العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-22-2021, 11:06 PM   #1
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


وكانت معجزة كافية ..

وهنا يجب أن يكون لنا وقفة .. لقد أتت مريم قومها وهي تحمل عيسى عليه السلام .. ونطق عيسى وهو في المهد .. وكانت هذه معجزة كافية لتقنع بني اسرائيل بأن ما حدث ليس شيئاً عادياً .. ولا نطبق عليه أسباب الدنيا التي يعرفها الناس .. ولكن الله سبحانه وتعالى يعرف عناد بني إسرائيل .. ومكابرتهم في الحق .. وإمعانهم في الباطل .. ولذلك فقد أراد أن يأتي بأكثر من آية .. تأكيداً لصدق مريم عليها السلام في كل ما تقول .. ولم يجعل الطفل ينطق فقط .. ولكنه جعله يؤكد لهؤلاء القوم بأنه جاء من امرأة دون أن يمسسها رجل .. ويؤكد لهم هذا بكلامه هو .. وهو رسول ونبي .. مؤيداً من الله بمعجزة منذ لحظة ولادته .. ومبلغاً عن الله سبحانه وتعالى برسالة ومنهج .. ومن هنا .. فإنه صادق أمين فيما يقوله .. فإذا قال وبراً بوالدتي ولم يقل وبراً بوالدي .. فإن ذلك معناه صدق معجزة مريم .. وهكذا يسوق الله سبحانه وتعالى الدليل تلو الدليل لبني إسرائيل على طلاقة القدرة .. وصدق رسالة عيسى عليه السلام .. ورغم ذلك فقد كابروا ولم يؤمنوا ..

ويمضي عيسى عليه السلام ليقول :

" وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} " ( سورة مريم ).

أي أنني لم آت إليكم كجبار يفسد في الأرض ويقهر الناس ويجبرهم على الأشياء .. وينشر الرعب وسفك الدماء .. بل جئتكم رحمة من الله سبحانه وتعالى .. رحمة منه لاعيدكم إلى المنهج الذي تركتموه واتخذتموه ورائكم ظهريا .. أي وضعتموه وراء ظهوركم حتى لا تلتفتوا إليه ولا ترجعوا إليه أبداً وجئتكم كرحمة لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم .. وفي هذا رحمة من الله وفضل .. إنه يرفع العنت عنكم .. ويزيل عنكم بعض المشاق التي فرضت عليكم بعصيانكم للمنهج ولأوامر الله ..

أنا قد جئت لأرفع عنكم كل هذا برحمة من الله سبحانه وتعالى .. فكأنني رحمة في أن أعيدكم إلى المنهج .. لتعودا إلى طريق الله السوي .. وأجنبكم عذابه وغضبه .. وجئت إليكم لأيسر لكم حياتكم فأحل لكم بعض ما حرم عليكم .. وجئتكم برحمة أخرى .. هي أنني أخرجكم من الماديات التي غرقتم فيها .. وألفتكم إلى الغيب وإلى الله سبحانه وتعالى .. علكم ترعون الله وتهتدون .. وتعرفون أنه بجانب ماديات الدنيا .. فهناك الغيب والروح .. وهناك غير المادة التي تعبدونها وتتخذونها إلها .. وهناك الله سبحانه وتعالى الذي هو بطلاقة قدرته يستطيع أن يحقق لكم كل ما تريدون .. فلا تتخذوا منهج الله وراء ظهوركم وتنبذوه .. وتعبدوا ماد الدنيا وحدها .

لم يجعلني الله جباراً .. ولكنه سبحانه وتعالى جعلني رحمة .. ولم يجعلني شقياً محكوماً عليه بالشقاء والعذاب .. بل جعلني مرضياً عنه منه .. أي أن الله قد رضي عني في الدنيا والآخرة .. ولم يجعلني من زمرة الأشقياء الذين يشقون بغضب الله في الحياة الدينا وعذابه في الآخرة .

ثم يمضى عيسى بن مريم عليه السلام :

" وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33}
( سورة مريم ).

وهذه الآية تحمل معاني عميقة .. فما من شيء أحدث جدلاً في الدنيا مثل ثلاثة أشياء .. يوم ولادته وطريقة هذا المولد .. ويوم وفاته ورفعه إلى السماء .. ويوم يبعث حياً .. أي بعثه في آخر الزمان ليهدي الناس .. أو بعثه ليوم القيامة .. وهذه النقط الثلاث ما زالت موضع جدل كبير حتى يوما هذا .. وستظل كذلك حتى قيام الساعة .. فما زال مولد عيسى بن مريم موضع جدل بين اليهود والنصارى .. وما زال كل فريق منهما يتحدث عن هذا المولد بطريقة تختلف عن طريقة الفرق الآخر .. ما زالت النظريات الفلسفية تقوم .. والفلاسفة والذين يكتبون عن الدين يحاولون وضع الروايات المختلفة والنظريات الفلسفية المتناقشة عن مولد المسيح عليه السلام .. ورغم أن القرآن الكريم قد حسم الموقف تماماً .. وروى عن الله سبحانه وتعالى قول الحق الذي فيه يختلفون .. إلا أنه ما زالت هناك فلسفات تقوم ونظريات بعد نظريات ..

ولقد كان يكفي ما أراه الله لعباده من طلاقة القدرة في مولد المسيح عليه السلام .. وحديثه وهو طفل .. والمعجزات التي أيده بها .. فقد كان جبريل لا يفارق عيسى عليه السلام ليثبته أمام الجدل والاتهام اللذين واجهه بهما بنو إسرائيل .. ولكن رغم كل هذه المعجزات والتحضير الإلهي لمولد عيسى .. واللفتة إلى الروحانيات .. أو إلى الغيب وطلاقة القدرة التي جاء بها عيسى عليه السلام .. فإن الجدل ما زال يثور .. ولكم أن تطلعوا على الكتب التي تصدر حتى في هذه الأيام فتجدوا أنها تحمل صور هذا الجدل .. ودليلاً يهدمه دليل .. ولكن رغم هذا الجدل فإن عيسى عليه السلام .. أعطى السلام والأمن من الله يوم مولده وبدأه الله سبحانه وتعالى من كل جدل يحدث بعد ذلك ..

ويدور الجدل حول وفاة عيسى عليه السلام .. والقرآن الكريم يقول لنا إن عيسى لم يصلب وإن الله قد رفعه إليه .. ولا شك ان مسألة الرفع إلى السماء يجب ألا نتوقف عندها .. ذلك لأن عيسى عليه السلام من مولده إلى وفاته مؤيد بقدرة الله سبحانه وتعالى .. وإذا كان ميلاده معجزة .. وحديثه وهو طفل معجزة .. والأشياء التي قام بها وهو نبي والتي سنتناولها معجزات .. وكلها مؤيدة بطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. لا تخضع لأسباب الكون .. فلماذا نريد أن نخرج عن هذا كله في رفعه إلى السماء .. ولماذا نصدق طلاقة القدرة في مولده ومعجزاته .. ثم بعد ذلك نأتي إلى وفاته ورفعه إلى السماء ونجادل في الأسباب .. ما دامت الرسالة كلها مؤيدة بطلاقة القدرة .. فيجب أن نأخذ كل الأحداث فيها بمنطق طلاق قدرة الله .. وليس بمنطق الأسباب .. فلا نطبق على جزء من حياة عيسى عليه السلام طلاقة القدرة .. وعلى جزء آخر منها الأسباب .. وإلا نكون قد ناقضنا أنفسنا .. وهدمنا المنطق .. بل إننا يجب أن نأخذ رسالة عيسى منذ مولده حتى رفعه إلى السماء بطلاقة القدرة وحدها التي تقول للشيء كن فيكون ولا نأخذها بالأسباب والمسببات التي نعرفها ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-30-2021, 09:40 PM   #2
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


لماذا الجدل ؟

ثم لماذا الجدل عن رفع عيسى عليه الصلاة والسلام إلى السماء بالجسد أو الروح فلقد حدثت هذه المعجزة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسرى به الله بالجسد إلى سدرة المنتهى .. ثم أعاده إلى الأرض مرة أخرى .. وهذا ثابت ويقيني مما أخبرنا به القرآن الكريم صدقاً من الله سبحانه وتعالى .. فهل تقف طلاقة قدرة الله عن أن يرفع عيسى إلى السماء بالجسد ..

ان الذي يؤمن بطلاقة القدرة يعلم يقيناً أنه لا شيء يستطيع أن يحدها .. ولا قيود ولا حدود على قدرة الله سبحانه وتعالى ولا أسباب ولا مسببات .. ومادام الفعل قد نسب إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي عرج إلى السماء بمحمد عليه الصلاة والسلام وهو الذي رفع عيسى إلى السماء .. فإن العمل يجب أن ينسب إلى قدرة الفاعل الذي ليس كمثله شيء .. فإذا كان الفاعل وهو الله سبحانه وتعالى يكون الفعل بلا قيود ولا زمان ولا مكان .. ويكون مصدقاً لأن الفاعل هو الله الذي خلق كل شيء والذي يقول كن فيكون .

إذن فلا محل للجدل هنا .. لأن الجدل يمكن أن يثار إذا كان الفاعل إنساناً .. أو محدود القدرة .. ولكن إذا كان الفاعل هو الله فلا جدال .. أما بقاء عيسى عليه الصلاة السلام ليبعث في أخر الزمن أو يوم القيامة فلا يثير جدلاُ هو الآخر .. ذلك أنه في الحالة الأولى .. فإن الفرق بين معجزة محمد عليه الصلاة والسلام ومعجزة عيسى عليه الصلاة والسلام هو فرق الزمن الأرضي أو الوقت .. فمحمد عليه السلام عرج إلى السماء ثم أعيد إلى الأرض في فترة زمنية قصيرة .. وعيسى عليه السلام سيأخذ فترة زمنية أطول ولا زمن عند الله سبحانه وتعالى .

على اننا في كل هذا .. وأعود فاكرر مرة أخرى يجب أن ننسب الفعل إلى الفاعل .. وإذا كنا في الأشياء الأرضية ننسب الفعل إلى الفاعل .. فحفل يقيمه وزير أو حاكم لا نتقبله بعقولنا كما نتقبل بنفس المقاييس حفلاً يقيمه رجل فقير بسيط .. فإذا قيل لي أن حاكماً أو وزيراً قد أقام حفلا .. وان رجلا بسيطاً قد أقام حفلا .. فأنني بعقلي ودون أن يخبرني أحد أعرف أنه يجب أن أنسب الفعل إلى الفاعل .. فأعرف أن الحفل الذي يقيمه الوزير أو الحاكم يقام في مكان فاخر .. يحضره عدد كبير من الناس وعلية القوم .. بينما حفل الرجل الفقير يقام في مكان بسيط ويحضره عدد قليل من عبادة الله البسطاء .. إذن ففي الحالتين قد نسبت الفعل إلى الفاعل .. وفرقت فرقاً هائلاً بين إمكانيات الفاعل في حدث واحد وهو الحفل .. وإذا كانت هذه هي المقاييس فإننا يجب أن نفرق بين قدرة الفاعل وهو الله .. وبين قدرة البشر .. وان ننسب الحدث لقدرة فاعله الذي ليس كمثله شيء .

على أن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز أن هذه المسائل الثلاث _ مولد عيسى ورفعه إلى السماء وبعثه _ ستكون مثار جدل حتى قيام الساعة .. وأن الله سبحانه وتعالى قد برأ عيسى عليه الصلاة والسلام من هذا الجدل .. ومن كل ما قيل ويقال بعد رفعه إلى السماء .

على أننا حين نتحدث عن معجزات عيسى عليه الصلاة والسلام .. فيجب أن نلاحظ شيئاً هاماً .. هو أن الله سبحانه وتعالى فرق بين هذه المعجزات رغم أن عيسى عليه عليه الصلاة والسلام رسول مؤيد من الله .. فقال الله سبحانه وتعالى على لسان عيسى ..

" قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {49} " سورة آل عمران .

نلاحظ هنا .. أن الله سبحانه وتعالى قد فرق بين المعجزات .. فجعل بعضها تتبعه عبارة ( بإذن الله ) .. والبعض الآخر لم يذكر فيه شيئاً عن هذه العبارة .. ورغم أن عيسى عليه السلام رسول مؤيد من ربه بالمعجزات .. إلا أن الله سبحانه وتعالى قد فرق بين المعجزات التي هي بإذنه والمعجزات التي أيد بها رسوله .. فمعجزة الخلق وان عيسى عليه الصلاة والسلام يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيراً .. ذكر الله سبحانه وتعالى أن الحياة تدب في هذا الطير بإذن الله .. ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد احتفظ بسر خلق الحياة لنفسه .. لم يعطه لعبد من عبادة .. ومن هنا كان لزاماً أن تأتي كلمة بإذن الله بمعنى أن الخلق يتم لا بمعجزة ذاتية ولكن بإذن الله سبحانه وتعالى .


ثم تمضي السورة الكريمة ..

" .... وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ .. {49} سورة آل عمران .

ذلك أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى الذي يحي ويميت .. وهكذا كانت هذه المعجزات إعلاناً من الله سبحانه وتعالى بأنه هو الفاعل وحده .. لا يشرك أحداً معه في ذلك .. أنه إذا كانت هذه المعجزات قد تمت على يد رسول فإنها تتم بإذن الله فأنه هو الذي يحي ويميت وهو الذي يشفي من المرض .

ثم تأتي بعد ذلك المعجزات الأخرى " وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ {49}. ( سورة آل عمران ).

تلك آية من الله سبحانه وتعالى إلى عيسى عليه السلام .. مكنه الله منها فاستطاع أن يقوم بها بذاتيته .. وهي وان كانت تأييداً من الله .. إلا إنها تأييد لرسوله .. كدليل على صدق الرسالة .. وإن الله سبحانه وتعالى لم يحتفظ بسر هذه الأشياء لنفسه .. بل اطلع عليها عيسى عليه السلام ومكنه منها .. ومن هنا فإن هناك معجزات احتفظ الله بسرها لنفسه ومكن عيسى من القيام بها .. ومعجزات اطلع الله عيسى على سرها ومكنه منها وسر الخلق والموت وإحياء الموتى احتفظ به الله لنفسه ولم يطلع رسولا من رسله على الكيفية التي يتم بها ذلك .

على إنه رغم طلاقة القدرة التي لازمت عيسى منذ ساعة مولده حتى رفعه الله إلى السماء .. تلك الطلاقة التي أعطته من ساعة ولادته حتى ساعة رفعه على السماء معجزات بينات .. فإن ذلك لم يقنع بني اسرائيل .. ولم يجعلهم يؤمنون به .. بل على العكس جعلهم يتمسكون بالماديات وهم يرون الغيبيات وطلاقة القدرة .. وبدأوا يتآمرون عليه ويكذبون رسالته .. وكلما جاءهم بمعجزة أنكروها ولم يلتفتوا إليها .. ذلك هو طبع بني اسرائيل .. فقد جاءهم موسى بمعجزات لا تعد ولا تحصى .. وكلما حدثت أمامهم معجزة .. بقوا فترة وجيزة على الإيمان .. ثم عادوا إلى الكفر مرة أخرى .. ولم تجعلهم كل المعجزات يبتعدون عن الماديات ويتجهون إلى الله سبحانه وتعالى .. بل كان ولاؤهم دائما للذهب والمال حتى يومنا هذا .. ولقد لعنهم الله بكفرهم ..


ولم يؤمنوا !

وعيسى عليه الصلاة والسلام بعد كل ما أراه لهم رؤيا العين .. ويقين المشاهدة .. أحس أنهم لم يؤمنوا .. وأحس أنهم يبتعدون عن الله سبحانه وتعالى .. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى :

" فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {52}‏. ( سورة آل عمران )

أي أن عيسى عليه الصلاة والسلام حين أحس من هؤلاء اليهود بكفرهم وعنادهم .. وعدم طاعتهم أو اقتناعهم رغم كل ما أرسله الله على يديه من آيات بينات .. أحس عيسى منهم الكفر .. فبدأ يبحث عن رجال أمناء مؤمنين .. يبلغون رسالته من بعده ويحملون منهج الله إلى عباد الله في الأرض .. كان ذلك يقيناً من عيسى عليه الصلاة والسلام أن بني إسرائيل لن يؤمنوا له رغم كل البينات التي جاء بها .. ورغم أنه قد جاء إليهم رحمة من الله سبحانه وتعالى ليحل لهم بعض ما حرم عليهم .. ليدلهم على منهج الله الذي ينجيهم من عذاب أليم .. ورغم كل هذا الذي يعتبر في مصلحة بني اسرائيل .. فقد أحس عيسى منهم بالكفر وعدم الإيمان .. فبدأ يلتجئ إلى الحواريين ومريديه ليلقنهم الرسالة الصحيحة .. ويخبرهم بما أنزله الله عليه .. حتى يكونوا من بعده دعاة مخلصين لهذا الدين الذي كان واثقاً أن بني اسرائيل سيحاولون تشويهه ومحاربته ونشر الأكاذيب عن رسالته ولقد قام الحواريون بتلقي منهج الله ثم نقلوه بعد ذلك إلى أقطار الأرض .. وهكذا كان عيسى عليه السلام حريصاً في حياته على أن يبلغ الرسالة التي كلفه الله بها .. فلما لم يفلح مع بني اسرائيل اتجه إلى تلاميذه وحوارييه .. وأعطاهم التعاليم التي نزلت عليه من السماء .. وأخذ عهداً منهم أن يقوموا بإبلاغها إلى الناس حتى يفوت على بني اسرائيل فرصة القضاء على هذا الدين وهو ما كانوا يبيتونه وأحسه عيسى عليه الصلاة والسلام في حياته .


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2021, 09:27 PM   #3
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


إلى هنا ..

ولقد كانت رسالة المسيح عليه السلام تجسيدياً لطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. فلطلاقة القدرة جاءت من أول الرسالة إلى آخرها .. فعندما نذرت امرأة عمران ما في بطنها لله سبحانه وتعالى .. جعلها الله تلد أنثى .. ولما أحست امرأة عمران أن الذكر ليس كالأنثى .. ورفعت يديها إلى السماء معلنة ذلك .. قال لها الله سبحانه وتعالى أنه أعلم بما وضعت .. ثم بدأ اصطفاء مريم بكشف طلاقة القدرة لها على أشياء مادية من الرزق الذي يعطيه لها الله وهي في المحراب تتعبد .. وشاء الله سبحانه وتعالى أن يري زكريا طلاقة القدرة عندما سأل مريم من أين لك هذا .. ورزقه بابن وهو رجل عجوز وامرأته عاقر .. ثم طهر الله سبحانه وتعالى مريم بالعبادة له والسجود إليه والتقرب منه ثم اصطفاها مرة أخرى على نساء العالمين لتكون هي الأنثى الوحيدة في سائر مخلوقات الله من الإنسان والجن وكل ما خلقه الله لتضع مولوداً بدون ذكر ..

ولذلك كان الاصطفاء الثاني مقروناً بذكر اسم مريم مميزاً في القرآن الكريم .. ففي كل آيات القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى مريم ابنة عمران .. وعيسى بن مريم .. ولا يأتي ذكرها ولا ذكر ابنها بالاسم الأول وهو مريم وعيسى .. مع ان المتبع في القرآن الكريم هو الاسم الأول فقط .. لأن ما يرويه القرآن هو أمثلة إيمانية لا تتعلق بالشخص نفسه .. إلا في قصة مريم فقط اختصها الله بهذه المعجزة التي لن تتكرر إلى يوم القيامة .. والتي فضلها بها على كل النساء واللاتي خلقهن في العالمين .

وقد جاء ميلاد المسيح ابن مريم دليلاً على طلاقة القدرة التي تقول للشيء كن فيكون .. فولد من أنثى ذكر .. وثبت الله مريم قبل أن يحدث ذلك .. ثم اظهر صدق المعجزة بان جعل عيسى بن مريم ينطق وهو طفل عمره دقائق ثم أيده بالمعجزات .. عدد منها بإذن الله كأن يصنع الطين على هيئة الطير ويحيي الموتى ويشفي المرضى .. كل ذلك يتم بإذن الله .. وعدد منها يتم بما اطلعه الله ونبأه به من أسرار الكون لتكون آية ودليلاً على صدق رسالته كأنباء الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ..

ورغم كل هذه المعجزات البينات .. وإن عيسى قد أرسل رحمة لبني اسرائيل .. فقد كفر به بنو اسرائيل وتربصوا به .. فلما أحس عيسى منهم الكفر جمع حوارييه أو تلاميذه .. وأبلغهم ما أرسل به لينقلوا رسالة الله إلى البشر .. وحملهم أمانة هذه الرسالة .


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir