العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-2024, 10:13 PM   #111
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحزء الخامس ..

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل ..
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

ثالثاً : النصوص التي تدل على عدم إيمان أخوته به :

1- يقول يوحنا ( 7 : 1 – 9 ) :

" ... وكان عيد اليهود عيد المظالّ قريباُ . فقال لهُ إخوته انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل . لأنه ليس أحدٌ يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية . ان كنتَ تعمل هذه الأشياء فأَظهر نفسك للعالم. لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحظر بعدُ . وأما وقتكم ففي كلّ حينٍ حاضرٌ . لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنهُ يبغضني أنا لأني اشهد عليهَ ان اعمالهُ شريرة. اصعدوا أنتم إلى هذا العيد . لأن وقتي لم يكمل بعدُ . وقال لهم هذا ومكث في الجليل . "

ففي هذا النص تصريح من يوحنا بعدم إيمان إخوته لقوله :

" لأن إخوتهُ أيضاً لم يكونوا يؤمنون بهِ "

2- في إنجيل مرقس ( 3 : 21 ) : أن المسيح لما صنع معجزات بإذن الله ، اجتمع عليه خلق كثير ..

" ولما سمع أقرباؤهُ خرجوا ليمسكوهُ لأنهم قالوا : أنهُ مختلٌّ. "

فأقرباؤه ههنا هم أنسباؤه من سٍبطه . والذين خرجوا ليمسكوه عن الدعوة من أقربائه ، لا يستبعد أن منهم إخوته الذين لم يؤمنوا به .

رابعاً : النصوص التي تدل على إيمان إخوته به :

يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس :

إن المسيح بعد قيامته من الأموات ظهر لصفا _ وهو بطرس _ ثم للاثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة ..

" وبعد ذلك ظهر ليعقوب " ( 15 : 7 (

ويعقوب هو أخوه .

يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية :

" لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " ( : 1 : 19 )


جعل بولس للرب أخاً ويقصد هنا بالرب " يسوع " ويعقوب أخو يسوع من أمه مريم . كيف يكون هو الرب ..


وهو مولود مخلوق كان في المهد ثم صار صبياً ثم شاباً ؟! مشى ونام وأكل وجاع وأخرج وخاف وبكى وحزن وصلَّى .. وحسب قول الأناجيل لطموه ولكموا وبصقوا في وجه واستهزءوا فيه وجلدوه وصلبوه ودفنوه !!! ما هذا الرب الذي تتحدث عنه الأناجيل ؟!!!!


وللحديث بقية ..

اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2024, 10:02 PM   #112
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الجزء السادس ..

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
خامساً : إبعاد المسيح لمريم عن إخوته لعدم إيمانهم به :


ومكتوب في إنجيل يوحنا : أن المسيح وهو على الصليب .. رأى أمه واقفة مع يوحنا .. فقال لأمه :

" .. يا امرأة هو ذا ابنك . ثم قال للتلميذ : هو ذا أمك . ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته ."

وهذا النص يدل على أن إخوته إلى حين الصلب _ كما تزعمون _ لم يكونوا على وفاق معه .. ولا مع أمه .. وإلا ما كان يسلمها إلى يوحنا لتعيش في كنفه .. وما كانت هي ترضى به ..


قد تكلمت عن نسب المسيح ...

وهنا أحب أن أضيف تعليق بسيط :

نفطة مهمة متصلة بنسب المسيح عليه السلام :

في خطأ شائع موجود في الإنجيل عموما .. ان دائماً نداء يوجه للمسيح يا ( ابن داود ) ..

سنحقق هذه القضية وهي :

النداءات الموجة في الإنجيل أو نسب المسيح إلى داود وسنثبت بطلان أساساً نسب المسيح إلى داود .. وانه لا ينتسب إلى داود وإنما ينتسب لهارون وأنه من سبط اللاويين ولا علاقة له بداود على الإطلاق ..

في الحقيقة إن المعلومات التي سأستقيها هي من مصدري الأساسي وهو الكتاب المقدس وأيضاً من القرآن الكريم فهو جاء في الكتاب المقدس في النصوص ..

في أناجيل متى ولوقا .. ولما دخل المسيح إلى أورشليم دخول الإنتصاري .. الأولاد هللوا وقالوا أُوصًنَّا مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك ابن داود .

