|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-03-2017, 02:37 PM | #1 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 7,136
|
كان صبيا بعد ابنتين مضى قرابة الشهر الأول منذ ولادته ثم حدث مالم يكن في الحسبان
كان صبيا بعد ابنتين،، وأي صبي!
طار الجميع فرحا،، فلم يكن أي صبي!! جميل الملامح،، أبيض البشرة،، واسع العينان فأي صبي!! تمنيت أن أسميه خالدا تيمنا بخالد ابن الوليد فكان لي ماتمنيت،، مضى قرابة الشهر الأول منذ ولادته ثم حدث مالم يكن في الحسبان،، كل شيء صار فجأة وبلمح البصر!! سعال شديد،، حمى،، ثم خارت قوى الصغير الأمير الوسيم وخارت قوانا حزنا عليه،،،حلّ الضيق والكدر ضيفا ثقيلا،، فسبحان من له الدوام،، أُدخل (خالدي) قسم الطواريء،، قلّبه الأطباء، حاول الأطباء، عجز الأطباء،، ولا نتيجة واضحة،، أثنوا جسده الصغير بأقسى مايكون لسحب عينه من النخاع للوصول لأي نتيجة،، ولا نتيجة واضحة،، أعيوا أطرافه الصغيرة سحباً من أوردتها حتى ماعاد وريد يظهر،، ولا نتيجة واضحة،، ثم ألقوا بجسده الصغير المكبّل بالأجهزة على سرير كبييير أكرهه!! وقالوا: اشتباه حمّى شوكية!! كان -شقيقي الصغير الجميل الذي أسميته- ملقىً على طرف السرير الكبير -الذي أكره- لا يستره سوى حفّاضة بلون بشرته وقلبه الصغير،، لازلت أتذكر ذبول عينيه وبكائي على ذاك الذبول،، أخبر الأطباء والديّ أن يدعوا لفلذة كبديهما بالخيرة فمستقبله لا يبشر بخير ولربما ذاك الأفضل، فأي قسوة!! دعوة قاسية أرى فيها من القنوط مافيها!! كثير ممن حولي سمعتهم يدعون بهذا الدعاء حتى والدي بعد أن أقنطه الأطباء، كنت أغضب،، فالله قدير ورحيم وعليم،، الله عظيم حيث لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،، فماذا لو قالوا شفاه الله وأبقاه؟!! لما اليأس والقنوط ولدينا ربٌ كريم؟!! بقي خالدي في مكانه في قسم العناية الفائقة بلا تحسن يذكر لعدة أيام،، حتى حلّت خير أيام الدنيا،، كانت مثل هذه الأيام من شهر ذي الحجة،، فاغتنمنا الفرصة بفضل من الله ومنة،، الجميع كان يدعوا لخالد،، الجميع الجميع صوب ملاذ واحد،، فارج الكُرَب ومنتهى الآمال والأحلام سبحانه،، جاء يوم عرفة،، حرصت أن أتواصل مع كل صديقاتي ممن أحسبهم على خير والله حسيبهم وأطلب منهم الدعاء لخالد عند الإفطار،، أما أنا فكان لي شأن آخر،، كان لي موعد مع ربي رجوت أن لا يردني فيه ،، قبيل مغرب عرفة توضأت للصلاة وصعدت غرفتي،، أغلقت الباب على نفسي وجثوت على ركبتي،، أشعثت رأسي،، قد يستغرب البعض ولكني أحببت أن أبدي كامل مسكنتي وذلي لربي علّه يغفر ذنبي ويرحمني فيستجيب دعائي،، كان أجمل ذلٍ وأروع مسكنه،، ذلٌ يرفعك لتسمو،، دعوت والله وبكيت وبكيت وبكيت،، كنت أشعر أن بكائي يخرج من عمق صدري،، ثم اطمأننت فقد أرسلت أمنياتي إلى حيث لا خيبة،، مضت أيام قلائل ثم شفي خالد والحمدلله،، كانت فرحة لا توصف،، بقي لأشهر في زيارات دورية للمستشفى وعلاجات روتينية والحمدلله على كل حال (عدّت) كما يقولون،، بعد مضي عدة أشهر رأيت فيما يرى النائم وكأنّي أغسل كفّي أتوضأ وضوئي للصلاة،، وفجأة خُلِع أحد كفٌي من مفصله ونُزع من مكانه، فكأنني استحييت فأعدت تركيب كفّي إلى مفصله وخرجت،، وانتهت الرؤيا تعجبت من هذه الرؤيا فاتصلت بأحد المفسرين المحمودين في ذلك الشأن ولا أزكيه على الله،، قالي لي:هل كان لديكم قريب مريض مرضا شديد شارف على الهلاك وقد شفاه الله،، بصعوبة تذكرت أخي فأخبرته،، أكثر من الاستغفار والذكر ثم قال: إذا صدقت الرؤيا أن ذاك الصبي قد قُدّر له قدَراً وردّه الله إليكم بدعائكم والله أعلم!! فسبحان الله الكريم،، سبحان الملك العظيم،، سبحان من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،، أخي خالدٌ الآن -ماشاء الله لا قوة إلا بالله- شاب يافع في الثامنة عشر من عمره،، لطيف ومحبوب،، على مشارف الجامعة،، دعواتكم له بدوام الصحة وطول العمر والبركة،، خلاصة القول،، ان ربي قريب،، سميع مجيب يجيب دعوة المضطر اذا دعاه إرفعوا أكفكم واطرحوا أمانيكم واعرضوها على ملك الملوك فلن يردها صفرا،، |
|
|