01-12-2021, 12:53 AM | #1 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 7,136
|
أن النـزاع سبب للفشل والفرقة
لا يخفى على أحد أن النـزاع سبب للفشل والفرقة، قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، وهذا نهي جازم عن التنازع، وبيان واضح أن الفشل مرجعه الاختلاف في الآراء، وتحمل الآية أيضاً الأمر بالتفاهم والتشاور حتى تحصل الألفة بين النفوس، ويزول التباغض والشحناء، وذهاب الريح في الآية كناية عن ذهاب القوة، والدخول في حالة الضعف والوهن وصعوبة مواجهة العدو ومدافعته.
وأشارت الآية إلى معنى أعم وأوسع وهو الاختلاف في أمور الحياة كافة سواء اجتماعية أو غيرها، والتنازع في كل شيء عاقبته الفشل والخسران والتفكك، وأن التعاون والوفاق سبب للفوز والنجاح في الدنيا والآخرة. واليوم مع هذا التفكك الذي نعيشه نسينا تلك المعاني فزاد الانقسام والنزاع الذي أذهب قوتنا، فهل نستمر في النزاع الذي شتّـتنا وهدد وحدتنا! أمتنا أمة واحدة وديننا واحد، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وفي الحديث الشريف: (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة)، فإننا قد اجتمعنا على الإيمان بالله تعالى وبرسوله، واتفقنا في أصول وفرائض الشريعة الإسلامية، واختلفنا في أفكار، ويجب احترام أصحاب تلك الأفكار ومعتقدات الآخرين بصورة واعية بلا تعصب ونزاع، أما الهجوم والامتهان فهو جريمة العنصريين الذين فرقوا بين الناس ولم يتلفتوا إلى مبدأ المساواة وما يترتب على ذلك من دمار فكري يدمر الأمة... ترى اليوم الخراب والعداوة بسبب هؤلاء المرضى العنصريين أصحاب العقد النفسية والأفكار الغامضة، الذين نسوا أن الإسلام هو دين التسامح والسلام، ولا علاج لهذا المرض إلا ممن كان السبب في وجوده وهو البيت والمدارس التي جعلت التعليم الإسلامي الصحيح مُهمّشاً، ومن جانب آخر جلسات أصحاب العقول الضيقة الذين غيروا الأفكار وقلّبوا القلوب، والتي هي الأصل في الفرقة واستمرارها ولن تتوقف تلك الفتن إلا بنشر الوعي والمعنى الحقيقي للإسلام وأهدافه، والإشراف على مجالس الذكر ووضع حدود لكل من يتكلم باسم الدين. https://www.alraimedia.com/article/8...B9%D9%88%D8%A7 |
|
|