المقصود هنا في كلمة ( ابن داود ) إنهم يرجعوا بنسب المسيح إلى سبط يهوذا اللي منه ( داود الملك ) .. لكن في الحقيقة أنا أحب أن أقول : إن مرقس يختلف في هذه المسألة ... فأنا سأخرج النص من إنجيل مرقس ( 12 : 35 – 37 )

" ثم أجاب يسوع وقال وهو يعلْم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود . لأن داود نفسهُ قال بالروح القدس قال الربُّ لربّي اجلس عن يميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك . فداود نفسهُ يدعوهُ ربّاً . فمن أين هو ابنهُ . وكان الجمع الكثير يسمعهُ بسرور. "

في مرقس هنا ينفي ان المسيح ( ابن داود ) لما أجي أنا أحقق هذا الأمر في القرآن الكريم

" يَا أُخْتَ هَارُونَ "


وهنا لما يقول يا أخت هارون معناه أنه هو بينسبها إلى سيدنا هارون أخو موسى عليهم أفضل الصلاة والسلام .. وموسى وهارون من سبط لاوي .. ومريم العذراء كانت مريم البتول التي عاشت في قدس الأقداس مع زكريا .. وهي أيضاً من سبط لاوي .. فالمسيح نسب إلى أمه .. لأنه من سبط لاوي ولم يكن على الإطلاق من سبط داود اللي منه يوسف خطيب مريم .

الفكرة في سبط داود .. لماذا ؟

انهم يريدون يلبسوا المسيح ثوب داود الملك على اعتبار أن هذا جاء ملك يخلص لبني إسرائيل ... لأنه هو سيعيد مملكة إسرائيل التي هي مملكة داود .. ففي هنا نص واضح جداً ان مرقس ينفي ان مريم تنتسب إلى سبط داود ولكنها تنسب إلى سبط لاوي وسبط لاوي هو سبط مخصص للهيكل ..

وخلاصة الكلام ان المسيح نادى بغير ما كان يتصور بني إسرائيل .. نادى بملكوت الله .. هم كانوا ينتظرون مسيحاً ملكاً مخلصاً يخلصهم ويحررهم من نيل الرومانيين .



من هنا نعلم :

ان غير معقول اطلاقاً ان نحن ننسب المسيح إلى واحد لا علاقة له به على الإطلاق وهو يوسف النجار .. فيوسف النجار عبارة عن خطيب لأمه .. كونا ننسب المسح أو ندخل المسيح كما رأيتم في سلسلة نسب يوسف فهذا لا يقره لا عقل ولا خُلق مع المسيح عليه أفضل الصلاة السلام .

إنما يُنسب إلى أمه ثم إلى نسبها الذي ينتهي كما رأيتم إلى سبط اللاويين وليس إلى سبط يهوذا كما ينادي دائماً ( يا ابن داود ) . لانه ليس لابن داود وإنما هو من سبط اللاويين .


وللحديث بقية ...

اخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-27-2024, 10:40 PM   #113
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي


Saif

توضيحات لا بد منها بشأن ام يسوع و إخوته

أ?- يذكر أنجيل متى و مرقس ولوقا مجيء مريم و أولادها يطلبون يسوع و هو يعلم فيقول متى " و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال لهُ واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هي أمي ومن هم إخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" متى 12 : 47 – 50 . و يقول مرقس "فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وارسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك وإخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي وإخوتي. ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها امي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وامي." مرقس 3: 31- 35 .

ويقول لوقا "وجاء إليه أمه و إخوته. و لم يقدروا أن يصلوا إليه لسبب الجمع. فأخبروه قائلين أمك وإخوتك واقفون خارجاً يريدون أن يروك. فأجاب وقال لهم أمي و إخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" لوقا 8 : 19 – 21 .

أتساءل هنا هل قال هذا لأن إخوته لم يفهموا رسالته حتى الأن؟وماذا عن مريم؟ لماذا تُفصل عن الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها؟ لا نعلم ولكن نعلم أن إخوته لم يؤمنوا به كما سنرى. فهل إستطاعوا التأثير على رأي أمهم و خاصة أن رجال الدين كانوا قد رفضوا رسالته؟

ب?- و يذكر متى ومرقس انه عندما مر يسوع يكرز في بلدته كانت ردة الفعل كما يلي: "أليس هذا ابن النجار. اليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا. أوليست اخواته جميعهن عندنا. فمن اين لهذا هذه كلها." متى 13: 55 و 56 . وفي مرقس "أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. أو ليست أخواته ههنا عندنا" مرقس 6 : 3 .

من الواضح من هذه النصوص أنه كان ليسوع إخوة و أخوات. والمشكلة مع هذه النصوص أنها لا توافق تعليم البعض عن إستمرارية عذراوية مريم. فعلل البعض التناقض بين تعليمهم و الإنجيل بقولهم أن الإخوة هنا قد يكونوا أقرباء ليسوع (كأولاد عم مثلاً), أو قد يكونوا حتى التلاميذ لمشابهة بعض أسمائهم. ولكن هذا التعليل لا يتماشى مع النص الذي يفصل بين التلاميذ في الداخل و الإخوة في الخارج و لا ننسى انه لم يكن بين التلاميذ أحد بإسم يوسي. كما أنه لو كانوا اقربائه لذكر النص ذلك كما فعل عندما تكلم عن اليصابات. وإن جمعنا ما قاله نص الإنجيل بإستعماله ظرف الزمان حتى كما ذكرنا و ذكر اسماء الإخوة يجعل المرء يتساءل عن الهدف من ضرورة اللإصرار على عذراوية مريم المباركة.

وقد رأى اخرون ممن أصروا على الإيمان بعذراوية مريم ان هذا التعليل لا يتماشى مع الإنجيل فعللوا النص بالقول أن هؤلاء الأولاد كانوا من زوجة يوسف الأولى. لكن عندما ينظر المرء إلى نص الإنجيل يجد ان لا ذكر لذلك بل إن تمعن فيما يذكره الإنجيل, فسيجد أن لا ذكر لهم عند الإكتتاب او عند ولادة يسوع او في قصة إضاعة يسوع في أورشليم عندما كان يسوع في الثانية عشرة. لو كان الإخوة اكبر من يسوع لكان وجب ذكرهم في كل هذه الأماكن. و بما ان النص لا يذكرهم إلا بعد قصة اورشليم فيمكن للقارئ ان يستنتج إما أن إخوة يسوع ولدوا بعد تلك الحادثة, او انهم كانوا دون العمر المناسب عندها فلم يستطيعوا الذهاب إلى أورشليم لتقضية الفرائض الدينية لعيد الفصح اليهودي.

ويذكر لنا إنجيل يوحنا حديث جرى بين يسوع و أخوته عندما كان يسوع قد إبتدأ تعليمه العلني اي عندما كان قد اصبح عمره حوالي الثلاثين و قد نضج إخوته وفيه نرى أنهم ذهبوا لقضاء فرائض العيد ويذكر يوحنا عنهم "فإن إخوته لم يكونوا مؤمنين به" يوحنا 7 : 5 . ولكنهم لم يبقوا على عدم إيمانهم كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل "وكانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد, ومعهم بعض النساء, و مريم أم يسوع, و إخوته" 1: 14 . وهنا شيء آخر عن مريم المباركة يجب الإقتداء به, ألا وهو المواظبة على الصلاة. ويجب لفت النظرأن تاريخ الكنيسة يشير إلى أن كاتب رسالة يعقوب هو أخو الرب يسوع وكاتب رسالة يهوذا هو أخوه الثاني. وقد وجد علماء الآثار مؤخراً قبراً يعود إلى القرن الأول الميلادي ومكتوب عليه "قبر يعقوب إبن يوسف أخو يسوع".

أود أن أذكر هنا حادثة لفتة إنتباهي مع إنها لا تذكر إسم مريم ولكن ترمز إليها. في إنجيل لوقا مكتوب "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" أي بمعنى آخر كانت تقول طوبى لمريم و لكن المسيح لم يمدحها على ما قالته بل سرعان ما أعاد توجيه نظرها بقوله "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ." لوقا 11 : 27 و 28
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2024, 10:47 PM   #114
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

الجزء السابع :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً


والآن نذهب وكما قلت يا اخ Saif في الفصل الأول .. تحت عنوان " عصمة الوحي " في السطر رقم 16

اقتباس:
saif
- يقول الكتاب المقدس إن المسيح وحده هو القدوس المنزَّه عن النقص والعيب، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عِلَّة،
اقتباس:
أعداءه بالنسبة لكم نحن المسلمين .. هذه هي الكلمة الوحيدة التي صدقت فيها .... فعلا انه رسول الله وحبيبنا وأخو نبينا ولا نرى فيه إلا ما نرى في رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام
والأن يا اخي العزيز لنرى قصة العذراء مريم عند أعدائكم ...


يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران :


" إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {35} "


أي إن امرأة عمران حينما حملت .. وقبل أن تلد .. أو كانت تعرف أنها ستلد ذكراُ أو أنثى .. نذرت ما في بطنها لله سبحانه وتعالى ولعبادته .. وكان هذا النذر لمحة إيمانية من امرأة مؤمنة أرادت أن تهب الله ذريتها تقربً منه.


" فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {36} "


فوجئت امرأة عمران عندما وضعت .. أنها لم تضع ولداً ولكنها وضعت أنثى .. وفي هذه الحالة انتابتها الحيرة . فقد كانت تريد ولداً يدعو إلى منهج الله وينشأ في عبادته .. ولكنها وضعت بدلا من ذلك أنثى ..فاتجهت إلى الله سبحانه وتعالى :


" رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى .. 35 "


أي أن الذكر أو الولد له قدرات على المشاق من الحياة ..وعلى الدعوة لدين الله لا تملكها الأنثى ..


ورد الله سبحانه وتعالى ليذكّرها بطلاقة القدرة ..


فقال يا امرأة عمران انني أعلم بما وضعت ، وأنا الذي أخلق ما في الأرحام ولست اخلقه فقط بل أعلم كل شيء عنه من يوم مولده إلى يوم وفاته .. كم عمره .. وكم رزقه .. هل هو شقي أم سعيد .. مرزوق أن مقتر عليه في الرزق .. ماذا يحدث له من أحداث ويصيبه من أمراض .. في كل رحلة حياته .. واعلم كل صغيرة وكبيرة عما يواجهه في الحياة .. وليس هذا فقط بل انني أخلق صورته وأعلم هذه الصورة قبل أن يعرفها أحد من العالمين ..


ومن هنا فإن علمي بما جاء في الأرحام يتجاوز علم الدنيا كلها .. والله سبحانه وتعالى لو شاء أن تضع امرأة عمران ولداً لأعطاها ولداً ولكن الطلاقة الكبرى بدأت منذ اللحظة الأولى لخلق مريم في رحم أمها فجعلها الله أنثى وحينئذ اتجهت أمها إلى السماء وقالت يا ربي :

" وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {36} "

.. أي يا ربي لا تجعل للشيطان كيداً ولا سيطرة على مريم وعلى ذريتها ..




وللحديث بقية ...


اخوك / الاثرم

التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 07-08-2024 الساعة 10:56 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-21-2024, 10:42 PM   #115
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثامن :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
وهنا يأتي سؤال هام .. من أين عرفت امرأة عمران أن مريم ستكون لها ذرية _ هل أنبأها الله وتعالى بما هو قادم .. أم دعاء كل أم لابنتها حسب ما هو متبع .. ولا أحد يعلم إذا كان الله قد أنبأ أمها بما أعده لمريم .. فلم يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه أنبأها .. ولكنه في الغالب دعاء كل أم .


هنا بدأت الخطوة الأولى لالتقاء مريم مع طلاقة القدرة .. فتقبلها الله سبحانه وتعالى كنذر نُذر لله قبولا حسناً _ وهذا القبول غير الاصطفاء الذي سنتحدث عنه فيما هو قادم .. ولكنها الخطوة الأولى على الطريق إلى المعجزة الكبرى لطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. وما يعده لبني اسرائيل من نبي يفيقهم بطلاقة القدرة عن عبادة الأسباب والماديات وأنبتها نباتً حسناً . وذهبت مريم إلى مكان تنقطع فيه إلى العبادة .. وتنافس الأحبار ورجال الدين أيهم يكفلها ..فقد كانت من طيب المنبت والخشوع إلى الله سبحانه وتعالى بحيث رغب كل منهم في أن يكون له شرف كفالتها .. والقوا أقلامهم .. وقسم الله سبحانه وتعالى أن يكفلها زكريا .. ودخلت مريم وانقطعت لعبادة الله .


كان زكريا يدخل على مريم المحراب ليحضر لها طعامها وشرابها ويطمئن عليها بينما انقطعت هي إلى عبادة الله سبحانه وتعالى .. ولكن زكريا فوجئ بشيء غريب .. ذلك أنه كلما دخل على مريم وجد عندها رزقاً .. وأي رزق ذلك الذي وجده .. رزق عجيب .. فاكهة الصيف في الشتاء .. وفاكهة الشتاء في الصيف .. ورزق لا ينفذ مهما أكلت منه مريم .. ولا يتلف أو يتعفن .


كان هذا شيئاً عجيباً أثار انتباه زكريا .. وكان هذا أول اصطفاء لمريم بأن اختصها ربها بطلاقة القدرة .. فأراها أنه يعطي ما يشاء لمن يشاء دون أسباب .. حتى إذا وقعت المعجزة .. ووضعت مريم عليها السلام عيسى .. بدون الأسباب البشرية .. لم تهتز اهتزازاً يذهب نفسها .. ولم تشك في أن ما حدث ربما كان فيه خدعة .. بل انها رأت بعينها في الاصطفاء الأول بطلاقة القدرة .. ما يبرر ويسهل عليها فهم الاصطفاء الثاني على نساء العالمين .. بأن تضع بدون رجل .. ودون أن يمسها انسان .. ولذلك كانت طلاقة القدرة في رزق مريم عن غير طريق الاسباب بداية تمهيدية من الله سبحانه وتعالى ..


ولكن زكريا النبي الحريص على مريم دخل الشك إلى قلبه .. ورغم علمه بأن مريم متفرغة تماماً للعبادة ، وأنها لا تغادر غرفتها وتقضي الليل والنهار في الركوع والسجود لله سبحانه وتعالى .. إلا أنه ببشريته أراد أن يتأكد فسألها :

" ... أَنَّى لَكِ هَـذَا ...{37} آل عمران

أي من أين ذلك يا مريم .

والله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا هنا لفتة كريمة فيها صلاح الكون كله .. فلو أن كل رب لأسرة .. أو راع لمجموعة من الناس . عندما وجد مظهراً من النعم لا يتناسب مع القدرات البشرية .. فقال من أي لك هذا ؟ لصلح الكون كله .. ولأصبح كل انسان رقيباً حقيقياً على أسرته ..

ولكن الذي يحدث أن الأب أو المسئول عن الأسرة .. يجد من بناته وأولاده ما لا يتناسب مع قدراته المادية .. كفستان مرتفع الثمن ، أو مال كثير .. أو أي شيْ غال لا يستطيعون شراءه .. لو أنه وقف وقال من أين لكم هذا .. لعرف كل واحد منهم أنه إذا انحرف ، فأنه سيحاسب .. ولعلم قبل أن يمد يده إلى الحرام .. أن الحرام سيكشفه .. ويجعله موضع مساءلة .. ولكنه حين يغمض الأب عينيه ويرى مع بناته وأولاده ما لا يتناسب مع دخولهم فلا يسألهم من أين لكم هذا .. يشيع الفساد في الكون ..

وتلك الآية ترينا مدى حرص زكريا على مريم وسلوكها .. مع أنها عابدة متعبدة .. منقطعة لعبادة الله سبحانه وتعالى .. إلا أن ذلك لم يعفها من المساءلة من زكريا .. ولم يقل زكريا لنفسه أن مريم امرأة عابدة متعبدة لا يمكن أن يأتيها هذا إلا من طريق سليم .. ولكنه وضع المساءلة أولا .. ليكون متأكداً مائة في المائة من مصدر هذا الرزق .. حينئذ قالت مريم :


" قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {37} " آل عمران .


وكان الرد مفاجأة لزكريا .. فقد التقى وجها لوجه مع طلاقة قدرة الله التي تهب ما تشاء لمن تشاء دون اللجوء إلى الأسباب .. وإنما تقول للشيء كن فيكون .. وهنا ثارت في نفس زكريا قضية قديمة .. فهو ليس له ذرية وامرأته عاقر .. وهو كنبي يخاف على أتباعه بعد موته أن يتفرقوا أو يضلوا .. ويريد لهم قدوة سلوكية تحفظهم من بعده .


وثارت في نفس زكريا مسألة طلاقة القدرة .. فما دام الله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب فلماذا لا يدعوه ليرزقه بولد .. وما دامت الأسباب لا تقيد قدرة الله سبحانه وتعالى .. فإنه قادر على أن يهب زكريا ما يريد .





وللحديث بقية ...


اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2024, 11:23 PM   #116
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الجز ء التاسع :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

إعجاز الخالق


وهنالك .. وفي محراب مريم :

" هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء {38}

رفع زكريا يده إلى السماء .. وهو في محراب مريم .. وقال يا ربي لقد تجلت طلاقة قدرتك في هذا المكان فرزقت مريم فاكهة وطعاماً ليسا موجودين في الدنيا .. فبحق طلاقة القدرة هذه .. هب لي ذرية طيبة واسمع دعائي .. ولم تمض إلا لحظات وزكريا قائم يصلي في المحراب عند مريم حتى نزلت الملائكة وقالت له :

" أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39} "

.. نزلت الملائكة على زكريا تبشره بالغلام .. ليس بهذا فقط .. بل تقول له ما هو مستقبله .. وإلى ماذا سيصير .. فلم تكتف الملائكة بإبلاغ زكريا بأن الله سيهب له غلاماً .. بل أنه سيكون سيداً ونبياً من الصالحين .. وهكذا كان الإبلاغ فيه إعجاز .. إعجاز بعلم الخالق قبل أن يخلق .. وقبل أن تحمل زوجة زكريا .. فقال له أن زوجتك ستحمل .. وستأتي بولد .. ولن أخبرك بهذا فقط .. بل إن هذا الغلام سيشب ويكبر .. ويكون سيداً في قومه .. ونبياً من الصالحين .. وهكذا نرى مدى التفسير الصحيح لقول الله سبحانه وتعالى :

" ويعلم ما في الأرحام "


وهو لم ينبئ زكريا بأن امرأته ستلد ولداً .. وهي قد حملت به .. أو قد مضى عليها في الحمل عدة شهور .. بل قال له وأنبأه بذلك قبل أن تحمل .. وقبل أن يحدث أي اتصال بين زكريا وزوجته . وأنبأه بالمستقبل الذي ينتظر هذا الطفل بعد سنوات طويلة .


هنا اهتز زكريا .. اهتز من اللقاء بطلاقة القدرة .
واعتقد أنه قد فهم خطأ .. فأراد أن يتأكد .. فرفع يده إلى السماء مرة أخرى .. وقال :

" قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ {40}.



رفع زكريا يده إلى السماء وقال يا ربي لقد التبس علي الأمر فأنا أريد أن أتأكد أنني لم أسيء الفهم .. أنا يا ربي رجل عجوز .. وامرأتي عاقر لا تلد .. الأسباب هنا ممتنعة من الناحيتين .. ناحية زكريا الذي بلغ من الكبر عتيا .. ولم يعد بالأسباب صالحاً لإنجاب الولد .. وحتى هب أن زكريا صالح لذلك فامرأته عاقر .. لم تلد طوال حياتها .. ولم تلد في شبابها .. فهل يا ربي إذا كانت زوجتي عاقراً لم تحمل طوال حياتها .. أتأتي الآن وهي عجوز لتحمل .. وآتي الآن أنا وأنا شيخ كبير لأفعل ما عجزت عن افعله في شبابي .. هنا اهتز زكريا بالأسباب .. وكان لقاؤه مع طلاقة القدرة .. وكان أول لقاء له .. لقاء قويا هزه من أعماقه فاعتقد أنه قد فهم خطأ قول الملائكة أو أن هناك لبسا ما .. حينئذ يقول له الله سبحانه وتعالى :


قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً {9} ." سورة مريم


وفي سورة آل عمرا ن .

كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {40}


هنا يُذكّر الله سبحانه وتعالى زكريا بحقيقتين هامتين حول طلاقة القدرة فيقول له أن الله يفعل ما يشاء ، أي ليس هناك قيود على إرادة الله سبحانه وتعالى .. وإذا كانت هناك الأسباب في الدنيا فالله هو الذي خلق الأسباب .. ولا يمكن أن يكون المخلوق قيداً على الخالق ..

إن الله سبحانه وتعالى خالق الأسباب لا تقيده هذه الأسباب وتحد من قدرته .. بل إنه يفعل ما يشاء دون أن تكون هناك في الكون كله قدرة مانعة لهذا الفعل .. أو موقفة له .. ولو كانت هي الأسباب التي خلقها الله سبحانه وتعال لنظام الحياة في الكون ..

ثم يلفت الله سبحانه وتعالى زكريا إلى الحقيقة الثانية .. فيقول له إنك تتعجب مما أبلغتك الملائكة وأخبرتك به .. ولكنك يجب إلا تتعجب لأن الذي تحسبه صعباً ومستحيلاً هو هين .. انه أمر بسيط جداً بالنسبة لي ..


أنا الذي خلقت هذا الكون كله بما فيه ومن فيه .. هل يستعصي علي أن أخلق لك غلاماً ذلك أمر هين وبسيط أمام قدرة الله سبحانه وتعالى ..



وإذا كنت تتعجب من ذلك فانظر إلى نفسك حتى يزول العجب فقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا .. أوجدتك من العدم .. فلماذا تتعجب أن أخلق لك ابناً .. إذا كنت أنا قد أتيت بك من العدم .. وخلقتك ووهبت لك الحياة .. فمن السهل علي أن أهب لك الولد .


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2024, 10:21 PM   #117
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء العاشر :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

وكانت هذه إفاقة لزكريا وهو واقف في محراب مريم.. وأول ما رآه من طلاقة قدرة الله التي جعلته بعد ذلك لا يشك في مريم أبداً إذا وجد عندها أشياء عجيبة .. بل يعلم أن طلاقة القدرة تستطيع أن تعطي بلا أسباب .. بدليل أنها أعطت زكريا الولد بلا أسباب ..

وكان هذا من الله سبحانه وتعالى تطيراً لمريم من أي شك يمكن أن يقع في أي نفس بشرية .. ذلك أن المعجزة التي تمت مع زكريا وفي المحراب عند مريم .. جعلته يعرف يقيناً أن الله يرزق من يشاء بغير حساب .. ولا يتساءل هو أو غيره عما يكون عند مريم من رزق يهبه الله لها .



ويمضي القرآن الكريم ليروي قصة مريم :


" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} "

هنا نزلت الملائكة إلى مريم لتنبئها أن الله قد اصطفاها وطهرها ثم اصطفاها على نساء العالمين .. الاصطفاء الأول هو بالعيش مع طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. والله تقبل مريم عن د ولادتها كنذر لله .. ثم اصطفاها بأن جعلها دون خلقه تعيش دائما مع طلاقة القدرة استعداداً لما سيحدث من ولادة المسيح عليه السلام ثم طهرها بعد ذلك بأن منع عنها الشياطين وجعلها تتطهر بالعبادة الدائمة له والركوع والسجود لله سبحانه وتعالى ..


ثم حدث الاصطفاء الثاني .. وهو اختيارها دون نساء العالمين كلهن .. أن تضع مولوداً دون أن يمسها رجل .. وكان الاصطفاء الثاني هو اصطفاء لمريم بالذات .. ولذلك نلاحظ في القرآن الكريم أنه حين تأتي أنباء المعجزات والقصص الإيمانية لا يذكر الله سبحانه وتعالى الاسم كاملاً ..

لماذا ؟ ..

لأن هذه لمحات إيمانية مقصود أن يقتدي بها الناس ... ولو أنهم ذكروا بأسمائهم كاملة . لكانت هذه المعجزات خاصة بهم لا تتكرر لغيرهم ..

إلا مريم .. فكلما ذكرت في القرآن .. قال الله سبحانه وتعالى مريم ابنة عمران ... لأن معجزة الميلاد من أنثى بلا ذكر لن تتكرر بالنسبة لنساء العالمين كلهن إلى يوم القيامة .. فهذا اصطفاء لمريم أو اختيار لها لهذه المعجزة دون نساء العالمين



ويلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى لم يستخدم لفظ نساء الأرض .. ولكنه استخدم لفظ نساء العالمين .. أي نساء الإنس والجن وكل مخلوقات الله .. لن توجد أنثى يتكرر لها ما حدث لمريم ممن اصطفاء الله سبحانه وتعالى به وهي معجزة الميلاد من انثى بدون ذكر


تم الاصطفاء الأول .. ثم بعد ذلك قضت مريم سنوات في العبادة حتى تطهرت .. والتقت بطلاقة القدرة وألفتها فأصبح الله يرزقها بغير حساب ويطهرها ويحفظها من شياطين الإنس والجن .. ثم جاء الاختيار الثاني ونزلت الملائكة على مريم لتقول لها :


" إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. {45} ".


كانت هذه أول بشارة لمريم ومحاولة لإعدادها لما سيتم من ولادة عيسى بن مريم عليه السلام ..




وللحديث بقية ...


اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2024, 09:25 PM   #118
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الحادي عشر :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً


أخذت مريم بهذه البشارة .. فرغم التقائها مع طلاقة القدرة .. وتعودها عليها في الرزق من الله بغير حساب .. ورغم أنها قضت فترة طويلة تتعبد وتتطهر .. وحفظها لله من كل الشياطين .. فان نفسها اهتزت من وقع الخبر .. واتجهت إلى السماء وقالت :


" رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ .. {47}


اتجهت هي الأخرى كما اتجه زكريا إلى الأسباب .. ومع عيشها في ظل طلاقة القدرة في المحراب فإنها لم تستطع أن تستوعب تماماً طلاقة القدرة في الخلق .. فقالت يا ربي كيف ألد ولم يمسسني بشر .. لم يقربين رجل .. فكيف أضع غلاماً .. وهنا جاء رد الله سبحانه وتعالى :



" قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47}."

لم يقل الله سبحانه وتعالى لها كيف سيتم ذلك .. ذلك أن الخلق مما احتفظ الله به لنفسه .. ولم يطلع عليه أحداً من خلقه .. حتى أن إبراهيم عليه السلام حينما سأل الله :

" رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى .. {260}." ( سورة البقرة )

لم يقل الله سبحانه وتعالى كيف يحي الموتى .. ولم يطلعه على سر الحياة والموت وإنما أدخله في تجربة رأى فيها إحياء الموتى بقدرة الله.. فجاء بالطير وقطعه ثم وضع كل جزء على جبل ثم دعاهم فجاءوا إليه أحياء ..كانت هذه تجربة عملية على إحياء الموتى .. ولكنها لم تكن إخباراً من الله سبحانه وتعالى لإبراهيم عن سر الحياة والموت .

كذلك مريم .. حين سألت الله سبحانه وتعالى .. كيف سيكون لي ولد ولم يمسسني بشر لم يعطها سر الخلق .. ولكنه قال لها :

" كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ .. {47}."

أي لم تتعجبين إن الله قادر على أن يخلق ما يشاء .. وقد أراك طلاقة القدرة في الرزق .. وسيريك طلاقة القدرة في الاصطفاء .. لم تتعجبين يا مريم ..


ألم يخلق الله سبحانه وتعالى آدم بدون ذكر أو أنثى ..

ألم يخلق حواء من ذكر بدون أنثى ..

فالله سبحانه وتعالى ليس لقدرته حدود ..

إنه قادر أن يخلق بدون ذكر أو أنثى كخلق آدم ..

وقادر أن يخلق بدون أنثى كخلق حواء ..

وقادر أن يخلق من أنثى بدون ذكر كعيسى بن مبريم ..

وقادر أن يخلق من ذكر أو أنثى وهو خلق الأسباب ..


إذن فلا عجب هنا لأن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء وإذا أراد أمراً فأنه لا يلجأ إلى الأسباب .. وإنما بطلاقة قدرته يقول له كن فيكون ..

إذن فلا تتعجبين مما بشرتك به الملائكة .. لأن الله قادر على أن يخلق عيسى دون أن يمسك بشر.



وللحديث بقية ..


اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-14-2024, 10:06 PM   #119
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 376
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثاني عشر :

اقتباس:
لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً



وجاء الملك المكلف بالمهمة إلى مريم .. فظهر لها على هيئة بشر .. وقد يقول بعض الناس ما دامت الملائكة قد بشّرت مريم بالغلام .. وما دام الله سبحانه وتعالى قد لفتها إلى طلاقة القدرة في أنه يقول للشيء كن فيكون .. فلماذا جاء الملك إلى مريم وتمثل لها في صورة إنسان ..

نقول أن في ذلك حكمة كبرى أن الملك لم يأت إلى مريم ولم يتمثل لها في صورة إنسان .. ويقول لها أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا .. ثم يختفي فجأة دون أن يمسها لو لم يحدث ذلك لريما دخل الشك إلى قلب مريم .. واعتقدت أن بشراً قد مسها بأن خدرها أو وهي نائمة .. وعلى العموم لم يكن الأمر يدخل يقيناً إلى نفسها ..

ولكن كون الملك جاء .. وكونه تمثل لها بشراً سنوياً .. وكونه قال لها إني رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا .. وكونه اختفى دون أن يمسها .. أدخل اليقين في قلب مريم في أن ما حدث لها .. هو من طلاقة قدرة الله وليس لبشر دخل فيه .. ولذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يُثبّت فؤادها مرة أخرى بعد أن اهتزت نفسها .. من تبشير الملائكة لها .. وتعجبت أن تلد بدون أن يمسها ذكر ..


وهنا .. ومع هذا التثبيت من الله سبحانه وتعالى لمريم .. لأنها تجربة سيكذبها فيها اليهود .. ولو لم تكن على يقين مما حدث ... وأنه من طلاقة قدرة الله فإن نفسها قد تهتز وتضعف .. ذلك لأنه أمر غير مألوف في تاريخ البشر كلهم .. وأنه يصطدم بأسباب العقل . وأنه لا يتمشى مع المنطق البشري ..


ومن هنا كان لا بد من تثبيت مريم تثبيت اليقين .. حتى لا تهتز نفسها أبداً لما سيقابلها أهلها وعشيرتها من إنكار وعدم تصديق لما حدث .. وكان لا بد أن تكون مريم على يقين كامل من أن مشيئة الله سبحانه وتعالى هي التي أعطتها عيسى عليه السلام .. ومن هنا كان التثبيت بالتعرف على طلاقة القدرة .. في أمور مادية محسة كالرزق ..

ثم التطهير بالعبادة حتى تشف النفس البشرية .. وتستطيع أن ترى ما لا يراه غيرها .. ثم بالاخبار من الملائكة .. ثم بعد ذلك باليقين من الروح أو الملك الذي أرسله الله له على صورة انسان .. والذي اختفى من أمامها دون أن يمسها .. ومع ذلك قالت مريم :


" أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20}". ( سورة مريم )

فرد الله :

" هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21}." ( سورة مريم )

هنا حسم الله سبحانه وتعالى المسألة مع مريم تماماً في رده عليها هذه المرة فقال إن ذلك على هين وبسيط أن أهبك غلاماً بدون بشر .. وسيكون هذا الغلام آية للناس ، أي معجزة من الله سبحانه وتعالى لخلقه يفيقهم من الماديات التي عبدوها من دون الله .. ورحمة منا .. أي أنه سيكون رحمة لمن يتبعه ..

يقودهم إلى الطريق .. ويرشدهم إلى المنهج .. ويكون قدوة لهم .. وينقذهم من ضلال بني إسرائيل وماديتهم ...

" وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} " سورة مريم.


هنا الحسم .. أي أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يقول لمريم أن هذا الأمر قد قضى وانتهى .. ولم يعد لك خيار فيه .. وأنه بعد هذا الاعداد كله فلا بد أن يدخل اليقين قلبك على أن الله سبحانه وتعالى يقول للشيء كن فيكون فيما يريد أن يفعله .. ولقد قضى الأمر وانتهى .. ولم يعد موضع أخذ ورد ..

وحملت مريم بطلاقة القدر .. وذهبت إلى مكان بعيد عن الناس .. فقد كانت تخشى أن تواجههم .. فهي تعلم يقينا أن هذا آية من آيات الله .. ولكن ماذا ستقول لهم .. وكيف تشرح لهم طلاقة القدرة .. وهم لا يعرفون عنها شيئاً .. إن بني إسرائيل أناس ماديون والمادة تبعد الشفافية عن الجسم وتجعله معتما .. لا يرى إلا ما هو مادي صرف .. معزول تماماً عن الغيبيات فكيف ستأتي إلى هؤلاء القوم .. لتقول لهم كلاماً عن طلاقة قدرة الله .. وكيف سيصدقونه وهم على غير علم.


وكان هذا يخيف مريم ....


وللحديث بقية ...


اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir