07-04-2023, 06:08 AM | #1 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 7,140
|
تاجر يقتل أمه داخل جراج عقار بالدقهلية.. ونجاة زوجته وابنه الرضيع
السبت 24-06-2023
19:23 تاجر يقتل أمه داخل جراج عقار بالدقهلية.. ونجاة زوجته وابنه الرضيع: «بنفذ الأوامر» شقيق المتهم: اعتدى عليّ قبل الجريمة بيوم.. وكان يردد أدعية وأذكارًا ويسجد على الأرض | كتب: محمد القماش | في صباح يوم يسوده الهدوء، أمر زوجته وطفلهما بالصعود إلى سطح منزلهم، وصعدت إليهم أمه تستطلع سبب غيابهم، فعاقبها على تدخلها لمنعه من التعرض لزوجته وولده، وسحبها من رقبتها حتى جراج العقار، ووضع رأسها فوق فوهة إناء كبير كأنها «فرخة»، وذبحها بـ«كتر»، عثر عليه على الأرض، أمام عينى أخيه، لتنجو الزوجة ورضيعها من مصير مماثل، ولا تزال دوافع المتهم محل تحرٍّ من قِبَل جهات التحقيق. الناس يندهشون لسلوك الرجل الملتحى الملتزم دينيًّا كان «محمود»، تاجر، ممسكًا بأداة الجريمة: «قتلتها.. قتلتهم.. موِّتّ أمى وأخويا (محمد)!»، يرددها رغم عدم تواجد أخيه المذكور بمكان الواقعة، ثم بدأ يمشى حافيًا، غير مُبالٍ بالدماء التي تُغرق ملابسه الممزقة، بعد أن قاومه أخوه الثانى «عمر»، الذي تراجع وخاف منه ليأتى مع الأهالى على منظر أمه ميتة. خرج «محمد»، سمكرى سيارات، من بيته في المنزلة بالدقهلية، في الصباح، باحثًا عن لقمة عيشه، قبل وقوع الجريمة بنصف الساعة، حتى تأكد أن أخاه الأكبر «محمود» ظل هادئًا بعض الشىء، بعدما كان ثائرًا على كل أفراد الأسرة، ونال منهم بالسباب والضرب. اختفى «محمد» وسط الشوارع، فلم يعد يسمع صوت أخيه الأكبر وهو يهلل: «الله أكبر.. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء»، وهو يسجد في الشارع، والناس تلتف من حوله، يضحكون عليه، ويندهشون لسلوك الرجل الملتحى الملتزم دينيًّا. لم يستطع «محمد» أن يصفو لأخيه، الذي ضربه حتى تورمت عيناه، حين طالعه يؤدى حركات غريبة أمام منزلهما، وهو يسحبه إلى الداخل: «عيب.. خليت الجيران يتفرجوا علينا، والناس بتسخر منك»، صار الكل يتحاشاه، ولا أحد يدرك القوة التي بدَت عليه، تمتم بها أخوه: «ولا عشرة رجالة يقدروا عليه». أكتر واحد فينا ظروفه المادية كويسة وحده «محمود» طلب من أسرته ليلًا أن يصالح شقيقه، لكنه رفض، وقرر مقاطعته طيلة العمر، وهو يحكى: «قلت ده سلوكه غريب، معقول يضربنى كل الضرب ده عشان عايز أدخّله جوة البيت، وقلت له اعمل في البيت اللى انت عايزه.. الشارع لأ»، مردفًا: «لم يدر بذهنى كلامه بأنه ممسوس بجن أو أنه أُصيب بمرض نفسى خلال الفترة الأخيرة». اقترب «محمود» من أخيه مرةً، فمدّ له يده، وطلب منه ألّا يتركه: «خلى بالك منى، أنا تعبان قوى»، وما إن أخذه بين أحضانه حتى بكى بكاءً حارًّا، وطالعه على فيديو وهو بالمسجد ومشايخ يضربونه، موضحًا له: «كانوا بيطلّعوا الجن اللى عليّا». بعد ذلك، تدهورت أحوال «محمود»، التاجر ميسور الحال، حيث كان يراه الأهالى في الشوارع يمشى صائحًا بكلمات غير مفهومة، ويقف مرددًا «أذكار الصباح والمساء»، بلا توقف، حتى في منزله صوته كان يأتى إلى جيرانه عاليًا. في الثلاثين من عمره، تزوج «محمود»، وأنجب طفلين «يوسف»، 5 سنوات، و«حمزة»، سنة، وبعد الزواج بفترة وجيزة، قرر أن تعيش معه «نرجس»، والدته، داخل شقته في العقار، الذي يضم باقى أشقائه، كان الجميع يرى القرار مناسبًا لأنه «أكتر واحد فينا ظروفه المادية كويسة». عاد على منظر أمه ذبيحة كلّ صباح يستيقظ ذاهبًا إلى الشارع، يضع مصحفه في كيس قماشى ويمشى بتأنّ وبطء، يستمتع بأصوات من حوله لا يسمعها غيره وهمهمات تأتى من خلفه، وقد يسمع الناس أحيانًا صوت بكاءِ مكتوم له كأنه طفل مريض يتوجع من شدّة الحمّى. كان ذلك الصوت ينجذب إليه الأهالى من كلّ صوب، وكان يطيب له أن يردد الأدعية التي يعتقد أنها تكف عنه الأذى، ويشرع في ضرب من يقابله فجأة. بين خروج أخيه «محمد» إلى عمله، في تلك الفترة الزمنية القصيرة، كان «محمود» يصعد بزوجته وطفلهما «يوسف» إلى سطح المنزل، وإزاء اختفائهم، صعدت إليهم والدته، فأخذها إلى جراج البيت، وهو يعتقد: «خلتينى لا أنفذ الأمر واقتل!». داخل الجراج، كاميرات المراقبة، وبينما يجلس «عمر» داخل محله، طالعها، فرأى أخاه الأكبر يجرجر أمهما، ويعتدى عليها، فحضر إليه ممسكًا بعصا لإفلات السيدة المُسِنّة من بين يديه، لكنه لم يُفلح، وخرج إلى الشارع يستغيث، وعاد على منظر أمه ذبيحة بـ«كتر». خروج «محمد» إلى العمل يوم الجريمة كان من منغصات تظهر له بين الحين والآخر: «كنت قاعد من الشغل، عشان شكلى وعينى المتورمة بسبب ضرب أخويا فيا، معرفش ليه وافقت أروح شغلانة اليوم ده»، يرددها وقد بكى حزنًا «أخويا اتقبض عليه واتحبس، وبيتعرض على مصحة نفسية تشوف قواه العقلية، وأمى اتقتلت». وكان المتهم، قبل القبض عليه، يهذى بكلمات: «قتلت أمى.. قتلها أخويا»، ويقول شقيقه «محمد»: «ده افتكر إنه موتنى أنا كمان، لأنه ضربنى قبل جريمته بيوم واحد، وزوجته وابنهما الرضيع نجيا من الموت». |
|
|