العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو الاجتماعية ◑ღ > منتدى الأسره و المجتمع
 
 
إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-30-2023, 05:56 AM   #1
سواها قلبي
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 7,155
افتراضي أبٌ يخفي جهاز تنصت في حقيبة ابنته المدرسية لمعرفة ما يحدث معها والنتيجة صادمة

أبٌ يخفي جهاز تنصت في حقيبة ابنته المدرسية لمعرفة ما يحدث معها والنتيجة صادمة


يبذل الآباء كل ما في وسعهم لحماية أطفالهم من أي خطر ممكن وغير ممكن. وهذا ما فعله توماس فاليريو عندما لاحظ أن ابنته كانت تعود باكية من المدرسة، وتكرر ذلك معها عدة مرات. كان يعتقد أنها تحب الذهاب إلى المدرسة، ولكنها يوما بعد يوم صارت تخشى حتى مغادرة المنزل، وعندما سألها عن السبب، لم تستطع أن تحكي له كل التفاصيل فتركته في حيرة من أمره. شعر الأب بالعجز والغضب، وعلم أنه يجب أن يعرف حقيقة ما يحدث مع ابنته في المدرسة بالبرهان والدليل، لكن الحصول على هذا لن يكون سهلا بالطريقة العادية.


خطوة نحو بداية جديدة

يعرف العديد من الآباء أن اليوم الأول لأطفالهم في المدرسة يكون مليئا بالإثارة والتخوف. يتمنى الوالدان أن يتأقلم الطفل بسرعة وسلاسة في هذه البيئة الأكاديمية الجديدة، بينما يقلق الأطفال غالبا بسبب البعد عن البيت وصعوبة تكوين صداقات موثوقة. إنها بداية جديدة يمكن أن تؤدي إلى مستقبل رائع، ولكنها من ناحية أخرى، يمكن أن تفضي إلى عواقب وخيمة، في بعض الحالات، تضر بالآباء والأبناء على حد سواء.


كان توماس فاليريو وزوجته واثقين من قدرة ابنتهما الصغيرة على التعلم بسهولة بفضل مهاراتها الاجتماعية. وإن انتابهما قلق عادي بشأن سرعة تأقلمها في الوسط الجديد، دون أن يخطر على بالهما أنها ستعاني كثيرا في الواقع.


ما بال الدموع في عينيها؟

غالبا ما يكون التغيير مخيفا. وقد كان من الواضح أن ابنة فاليريو مرتبكة يومها الأول في مدرستها الجديدة. وفي هذه الحالة، كل ما يمكن أن يفعله توماس وزوجته هو تشجيع الصغيرة على أن تتصرف على طبيعتها وتتقرب من الطلاب والمعلمين الجدد. لكن في الحقيقة، عندما تكون خائفا ومتوترا، فإن أبسط تعليق تسمعه قد يجعلك تبكي، وهكذا عادت البنت إلى المنزل والدموع تنهمر على خديها، فرأى الوالدان أن الأمر عادي حتى الآن.


ظن توماس أن الأمر لا يعدو كونه تأثرا عاطفيا معتادا في اليوم الأول، لكن ابنته قالت بعد ذلك شيئا جعله يقلق. هل تصرف معها طالب آخر بطريقة لئيمة؟ أم أن أحد المدرسين صرخ في وجهها؟


صغيرة مكسورة القلب

عندما نظر توماس إلى ابنته ورأى الدموع في عينيها، عرف أن يومها الأول في مدرستها الجديدة كان مؤلما. بدت وكأنها ضائعة في بحر من الحزن، وكان يريد فقط أن يصل إلى الحقيقة، ويعرف ما الذي عكر شعورها. إنه أب، ويريد أن يجعل الحياة أفضل وأسهل لفتاته الصغيرة. لذلك، كان بحاجة إلى معرفة الحقيقة مهما تطلب الأمر.


غير أن القيام بذلك لم يكن أمرا سهلا. وما فعله سيجعل البعض يظنون أنه بالغ قليلا في شكوكه، بينما قد يتفهم البعض الآخر بلا شك الدوافع الأبوية التي تجعل الرجل يفعل أي شيء ليحمي فلذة كبده.


بكاء في كل يوم

وضع توماس خطته المحكمة في ذهنه، وتردد آملا ألا يضطر إلى وضعها موضع التنفيذ. كان يأمل أن تتحول دموع ابنته إلى ضحكات مع تجاوزها لصعوبات البداية وتعودها على الأمر كلما قضت وقتا أطول في مدرستها الجديدة. ولكن هذا لم يحدث. لم تتوقف الدموع، وكانت الطفلة تزداد حزنا مع كل يوم جديد.


ذهبت الظنون بتوماس إلى أبعد الحدود. كانت لديه شكوك كثيرة واحتمالات عديدة حول ما الذي يحدث بالفعل مع ابنته في المدرسة، لكنه كان يتمنى ألا يكون على حق. ولكي يحسم الأمر، كان بحاجة إلى التصرف في أسرع وقت ممكن.


أريد البقاء في المنزل

يوما عن يوم، ساءت الأمور بالنسبة لابنة توماس. وبالإضافة إلى بكائها عندما تعود إلى المنزل، كانت تبكي أيضا قبل أن تغادر صباحا نحو المدرسة، وهي تخبر والديها أنها لا تريد الذهاب. شعر توماس وزوجته بالعجز عن فهم السبب الذي أنتج هذا الشرخ العميق في نفسية ابنتهما. من المؤكد أنه ليس مجرد تنمر عادي في المدرسة؟


أدرك توماس أنه إذا لم يتصرف بسرعة، والحالة هذه، فقد تتعرض ابنته لصدمة تلازمها مدى الحياة. ولم يكن مستعدا لتعريض تعليمها ومستقبلها للخطر، فقط لأنه لم يتدخل لإصلاح الأمور في الوقت المناسب.


فكرة إبداعية

لم يكن تنفيذ الخطة التي وضعها توماس سهلا. كان بحاجة إلى التأكد أنه يتصرف بحكمة، وأنه يقدم لابنته المساعدة التي تحتاجها. بذل هو وزوجته كل ما في وسعهما لإسعاد ابنتهما الصغيرة، ولكن لا شيء حماها من الرعب الذي كانت تعانيه في المدرسة كل يوم. والأمور لا تزداد إلا سوءا.


افترض توماس أن ابنته لم تستطع التأقلم مع زملائها في الصف، أو يتم التهكم عليها بشكل يومي من قبل طالب متنمر في المدرسة. لذلك، عليه أن يفعل شيئا غير عادي لمعرفة الحقيقة.


كتمان السر

ولكن لماذا لم يكن بمقدور ابنة توماس أن تخبره مباشرة عمن يسبب لها كل هذا الإزعاج؟ لقد سألها مرارا وتكرارا لماذا تبكي كل يوم قبل الذهاب وبعد العودة من المدرسة، إلا أنها تواصل البكاء فقط ولا تكشف عن أي تفاصيل مما يحدث معها. وكل ما أخبرته به أنها تكره المدرسة ولا تريد العودة إليها مرة أخرى. وقد حطم قلب توماس تماما.


لقد اكتسبت ابنته شخصية جديدة لم تكن مألوفة لدى أحد. لطالما كانت تحب المدرسة من قبل، وكانت تخبره أيضا بكل شيء عن يومها. أما الآن، فكونها ترفض إخباره بالحقيقة كسر خاطره.


الحياة تتغير باستمرار

كان توماس يرى ابنته تذبل أمام عينيه، ويشتاق إلى ما كانته في الماضي، قبل أن تنتقل إلى مدرستها الجديدة، حين كانت تنبض بالسعادة والسرور. كانت تحب الذهاب إلى مدرستها الابتدائية القديمة كل يوم، وكان لديها الكثير من الأصدقاء الذين أحبوها واهتموا بها، وجمعهم بها شغف الحياة وتعلم أشياء جديدة.


كان من الصعب رؤيتها ترفض الذهاب إلى المدرسة، والتحدث مع والديها عما يجري معها. لم تعد تلك الطفلة الصغيرة هي نفسها، وهناك شيء ما في تلك المدرسة قد حطم معنوياتها. لكن ما هو؟


الأسئلة المهمة

بينما كان توماس وزوجته يشاهدان ابنتهما تغوص في قوقعة مظلمة، كانت هناك أسئلة كثيرة تدور في ذهنهما. هل هذه مجرد علامات نمو؟ هل صدمت مشاعرها بفعل التغير المفاجئ؟ أم كانت تعاني في سبيل التأقلم وتكوين صداقات مع الطلاب؟ أم أنها متأخرة في التحصيل الدراسي؟ لكن أكثر ما كان يثير الحيرة هو لماذا لا تريد أن خبرهما ما هي المشكلة؟


لقد كان من الواضح أن الطفلة الصغيرة خائفة جدا من شخص ما، لدرجة أنها تشعر أنها لا تستطيع التحدث ولا ينبغي أن تكشف عما يجري معها. وهذا جعل الوالدين أكثر ريبة وحزنا.


مشكلة اجتماعية

كلما فكر توماس في الأمر أكثر، وكلما حاول التحدث مع ابنته، تأكد أن المشكلة لا تتعلق بالتحصيل المدرسي. فقد كانت دائما مجتهدة وتحب التعلم، وتفخر بإنهاء واجباتها المدرسية والحصول على علامات جيدة. ولم يسبق أن تلقت أي ملاحظات سيئة من معلميها القدامى. وهذا ما رجح لديه أنها كانت تعاني من مشكلة اجتماعية.


وحتى هذا لم يكن منطقيا في الحقيقة، إذ لم تواجه ابنته أي مشاكل في تكوين الصداقات مع الأطفال أو الاحتفاظ بها دائما، وقد كانت نشيطة في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين في صفها. إذن ما الذي كان يجعلها تبكي كل يوم؟


الشعور بالعجز مؤلم

يعرف كل الآباء مدى صعوبة رؤية طفل صغير يعاني دون معرفة السبب. كان قلب توماس يختنق كلما رأى ابنته تبكي، أراد مساعدتها لكنه شعر بالعجز. وحتى لو سألها هو وزوجته عشرات المرات عما بها فإنها لم تكن تجيب، ولم تكن تخبرهم بما يحدث معها في المدرسة، بل لم تعد تريد الذهاب إلى المدرسة أصلا.


كانت ماتزال طفلة صغيرة جدا، وأمامها حياة لتعيشها بهناء. غير أن هذا لن يتحقق ما لم يتدخل الأب لحل المشكلة الآن. وقد كان هذا هو الدافع الذي أجبره على اتخاذ قرار صعب.


لا تريد أن تتكلم

يئس توماس من تشجيع ابنته على التحدث معه بشأن مشاكلها. وهي التي كانت تخبره بكل شيء قبل أن تنتقل إلى مدرستها الجديدة، كانت علاقتهما مبنية على الثقة والاحترام. وما يحدث الآن جعله يشعر بعدم الارتياح، حيث تأكد يوما بعد يوم أنه الأمر خطير.


لكن حين يرفض طفلك التحدث معك عن شيء ما، فماذا تفعل؟ هل تحترم خصوصيته؟ أو هل تتدخل وتساعده بشكل ما حتى لو لم يكن هذا بالضرورة ما يريده؟


من أجل حياة سعيدة وصحية

عمل توماس وزوجته بجد لضمان تربية ابنتهما في بيئة سعيدة وصحية. كانت علاقتهم رائعة معها ولطالما أشعروها بأنها محبوبة وربوها على أن تكون واثقة من نفسها. وكانت هذه العلاقة الوثيقة هي التي قادتهما إلى استنتاج أن ابنتهما كانت تتعرض للتنمر، لكن ممن؟


لسوء الحظ، التنمر شائع في المدارس. ومع ذلك يتم التغاضي عنه، والتسامح معه خاصة في هذه السن المبكرة. كان الأبوان يعلمان أن التنمر إن كان هو السبب فسوف يؤثر على حياة ابنتهما إلى الأبد.


من فضائل الصبر

بداية، حاول توماس التحلي بالصبر، على الرغم من أنه أراد التدخل لحماية ابنته، إلا أنه كان يعلم أيضا أن لديها شخصية قوية فكان يأمل أن تواجه التنمر بنفسها أو تخبره على الأقل حتى يتمكن من التدخل. ولكن طول الانتظار أثر على الزوجين اللذين لم يستطيعا تحمل رؤية ابنتهما تتحول إلى طفلة مكتئبة بالكاد يتعرفان عليها.


مع مرور الأيام، ومواصلة البنت تكتمها على المشكلة وأسبابها، ازداد قلق توماس وزوجته أكثر فأكثر. وكان الأب يعلم أنه سيتعين عليه التدخل عاجلا وليس آجلا.


لحظة التحول

كان الانتقال إلى المدرسة الجديدة لحظة محورية في حياة الفتاة، حيث كانت على موعد مع مرحلة أخرى من تطور الشخصية وتعلم مهارات حياتية مهمة من شأنها أن ترافقها إلى سنوات مراهقتها ثم إلى سن الرشد. عرف توماس أن أي تجربة مؤلمة تعيشها في هذا الوقت من حياتها يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، على الصعيدين الاجتماعي والدراسي، ولم يكن يريد لهذا أن يحدث.


ومع ذلك، فقد انتظر توماس بصبر وطول بال، حتى يحين الوقت المناسب لوضع خطته موضع التنفيذ، وكان يشعر أن الموعد قريب لكنه يحتاج فقط إلى انتظار اللحظة المثالية.


طالب أم مدرس؟

كان توماس واثقا من أن ابنته تعاني في المدرسة بسبب التنمر، وقاده هذا إلى التركيز على سؤال واحد مهم: هل كان المتنمر طالبا أم مدرسا؟ بالطبع، كان يأمل ألا تتعرض ابنته للإهانة من قبل أحد المعلمين، رغم أنه يعرف أن لكل معلم طريقته الخاصة في التدريس، حيث يتصف بعضهم باللين وحسن المعاملة، بينما البعض الآخر صارم، وأحيانا لئيم.


كانت ابنته صغيرة لا تزال في السنوات الأولى من تعليمها، فلم يكن توماس ليشك أن أي معلم سيتعامل معها بلؤم. فهي وكل زملائها في هذا العمر، يحتاجون إلى التعلم والدعم وحسن المعاملة. فهل كانوا يحصلون على ذلك حقا؟


خلف الأبواب المغلقة

بمجرد أن يفكر توماس في أن المتنمر على ابنته قد يكون من هيئة التدريس، كان غضبه يشتعل أكثر. لم يستطع فهم السبب الذي يجعل أي معلم يقسو على طفل صغير إلى هذه الدرجة. أراد أن يفعل شيئا حيال ذلك، لكن المشكلة أنه كان يعلم أنه لا يستطيع اتهام أحد دون دليل. فكيف سيتسلل إلى ما وراء الأبواب المغلقة لصف ابنته دون أن يتم اكتشاف أمره؟.


كان توماس يعلم أنه بحاجة إلى بذل كل ما في وسعه لتنفيذ خطة محكمة دون علم ابنته. ويجب أن يبدو كل شيء حولها في الوقت نفسه طبيعيا قدر الإمكان.


التركيز على الهدف

مع رؤية ابنته تبكي كل ليلة، أصبح أكثر عزما على تنفيذ خطته. لقد أراد الوصول إلى حل لهذه المشكلة، وكانت الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي دخول المدرسة بطريقة ما للحصول على دليل حاسم، يساعد على تقديم المتنمر في المدرسة إلى العدالة، أيا كان، بعد القبض عليه ـ أو عليها ـ في حالة تلبس أكيدة.


عندما شرح خطته لزوجته، توقع توماس أن تعارضه بشدة، غير أنها كانت حزينة وغاضبة أيضا مما تتعرض له ابنتها في المدرسة، لذلك دعمته في كل خطوة قرر أن يتخذها.


الحلول الممكنة

كان بإمكان توماس وزوجته بالطبع زيارة المدرسة وطلب الجلوس في صف ابنتهما ليريا ما يحدث بنفسهما، لكن لن يصلا إلى نتيجة بهذه الطريقة لأن الحقيقة لن تظهر، ولن يتصرف أي معلم أو طالب بالطريقة التي يتصرفون بها عادة مع البنت الصغيرة. لذلك، كان على توماس أن يجد طريقة خفية لدخول المدرسة دون أن ينتبه أحد.


تداول توماس أفكارا لا حصر لها، بعضها كان جريئا أكثر، والبعض الآخر كان أكثر منطقية. لكنه في النهاية توصل إلى الحل الأفضل.


من فوائد التكنولوجيا

لأنه لا يملك رداء الاختفاء، فقد كان توماس يعلم أن الطريقة الوحيدة للدخول إلى صف ابنته دون متاعب هي استخدام التكنولوجيا لصالحه. سيسمح له ذلك بالاستماع إلى ما يجري هناك ومعرفة سبب عودة ابنته إلى المنزل من المدرسة وهي تبكي كل يوم. لذلك، اشترى جهاز تنصت وتسجيل.


عند الحصول على جهاز تسجيل كهذا، يمكنه ببساطة إخفاؤه في حقيبة ابنته المدرسية والاستماع إلى ما يجري معها في المدرسة. لكن ما هو أفضل وقت للقيام بذلك؟


انتظار النتيجة بفارغ الصبر

بعد تفكير طويل، قرر توماس أخيرا أن يضع الخطة موضع التنفيذ بالفعل. أخفى جهاز التسجيل في قاع الحقيبة المدرسية، في مكان لا يمكن تجده ابنته ولا معلموها. كان يأمل أن تؤتي خطته ثمارها، لأنه في الحقيقة كان يخاطر بشكل كبير، وقد يوقع نفسه في ورطة كبيرة لو اكتشف أمره.


ومع ذلك، كان الهدف يستحق العناء. لقد كان الأب يحاول إعادة ابنته الصغيرة إلى طبيعتها البشوشة مرة أخرى، وأراد أن يرى ابتسامتها من جديد بعد عدة أشهر من الاكتئاب. هل ستكشف خطته تلك من هو المتنمر القاسي؟


لحظة سماع التسجيل

كان اليوم الذي أرسل فيه توماس ابنته إلى المدرسة بجهاز تسجيل خفي في حقيبتها، أطول يوم في حياته. انتظر عودتها بفارغ الصبر، متسائلا عما إذا كان الجهاز سيسجل محادثة مشابهة لتلك لما يجري مع ابنته منذ شهور. وبمجرد عودتها إلى المنزل، خطف الجهاز وبدأ في الاستماع إلى تسجيلاته كما لو كانت حياته كلها رهينة به.


للأسف، لم يكن توماس بحاجة إلى وقت طويل لسماع ما جعل جلده يقشعر من الصدمة. صحيح أنه شعر بالارتياح للحصول على أدلة، إلا أنه لم يصدق ما كان يسمعه. لا عجب إذن أن ابنته كانت حزينة للغاية.


من البداية إلى النهاية

استمع توماس إلى التسجيل عدة مرات، من البداية إلى النهاية، للتأكد من أنه لم يكن على خطأ. وكلما استمع أكثر، أصبح الأمر أكثر وضوحا. لقد حدث ما كان يخشاه، حيث لم يكن المتنمر أحد زملاء ابنته في الصف، بل كانت معلمتها! كما أنها لم تكن تعامل ابنته فقط بهذا السوء، بل تخيف كل الطلاب.


بعد الاستماع إلى التسجيل، فهم توماس سبب اكتئاب ابنته لفترة طويلة. كانت الطريقة التي تتحدث بها المعلمة إلى طلاب فصلها بغيضة، ولم يعرف كيف يمكن لأي شخص التحدث في روضة الأطفال بهذا الشكل.


خيبة ظن في المدرسة

كان من الواضح أن المعلمة تتصرف بشكل غير مقبول في فصولها الدراسية. كانت تتباهى بسلطتها على الطلاب الصغار لغرس الخوف في أنفسهم، وكانت قاسية معهم بشكل لا يصدق طوال اليوم. لم يستطع توماس تصديق ما كان يسمعه، وشعر بالأسف الشديد لأن ابنته اضطرت إلى قضاء وقتها المدرسي مستمعة إلى هذه الفظائع.


كان توماس يثق بمعلمي ابنته وقد استأمنهم عليها لغرس القيم الحميدة في نفسها، ولكنه دفع أيضا الكثير من المال بقصد تسجيلها في هذه المدرسة. وبعد هذا يكتشف أنها تتعرض لسوء المعاملة؟ لم يكن ليسمح بهذا على الإطلاق.


ما العمل الآن؟

بوجود شريط التسجيل معه، علم توماس أن لديه أقوى دليل لإدانة المعلمة. فلن تنكر أن الصوت في الشريط هو صوتها. والخطوة التالية هي التوجه إلى المدرسة وإعادة الابتسامة إلى وجه ابنته. لكن كيف سيفعل ذلك؟ هل يذهب إلى المعلمة أولا؟ أم يبلغ الإدارة على الفور؟


كان يعرف على وجه اليقين أنه لن يدع المعلمة المتنمرة تفلت من دون عقاب. خاصة أن الاستماع إلى التسجيل يكشف بوضوح أن ابنته لم تكن الوحيدة التي تتعرض لسوء المعاملة في الصف.


التوجه إلى الشخص المناسب

كان توماس يفكر في الخطوة التالية، حريصا ألا يضيع جهده سدى، لذا أراد التأكد من وضع الدليل المسجل في أيد آمنة. كان يريد بالفعل أن يواجه المعلمة مباشرة، ولكن هذا التصرف لن يكون صحيحا بالمرة. لقد كان غاضبا جدا منها، ولا يضمن التحكم في عواطفه.


ولكن إلى من يلجأ الآن؟ مدير المدرسة؟ أو ربما ينبغي استشارة أولياء أمور الطلاب الآخرين في الفصل؟ فكر مطولا، وفي النهاية، عرف بالضبط إلى من يأخذ شريط التسجيل.


المجلس المدرسي

بدلا من إيصال التسجيل إلى المدرسة نفسها، قرر توماس المضي أبعد من ذلك. طلب موعدا للتحدث إلى إدارة المجلس المدرسي بالولاية، على أمل أن الحديث مع صناع السياسة الدراسية هناك من شأنه أن يحل المشكلة ويأتي بنتائج فورية. وأكثر من أي شيء آخر، كان توماس يأمل في طرد المعلمة وتحرير الطلاب الصغار من سطوتها.


خلال اجتماعه مع إدارة المجلس المدرسي، شغّل توماس شريط التسجيل ليعرض كل ما مرت به ابنته من تنمر في ذلك اليوم، وطوال الأشهر الماضية. كان عليهم الاستماع والاستغراب فقط.


صدمة الرد المؤسف

بكل تلك الأدلة التي جمعها، ظن توماس أن المجلس المدرسي سيقف إلى جانبه ويدين المعلمة على الفور، ولكنهم لم يتصرفوا على هذا النحو على الإطلاق. لم يفهم أعضاء مجلس الإدارة قلق توماس، وتعاملوا مع التسجيل وكأنه مجرد مزاح في رد فعل لم يكن الأب يتوقعه. لقد كان تعاملا مؤسفا جعل توماس يشعر بالحزن على نفسه وابنته.


فلم يستطع الرجل تصديق أن أعضاء مجلس الإدارة يستخفون بأمر على هذه الدرجة من الخطورة. كان يعتقد أنهم سيبادرون على الفور إجراءات تأديب المرأة التي كانت تقسو على الأطفال الأبرياء، لكنهم لم يفعلوا ذلك.


الأسوأ حدث بالفعل

رغم أن الأدلة ضد المعلمة كانت أكثر من كافية برأي توماس على الأقل، إلا أن المجلس قال إنه سينظر فقط في احتمال توجيه تحذير لها، ولا يبدو أنهم يأخذون الأمر على محمل الجد، وهذا ما أثار حفيظة الأب. كانت حياة ابنته جحيما في تلك المدرسة، فلماذا لا يتدخلون كما ينبغي؟


أليس دور المعلم هو توجيه الأطفال الصغار ومعاملتهم بلطف اجتماعي ونهج تربوي مناسب. لكن هذه المعلمة بدلا من ذلك، كانت تعيد الصغار إلي بيوتهم محبطين باكين كل يوم.


هل سيستسلم الأب؟

كان توماس على يقين أنه عاد من اجتماعه مع مجلس الإدارة بخفي حنين. وبعد كل شيء، لا تزال ابنته مضطرة للتعامل مع معلمة متنمرة في المدرسة والعودة باكية كل يوم. ومع ذلك، لم يستسلم توماس، ولن يترك ابنته الصغيرة في قعر المعاناة وهي التي ينبغي أن تعيش الآن أسعد سنوات حياتها.


ما العمل الآن؟ عليه التفكير بخطة ثانية ما دامت الأولى لم تنجح. ولكن هذه الثانية ينبغي أن تكون مضمونة بشكل ما، ولذا عليه اللجوء إلى الأشخاص المناسبين هذه المرة.


فرصة أخرى للتصحيح

علمت إدارة المدرسة باجتماع توماس مع المجلس فعرضوا عليه فرصة لنقل ابنته إلى صف دراسي يشرف عليه مدرس مختلف. شكرهم على العرض، ولكنه لم يكن كافيا بالنسبة له. نعم، أراد أن تغير ابنته الأجواء الكئيبة على الفور، لكن الأمر لم يكن يقتصر على ابنته فحسب.


فحتى إذا انتقلت ابنته إلى صف جديد، ودرست بعيدا عن المعلمة المتنمرة، فماذا عن الطلاب الآخرين؟ لم يكن يريد تركهم هناك، ولذا عليه التحدث إلى أولياء أمورهم.


ما يتعرض له الأطفال

يمكن للمعلم أن يبني شخصية الطفل أو يحطمها، وهذا بالضبط سبب عدم رغبة توماس في قبول مقترح الانتقال الذي قدمته المدرسة، لأنه كما يريد لابنته أن تشعر بالأمان في الصف الدراسي، فقد أراد أيضا أن يعيش الأطفال الآخرون نفس الشعور. وكان يخشى أن تواصل تلك المعلمة ترويع الأطفال عاما بعد عام.


ومع انتشار الخبر، تلقى توماس دعم عدد كبير من الآباء الآخرين. ولكن رغم أنهم أصبحوا يشكلون مجموعة كبيرة، فإن مجلس إدارة المدرسة لم يراجع قراره.


عريضة احتجاج

خلال وقت قصير، عرف كل أولياء الطلاب في المدرسة بأمر المعلمة المعنية بهذه القصة، السيدة دنكان. سمعوا التسجيل وعرفوا كل شيء عن معاناة توماس مع مجلس الإدارة المدرسية، وحتى عن مقترح المدرسة بانتقال طفلته. وكان جميع الآباء مستائين من القرارات المخففة، متفقين على ضرورة طرد السيدة دنكان، لذلك شجعوا توماس على تقديم ملتمس يطالب بإنهاء عقدها.


وكم كان مثيرا للدهشة أن توماس جمع أكثر من 2000 توقيع في غضون أيام قليلة. علما أن المدرسة لن تكون قادرة على تجاهل مثل هذا الالتماس المدعوم بشدة. لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد.


اهتمام وسائل الإعلام

مع وصول خبر تقديم الالتماس المطالب بطرد المعلمة، وجد توماس نفسه تحت ضغط الصحافة المحلية والوطنية. لقد أراد الجميع معرفة المزيد عن موقفه وعن حالة ابنته، وقصته بشكل عام. ولحسن الحظ، كان هذا الاهتمام الإعلامي لصالحه، أظهر للعالم أنه أب خاف على ابنته فقرر التدخل لإنقاذها. وقد أبدى معظم الآباء الذين سمعوا قصته تضامنهم معه بكل إخلاص.


أصبح توماس مثالا عن الأب القلق على ابنته، والذي لا يريد شيئا سوى أن تكون المدرسة التي اختارها لها مكان يحترم شخصها ويوفر لها التعليم في جو آمن. فهل كان يا ترى يطلب الكثير؟


قرار تأديبي فقط

لكن على الرغم من ضجة وسائل الإعلام والضغط على مجلس إدارة المدرسة، إلا أن موقفهم لم يتغير إلا قليلا. لقد رفضوا طرد السيدة دنكان، وبدأوا إجراءات تأديبية ضدها بسبب الطريقة التي تحدثت بها مع الأطفال. لم يكن هذا كافيا في رأي توماس والآباء المعنيين الآخرين، الذين يرون أن المعلمة كانت تقسو على الصغار وتستحق أن تعاقب صرامة.


كان توماس غاضبا للغاية. لكن تمنى مع مرور الوقت، أن يكون هذا الإجراء التأديبي بمثابة جرس إنذار للسيدة دنكان، لعلها تغير طرق تعاملها مع الأطفال منذ الآن.


تأثير المدرسين

وفي الوقت نفسه، مازال توماس يشعر بالقلق على مستقبل ابنته ومستقبل الأطفال الآخرين الذين عانوا على يد السيدة دنكان. فالمدرس العصبي الذي يصرخ في وجه الأطفال الصغار ويقلل من شأنهم، يمتد تأثيره السلبي الكبير حتى على مستقبلهم، ومن الوارد أن الصغار الذين درسوا عندها ستلازمهم بعض المتاعب النفسية.


لقد كان من المفترض أن تكون المدرسة ملاذهم الآمن في أجمل مراحل حياتهم. وبدلا من ذلك، تحولت إلى مكان مخيف. ولطالما قالت ابنة توماس إنها تكره المدرسة.


في حالة تلبس

لحسن حظ توماس أنه ضبط السيدة دنكان في حالة تلبس. وإلا لما صدقه أحد، ولاستمرت في ممارسة تأثيرها المخيف على الصغار. لقد عانوا من صراخها وشتائمها لبضعة أسابيع، إلى أن قرر توماس التدخل قبل أن تصبح الأمور أسوأ بكثير. ولو أنه مثلا اتجه إلى إدارة المدرسة بمجرد أن بدأت ابنته في البكاء، فإنه لا يعرف إن كانوا سيصدقون ما يقول.


وقد رأيتم، أنه حتى مع وجود أدلة مسجلة، كان المجلس المدرسي مترددا وعاجزا عن فعل أي شيء. لكن توماس مع ذلك سعيد لأنه قرر تسجيل ما يجري في المدرسة مع ابنته.


قدوة في الحياة

ما تعلمه توماس من هذه التجربة برمتها هو أن الآباء هم أفضل من يعرف ما يحتاجه أطفالهم. وعلى الرغم من أن المعلم ذو الضمير الحي يمكن أن يغير حياة الصغار بشكل ملحوظ، فإن الآباء هم القدوة الحقيقية في حياتهم. وربما لهذا السبب شعر توماس بالحاجة إلى التدخل كي يثبت لابنته أن الشر لا ينتصر أبدا؟ لقد أراد أن يعلمها درسا في الحياة.


وهكذا ينبغي أن يكون كل قدوة نتطلع إليها، واعيا بكل قرار تتخذه، وخاصة حين يتعامل مع صغار يتطلعون إلى السير على خطاه. لكن لسوء الحظ، لم تتبع السيدة دنكان نفس النهج.


طفلة محظوظة

أصيبت ابنة توماس بصدمة نفسية بسبب تجربتها المريرة مع معلمتها، ولكن يمكن بالتأكيد أن تعتبر نفسها محظوظة لأن لديها قدوة في أبيها. لقد فعل توماس كل ما في وسعه لمساعدتها، من السماح لها بالصمت عندما لم ترغب في التحدث عن مشكلتها إلى مواجهة المدرسة كلها عندما عرضتها معلمتها للتنمر. لقد ترك لها الكثير من دروس الحياة المذهلة.


في الواقع، علمت هذه التجربة الأب وابنته أيضا أن الحياة ليست وردية اللون دائما. ونحن لا نحصل على كل ما نريد. فرغم أن توماس أراد اتخاذ إجراءات صارمة، إلا أنه فشل في النهاية في طرد المعلمة دنكان.


لماذا تكون معلما سلبيا؟

إذا كنت تفكر أن تصبح مدرسا، فلا تكن مثل السيدة دنكان. فالمعلمون مثل الآباء ينبغي أن يكونوا قدوة يلهمون طلابهم ويعلمونهم دروس العلم والحياة. نعم، الانضباط جزء كبير من عملية التدريس، ولكن من المهم تطبيق ذلك بطريقة إيجابية وليست مهينة للطلاب. وهذا الموضوع مهم جدا، لأن للمعلمين قدرة كبيرة على تغيير الحياة بطريقة إيجابية أو سلبية.


للأسف، لم تكن ابنة توماس محظوظة مع معلمتها، لكن هذا لا يعني أنها ستمر بتجارب سيئة أخرى في بقية حياتها. ونحن نأمل أن يكون القادم أحلى بالنسبة إليها في البيت والمدرسة والحياة.


تأثير التفاحة الفاسدة

هذه القصة دليل على أن تفاحة عفنة واحدة يمكن أن تفسد الصندوق. ولكننا لن ننسى في الوقت نفسه أن هناك العديد من المدرسين الرائعين الذين يفعلون كل ما في وسعهم لإلهام الجيل الجديد بطريقة إيجابية. يعامل هؤلاء المعلمون الأطفال باحترام ويعلمونهم ويشكلون شخصياتهم بأسلوب سليم. وهؤلاء المعلمون هم من ينبغي تخليد ذكراهم كأبطال.


بالطبع، هناك أشرار في كل قصة. لكنك إن لقيت عدوا فستقابل ألف صديق وبطل يسعى إلى إعادة الحق لأصحابه، وفي قصتنا هذه، كان البطل هو الأب توماس وسلاحه جهاز تسجيل بسيط.


تجربة وفرصة

السيدة دنكان ما تزال تعمل في نفس المدرسة، إلا أن تجربة توماس حركت المياه الراكدة، وشجعت الآباء في جميع أنحاء العالم على متابعة ما يجري مع أطفالهم في المدارس. تفاديا لتكرار ما حدث لتوماس وابنته، رغم أن هذه الحالات قليلة مقارنة بالعدد الكبير للمعلمين الرائعين كما قلنا. المهم، ألا يعود إلى البيت طفل يبكي لأن معلمه تنمر عليه.


لقد منحت السيدة دنكان فرصة ثانية، ونأمل حقا أن تعيد النظر في نهجها التربوي وتستفيد من فرصتها على نحو إيجابي ومنفتح، من أجل مدرسة للتعلم والنمو والتعامل الإيجابي السليم.



https://www.parentmood.com/ar/new-gi...?ly=native_one










سواها قلبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir