللفظ والمعنى كما هو الحال في آيات القرآن، وكلام الله (عندنا) هو ما صدر من الله ولا يهم كيف تم التعبير عنه (يعنى ليس من الضرورة أن يتكلم الله بصيغة مباشرة كما هو الحال في القرآن) .

كلام الله عندنا يشبه "الحديث القدسي " عندهم والذي يعتبرونه كلام الله أيضا.

الكتاب المقدس ليس كتابا منزلا بالحرف والكلمة فليس في اليهودية ولا في المسيحية كتابا منزلا بالحرف والكلمة. ولا هو بكتاب تاريخ يدون أفعال الله التي أتاها منذ خلق العالم وحتى مجيء المسيح. بل هو رسالة الهية دونها أشخاص ليرووا فيها رسالة الله إلى البشر ويدونوها. وهي أيضا "قراءة لوجود الله وتدخله" في تاريخ البشر. وهذا التدخل الإلهي تم تسجيلهما وتدوينهما على أيدي بشر لا آلهة. انها رسالة الهية بلغة بشرية.

النقطة الثالثة والاخيرة التي اريد توضيحها هي (عصمة الانبياء) فالمسلم يصتدم عندما يسمع ان الكتاب المقدس قد نسب الخطايا للانبياء. وذلك لان عصمة الانبياء تعتبر من الثوات في الاسلام . فكيف نسبها الكتاب المقدس لانبياء الله البررة ؟.

الخطأ الذي يقع فيه المسلم هو انه يحكم على الكتاب المقدس من خلال تصوراته الإسلامية لها . إذا انه جعل من معتقداته الدينية المقياس الذي يحكم من خلاله على الكتاب المقدس. وهذا القياس غير منطقي لوجود اختلافا كبير في المفاهيم والمعتقدات ما بيننا وبين الاسلام وبالتالي المسلمين.

فالذي يعتبره الاسلام من الثوابت ( كعصمة الانبياء) تعتبره المسيحية على العكس تماما.
بمعنى : المسيحية لا تقول ولا تؤمن بعصمة الانبياء. موقف الكتاب المقدس من هذه المسالة (عصمة الانبياء = البشر) واضح وصريح ... ليس ولا واحد... الجميع خطاة
- لم يعرف ادم وحواء الجنس قبل سقوطهما.بل عرفا الجنس وبالتالي الانجاب بعد سقوطهما بالخطيئة لهذا يقول الكتاب : بالخطيئة حبلت بي امي-

اختلاف مفهوم العصمة بين المسيحية والاسلام هو الذي اوجب الخلاف بيننا وبين المسلمين . اضف اليه تعصب وقلة معرفة الطرف الاخر بالامور الكتابية. كلها عوامل ادت الى الخلاف. وبالتالي الى فهم خاطئ للامور الكتابية.

روحهم العدائية في فهمهم للكتاب المقدس ، جعلتهم ينظروا فقط لجانب واحد من القصة الا وهو نسب الخطيئة للوط. في الوقت الذي تعاموا فيه عن قراءة ما تحمله هذه القصة من معاني وعبر نفهما نحن المؤمنين باسمه بطريقة مختلفة عن طريقة فهمهم هم للامور.



وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه. لانه خاف ان يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه.
31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض.
32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه. فنحيي من ابينا نسلا.

33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة. ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.

34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي. نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه. فنحيي من ابينا نسلا.

35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.


36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما.


37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب. وهو ابو الموآبيين الى اليوم.
38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو ابو بني عمون الى اليوم.


ما هي ارادة الله لذكره هذه القصة في كتابه؟


دعنا اذا ان نرى في ضوء الحقائق سبب ذكر قصه لوط في الكتاب المقدس تكوين 19 من 31-38
قبل ان نمتد نسال لماذا ادان الله سدوم وعمرة وامطر عليهم كبريتا ونارا ؟

نجد ان الاجابه بسبب شرهم واغراقهم في اخطيه الذوذ الجنسي الذي ما زال قبيح في عيني الرب وسيكون دائما هكذا مكتوب ايضا في 1 كورينثس 6 عدد 9 انه لا يدخل ملكوت الله مضاجعوا الذكور.


نعود لقصتنا والمذكورة وماذا نتعلم منها:

الأختيار الخاطئ هو احد الأسباب لوط اختار المنظر الخارجي والثروى والغنى بدلا من القيم الروحية والبيئه الصالحة لتربية بناته ونرى انه اختار سدوم وكانوا اهل سدوم اشرار ونجد آيه في الكتاب تقول المعاشرات الريئه تفسد الأخلاق الجيده 1 كورينثس 15 عدد 33


وفي مزمور 1 عدد 1

طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس‎.


امثال 1 عدد 10

يا ابني ان تملقك الخطاة فلا ترض


امثال 4 عدد 14

لا تدخل في سبيل الاشرار ولا تسر في طريق الاثمة.


بل ان الله يقول في كتابه المبارك
مزمور 128 عدد1

طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه‎.


مزمور 112 عدد 1

هللويا.طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه‎.


مزمور 119 عدد 1

هللويا.طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه‎.


الكتاب المقدس يذكر هذه القصه ليرينا تأثير الخمر على الأنسان وعقله وكيانه البشري فتحت تاثير الخمر لم يعلم لوط انه اضطجع مع بناته في المرتين تكوين 19
عدد 33 وعدد 35


امثال 23 عدد 34

وتكون كمضطجع في قلب البحر او كمضطجع على راس سارية.


افسس 5 عدد 18 يقول : لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا من الروح القدس


امثال 20 عدد 1 :

يقول الخمر مستهزئه المسكر عجاج ومن يترجج بهما فليس بحكيم.


لا ننسى ان االناموس لم يكن قد اعطي بعد مع ان الناموس باليقين في ضمير الانسان وهكذا ايضا كلن في زمن لوط ولكن الحكم على الخطيف يتطلب وجود قانون الذي يحكم عليهاولم يكن في هذه الحاله الا قانون الضمير الذي يوبخه نفسيا حتى يصل الى يوم الحساب امام الله العادل روميه 2 عدد 14 الى 16

انه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم فيما بينها مشتكية او محتجة. في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح


كان لا بد من ذكر هذه القصه لنعرف تاريخ العمونيين والموآبيين ولو لم يذكر الكتاب هذه القصه كيف كنا قد عرفنا تاريخهم؟ نعلم ايضا ان العمونيين هم اباء الردنيين وجزء من سوريا وجزء من العراق وان المؤابيين هم ايضا اباء الاردنيين والسعوديين ومنهم شعب الجزيرة العربيه ومنهم الصحابه ومحمد ايضا.
نجد في لكتاب المقدس ان العمونيين مذكورين 117 مرة وكل ورة يذكرهم الكتاب بسبب نعاصيهم وخطاياهم وشرهو ضد الله وشعب الله وكما انه الموآبيين مذكورين 34 مرة كذلك الأمر معهم اشرارهم وصلت الى هذا الحد الشنيع ونستطيع ان نقراء حدودهم الجغرافيه في يشوع 12 عدد 2

سيحون ملك الاموريين الساكن في حشبون المتسلط من عروعير التي على حافة وادي ارنون ووسط الوادي ونصف جلعاد الى وادي يبّوق تخوم بني عمون


ويقول الكتاب المقدس ان الله ادان اعمالهم الشريرة ولأنهم كانوا محاولة جلب اللعنه على شعب الله تثنيه 23 عدد 3 الى 6

لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب.حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد. من اجل انهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر ولانهم استأجروا عليك بلعام بن بعور من فتور ارام النهرين لكي يلعنك. ولكن لم يشإ الرب الهك ان يسمع لبلعام فحول لاجلك الرب الهك اللعنة الى بركة لان الرب الهك قد احبك. لا تلتمس سلامهم ولا خيرهم كل ايامك الى الابد.


اما الان فقد فتح الله الباب للعمونيين وللموآبيين في المسيح يسوع له كل المجد اذ نقراء في الكتاب يوحنا 3 عدد 16

لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2022, 09:41 PM   #92
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي


Qassam


خطايا محمد

1 - ديانة محمد قبل نبوته

إنّ أبوي محمد وعمّه كانوا مشركين بالله، وإنه لما أراد الاستغفار لهم نهاه الله، بل زجره زجراً أبكاه, أما محمد فقد كان على ديانة أمته وعشيرته وقبيلته، فصرف أربعين سنة في العبادة الوثنية يعبد اللات والعزى ومناة, والدليل على ذلك ما ورد في سورة الضحى (93: 7 ، :

وجدك ضالًا فهدى، ووجدك عائلًا فأغنى , فهذه العبارة ناطقة بأنه كان على عبادة أهله وعشيرته, والضلالة من أعظم المعاصي، وكل معصية في النار, وتقدم حكم الإشراك, أما الأنبياء الذين اصطفاهم الله لتبليغ رسالته فكانوا من بني إسرائيل.

ولنورد ما قاله مفسّروهم تعليقاً على الضحى 7 ، 8: قال بعضهم إنه كان على دين قومه، يعبد اللات والعزى، كما هو صريح العبارة القرآنية, غير أن الزمخشري ردَّ عليهم بأن قال: ومن قال كان على أمر قومه أربعين سنة؟ فإن أراد أنه على خلوّهم عن العلوم السمعية فنعم، وإن أراد أنه كان على دين قومه فمعاذ الله! (الكشاف في تفسير الضحى 93:7 ، ,

قلنا إذا لم يكن على دين قومه، فماذا كان دينه؟ لقد كان على دين عشيرته, وقد أورد في جمع الجوامع في الجزء الثاني أقوالًا عن دينه فقال: اختلف العلماء هل كان محمد مكلَّفاً قبل النبؤة بشرع؟ فمنهم من نفى ذلك، ومنهم من أثبته, واختلف المُثبِت في تعيين ذلك الشرع، فقيل انه كان مكلفاً بشرع نوح، أي كان على دين نوح, وقيل كان على دين إبراهيم, وقيل كان على دين موسى, وقيل كان على دين عيسى, وقالوا غير ذلك ,

وقد كانوا في غنى عن هذا ما دام القرآن قال بصريح اللفظ إنه كان ضالًا, بل إذا سلَّمنا بأنه كان على دين أحد أولئك الأنبياء أولي العزم، فكان الواجب عليه حض قومه على التشبُّه والاقتداء به، لأن دين موسى وعيسى هو حق كامل، بل لم يكن داعٍ ولا باعث الى الإتيان بطريقة أخرى وديانة جديدة ,

قال البيضاوي: وجدك ضالًا عن علم الحكم والأحكام, فهدى فعلَّمك بالوحي والإلهام والتوفيق للنظر (البيضاوي في تفسير الضحى 93:7),

يتبع
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-26-2022, 09:34 PM   #93
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي


Qassam

خطايا محمد (تتمة)

2 - محمد يمدح آلهة قريش

ومن الأدلة على ميله إلى الأصنام، مدحه آلهة قريش وتقديم العبادة لها, وأغرب من ذلك اعتذار الله عنه وتسلية خاطره, وهذا هو الفرق بين القرآن والتوراة، فلم يذكر الله في التوراة خطيئة صغيرة ولا كبيرة إلا أوضح شناعتها وبشاعتها ومرارتها وعقابها، بخلاف القرآن الذي يستخفّ بها كأنها لا شيء, وعلى هذا لما وقع محمد في عبادة الأوثان ومدح اللات والعزى، قال إن الله عزّاه بأن أنزل عليه في سورة الحج 22:25 :

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقَى الشيطان في أمنيته، فينسَخ الله ما يُلقي الشيطان ثم يُحكِم الله آياته، والله عليم حكيم ,


قال ابن عباس وجميع المفسرين، سواء كانوا متقدمين أو متأخرين: لما رأى محمد تولِيّ قومه عنه، وشقَّ عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به من الله، تمنّى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه، لحرصه على إيمانهم, فكان يوماً في مجلسٍ لقريش، فأنزل الله سورة النجم فقرأها محمد, حتى بلغ أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمنّاه، وهو: تلك الغرانيق العُلَى وإن شفاعتهنّ لتُرتَجى , فلما سمعت قريش ذلك فرحوا به, ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها المسلمون بسجوده، وسجد جميع من في المسجد من المشركين، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد، غير الوليد بن المغيرة وأبي أحيحة سعيد بن العاصي، فانهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود, وتفرقت قريش وقد سرَّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم، ويقولون: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر , وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويُميت ويرزق، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، فإن جعل محمد لها نصيباً فنحن معه , فلما أمسى محمد أتاه جبريل فقال: يا محمد، ماذا صنعت؟ لقد تلوْتَ على الناس ما لم آتِك به من الله , فحزن محمد حزناً شديداً، وخاف من الله تعالى خوفاً كبيراً، فقال: إن الله أنزل هذه العبارة ليعزيه، وكان به رحيماً, وقد كان لهذه الحادثة طنة ورنة في عصره، والدليل على ذلك قولهم: وسمع بذلك من كان بأرض الحبشة من أصحاب محمد، وبلغهم سجود قريش , وقيل: قد أسلمت قريش وأهل مكة , فرجع أكثرهم إلى عشائرهم، وقالوا: هم أحبُّ الينا! , حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذي سمعوه من إسلام أهل مكة كان باطلًا، فلم يدخل أحد منهم إلا بجوارٍ أو مستخفياً, فلما نزلت هذه العبارات قالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله، فغيَّر ذلك , وكان الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان محمد قد وقعا في فم كل مشرك، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه، وشدة على من أسلم (الرازي في تفسيره للحج 52),
قال ابن عباس تعليقاً على الحج 52 : في رواية عطاء أن شيطاناً يقال له الأبيض أتاه على صورة جبريل عليه السلام وألقى عليه هذه الكلمة فقرأها، فلما بلغ إلى تلك الكلمة قال جبريل عليه السلام: أنا ما جئتك بهذه, قال رسول الله إنه أتاني آتٍ على صورتك فألقاها على لساني (الرازي في تفسيره للحج 52),
والقول: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى (أي أحب شيئاً واشتهاه وحدَّث به نفسه مما لم يُؤمر به) ألقَى الشيطانُ في أمنيته (أي في مراده), هذا هو نص جميع أقوال المفسرين والعلماء، فكان محمد يظن ثبوت الرئاسة له على قومه بقوله هذا, ولكن لما رأى أنهم اتخذوا ذلك سلاحاً طعنوه به، وزادوا رسوخاً وثبوتاً على دينهم، أضرب عن هذه الطريقة, ومع أن جميع المفسرين ذكروا العبارة التي حاول بها إغراء قومه على اتِّباعه ومدح بها آلهتهم، وهي قوله: تلك الغرانيق العُلى، وإن شفاعتهن لتُرتجى إلا أنهم حذفوها من نص القرآن، مع أنه صلى بها,

واعتذر بعض المفسرين عنه بقولهم: إن الشيطان نطق بها على لسانه , ونقول: إن كان الأمر هكذا، فما المانع من أن يكون الشيطان هو الذي نطق بباقي القرآن على لسانه؟ ولا سيما أنه ورد في الحديث: إنه ليُغان على قلبي، فأستغفر الله في اليوم مائة مرة , وقوله يُغان أي أن الشيطان يغشى قلبه (مشكاة المصابيح - تحقيق الألباني حديث رقم 2324),


ومع أن التوراة ذكرت للأنبياء بعض الخطايا والهفوات، إلا أنه لم يظهر نبي من الأنبياء الصادقين، يساير الناس على شركهم وعبادتهم الكاذبة, ولا مقارنة بين خطيئته وخطيئة سيدنا سليمان، الذي عبدت زوجاته الأجنبيات آلهتهن، ولم يقع هو في هذه العبادة, ومع ذلك عاقبه الله أشد عقاب، فمزق مملكته وأتى عليها بالرزايا والبلايا وسفك الدماء, وهذا بخلاف محمد، فانه لما وقع في عبادة الأصنام، قال إن الله أنزل عليه بعض الأقوال لتعزيته وتسليته, وحاشا لله من ذلك,


وورد في الإسراء 17:90-93 : وقالوا لن نؤمن لك حتى تُفجّر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب، فتفجّر الأنهار خلالها تفجيراً، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً، أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا، أو يكون لك بيت من زخرف، أو ترقى في السماء, ولن نؤمن لرقيك حتى تُنزل علينا كتاباً نقرؤه, قل: سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولًا ,


قال ابن عباس: إن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، والنضر بن الحرث، وأبا البختري، والأسود بن عبد المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، ونبيهاً ومنبهاً ابني الحجاج، اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد , فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك , فجاءهم محمد سريعاً وهو يظن أنه بدا لهم في أمره بدء، وكان حريصاً يحب رشدهم، حتى جلس إليهم فقالوا: يا محمد، إنا بعثنا إليك لنعذر فيك، وإنا والله لا نعلم رجلًا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك, لقد شتمت الآباء، وعبْتَ الدين، وسفَّهت الأحلام، وشتمت الآلهة، وفرّقت الجماعة, وما بقي من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك, فإن كنت جئت بهذا الحديث تطلب به مالًا، جعلنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالًا, وإن كنت تريد الشرف سوَّدناك علينا, وإن كان هذا الذي بك رئي تراه قد غلب عليك لا تستطيع ردَّه، بذلنا لك أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه ونعذر فيك , (وكانوا يسمُّون التابع من الجن الرئي),
فقال محمد: ما بي ما تقولون, ما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولًا، وأنزل عليَّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً , قالوا: يا محمد، إن كنت غير قابل منّا ما عرضنا عليك، فقد علمتَ أنه ليس أحدٌ أضيق بلاداً ولا أشد عيشاً منا، فسَلْ لنا ربك الذي بعثك فليُسيِّر عنا هذه الجبال التي قد ضيَّقت علينا، ويبسط لنا بلادنا، ويفجر لنا الأنهار كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا مَن مضى مِن آبائنا وليكن منهم قصيّ بن كلاب، فإنه كان شيخاً صدوقاً، فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل؟ فإن صدقوك صدقناك , فقال محمد: ما بهذا بُعثت، فقد بلغتكم ما أُرسلتُ به , قالوا: فإن لم تفعل هذا فسَلْ لنا ربك أن يبعث مَلَكاً يصدقك، واسأله أن يجعل لك جنات وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة، يعينك بها على ما تريد، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس , فقال: ما بُعثتُ بهذا , قالوا: فأسقِط السماء كما زعمتَ أن ربك إن شاء فعل، فإنّا لا نؤمن لك إلا أن تفعل , وقال قائل منهم: لن نؤمن حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلًا ,

فلما قالوا ذلك قام محمد، وقام معه عبد الله بن أبي أمية، (وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب) فقال: يا محمد، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أموراً يعرفون بها منزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعمل ما تخوّفهم به من العذاب فلم تفعل، فوالله ما أؤمن لك أبداً حتى تتخذ إلى السماء مرقى ترقى فيه، وأنا أنظر حتى تأتيها، فتأتي بنسخة منشورة معك، ونفر من الملائكة , وفي رواية: وأربعة من الملائكة يشهدون لك بما تقول , فانصرف محمد الى أهله حزيناً (الطبري في تفسيره للإسراء 17:90-93),

وهم معذورون إذا قاوموه ونبذوه, ولو كان قرآنه وحياً لما تأخر عن تأييده بمعجزة كما فعل كل الأنبياء الصادقين, وليس ذلك فقط، بل انه كثيراً ما كان يعجز عن إجابة أسئلة المستفهمين، وكان يقول إن جبريل كان يغيب عنه, روى البخاري أن محمداً قال لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا؟ فقال في سورة مريم: وما نتنزَّل إلا بأمر بك (وكان جبريل قد أبطأ عنه أربعين يوماً), ولما سأله قريش عن أصحاب الكهف أبطأ خمس عشرة ليلة لا يجيئه في ذلك وحي, ولا يصح أن يكون هذا حال نبي! (أسباب النزول - للسيوطي - سبب نزول الكهف 18:23 ، 24 ومريم 19:64),

يتبع
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2022, 10:08 PM   #94
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتباس:

qassam

الكتاب المقدس يذكر هذه القصه ليرينا تأثير الخمر على الأنسان وعقله وكيانه البشري فتحت تاثير الخمر لم يعلم لوط انه اضطجع مع بناته في المرتين تكوين 19
عدد 33 وعدد 35


اقتباس:
الاثرم ..

**** وولدت ثامارا من زناها بيهوذا توأمين : أحدهما فارص والآخر زارح هؤلاء التوأمين (( هم أجداد الرب يسوع ))

اخ qassam ... سأرد عليك وعلى اخينا Saif ... وبعدها سأكمل موضوعي الاساسي .. سأكتب لك قصة المدينة الغريبة .. واتمنى ان تفهم ما اقصده ..

ما هي هذه المدينة الغريبة ؟

المدينة الغريبة .. مدينة كانت فيها قوانين غريبة جداً .. كانوا يختارون رئيسهم ويعلمونه بعد تقريباُ خمس سنوات يطردونه من أسوار البلد .. كانت كل أسباب الحياة داخل أسوار البلد ... خارج البلد هناك الوحوش الضارية والآفات القاتلة ولا توجد قطرة ماء ... صحراء قاحلة ..

مات أو طُرد الرئيس وأرادوا أن يختارون رئيساً آخر لهم .. القوانين يعرفها الناس كلهم .. يعرفون ان كل رئيس يختار سوف يبقى مدة محددة خمس أو ست سنوات ثم يطرد .. تآكله السباع أو يموت جوعاً أو عطشاً .. ولا يفتح الباب إلا في موعد طرد هذا الرئيس ...

وأعلن المسئول عن اختيار الرئيس أو الجهة المسئولة عن فتح الباب لمن يريد أن يرشح نفسه ... لم يتقدم أحد .. لأنهم يعلمون ما وراء ذلك .. وبعد فترة تقدم شاب وقال : أنا أريد أن أنال هذا المنصب ...

قالوا أَوَ تعلم ماذا سيحدث لك بعد ذلك ؟! .. قال نعم .. وأنت مستعد لذلك .. قال نعم ... تقلد الأمر .. وقامت الاحتفالات بهذه المناسبة ..

ثم في أول يوم من أيامه اتفق مع عدد كبير من المزارعين دون أن يعلم أحد ... واتفق معهم أنهم إذا حلَّ الظلام فتحوا أسوار الحصن أو البلد .. فيخرجون خارج البلد ويشقون الترعْ ويسحبون قنوات للماء من داخل البلد إلى خارجها ، ويزرعون ما طاب من الثمار والأشجار حتى انتهت مدة حكمه ...

جاءت له اللجنة وقالت له أنت ستكون آخر أيامك غداً وسوف تطرد من المكان ... تعجبوا عندما رأوه يضحك ويبتسم !!

لم يبدوا عليه أي اضطراب ، وأي خوف ، وأي جزع .. بل قابل الأمر برحابة صدر وبابتسامة عريضة ... ما كان يحدث لهم هذا الأمر من قبل .. عندما يبلغون من يرأسهم بمغادرة البلد كان يبكي ويضطرب .. لأنه يعلم أنه سيموت ..وفي اليوم .. وفي الساعة المحددة يطرده أصطف الجيش والناس يرون هذه المناسبة العجيبة ...

ففتحوا أسوار البلد وإذا بالجنان خارج البلد والزروعات والمياه .. حتى أصبح خارج البلد أجمل من داخلها ..

ما الذي حدث ؟! .

. ما الذي جرى ؟!

فأخبرهم بما جرى .. فقالوا ما دُمت على هذا القدر من الذكاء والعقل والحكمة .. فإنا تختارك أن تكون رئيساً لنا للأبد .. وافق الجميع واتخذوه رئيساً لهم ..

قد يتساءل من يقرأ هذه القصة .. بأن هذه ليست من الواقع .. نقول له بل هذا هو الواقع .. هذه قصتنا جميعاً كبشر نحن في مملكة واحدة تسمى الأرض .. وخُلقنا لأجل غاية واضحة ..

يقول الله سبحانه وتعالى :

" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق ولا أن يطعمون "

حدد لنا الهدف من خلقنا .. وأخبرنا بأن وجودنا في هذه الأرض لمدة محددة .. تختلف من واحد لآخر .. ولكننا لابد أن نغادر هذه الأرض يوماً من الأيام .. ومن مات قامت قيامته .. خلاص لا رجعة إلى الدنيا أبداً .. ولو أرجع الله أحداً .. لأرجع الأنبياء والرسل ومن يحب ..

ولكنه قضى أنه لا يرجع أحد إلى الدنيا ..

" حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ."


إذن هذه المملكة الأرض وكل منا له مدة محددة .. وانقسم الناس أمام هذا الأمر منهم أو الأغلب ...

معظم الناس كانوا مثل أُولئك الرؤساء الذين كانوا يعينونهم ثم لا يدركون .. أو ينسون مصيرهم فلا يستعدون لهذه النهاية فيموتون .. تأكلهم وتفترسهم السباع خارج البلد ... وقليل من الناس من أدرك مثل هذا الذكي .. أدرك أن مدته محدودة ، واستشعر هذا الأمر وأعد لما بعد الطرد أو بعد الموت ..

والكيّس هو من أعد بعد الموت واستعد للسفر الطويل قبل السفر الصغير .. هذا سفر قليل في الدنيا ولكن السفر الكبير الموت ...

لذلك على بن أبي طالب رضي الله عنه عرّف التقوى .. ماذا قال عندما سألوه عن التقوى ؟

قال التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل ..

يجب أن نكون كلنا مثل هذا الإنسان الذكي ... الشاب الذي غرس وزرع وشق الترع والماء .. استعداداً ليوم رحيله ...

وللحديث بقية ...


اخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-27-2022, 08:47 PM   #95
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

مداخلة ..


نزار

سادتي الأثرم و قسام و الآخرون

لقد كان السيد المشرف على الموقع واضحا في رسالته التي وجهها إلى كافة الأعضاء بمناسبة تجديد الموقع، حيث شدد على عدم المساس بالكتب السماوية و الأنبياء.
لذلك أوجه أولا دعوتي إلى المشرف لحذف هذا المنتدى لأنه يتكلم عن الإبطال. و هو مس واضح بالعقيدة المسيحية. كما أشير إلى ردود قسام و سيف التي تمس العقيدة الإسلامية
و أوجه دعوتي ثانيا إليكم أيها الإخوة المتحاورون على هذا الموقع لكي تغيروا طبيعة النقاش في اتجاه الاحترام المتبادل، و التفاعل بدل فكرة الصدام و إبطال عقائد بعضكم البعض.

و لكم الشكر
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2022, 09:28 PM   #96
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الكريم نزار ... هذه هي وجهة نظرك ... فلكل انسان وجهة نظر تختلف من واحد إلى آخر ..


نحن المسلمون لم نقصد الإساءة إلى أحد .. بل نرى كغيرنا من الناس أن احترام عقائد الغير أمراً واجباً .. بينما راعني ما يذكره اليهود عن أخلاق الأنبياء المعترف بهم من قبل كل الأديان السماوية بحيث لا يشعر المرء بغير الصدمة والإحباط وهو يطالع كتاب العهد القديم ( التوراة المحرفة ) للموبقات التي تفشت في بيوتات النبوة والتي تؤدي إلى قلب مفاهيم المرء الذي اتخذ انطباعاً عن الأنبياء على أنهم قمة في الهرم الأخلاقي والسلوك القويم ودعاة خير وقدوة لغيرهم من البشر..


فإذا فسدت القدوة فالأولى بالمقتدي أن يفسد .. وعندها تصبح الحياة كلها تعاسة وشقاء .. لا بأمن فيها الإنسان جوانب رسله وإلهه .

فإذا كان الله يا أخ qassam ر يرسل أنبياء بمثل هذه الصفات .. فمن يكون هو هذا الله ؟..

وما صفاته وما فائدة شريعته ؟..

إذا لم يكن حامياً وعاصماً للأنبياء ورسالاتهم من الأخطاء والزلل التي يقع فيها العوام من الناس .



لا شك يراود المرء هنا تساؤلات عن جدوى الحياة .. إذا كانت كلها قائمة على الغش والخداع والكذب والدجل والتي انخرط فيها الأنبياء ونساؤهم قبل عامة الناس ..

الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الثقة لدي الشخص بالأديان ويدفع المرء للبحث عن قوانينه الوضعية ليحمي نفسه من غائلة الشريعة الغاب التي ينتهجها البشر في حياتهم على الأرض ..

رغم أن النصوص التوراتية صريحة في تحريم الزنا وتعتبرها فعلة قبيحة ونجسة ( لا تكن زانية من بنات اسرائيل ولا يكن مأبون من بني إسرائيل )

وشددت العقوبة عندما تكون الزنا انتهاك لأعراض الآخرين ( إذا وجد رجل مضطجعاً مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان )

الا أننا نجد في التوراة المحرفة أنبياء يزنون دون أن يردعهم دين أو يطالهم عقاب ويظهر أن الشريعة اليهودية كانت تطبق بصورة انتقائية فيعفى منها شخصيات الطبقة العليا من المجتمع اليهودي بما في ذلك الأنبياء أنفسهم ويبقى الفقراء يترنحون تحت وطأة أحكامها ويدفعون ضريبتها ..

والأنبياء الزانون .. إما هم مغفلون توقع بهم بناتهم وكناتهم بدون إرادتهم وذلك باللجوء إلى مختلف وسائل المكر والخداع التي حذقتها المرأة عامة واليهودية خاصة أو أنهم يمارسون الزنا قوة وتجبرا ودونما خوف من الله وعقابه ..

وقصة النبي لوط مع بنتيه والعياذ بالله .. هي في منتهى السفالة واللا أخلاقية والغدر.. وتدل على سيكولوجية مستهترة للمرأة اليهودية وإلى الانحطاط الأخلاقي الشنيع حتى بمقاييس أوربيي هذا الزمان .. وتورد التوراة القصة على الشكل التالي :


" وصعد لوط .... وابنتاه معه .... هلم نسقي أبانا خمراً .. .. فسقتاه .... نسقيه الليلة أيضاً ... فسقتا أباهما خمراً تلك الليلة أيضاً ... فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ." سفر التكوين 19: 30 – 36 ) .


وفي الحقيقة نحن هنا أمام نبي والعياذ بالله .. مغفل مخدوع يشرب الخمر فيذهب عقله ويردي نفسه في مهاوي المعصية والرذيلة ومن المفترض أن الأنبياء معصومون عن الخطاء لأن الله يرعاهم كما رعى يوسف ومنعه من السقوط في حضن امرأة سيده ...


ولا نقتنع بأن لوطاً شرب الخمر بغير إرادته فوجود الخمر مع العائلة الثلاثية النازحة يدل بدون شك على أن الخمر كان رابعهم وأن لوطاً كان يقتنيه ويشربه فيتحمل هو مسؤولية فقدانه لعقله .. كما يتحمل مسؤولية تربية بنتيه تربية غير صالحة .. لدرجة أنهما استهترتا بدين أبيهما ولجأتا إلى أبشع ما عرفته البشرية من رذائل فخانتا أباهما وراودتاه عن نفسيهما وسقتاه خمراً واضطجعتا معه فحبلتا منه ..


وإله يهوه ساكت وهو قريب من مسرح الأحداث والسكوت علامة الرضى كما قيل قديماً وبذلك لا نبرئ ساحة الإله لأن ما جرى لم يكن دون مباركة وإذن منه وكان بإمكانه وهو الذي أنقذ لوط من السدوميين والعموريين أن يردع ابنتيه عن الإتيان بما هو منكر ومخالف لشريعة الإله نفسه القائلة (( لا تزن )) ..


كما هو مخالف لكل الأعراف الإنسانية ويمكن أن نذهب إلى أن ذلك تم لغايات أخرى ليس أقلها الإكثار من النسل لدي اليهود ليدفع بهم الله الذي يجسد في نفسه كل المفاهيم والإيديولوجية اليهودية التي ترتكز على جمع الأموال والخداع والإستلاء وللسيطرة على الشعوب الأخرى وممتلكاتهم وأراضيهم والتوسع على حسابهم ولو أدى بهم الأمر إلى التضحية بكل القيم والمبادىء الإنسانية وعلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة .

وقد ضرب الإله يهوه مثلاً سيئاً للناس في هذه القصة وأصبح لوط قدوة سيئة للمجتمع اليهودي وشخصية جمعت بين نقيضين بين أشرف رسالة في الوجود وهي رسالة النبوة وبين أنجس ما قام به إنسان على وجه الأرض فلو كان لوط حياً الآن لاستحى من فعلته ولما عرف أين يأخذ وجهه من الناس .. وهذه ليست من شيم الأنبياء الذين خصهم الله بأفضل ما يعتز به انسان ...

وكأنما أراد مدونو التوراة هنا الإيحاء للعالم بأن أولاد الزنا والعديموا الأخلاق القليلوا الأصل يمكن لهم أن يرثوا الأرض ويعمروا فيها .. والإنسان كله بدون قيم ولا هدف له في هذه الحياة سوى الجنس والخداع والسيطرة على الغير واستعبادهم .. ولا بأس من وسيلة شائنة إذا أدت إلى مكاسب سريعة إلى نسل يرث الأرض مثلاُ :

" فحبلت ابنتا لوط من أبيهما . فولدت البكر ابناً ودعت اسمه مؤاب . وهو أبو المؤابيين إلى اليوم . والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بن عمَي وهو أبو بني عمون إلى اليوم. " سفر التكوين 19: 30 – 36 ) . "

والهدف هنا واضح .. وهو التمسك بالأرض وإكثار النسل وجلب المنافع المادية والتطاول على الغير .

فقد تم هنا كوسيلة إلى ذلك استخدام الجنس بأبشع صوره لخدمة أقذر الغايات الإنسانية وكان الضحية الأولى المرأة التي طعنت في شرفها وأخلاقها ثم نبي طعن هو الآخر بنزاهة رسالته وأخيراً شعوب نكبت بأنفسها وأراضيها وتلك واحدة من أكثر أساليب اليهود إثارة في التاريخ ونعني بها استخدامهم للمرأة كوسيلة احتموا بأنوثتها وجمالها لإنقاذ أنفسهم أو إبادة الآخرين واستخدمها إلههم يهوه لإنقاذ شبعه من فرعون وفي كل الحالات كانت المرأة لعوبة بيد الله واليهود اللذين كان تعاملها مع المرأة والناس قائماً على النقيض من كل المفاهيم والقوانين والقيم التي أنتجتها الإنسانية خلال مراحل تطورها على مدى آلاف السنين .


وللحديث بقية ...

اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-28-2023, 10:15 PM   #97
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

ثم جاءت مداخلة ..



Saif


سلامة الكتب المقدسة

(1)

تعريف التناقض

لا يمكن القول بوجود شيء وعدم وجوده في وقت واحد وبمعنى واحد, ولا يمكن أن تجتمع صفتان متناقضتان في شيء واحد, ولا يمكن أن يكون قول ما صادقاً وكاذباً معاً,

هذا المبدأ يتفق في الجوهر مع المبدأ المشهور الذي وضعه أرسطو وهو: يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في شخص واحد، في وقت واحد، وبمعنى واحد , فإذا ثبت مخالفة مبادئ هذا التحديد في أية عبارة فلا بد من الحكم بوجود تناقض فيها, غير أن ناقدي الكتاب المقدس غالباً يعبثون بمضمون هذا التحديد فيصيحون قائلين: هنا تناقض! بينما المبدأ السابق لا يبرر عملهم هذا,

(1) لا يمكن القول بوجود شيء ما وعدم وجوده في وقت واحد , وقد يكون أمراً غير قابل للتصديق (مع كونه صحيحاً) أن الناس يتوهمون وجود تناقض بين عبارتين، بينما يكون غائباً عن ذهنهم إن كان المقصود بالعبارتين شيئاً واحداً أم لا, ففي أعمال الرسل 12 يقال إن هيرودس قطع رأس يعقوب، وبعد هذا ببضع سنوات عند عقد المحفل الرسولي العام كما ورد في أعمال الرسل 15 نجد أن أحد المتكلمين يعقوب , فقد يتسرَّع الناقد الطائش ويقول: هنا تناقض! فلا يمكن أن شخصاً ما يكون موجوداً وغير موجود في وقت واحد ,

ونحكم بوجود تناقض إذا كان الشخص نفسه هو المذكور في الأصحاحين, فهل الشخص المذكور في الحادثتين هو يعقوب واحد؟

إن من له ولو معرفة بسيطة بالعهد الجديد يعرف أن يعقوب أعمال 12 هو يعقوب بن زبدي، بينما يعقوب أعمال 15 هو يعقوب بن حلفي, ولذا يتلاشى التناقض الظاهري حالما نلاحظ بتدقيق أن الفصلين يشيران إلى شخصين مختلفين,

(2) ولْنُلاحظ القول وقت واحد , قد يبدو تناقض بين عبارتين بسبب عدم ملاحظة الزمن المقصود, ففي تكوين 1 يُشار إلى إكمال الخليقة كحقيقة واقعة بينما تكوين 6 ينفي هذا الإكمال, قد وُجد من قال إن سفر التكوين يناقض نفسه, ولكن سواء بتعمُّد أو بغير تعمُّد، قد فاتهم أن الإكمال المُشار إليه كان بعد الخلق مباشرة، بينما العبارة التي تنفي هذا الإكمال تشير إلى الزمن السابق للطوفان, كم يكون من الجهل أن يُقال إن ما كان يصْدُق عن بلادنا منذ ألفي سنة مثلًا يجب أن يصدُق عنها اليوم!!

(3) نلاحظ في التحديد أيضاً هذه العبارة بمعنى واحد , كثير مما يُقال له تناقض يبدو واضحاً إذا روعيت هذه العبارة, كثيرون من غير المؤمنين يقولون بوجود اختلاف بين كلام المسيح عن يوحنا المعمدان وكلام المعمدان عن نفسه,

قال الرب يسوع عنه: إن أردتم أن تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي (متى 11: 14) بينما يوحنا المعمدان نفسه في ردّه على المرسَلين من قِبَل الفريسيين ليسألوه إن كان هو إيليا أم لا، أجاب: لست أنا , فإحدى العبارتين تقول إن يوحنا المعمدان هو إيليا، والأخرى تفيد عكس ذلك, فهنا يبدو لأول وهلة تناقض صريح, ولكن على القارئ أن يفحص إن كان للعبارتين معنى واحد أم لا,

وعند مراعاة هذه النقطة يزول التعقيد والتناقض الظاهري، فلم يقل المسيح عن يوحنا إنه نفس إيليا النبي القديم وقد رجع إلى الأرض، ولكنه يقول إنه إيليا الذي كان مزمعاً أن يأتي, يعني إيليا المتنبَّأ عنه، أو سابق مسيا بحسب ما جاء في ملاخي 4: 5 وهذا بخلاف ما يُستفاد من قول يوحنا عن نفسه, فمعنى السؤال الذي وُجِّه إليه كان: هل هو إيليا القديم الذي عاش في عهد أخآب وإيزابل أم لا؟ فكان جوابه الصحيح نفياً صريحاً, فمن اللازم أن نراعي بدقة معنى كل عبارة,

(4) الصفات التي تُسند إلى شخص أو شيء ما يجب ألّا تكون متناقضة، فالطول والقِصر مثلًا صفتان متناقضتان، بمعنى أن الشخص لا يمكن أن يكون طويلًا وقصيراً في وقت واحد,

ولكن قبل القول بتصادم العبارتين لأنهما تنسبان صفتين متناقضتين إلى شخص واحد أو شيء واحد، علينا أن نتروَّى لئلا نخدع أنفسنا, يقول الكتاب عن الله إنه نار آكلة، كما يقول أيضاً إنه رحيم، ولذا قيل إنهما صفتان متناقضتان, كثيراً ما يكون القاضي الجالس على كرسي القضاء للحكم على المجرمين صارماً، ولكن عند احتكاكه بالبائسين الجديرين بالعطف يبدو منه الإشفاق واللطف والعون,

ولنأخذ مثلًا آخر, يُقال في الكتاب عن المسيحيين إنهم قديسون، ويُقال عنهم أيضاً إنهم يخطئون, فيقول قائل: هنا عبارتان متناقضتان , بينما عند الفحص ولو قليلًا يتضح أن هاتين الصفتين تجتمعان جنباً إلى جنب,

يخبرنا الكتاب المقدس أن الإنسان المسيحي ذو طبيعتين، فهو خليقة جديدة مولود من روح الله، ولا يزال في الوقت نفسه بطبيعته الذاتية المولودة في الخطية، أي الإنسان الجديد والإنسان العتيق, فبحسب طبيعته الجديدة هو قديس، ولكن بحسب طبيعته العتيقة هو خاطئ, وهنا نرى الصفتين المختلفتين الموصوف بهما المسيحي مجتمعتين معاً (راجع رومية 7),

(5) القول الواحد لا يمكن أن يكون صادقاً وكاذباً معاً, فإذا قلنا مثلًا إن يوليوس قيصر هزم فرنسا، فلا يمكن أن تكون هذه العبارة صادقة وكاذبة, فإن قال قائل في موقف ما إن هذه العبارة صادقة، وقال في موقف آخر إنها كاذبة يكون هذا تناقضاً منه, يقول الكتاب المقدس: يوجد إله واحد فيظهر أمامنا شيء من التناقض إذا وجدنا في الكتاب ما يفيد أن هذا التصريح صادق وكاذب، ولكننا نقول بكل يقين إن الكتاب المقدس خالٍ على الإطلاق من مثل هذا,

وفي خاتمة تأملنا في تحديد التناقض هذا نرجو القارئ عندما يسمع عن وجود تناقض في الكتاب أن يرجع إلى هذا التحديد ويطبّق عليه كل عبارة، فيرى في الحال أن ما يُقال له تناقض لم يكن له وجود إلا في مخيلة الناقد!

عند فحص المتناقضات المزعومة، من المهم جداً أن نتذكر أنه قد توجد عبارتان مختلفتان الواحدة عن الأخرى دون أن تكونا متناقضتين, في الغالب أن الذين يتَّهمون الكتاب بوجود تناقض فيه هم فريسة لاضطراب الفكر، بمعنى أنهم لم يميّزوا بين الاختلاف والتناقض, فالقول بوجود ملاكين على قبر يسوع في يوم القيامة يختلف عن القول بوجود ملاك واحد, (قابل يوحنا 20: 12 ومرقس 16: 5) وكل عاقل يرى فرقاً في العبارتين، ولكن: هل هما متناقضتان؟ كلا البتة! فإن إحداهما لا تنفي الأخرى، ولكن الواقع أن إحداهما أوسع من الأخرى, ولما كان القانون المشار إليه مطابقاً للعقل ومعمولًا به في الحكم على مؤلفات البشر، حقَّ لنا أن نجعله أساساً لكل ما يُقال له تناقض في الكتاب المقدس,

(6) أحياناً يبدو شيء من التناقض بين عبارتين في الكتاب، والسبب في هذا وقوع خطأ أو عدم تدقيق في الترجمة, ففي حالة كهذه كل من له إلمام باللغة الأصلية يمكنه بكل سهولة حل المشكلة, والخطأ في مثل هذه الأحوال لا يرجع إلى أصل الكتاب بل إلى الترجمة, فاللغتان العبرانية واليونانية المُعطى بهما الكتاب أصلًا لهما اصطلاحات خاصة بهما, وكثيراً ما يتعذَّر ترجمة هذه الاصطلاحات إلى ما يعادلها في اللغات الأخرى, ويمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى عبارتين وردتا في سفر الأعمال بخصوص اهتداء شاول الطرسوسي, ففي أعمال 9: 7 وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين، يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً وفي أعمال 22: 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعدوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني , وعند أول وهلة يبدو في هاتين العبارتين تناقض ملموس, فالعبارة الأولى تفيد أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت، بينما الأخرى تفيد أنهم لم يسمعوه, ولكن من يعرف اللغة اليونانية يحل هذه العقدة بغاية السهولة، لأن العبارة الأولى تفيد مجرد سماع الصوت، أي مجرد وصول الصوت إلى الأذن, بينما العبارة الأخري تفيد أن المقصود بالسمع فهم كلام المتكلم, فأعمال 22 لا ينكر أن المسافرين مع شاول سمعوا الصوت سمعاً، ولكنه يفيد أنهم لم يفهموا معنى الكلام الذي قيل,

(7) لا يخفى أنه لا توجد بين أيدينا نسخ الأسفار المقدسة الأصلية، بل النسخ التي نُسخت فيما بعد, فمن المحتمل وقوع بعض هفوات في الهجاء وغيره أثناء النسخ, ولا يغرب عن ذهننا أن أصل الكتاب هو الموحَى به, وتعتبر النسخ التي نُسخت فيما بعد موحَى بها في كل ما كان فيها مطابقاً للأصل, على أن النسَّاخ الأولين قد تعبوا كثيراً وكانوا ذوي ضمائر صالحة, ولكن كما يوجد تشابه بين الحروف في كل لغة هكذا الحال أيضاً في اللغتين العبرانية واليونانية، مما يجعل النسخ عرضة لكتابة حرف بدلًا من حرف آخر,

هذا أمر مهم جداً فيما يختص بالأرقام، لأن اللغتين العبرانية واليونانية القديمتين لم يكن بهما الأرقام العربية, فكان العبرانيون يستخدمون الحروف الهجائية بدل الأرقام, وبعض هذه الحروف متشابهة الشكل, وكثير مما يُقال له تناقض يرجع سببه إلى عدم دقة غير مقصودة من الناسخ,

فمثلًا حرفا الدال والراء في العبرانية متشابهان كل التشابه, والباحث المخلص يجد أن غلطات كهذه يرجع سببها إلى النَّسْخ، ولا تؤثر البتة على نص الكتاب وتعليمه, ويمكن النظر إليها كما يُنظر إلى ما يقع من الغلطات الكثيرة في وقتنا الحاضر أثناء طبع الكتب المختلفة, ومهما كثر عدد الغلطات المطبعية في أي كتاب فهذا لا يغيّر نصَّه ومدلوله, وعلاوة على هذا لا يلقي أحدٌ مسؤولية خطأ كهذا على مؤلف الكتاب,

إذا لم تُنسَ هذه الحقائق فالمؤمن التقي لا يعتريه اضطراب عندما يرى خطأ في النَّسْخ، ولا يكون في الوقت نفسه أقل حقٍ للناقد أن يتطاول على وحي الكتاب المقدس,

( ومن المهم أن نذكر أنه عند النظر في أي تناقض ظاهري يكفي الإتيان بحل واحد أو توفيق واحد بين العبارات التي يبدو فيها التناقض، وليس من العدل المطالبة بأكثر من هذا, إذا كتب كاتبٌ مثلًا عن شخص ما أنه أصفر اللون، وكتب عنه آخر أنه أسمر، يبدو اختلافٌ بين العبارتين، ولكن يمكننا أن نبين أن العبارتين خاليتان من التناقض، لأن الأول يشير إلى هذا الشخص وهو شيخ، والثاني يشير إليه وهو شاب, حلٌّ كهذا جدير بالقبول، ولا يصحُّ رفضه ما لم يُؤتَ بالدليل على عدم صحته, بمعنى أن التناقض يتلاشى إذا أمكن الإتيان بتوفيق لا يمكن الاعتراض عليه,

قال أحد المفسرين: في حل أي عقدة يجب الاكتفاء بتوفيق واحد يمكن الإتيان به , وإذا أمكن تقديم جملة حلول أو توفيقات فلا مكان لاعتراض أي معترض على الكتاب المقدس, وفي حالة وجود توفيقات كثيرة لا يكون من اللازم الجزم بأفضلية أحدها عن باقيها, على أنه قد يجوز أخذ حل دون سواه,

(9) وعندما نقابل في الكتاب عقدة معقدة نتعب باطلًا في حلّها، لا يجوز لنا مطلقاً في حالة كهذه أن نسلِّم بوجود تناقض حقيقي أمامنا، لأن عجزنا عن حل عقدة لا يفيد أن غيرنا أيضاً يعجز كذلك, لا يخفَى أن إدراكنا محدود ومعرفتنا ناقصة واختبارنا قليل, فما أجهل أن يقول قائل إن ما يحيّره يحيّر غيره! كثيراً مما حيَّر أسلافنا نجده الآن سهلًا, ومن المحتمل أن الأجيال المقبلة لا تجد صعوبة في حلّ ما نراه الآن معقداً وغامضاً,

(10) من الغباوة والتطاول أن ترتفع عقولنا على حكمة الله العظيم, فما نحتاج إليه بصفة خاصة عند تناول ما يُقال له تناقض في الكتاب هو روح الخشوع والوقار، فنحني رؤوسنا إجلالًا عندما يتكلم الملك السرمدي الخالد الغير المنظور الإله الحكيم وحده, فمن اقترب من الكتاب بهذه الروح تتضح له الأمور التي تظهر للناقد الطائش كأنها سفر ذو سبعة ختوم, إن الله يعلن ذاته في كلمته كما في أعماله، ففيهما معاً نرى إلهاً يعلن ذاته ويخفيها، ولا يراه إلا طالبوه بالحق, وفي كلمة الله وأعماله يرى الإنسان ما يؤيد الإيمان، وقد يرى فيهما أيضاً (بسبب قصر نظره) ما يدعو إلى الكفر, فيهما يرى تناقضاً ظاهرياً لا يستطيع حله إلا من يسلّم ذهنه لإرشاد الروح بالوقار, وقبول الإنسان إعلانات الله عن نفسه هو امتحان لقلبه, فعلى الإنسان أن يأكل خبزه بعرق جبينه في حياته الروحية كما في حياته الجسدية أيضاً,

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2023, 11:27 PM   #98
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


اقتباس:
Saif

سلامة الكتب المقدسة

اخي .. Saif وهذا هو تعليقك في الصفحة رقم ( 5 ) تحت عنوان ( سؤال لا بد منه ) :


اقتباس:
وكل النبوات التي تتكلم عن تجسُّده وولادته المعجزية من عذراء،
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

أين ولد الرب يسوع ؟!

ولد في مذود البقر !

سبحان الله .. لماذا ؟

لأنه لا يوجد مكان في المنزل !

يقول لوقا ( 2 : 7 ) :

" ولدت ( مريم المخلوقة ) ابنها البكر وقطمته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزل " .

** ولد ( الرب يسوع ) في مذود البقر ..

*** كيف ينام الرب في مذود البقر ؟!

وبعد ذلك يبصق أحد خلقه والعياذ بالله في وجهه ويستهزأ به ويضربه ويصلبه .. وتنتهي نهايته بموته بين لصين ..

بل لقد وصل بهم الحد إلى لعن المسيح عيسى ابن مريم ( ربكم وحبيبكم ) في كتابكم الذي كتبوه بأيديهم وقالوا إنه من عند الله ..

هذا الإله ملعون .. وإبليس ملعون ..

اقرأ معي رسالة بولس الثانية إلى غلاطية ( 3 : 13 ) يقول :

" إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة، إذ صار لعنة عوضا عنا _ لأنه قد كتب :

" ملعون كل من علق على خشبة "

لذا فإن قول المسلمين بأن المسيح لم يصلب ولم يقتل .. هو قول يرفع اللعن عن المسيح عليه الصلاة والسلام .. إن كنتم تعقلون .


يقول لوقا " ولما ابتدأ يسوع كان لهُ نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف ... " ( 3 : 23 )

لوقا يقول : " على ما كان يظن "


إذ أن قضية عيسى كونه ولد من غير أب كانت معروفة مثل الشمس !! لا بل مشهورة عند اليهود حتى إنهم رموا أمه العذراء بالزنى .. إلى أن جاء القرآن الكريم وبرأهما وشهد لها بالطهر والعفاف .. لا بل إنها أطهر نساء العالمين رغم أنف اليهود .


شك اليهود في المسيح وأمه واتهموهما بالزنا .. وشك النصارى واختلفوا في نسبه .. فمتى المزعوم قال إنه ابن يوسف بن يعقوب .. ولوقا قال إنه ابن يوسف بن هالي .. وبولس يقول انه ابن الله .. وابن داود .. وابن الإنسان .. لا يمكن للمرء أن يعرف حقيقة المسيح .. لم نعرف أحداً له أربعة آباء سوى المسيح ..

مما يثبت أنكم واليهود ليسوا على يقين من أمره لا في ميلاده ولا في إلوهيته ولا حتى في صلبه ..

وكان من الممكن أن يسري هراؤهم هذا في العالم أجمع لولا أن أنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليبين للناس الحقيقة .. فجاء القرآن منزهاً للمسيح وأمه بكل تأكيد .. وشهد ببراءتهما من كل ما حاولوا إلصاقه بهما إذ بشرت الملائكة مريم بأنها أشرف نساء العالمين .

يقول الله في سورة آل عمران :

” وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {45}‏ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {46} قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} ".

واصطفاك على نساء العالمين ..

** إن هذا التكريم والتشريف لم تحظ به مريم حتى في الكتاب المقدس ..

" يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} "

ما هو مصدر هذه التلاوة الجميلة والسامقة التي تحرك مشاعر الإنسان نحو السمو والبكاء ؟


إن الآية رقم ( 44 ) تجيب عن هذا السؤال ...

" ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} "

وعلى الرغم من تمام علمنا وإيماننا الكامل بأن القرآن الكريم هو كلمة الله الحقيقة ..

فإننا مع ذلك سنفترض جدلاً للحظة صدق أعداء محمد صلى الله عليه وسلم فيما زعموا من أنه ألّف القرآن الكريم ..

لقد كان يخاطب قومه من العرب وسواء وافقوه أو لم يوافقوه .. فقد أخبرهم في أسمى الأساليب وبكلمات كادت تحترق في قلوبهم وأفئدة مستمعيه :

أن مريم أم المسيح عليهما السلام الإسرائيلية من ناحية الجنسية اصطفيت على نساء العالمين . فلم تكن التي اصطفيت أمه ( أي أم محمد صلى الله عليه وسلم ) أو زوجته ولا حتى ابنته ولا أي امرأة عربية أخرى .. بل كانت امرأة إسرائيلية !

فهل يمكن لأحد أن يُفسر هذا الأمر ؟

فبالنسبة لكل أحد تأتي أمه وزوجته وابنته قبل نساء العالمين في المنزلة ..

فما الذي يعدو نبي الإسلام أن يُكرم امرأة من المعارضين ؟! وبخاصة من اليهود ؟!


** ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يسأله كل عاقل هو كيف يجعل كل من متى ولوقا في هاتين القائمتين للمسيح أباً بيولوجياً ( يوسف ) ؟!

فهل هما يريدان يشاركا اليهود في تخرصاتهم عن عذرية مريم .. أم أنهما يريدان أن يغطيا الشمس بقطعة نقود يضعانها على أعينهما ؟.

إذ كيف تكتب هذه السلسلة الطويلة من الآباء لإنسان ليس له أب . سبحان الله .


إذاً فالمسيح بريء من هذا النسب الذي تراكمت فيه الأخطاء لا سيما محاولة ربطه بيوسف النجار مما يوحي بغمز في شرف أمه وأنها جاءت به نتيجة اتصال غير شرعي قبل الزواج من خطيبها كما زعم اليهود .

القرآن الكريم يقول عيسى ابن مريم انتهى نسبه إلى أمه فقط .. ..



وللحديث بقية ..

اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2023, 09:08 PM   #99
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

ثم جاءت مدخلة ..


Saif

سلامة الكتب المقدسة من الاختلافات

قال المعترض الغير مؤمن: الكتب المقدسة غير موحى بها من الله، وتوجد فيها الاختلافات الكثيرة، إما بسبب التحريف القصدي، أو بسبب سهو الكاتب ,

وللرد نقول بنعمة الله : الكتب المقدسة منزَّهة عن الاختلاف والتناقض لأنها وحي الله الذي ليس عنده تغيير، فلا يُثبِت الله اليوم شيئاً ثم ينسخه غداً, قال الله: كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر (2تيموثاوس 3: 16), ولا يعقل أن من آمن بالله وباليوم الآخر يفتري على كتبه المقدسة ويصف بعضها بالكذب أو الاختلاف,

(1) على أن من طالع الكتب المقدسة بروح التواضع للاستفادة، وطرح عنه رداء التعسُّف وجدها منزَّهة عن التشويش والاضطراب والاختلاف والتناقض، وتيقن من توافقها وتطابقها, وعندما يرى أن أنبياء الله ظهروا في مدة 1600 سنة وفي بلاد مختلفة وبعيدة عن بعضها، ينذهل من وحدة غايتهم ومن توافق ديانتهم، ولا يسعه سوى الخضوع لكلامهم والاعتقاد بأنه وحي إلهي, فلو كان مصدر الكتب المقدسة من البشر لوجد فيها اختلافاً وتناقضاً، فالفلاسفة الذين درسوا في معهد واحد يناقض الواحد الآخر في مذهبه وتفكيره،

وكذلك المؤرخون والكتّاب ينقض الواحد ما يثبته الآخر، بخلاف كتب الوحي، فمثل العهد القديم والعهد الجديد كمثل الكاروبين (خروج 25: 20) وجهاهما كل واحد إلى الآخر، وأيضاً كان وجهاهما نحو الغطاء, فالأنبياء والرسل استقوا من ينبوع واحد، فلا عجب إذا اتفق الواحد مع الآخر في التعاليم والمبادئ والنبوات, لا ننكر أنهم اختلفوا في الأسلوب وطرق التعبير، إلا أن الأخلاقيات والتعاليم والمبادئ واحدة، فأحد الأنبياء زاد شرحاً عن غيره، ولكن لا يوجد في أقوالهم أدنى تناقض, كلهم أجمعوا على فساد الطبيعة البشرية، وأنه لا يمكن مصالحتنا مع الله إلا بواسطة كفارة المسيح، ولا يمكن العودة إلى حالة الطهارة والقداسة إلا بعمل الروح القدس فينا, فاتحادهم على هذه التعاليم من أقوى الأدلة على أن مصدر كلامهم هو العليم الحكيم, ولكن إذا أتى شخص وشذ عنهم كان كاذباً,

(2) لا يُعقل أن أهل الكتاب يعمدون إلى تحريف كتبهم الإلهية مع تأكدهم بأن هذه الكتب هي مصدر غبطتهم وسعادتهم وراحتهم وامتيازاتهم, بل لو فعلوا ذلك لزجرهم الأنبياء الذين كانوا يظهرون من جيل إلى آخر في مدة 1600 سنة, ولكن لم يفعل نبي ذلك دلالة على حرصهم على المحافظة عليها,

(3) ولكن ماذا نقول في محمد الذي كان يناقض نفسه بنفسه، فكان يأمر بالشيء ثم ينهى عنه, أمر بإظهار الرفق بالناس ثم أمر بقتلهم، وهو الذي جعل قِبْلته أولًا مثل قِبْلة المشركين، ثم جعلها نحو قِبْلة اليهود، ثم غيّرها نحو قِبْلة المشركين, وهو الذي كان يمدح آلهة المشركين ثم يذمها، ويحرّم على نفسه بعض النساء ثم ينكث عهده, ولما وصفه أهل الكتاب والعرب بالتقلّب والتردد في أموره، تخلّص من معارضتهم بأن وضع قانوناً في كتابه بأن الاختلاف والتناقض جائز في الأفعال والأقوال، وسمَّاه النسخ فقال:

ما ننسخ من آية أو نُنْسها نأت بخير منها أو مثلها , (البقرة 2: 106) هذا فضلًا عن المناقضات المذكورة في القرآن والأحاديث، وهي ليست قاصرة على المعاملات، بل تشمل العبادات, وغاية ما أجابوا به على ذلك هو تخفيف وتشديد، وهذا التفسير يستلزم أن الله يأمر بأمرين متباينين وأنه ذو إرادتين ومشيئتين، وأن له شريعتين, وحاشا لله من ذلك! والقرآن ذاته يسلّم بوجود الاختلافات، بل ذلك هو ركن من أركان الإسلام,

(4) ولا يصح الحكم على شيء بالخطأ إلا بعد معرفة الصواب، فهل وجد خطأ في كيفية عمل الله للدنيا في ستة أيام، أو في خلق الإنسان، أو في تواريخ ابراهيم وأخنوخ ونوح ويوسف وموسى وبني إسرائيل وسائر الأنبياء؟ ألم ير أن جميع علماء الدنيا اقتبسوا معلوماتهم عن هذه الأمور من الكتاب المقدس؟ والقرآن ذاته اقتطف طرفاً من هذه التواريخ وقال إنها من وحيه, أو هل رأى في هذه الكتب المقدسة أن نبياً من أنبياء الله مدح الأوثان وتقلّب في الأديان؟

(5) يعتقد جميع المسيحيين أن كتبهم المقدسة هي بإلهام الروح القدس ووحيه, قال الإنجيل: لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بطرس 1: 21), وإذا سردنا ما ورد في الكتاب المقدس من الآيات الباهرة الدالة على أن شريعة الله هي كاملة وأنها بإلهام الروح القدس، وجب أن نكتب مجلدين كبيرين, وعليك أن تنظر في مزمور 119 الذي يشتمل على 176 آية تتحدث عن كمال ناموس الله، وأنه بإلهام الروح القدس, فكل مسيحي يعتقد من صميم فؤاده أن كتابه هو الوحي الإلهي، وإلا لما كان يتعبد بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار,

(6) لا يجسر أحد على أن يحذف شيئاً أو يزيد عليه شيئاً، وقد أنذر الله قائلًا: إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب (رؤيا 22: 18 و19), فمن يقبل هذه الضربات وهو يعرف أنه لا يستفيد أدنى فائدة من عمله هذا؟ على أن الحذف والزيادة مستحيلان لأن أئمة الدين الذين يعدون بعشرات الألوف حافظوا على هذه الكتب، وهم يعرفون أنهم إذا حرّفوا أو بدّلوا سقطوا عن مقامهم وحُرموا من امتيازاتهم,

(7) أما القرآن فهو بخلاف ذلك من وجوه عديدة، منها:

(أ) إن كاتبه كان رجلًا أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما كان يغيّر أقواله ويبدلها,

(ب) إنه كُتب مفرّقاً في 25 سنة، ولابد من ضياع جانب كبير منه,

(ج_) إنه كُتب في عسب وعلى العظام، والله أعلم كم ضاع وكم بقي منه,

(د) إنه لم يكن في عصره رجال مخصوصون لحفظ الكتب الإلهية,

وعلى هذا لما رأى عثمان استفحال الشر، جمع ما جمعه، فزاد وحذف وحرّف وبدّل وغيّر، وأحرق باقي المصاحف, فكان للكثير من الصحابة مصاحف مختلفة، وبصرف النظر عن هذه العيوب فلا يجوز أن نقول إن القرآن هو موحى به من الله لأنه يخالف طريقة الله التي وضعها من الأول,

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2023, 10:16 PM   #100
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتباس:
saif

سلامة الكتب المقدسة

الجزء الثاني :


اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً




نحن المسلمين نؤمن كما أخبرنا القرآن الكريم أن مريم لم تكن مخطوبة وحتى لم تتزوج في حياتها من أي رجل .. . سأكتب لكم قصة مريم فيما بعد ..


أما في اعتقادكم وكما تروي لنا الأناجيل المحرفة إنها كانت مخطوبة ومتزوجة .. تعالوا معي لنقتبس من الكتاب المقدس بعض النصوص ونرى ذلك ..

يقول لوقا :

" مريم كانت مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف .. كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً ؟ " :


أمامنا نصان متناقضان تماماً .. الأول يقول فيه لوقا أو من دسّ هذا النص في إنجيله : إن مريم كانت مخطوبة ليوسف ، بينما الثاني تناقضه مريم وتقول : أنا لست أعرف رجلاً !

فإذا كانت مريم لا تعرف رجلاً معنى ذلك أنها لم تكن مخطوبة ليوسف هذا وإلاّ لما استغربت من البشارة بميلاد عيسى وقالت :

"كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً "


إذ ليس بعد الخطوبة إلا الزواج والحمل والولادة ! فهل لوقا هو الصادق في أن مريم كانت مخطوبة ؟


أم أن مريم هي الصادقة في أنها لم تكن تعرف رجلا ً !؟

ثم كيف يقع لوقا في هذا التناقض ..

ومما يؤكد أن مريم لم تكن تعرف يوسف هذا ولا غيره من الرجال كما قالت هو كونها كانت متعبدة في الهيكل .. ومكرسة نفسها لخدمته منذ نعومة أظفارها . إذ أن أمها قد نذرتها لذلك وهي لم تزل جنيناً في رحمها .. ومنذ أن دخلت الهيكل لم تخرج منه حتى بلغت ..

لذا فإن قولها للملاك :

" كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً "

هو قول صدق وهي صادقة تماماً فيما قالته ..


تصورا معي طفلة صغيرة دخلت ديراً للنساء وترهبنت منذ نعومة أظفارها ولم تخرج منه إلا في سن الخامسة عشر تقول :

" أنا لست أعرف رجلاً "

فهل نصدقها أم لا ؟!


وأنتم أيها النصارى أنفسكم ترددون اسمها وتقولون مريم " العذراء البتول " وهي حقاً كذلك ..

لأن معنى العذراء هي البنت البكر المحتفظة بعذريتها ولم يمسسها رجل .. أما البتول فهي الفتاة المنقطعة عن الرجال ولا أرب لها فيهم .. فكيف يزوجها الكاتبان ليوسف هذا وبعدها يقولان عنها العذراء البتول !؟ لأنها إن تزوجت لم تعد عذراء ولا بتولاً !! حتى لو رموها في أحضان شيخ عجوز على حافة قبره ..

وكما نلاحظ من ناحية أخرى أن سؤال مريم هذا لم يجب عليه لوقا . إذ أن قوله :

" الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود يدعى ابن الله " ( 1 : 34 – 35 )

لا يشكل جواباً على سؤالها ..

ولكن القرآن الكريم إذا سألت نفس السؤال أعطاها الجواب ..

" قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ "

فماذا قال القرآن الكريم ؟!

لقد ردّها الله سبحانه وتعالى إلى القدرة والمشيئة والكلمة التي خلق بها الكون كله .. إذ قال :

" كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} ". ( سورة مريم )

هذا ما جاء في سفر التكوين أن الله خلق الكون وكل شيء فيه بالكلمة ( كن فيكون )


وللحديث بقية ..

اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir