![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب :إن الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب وسفك الدم .. فتلك نظرية بولسية أقحمها القديس بولس في مسيحية المسيح الحقة . وهذا شيىء أستطيع ان شاء الله بيانه من الأناجيل : 1- بينما كان المسيح يسير خارجاً ( إذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية .؟ فقال له لماذا تدعوني صالحاً ؟ ليس صالحاً ( إلا واحد هو الله ). ولكن إن أردت أن تدخل الحياة .. فاحفظ الوصايا . قال له : أية الوصايا ؟ فقال يسوع : لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك . قال له الشاب هذا كلها حفظتها منذ حداثتي .. فماذا يعوزني بعد ؟ ((( قال له يسوع ))) : إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء .. فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني . متى 19: 16 – 21 ) وكما ذكرت لك في السابق أن المسيح قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله .. فقد صحح صيغة السؤال .. فنفى الصلاح عن نفسه .. ورده الى الله سبحانه وتعالى الذي تفرد في ذاته وصفاته . وبذلك قرر المسيح على رؤوس الأشهاد أن (( الله المثل الأعلى في السماوات والأرض )) . وإن أي خلط بين الله _ سبحانه _ وبين المسيح .. إنما هو قول مردود وكفر مرفوض . ومن ذلك يتبين أن الخلاص الحق يقوم على الإيمان بالله الواحد .. ثم العمل الصالح . ولا مجال للحديث هنا عن الصلب أو الصليب .. فتلك كلها مسميات قال بها بولس وتلاميذه .. ما أنزل الله بها من سلطان . 2- وفي يوم الدينونة تكون النجاة بالعمل الصالح بعيداً عن الصلب وفلسفاته .. بل وحتى اسمه . فهناك " 34- يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا مباركي أبي رِثُوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . 35- لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريباً فآويتموني . 36- عرياناً فكسوتموني . مريضاً فزرتموني . محبوساً فأتيتم إليَّ . 37- فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يا رب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك . أو عطشاناً فسقيناك . 38- ومتى رأيناك قريباً فآويناك أو عرياناً فكسوناك ؟ 39- ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك . 40- فيجيب الملك ويقول لهم الحق أوقول لكم بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم . 41- ثم يقول الملك للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته . 42- لأني جعت فلم تطعموني ... 44- حينئذ يجيبونه هن أيضاً قائلين : يا رب متى رأيناك جائعاً ؟ .... 45- فيجيبهم قائلاً : الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوا بأحد هؤلاء الأصاغر .. فبي لم تفعلوا . 46- فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حاة أبدية . " (انجيل متى) . هكذا يدان الناس : أهل البر والعمل الصالح إلى الحياة الأبدية السعيدة .. وأهل الشر والبخل إلى عذاب أبدي . ومرة أخرى لا دخل لفلسفة الصلب والفداء في إنقاذ أهل الشر .. فلن تنفعهم في شيىء . 3- يقول يعقوب في رسالته ( 2- 19- أنت تؤمن بأن الله واحد . حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون . 20- ولكن هل تريد أن تعمل أيها الإنسان الباطل ((( أن الإيمان بدون أعمال ميت )))) ؟ ... 24- ترون إذاً بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده . إن ( الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم . يعقوب 1:17 ) . من ذلك وغيره كثير وكثير جداً .. يتبين أن الخلاص لا علاقة له بالصلب على الإطلاق . اخي العزيز .. انتم تقولون إن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة .. فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟ وقلتم انه هو الذي قبل ذلك .. وأقول لك إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر فإنه مذنب ولو كان يريد ذلك . إن خطيئة آدم عليه السلام لم تزد عن أن تكون أكلاً من شجرة نُهى عنها قد عاقبه الله عليها _ باتفاق المسحيين والمسلمين _ باخراجه من الجنة , ولا شك أنه عقاب كاف .. فالحرمان من الجنة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين. وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه . وكان يستطيع أن يفعل بآدم عليه السلام أكثر من ذلك .. ولكنه اكتفى بذلك . فكيف يستساغ أن يظل مضمراً السوء ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟!! وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم الى عيسى عليه الصلاة والسلام أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد الرسول نوح عليه الصلاة والسلام .. حيث لم ينجد إلى من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة .. فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم . فكيف تبقي بعد ذلك ضيقة أو كراهية تحتاج أن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية . نضع الآن مجموعة من الأسئلة حول الصلب والفداء .. موجهة إلى المسيحيين لعلنا نجد لها إجابة ... وهذه الأسئلة هي : 1- ادعى المسيحيون أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة .. فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟ قد يقولون : إنه هو الذي قبل ذلك .. ونقول لهم إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر .. فأنه مذنب .. ولو كان يرد ذلك. 2- إذا كان المسيح ابن الله .. فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يديه ؟ 3- ما هو تصور المسحيين لله _ جل في علاه _ الذي لا يرضى إلا أن ينزل العذاب المهين بالناس .. والعهد في الله _ الذي يسمونه الآب ويطلقون عليه : الله محبة .. الله رحمة _ أن يكون واسع المغفرة .. كثير الرحمات ؟ 4- من هذا الذي قد الله _ سبحانه وتعالى _ وألزمه وجعل عليه أن يلتزم العدل وأن يلتزم الرحمة .. وأن يبحث عن طريق للتوفيق بينهما .. بين العدل والرحمة .. بأن ينزل ابنه الوحيد .. في صورة ناسوت .. يصلب تكفيراً عن خطيئة آدم ؟ 5- يدعي المسيحيون أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم .. وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد _ خاصة وأن الكتاب المقدس ينص على أنه " لا يقتل الآباء عن الأولاد .. ولا يقتل الأولاد عن الآباء. فكل إنسان بخطيئته يقتل " ( تثنية 24: 16 ) ؟ 6- إذا كان صلب المسيح عملاً تمثيلياً على هذا الوضع .. فلماذا يكره المسيحيون اليهود ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟ إن اليهود _ وخاصة يهوذا الأسخريوطي _ كانوا حسب الفهم المسيحي لموضوع الصلب أكثر الناس عبادة لله .. لأنهم بذلك نفذوا إرادة الله التي قضت بصلب ابنه فقاموا هم بتنفيذ ذلك العمل . 7- هل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضرورياً .. أم كان هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟ ماذا يقول المسيحيون للإجابة عن مثل هذا السؤال .. كما يقدمه القس بولس ساباط .. إذا يقول : " لم يكن تجسد الكلمة ضرورياً لإنقاذ البشر .. ولا يتصور ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية " _ ثم يسترسل هذا الكاتب .. فيذكر السبب في اختيار الكلمة لتكون فداء لخطيئة البشر .. فيقول : " إن الله على وفرة ما له من الذرائع إلى فداء النوع البشري وإنقاذه من الهلاك الذي نتج من الخطيئة ومعصية أمره الإلهي .. قد شاء _ سبحانه _ أن يكون الفداء بأعز ما لديه .. لما فيه من القوة على تحقيق الغرض وبلوغه سريعاً ". إن أبسط الذرائع لدي الله _ سبحانه _ وتعالى إذا استخدمنا لغة ذلك القس .. هي أن يقول الله : عفوت عنك يا آدم . ... هذا ما يقوله القرآن الكريم : " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ." ونصرخ في وجه هذا الكاتب فنقول إنه ليس من الحكمة في شيء أن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس . ثم هناك إجابة أخرى عن هذا السؤال نقتبسها من كاتب مسيحي آخر هو الآب بولس اليافي الذي يقول : " مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالهم مع أبيه بكلمة واحدة أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية لأبيه السماوي لكنه أبى إلا أن يتألم .. ليس لأنه مريض بتعشق الألم أو لأن أباه ظالم يطرب لمرأي الدماء .. وبخاصة دم ابنه الوحيد .. وما كان الله بسفاح ظلوم .. لكن الإله الابن شاء مع الله الآب أن يعطي الناس أمثولة خالدة من المحبة تبقى على الدهر وتحركهم على الندامة لما اقترفوه من آثام وتحملهم على مبادلة الله المحبة ". ومرة أخرى نصرخ في وجه هذا المؤلف مؤكدين أنه صور الداء أدق تصوير عندما تكلم عن الدماء والقسوة .. لكنه عندما بدأ يجيب ويصف الدواء تعثر وكبا ولم يقل إلا عبارات جوفاء لا تحمل أي معنى . 8- ونعود إلى القس بولس ساباط .. ونسأله كما سأل : إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية .. فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ يجيب هذا الكاتب بما يلي : " إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا .. فالذنب ذنبهم لأنهم نسوا النور وعشوا فيه مؤثرين الظلمة بإرادتهم ". ومعنى هذا أن خطيئة واحدة محيت .. وأن ملايين الخطايا سواها بقيت وجدت بعد ذلك . وسيحاسب الناس على ما اقترفوه .. وبعض ما اقترفوه أقسى من عصيان آدم . لقد أنكر بعض الناس وجود الله .. وهاجمه آخرون وسخروا من جنته وناره . فلماذا كانت ظاهرة التجسد لخطيئة واحدة .. وتركت خطايا أكبر .. لا تعد ولا تحصى ؟ 9- أين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله _ تعالى عن ذلك علواً كبيراً _ ظل حائراً بين العدل والرحمة ألوف السنين .. حتى قبل المسيح منذ ألفي عام فقط أن يصلب تكفيراً عن خطيئة آدم . 10- يلزم _ كما في جميع الشرائع _ أن تتناسب العقوبة مع الذنب .. فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم ؟ 11- هذا _ إلى أن خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلاً من شجرة نهى عنها قد عاقبه الله عليها كما قلت _ باتفاق المسيحيين والمسلمين _ بإخراجه من الجنة ..ولا شك أنه عقاب كاف .. فالحرمان من الجنة الفينانة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين . وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه .. وكان يستطيع ان يفعل بآدم أكثر من ذلك .. ولكنه اكتفى بذلك . فيكف يستساغ أن يظل مضمراً السوء غاضباً ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟ 12- وقد مرت بالبشر كما قلت منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة .. فهؤلاء هم الذي رضي الله عنهم .. فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية . 13- والكاتب المسيحي الذي أسلم _ عبد الأحد داود وكان مطراناً للموصل _ ينتقد قصة التكفير عن الخطيئة هذه انتقاداً سليماً فيقول: " إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي .. وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوماً عن كل الأنبياء السابقين ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب . 14- ويقول هذا الكاتب _ عبد الأحد داود : " إن ما حمله على ترك المسيحية هو هذه المسألة وظهور بطلانها .. إذ أمرته الكنيسة بأوامر لم يستسغها عقله : أ- نوع البشر مذنب بصورة قطعية ويستحق الهلاك الأبدي . ب- الله لا يخلص أحداً من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم بدون شفيع . ت- الشفيع لا بد أن يكون إلهاً تاماً وبشراً تاماً ". ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر .. فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهراً من خطيئة آدم .. ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه . ويسألهم الكاتب ألم يأخذه عيسى نصيباً من الخطيئة عن طريق أمه ؟ ويجيب هؤلاء : بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الابن رحمها . ويعود الكاتب يسأل : إذا كان الله يستطيع _ التطهير _ هكذا في سهولة ويسر إذ يطهر بعض خلقه .. فلماذا لم يطهر خلقه من الخطيئة كذلك بمثل هذه السهولة وذلك اليسر .. بدون إنزال ابنه وبدون تمثيلية الولادة الصلب ؟ ونضيف إلى نقاش عبد الأحد داود .. أن قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهراً من خطيئة آدم .. مما استلزم أن يولد عيسى من غير أب أو ان يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها .. يحتاج إلى طريق طويل معقد .. وكان أيسر منه أن ينزل ابن الله مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة . ونضيف كذلك أن اتجاه المسيحيين هذا يتعارض مع اتجاه مسيحي آخر .. هو أن ابن الله دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو ابن الله كأنه ولد من أولاده .. ثم يصلب ابن الله تكفيراً عن خطيئة البشر الذين أصبح كواحد منهم . ويبقى أن نسأل أسئلة أخيرة في هذا الموضوع هي : هل كان الأنبياء جميعاً .. نوح _ إبراهيم _ موسى .. عليهم أفضل الصلاة والسلام ... .. مدنسين بسبب خطيئة أبيهم ؟ وهل كان الله غاضباً عليهم كذلك .. وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟ هذه الأسئلة نضعها بين يدي النصارى لعلهم يحاولون الإجابة عنها. وللحديث بقية ... اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم القيامة والظهور لقد انتهينا من دراسة قضية الصلب .. وهي واحدة من أخطر القضايا المسيحية باعتبارها صارت ركيزة من ركائز العقيدة التي تبناها بولس .. وصار لها السيادة فيما بعد . ولم تكن على الإطلاق من وصايا المسيح ولا من رسالته .. وماذا رأينا فيها ؟ رأينا أن هذه المصادر المسيحية _ وهي الأناجيل _ قد اختلفت تماماً في كل جزئية تتعلق بموضوعات الصلب .. وقلنا _ من قبل _ إننا نتبع في دوائرنا القضائية في كل بلد من بلاد العالم .. أنه عندما تختلف شاهدة الشهود .. ترفض على الفور شهاداتهم .. كذلك فإن السمة الواضحة والعامل المشترك بين هذه المصادر المسيحية .. شيء واحد .. هو أن كل ما كتب قام على ظن وعلى تناقض يتناقض بعضه مع بعض .. وينقض بعضه بعضاً .. وقد عبَّر القرآن الكريم عن هذه الحالة في آية من آياته .. وذلك من معجزات القرآن فقد قال : " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( 157 ). " سورة النساء . لقد وجدنا أن كل ما كتب وخاصة ابتداء من قضية الصلب .. وملحقاتها وهي القيامة والظهور .. قد اختلف فيه كتبة الأناجيل جمعياً من الألف إلى الياء .. ونبدأ الآن في دراسة قضية القيامة التي تقول _ وفق التعليم المسيحي _ إن المسيح صلب ومات ودفن وقام في اليوم الثالث .. وبعد ذلك ظهر لبعض الناس .. ولقد عرفنا مما سبق أنه لم يدفن في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال .. كما قالت الأناجيل .. إذ أن المصلوب دفن في الأرض لمدة يوم واحد وليلتين على أحسن الفروض ... القيامة .. بدأت روايات قيامة المسيح من الأموات وظهوره بعد الموت تنشر ببطء شديد وسط المجموعة المسيحية الأولى .. بسبب إنكار تلاميذه وحوارييه _ وعلى رأسهم بطر س _ لتلك الروايات .. وشكهم فيها .. وعدم إيمانهم بوجود أدنى صلة بين رسالة المسيح الحقة التي تلقوها من معلمهم .. وبين فكرة القيامة من الأموات هذه التي صارت واحدة من ركائز العقائد المسيحية .. من أجل ذلك تأخر الإعلان عن قيامة المسيح وظهروه سبعة أسابيع .. فلم يذع خبرها بين عامة المسيحيين إلا بعد 50 يوماً .. كما تقول رسالة الإعمال التي سطرها (( لوقا )) بعد أكثر من 60 عاماً من رفع المسيح . وإذا كان هذا هو مجمل حديث القيامة .. كما سجلته الأناجيل .. فمن الواجب ألا يغيب عن البال _ كما يقول جورج كيرد: " إن أول شهادة عن القيامة لم تعطها الأناجيل .. لكن جاءت من رسائل بولس .. وعلى وجه الخصوص رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( الإصحاح 15 ) التي كتبت قبل أقدم الأناجيل بعشر سنوات على الأقل . ففي هذا الإصحاح نجد بولس يقتبس تعليماً تسلمه من أولئك الذين كانوا مسحيين قبله " . ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 255 ) . ولقد رأينا أن ما تقوله الأناجيل عن صلب المسيح وما امتلأت به من اختلافات ومتناقضات يكفي لرفضها .. وبالتالي كان ذلك مبرراً كافياً لرفض ما قام على الصلب وهو القيامة والظهور . ومع ذلك فلسوف نتجه إلى الأناجيل لنناقش من خلالها قضية القيامة والظهور بعناصرها الرئيسية . زيارة النساء للقبر : يقول مرقس : " وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه . وباكر جداً في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس وكن يقلن في أنفسهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر . فتطلعن ورأين الحجر قد دحرج لأنه كان عظيماً جداً . ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء فاندهش .. فقال لهن لا تندهشن .. أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب .. قد قام .. ليس هو ههنا هو ذا الموضع الذي وضعوه فيه .. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل .. هناك ترونه كما قال لكم . فخرجن سريعاً وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة أخذتاهن . لم يقلن لأحد شيئاً لأنهن كن خائفات . " ( 16 : 1 – 8 ) . يقول نينهام : " إن الدافع المقترح لهذه الزيارة يدعو على أي حال إلى الدهشة . وإذا صرفنا النظر عن التساؤل الذي أثير ( عمن يدحرج الحجز ) فمن الصعب أن نثق في أن الغرض من زيارة النسوة كان دهان جسم إنسان انقضى على موته يوم وليلتان . إن أغلب المعلقين يرددون ما يقوله مونتفيوري من أن السبب الذي تعزى إليه هذه الزيارة غير محتمل البتة .. وفي الواقع نجد أنه حسب رواية القديس مرقس ( 15 : 37 – 47 ) .. فإن جسد يسوع لم يدهن أبداً بعد الموت .. خلافاً لما جاء في ( يوحنا 19: 40 ) الذي يقول : " فأخذا _ يوسف ونيقوديموس _ جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب .. كما لليهود عادة أن يكفنوا ) .. إن كثير من القراء سيتفقون في الرأي مع ما انتهى إليه فنسنت بيلور من أنه : من المحتمل أن يكون وصف مرقس محض خيال .. إذ أنه يصور لنا في وصفه بما يعتقد أنه حدث ". ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 443 – 444 ) وقد انفر متى ( 27 : 62 – 66 ) بما ذكره عن طلب اليهود من الحاكم الروماني بيلاطس أن يرسل حراساً لضبط القبر .. فاستجاب لهم " فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر ." بعد ذلك تكلم عن زيارة النساء للقبر بصورة مختلفة فقال : " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت لن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج . . فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا .. اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه إنه قام من الأموات ... فخرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه ". ( 28 : 1 – 8 ) ويقول جون فنتون : " إن حدوث الزلزلة .. ونزول الملاك من السماء .. ودحرجة الحجر بعيداً .. وخوف الحراس .. كلها إضافات من عمل متى .. كذلك نجد في إنجيل مرقس ان النساء لا تطعن الرسالة .. أما في متى فإنهن يطعنها ( فيخبرن التلاميذ بالقيامة ) . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 449 – 450 ) . ويقول لوقا : " في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس .. فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر . فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة .. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض قالا لهن .. ليس هو ههنا لكنه قام .. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل .. فتذكرن كلامه ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر الباقين بهذا كله . وكانت مريم المجلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل " ( 24 : 1 – 10 ) ويقول جورج كيرد : " إن قصة لوقا عن القبر الخالي تسير بمحاذاة مرقس .. لكنها تختلف عنها في أربع نقاط : فبينما يذكر مرقس شاباً واحداً عند القبر .. نجد لوقا يذكر رجلين . وحسبما جاء في ( مرقس 16: 7 ) قيل للنسوة : ولكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم _ لكن لوقا يشير بدلا من ذلك إلى تعليم سبق إعطاؤه في الجليل . ذلك أنه حسب مصدر المعلومات الذي استقى منه لوقا فإن ظهور ( المسيح ) بعد القيامة لم يحدث في الجليل .. لكنه حدث فقط في أورشليم وما حولها ) . ( لوقا 24: 13 – 35 ) كذلك نجد حسب رواية مرقس أن النسوة قد حملن برسالةٍ فشلن في توصيلها لأنهن كن خائفات .. بينما يخبرنا لوقا أنهن قدمن تقريراً كاملاً عما رأينه وسمعنه إلى التلاميذ الآخرين . وأخيراً فإن قائمة الأسماء مختلفة .. إذا أن لوقا بذكر يونا بدلا من سالومي التي ذكرها مرقس ." ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 256 ) . أما رواية يوحنا عن القيامة فإنها مختلفة عما روته الأناجيل الثلاثة في عناصرها الرئيسية .. ذلك أن يوحنا يقول : " في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باقٍ .. فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر . فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه . فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر . وكان الاثنان يركضان معاً . فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولا إلى القبر . وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل .. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعاً مع الكفان . بل ملفوفاً في موضع وحده فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الأخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى آمن .. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكي .. فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً ." ( 20: 1 – 10 ) . اختلاف الأناجيل في روايات الزيارة : من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ترويه الأناجيل عن زيارة النساء للقبر وملابساتها كما يتضح مما سبق .. بالإضافة إلى الآتي : 1- يذكر مرقس أن توقيت زيارة النساء للقبر كان بعد طلوع الشمس .. بينما يقول الآخرون أن الزيارة كان قبل طلوعها _ فيه في متى ولوقا عند الفجر .. وفي يوحنا : " الظلام باق " . 2- يذكر " مرقس " أن الزائرات كن ثلاث نسوة , لكن " متى " يذكر اثنتين فقط .. بينما يقول " لوقا " إنهن كن جمعاً من النساء .. أما " يوحنا " فيجعل بطلة الزيارة هي مريم المجلية بمفردها التي تذهب لتحضر معها بطر ويوحنا ( التلميذ المحبوب ) . ولا يتفق كتبة الأناجيل على شيء من العناصر الرئيسية لقصة الزيارة قدر اتفاقهم على جعل مريم المجدلية في موضع الصدارة بين الزائرات .. حتى أن يوحنا يجعلها الزائرة الوحيدة . وبذلك صارت مريم المجدلية _ التي أخرج منها المسيح سبعة شياطين _ هي المصدر الرئيسي لكل ما قيل عن قيامة المسيح من الأموات. 3- وعند القبر رأت النساء شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء _ حسب مرقس _ بينما هو في متى: " ملاك الرب .. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج " .. أما في لوقا: " رجلان بثياب براقة " .. وفي يوحنا : " ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند القدمين ". هذا بالإضافة إلى ما سبق بيانه بخصوص قضية القيامة التي اختلفت فيها الأناجيل اختلافاً يكفي لرفض شهاداتها جمعياً .. لقد انفرد إنجيل متى بقوله : " وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس : قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم _ فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الموات . فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى . فقال لهم بيلاطس عندكم حراس .. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون . فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر " ( 27 : 62 – 66 ) . وبذلك تكون الإجراءات التي تمت هي حراسة القبر وختم الحجر. وإذا صرفنا النظر عن كيفية دحرجة الحجر واختلاف الأناجيل فيها .. فإننا نقرأ في " متى " بعد ذلك الآتي : " وفيما هما ذاهبتان ( مريم المجدلية ومريم الأخرى ) إذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة .. قائلين : قولوا إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام .. وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين . فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم . فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم ." ( 28 : 11 – 15 ) . من ذلك يتبن كما قلت أن خصوم المسيح وهم رؤساء الكهنة والشيوخ وكذا الحراس لم يشاهدوا قيامة المسيح .. ولم يشاهدوه بعد القيامة .. لكن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه هو وجود القبر _ الذي قيل إنه دفن فيه _ خالياً . وإذا رجعنا إلى قصة دانيال أثناء السبي البابلي لوجدنا نظيراً لقصة المقبرة التي وضع عليها حراس وسدت بحجر مختوم . فلقد حدث أن تأمر خصوم دانيال عليه ووشوا به عند الملك لأنه لا يتعبد له .. إنما بتعبد للإله الواحد خالق الأكوان . آنذاك غضب الملك وأمر بوضع دانيال في جب الأسُود .. وقفله بحجر وختمه . وفي هذا يقول سفر دانيال : " قولوا قدام الملك إن دانيال الذي من بني سبي يهوذا لم يجعل لك أيها الملك اعتباراً .. فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جداً .. حينئذ أمر الملك فأحضروا دانيال وطرحوه في جب الأسُود. أجاب الملك وقال لدانيال إن إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجيك . وأتى بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم عظمائه. ثم قام الملك باركاً عند الفجر وذهب مسرعاً إلى جب الأسُود . فلما اقترب إلى الجب نادى دانيال بصوت أسف. أجاب الملك وقال لدانيال . يا دانيال عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسُود ؟ فتكلم دانيال مع الملك .. أيها الملك عش إلى الأبد . إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسُود فلم تضرني لأني وجدت بريئاً قدامه وقدامك أيضاً . أيها الملك لم أفعل ذنباً . حينئذ فرح الملك به وأمر بأن يصعد دانيال من الجب .. فأصعد دانيال من الجب ولم يوجد فيه ضرر لأنه آمن بإلهه. فأمر الملك فأحضروا أولئك الرجال الذي اشتكوا على دانيا وطرحوهم في جب الأسُود هم وأولادهم ونساءهم . ولم يصلوا إلى أسف الجب حتى بطشت بهم الأسُود وسحقت كل عظامهم " ( 6: 13 – 24 )ة هنا حدثت المعجزة حقاً .. إذ رفعت الأختام في وجود شهود عاينوا دانيال قائماً بينهم حياً .. قد انتصر على الموت الذي كان ينتظره في فم الأسُود .. وشهد بذلك أعداء دانيال وأصدقاؤه على السواء . فلو كان المسيح هو ذلك الذي صلبوه .. ثم وضعوه في القبر .. ثم أقاموا عليه حراساً وختموه .. لكان الأولى به حين يقوم من الموت _ كما يدعون _ أن يحدث ذلك على مرأى ومسمع من أعدائه قبل أصدقائه .. حتى تتحقق المعجزة بشهادة الشهود .. خاصة وأن المسيح مارس معجزاته كلها أمام الناس سواء المؤمنين به أو المكذبين له . أما أن توجد مقبرة خالية .. فيقال إن المسيح الذي دفن فيها قد قام ولم يره أحد .. فذلك شيء لا يقوم على أي أساس بسبب التضارب الواضح فيما ترويه الأناجيل عن القيامة التي تعتبر ركيزة من ركائز العقائد المسيحية والتي تفوق في أهميتها خروج دانيال حياً من جب الأسُود ألاف المرات . هذا ويقول جون فنتون : " لقد كانت الكنيسة الأولى ترى في خروج دانيال حياً من جب الأسُود نوعاً من المشابهة لقيامة يسوع .. كما يلاحظ أن " متى " غيّر قول مرقس أن المرأتين اشترتا حنوطاً . ليأتين ويدهنه .. إلى قول أخر هو : ( لتنظرا القبر ) . ولعل السبب في ذلك هو أنه ما دام " متى " قد أدخل قصة ختم الحجر إلى روايته .. فلا بد أن يقوم بهذا التعديل ". ( تفسير إنجيل متى صفحة 448 – 450 ) . وإذا كانت الكنيسة قد اعتبرت خروج دانيال من جب الأسُود شبيهاً بقيامة المسيح .. أما كان ضرورياً للإقرار بتلك المشابهة أن يتوافر العنصر الضروري والكافي لتحقيق الحدث .. وهو شهادة الشهود من الأصدقاء والأعداء على السواء ؟ وهو الشي الذي اكتمل في قصة دانيال .. وفقد تماماً في قصة المسيح . ونستطيع أن ندرك الآن قيمة هذه الفقرة المختصرة التي قررها أدولف هرنك : " إن هناك عدداً من النقاط مؤكدةٌ تاريخياً منها : أن أحداً من خصوم المسيح لم يره بعد موته ". ( تاريخ العقيدة : جـ 1 .. صفحة 85 ) . نعم .. إن رؤية الخصوم قبل الأصدقاء دليل هام ومفقود كان من اللازم تواجده _ أولا _ عند كل من يؤمن بحديث القيامة .. ولسوف يبقى مفقوداً إلى الأبد.. وللحديث بقية ... اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الظهُور .. نبدأ أولا بذكر ما يقوله إنجيل مرقس في مختلف الموضوعات التي نتعرض لها في هذه الدراسة .. ثم نتبع ذلك بما تقوله بقية الأناجيل في ذات الموضوع . ويرجع ذلك لما هو متفق عليه من أن إنجيل مرقس يعتبر أقدم الأناجيل القانونية ... بالإضافة لكونه المصدر الرئيسي الذي نقل عنه كل من متى ولوقا. وإذا طبقنا تلك القاعدة التي درجنا عليها .. وبدأنا بما يقوله إنجيل مرقس عن ظهور المسيح بعد قيامته من الأموات فإننا نقول : يقول إنجيل مرقس : لا شيء ... نعم : لا يقول إنجيل مرقس شيئاً عن موضوع الظهور . ولسوف يسرع بعض القراء إلى النسخ التي في متناول أيديهم من إنجيل مرقس .. بغية التثبت من حقيقة هذا الإدعاء الخطير .. فيجدون خاتمة هذا الإنجيل _ ( الأعداد من 9 إلى 20 ) التي ينتهي بها الإصحاح السادس عشر _ تتكلم عن ظهور المسيح لبعض الناس بعد فتنة الصلب وروايات القيامة . وهنا يحدث لبس تزيله الحقيقة الآتية : إن خاتمة إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح _ ( الأعداد 9 إلى 20 ) _ ليست من عمل مرقس كاتب الإنجيل .. ولكنها إضافات أدخلت إليه حوالي عام 180م .. أي بعد أن سطر مرقس إنجيله بنحو 120 عاماً .. ولم تأخذ أي صورة قانونية إلا بعد عام 325 م . سأشير إلى هذا عند الحديث عن مشاكل إنجيل مرقس _ وقبل ان أبدأ به سأتكلم عن السؤال القائل بالنسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟ كان من الممكن ان أبدأ بهذا من أول مشاركة لي .. لكن هناك أمر جعلني أؤجل هذا فيما بعد .. ونضيف الآن قول نينهام : " إنه على الرغم من أن هذه الأعداد ( 9 – 20 ) تظهر في أغلب النسخ الموجودة لدينا من إنجيل مرقس .. إلا أن النسخة القياسية المراجعة مصيبة تماماً في اعتبارها غير شرعية .. منزلة إياها من النص إلى الهامش . إن العالم الكاثوليكي الكبير " لاجرانج " واضح تماماً في قوله : إنه بالرغم من قانونيتها ( أي أنها جزء من الكتاب المقدس ) فإنها ليست قانونية بالمعنى الحرفي ( أي ليست من عمل القديس مرقس ). وتقوم وجهة النظر التي تتطابق وآراء العلماء الآخرين على ثلاثة أسباب رئيسية هي : 1- إن بعض أفضل النسخ من إنجيل مرقس تنتهي عند ( 16: 8 ) .. وبعض النسخ الأخرى تتفق معها في حذف الأعداد ( 9 – 20 ) .. لكنها تعطي بدلا من ذلك خاتمة ( أخرى ) . 2- إن كبار العلماء في القرن الرابع مثل ايزييوس وجيروم يشهدون بأن هذه الأعداد كانت ساقطة من أفضل النسخ الإغريقية المعلومة لديهم . 3- والأكثر حسماً من كل ما سبق هو أن أسلوب تلك الأعداد ومفردات اللغة التي كتبت بها يعطي أسلوب القرن الثاني .. وهو شيء يختلف تماماً عما كتب به القديس مرقس. إن هذه الفقرة لا يمكن تحديد تاريخها بالضبط .. ويمكن القول بأنها أصحبت تقبل كجزء من إنجيل مرقس حوالي عام 180م . ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 449 – 450 ) . كذلك يقول جون فنتون : : " على حسب معلوماتنا فإن إنجيل مرقس الذي كان بين يدي متى .. قد انتهى عند ( 16: 8 ) .. وعلى هذا فإن ظهور يسوع للنساء في إنجيل ( متى 28 : 8 ) قد أضافه متى . وحسبما نعلم فإن إنجيل مرقس لم يحتو على أي روايات تتكلم عن ظهور الرب المقام من الأموات ". ( تفسير إنجيل متى صفحة 449 – 450 ) . روايات الأناجيل : ومع ذلك فلسوف نذهب الآن إلى نسخ إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح فنجدها تقول : " وبعد ما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولا لمريم المجدلية التي قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معها وهن ينحون ويبكون فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته .. لم يصدقوا . وبعد ذلك ظهر بهيئته أخرى لأثنين منهم وهما يمشيان منطلقين في البرية . وذهب هذان وأخبرا الباقين .. فلم يصدقوا ولا هذين . أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام ". ( 16: 9 – 14 ) . ولقد علمنا حسب رواية متى عن زيارة النساء للقبر .. أن مريم المجدلية ومريم الأخرى قد حمَّلها ملاك الرب رسالة يقول فيها : " اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات . ها هو يتبعكم إلى الجليل " . وعندئذ خرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه " . والآن نضيف قول متى : " وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال (( سلام لكما )). فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له .. فقال لهما يسوع : لا تخافا اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني. وأما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجبل حيث أمرهم يسوع . ولما رأوه سجدوا له .. ولكن بعضهم شكوا " ( 28: 9 – 17) . هذا وبعد أن ذكر لوقا ما روته النسوة من حديث القيامة للتلاميذ والرسل نجده يتكلم عن الظهور فيقول : " وإذا اثنين منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم .. وفيما هما يتكلمان وتحاوران اقترب إليها يسوع نفسه وكان يمشي معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته . فقال لهما ما هذا الكلام الذي تتطارحان به .. فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب .. ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد . فألزماه قائلين امكث معنا .. فلما اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولها فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما . فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووحدا الأحد عشر مجتمعين هم والذين معهم . وهم يقولون إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان .. وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم رأوا روحاً . فقال لهم : ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم .. انظروا يدي ورجلي إني أنا هو .. جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه .. فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل . فأخذ وأكل قدامهم ". ( 24: 13 – 43 ) . يقول يوحنا إن مريم المجدلية كانت تبكي عند القبر .. فقال لها الملاكان : " يا امرأة لماذا تبكين قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه . ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفاً ولم تعلم أنه يسوع . قال لها يسوع : يا امرأة لماذا تبكين . من تطلبين . فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد: إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه . فقال لها يسوع يا مريم . فالتفت تلك وقالت له ربوني _ الذي تفسيره يا معلم _ فقال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى : أبي وأبيكم .. وإلهي وإلهكم. فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قد قال لها هذا . ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود .. جاء يسوع ووقف في الوسط . فرح التلاميذ أنهم رأوا الرب .. أما توما أحد الاثني عشر .. فلم يكن معهم حين جاء يسوع . فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب فقال لهم : إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أومن . وبعد ثمانية أيام كان التلاميذ أيضا داخلاً وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال : سلام لكم ... بعد هذا أظهر أيضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية .. لما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع .. ثم جاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم وكذلك السمك . هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الأموات ". ( 20: 13 – 26 , 21: 1 -14 ) ملاحظات على روايات الأناجيل : لقد عرضنا ما ترويه الأناجيل الأربعة عن ظهور المسيح .. وكلها روايات تسمح بإبداء الملاحظات الآتية : 1- اتفق مرقس ومتى ويوحنا على أن الظهور الأول كان من نصيب مريم المجلية التي لم تعرفه وظنته البستاني .. بينما أسقط لوقا تلك الرواية تماماً .. وجعل الظهور الأول من نصيب اثنين كانا منطلقين إلى قرية عمواس. 2- حدث الظهور للتلاميذ مرة واحدة في كل من مرقس ومتى ولوقا . بينما تحدث عنه يوحنا ثلاث مرات بصورة مختلفة . 3- اتفق مرقس ومتى على أن الظهور للأحد عشر تلميذاً حدث في الجليل .. فاختلفا في ذلك مع لوقا ويوحنا اللذين جعلاه في أورشليم . 4- وأخطر من ذلك كله هو اتفاق الأناجيل في هذه القضية على شيء واحد هو أن الذي ظهر لمريم المجدلية وللتلاميذ كان غريباً عليهم .. ولم يعرفوه جمعياً ((( وشكوا فيه )) .. وهم الذين عايشوا المسيح وعرفوه عن قرب . كيف يقال بعد ذلك أن المسيح ظهر لمعارفه وتلاميذه ؟ وللحديث بقية ... اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 386
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم شك التلاميذ في روايات القيامة والظهور : تمتلىء روايات الأناجيل عن القيامة والظهور بالكثير من المآخذ والثغرات التي يستطيع القارىء أن يتلمسها بنفسه بمجرد المطالعة ومقارنة المواقف المتشابهة في الاناجيل المختلفة . وتكفي هذه المآخذ والثغرات لرفض ما تقوله تلك الروايات عن قيامة المسيح وظهوره .. وكيف لا ترفض وقد رفضها كاتب إنجيل مرقس الأصلي فأسقطها من حسابه وأنهى الإنجيل ( 16: 8 ) كما سبق بيانه . كذلك رفضها تلاميذ المسيح وشكوا فيها ذلك الشك المريب الذي سجلته الأناجيل . لقد شك التلاميذ جميعاً فيما روته مريم المجدلية ومن معها من النسوة عن قيامة المسيح من الأموات .. فحين ((( رجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجيمع الباقين بهذا كله وكانت مريم المجلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهم لهم كالهذيان .. ولم يصدقوهون . فقام بطرس وركض إلى القبر فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها فمضى متعجباً في نفسه مما كان ))) ولكن أناجيل مرقس ومتى ولوقا تذكر لنا حديثاً جرى بين المسيح وتلاميذه .. تنبأ فيه بقتله ثم قيامته من الأموات ... فيه تقول : (( ابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ( المسيح ) ينبغي أن يتألم كثيراً ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم .. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره فالتفت وأبصر تلاميذه .. فانتهر بطرس قائلاً اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن للناس )) { مرقس 8: 31 – 33 } .. { متى 16: 21 – 23 } , { لوقا 9 : 22 } . إن رواية الحوار بين المسيح وتلاميذه على هذه الصورة تعني أن قيامة المسيح من الأموات أصبحت أمراً مفروغاً منه .. مثلها مثل قتله .. ذلك أن الأناجيل تذكر أن المسيح (( قال القول علانية )) . فإذا وجدنا بعد ذلك أن روايات القيامة التي جاءت بها مريم المجدلية كانت بالنسبة لبطرس _ رئيس التلاميذ والذي سبق أن راجع المسيح في أمرها _ ولرفاقه كلاماً (( كالهذيان )) لا يمكن تصديقه .. فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها هي : إن ذلك الحوار الذي قيل إنه جرى بين المسيح وتلاميذه .. والذي تنبأ فيه بقتله ثم قيامته لم يحدث على الإطلاق . وإن ما نجده عن ذلك الحوار في الأناجيل .. لا يعدو أن يكون إضافات أدخلت إليها فيما بعد . إن هذا ما ينطق به إنجيل يوحنا حين يقرر أن فكرة القيامة كانت غريبة تماماً عن التلاميذ الذين فوجئوا برواية مريم المجدلية . فحين ذهبت هذه وأخبرت بطرس ويوحنا .. فإنهما تسابقا إلى القبر (( يوحنا 20 : 8 فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الأخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى فآمن . 9- لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. 10- فمضى التلميذان " بطرس ويوحنا " أيضاً إلى موضعهما . )) كيف يتفق قول يوحنا هذا عن تلاميذ المسيح (((( لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات ))) _ مع ذلك القول والحوار الطويل الذي جرى بين المسيح وتلاميذه وعرفهم فيه بقيامته من الأموات .. وهو الحوار الذي ذكرته أناجيل : مرقس ومتى ولوقا ... ؟ وكذلك شك التلاميذ فيما روته مريم المجدلية وغيرها عن ظهور المسيح .. فحين ذهبت مريم وأخبرت التلاميذ (( لما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته .. لم يصدقوا )) وكذلك كان الحال مع الاثنين اللذين قيل إنه ظهر لهما .. إذ لما (( ذهب هذان وأخبرا الباقين .. فلم يصدقوا ولا هذين )) . ويسجل متى شك التلاميذ في ذلك الذي قيل إنه المسيح الذي صاحبوه من قبل فيقول : (( أما الأحد عشر تلميذاً _ لما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا )) وكذلك يقول لوقا عن التلاميذ أنهم (( جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً ) ويسجل يوحنا شك ( توما ) بصورة تقطع فكرة القيامة لا علاقة لها البتة برسالة المسيح وتعاليمه .. فهو يقول : (( أما توما أحد الأثنى عشر ... فلم يكن معهم حين جاء يسوع فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب . فقال لهم إن لم أبصر في يديه أثر المسامير .. وأضع أصبعي في جنبه لا أومن . )) لقد ربطت المسيحية التقليدية _ مسيحية بولس الصليبية _ نفسها بالقول بأنها تقوم على أحداث تاريخية _ مثل القول بقتل المسيح على الصليب وقيامته في اليوم الثالث _ بحيث لو تعذر إثبات وقوعها .. ما كان للمسيحية من برهان يدعمها .. كما أنه لو أمكن إثبات عدم حدوثها لانهارت العقيدة التقليدية من أساسها ولم يبق منها شيء. وفي هذا يقرر علماؤها بأنه جرى التوكيد دائماً على (( أن المسيحية تعتبر عقيدة تاريخية بمفهوم قلما تناظرها فيه أي من العقائد الأخرى .. ذلك أنه إما أن تظل قائمة أو تنهار .. بناء على حقيقة ما كان من أحداث معينة .. جرى الزعم بأنها وقعت خلال فترة زمنية محددة تقدر بثمان وأربعين ساعة في فلسطين مذ ألفي عام تقريباً . وهنا يثور سؤال : " من أي الوجوه _ إذن _ تكون العقيدة المسيحية عرضة للسقوط تاريخياً ؟ " ولكن إذا نظرنا إلى السؤال بعين فاحصة .. لوجب علينا الاعتراف بأنه لا يمكن إثبات أن المعتقدات التي تقوم على الأمور التاريخية يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة . وبتعبير أدق .. فإن تلك المعتقدات لا تملك أكثر من درجة عالية جداً من الاحتمال والترجيح ". ( من كتاب : " اعتراضات على العقيدة المسيحية " ص 58و 64و 65 ) . إن كل من لم يبصر في مسيحية المسيح الحقة الفاضلة .. سوى الصلب والقيامة قد جعلها تحت رحمة التاريخ . وإذا رجعنا إلى ما يسعفنا به التاريخ في روايات الصلب والقيامة والظهور .. لوجدناه في غير صالح ذلك المفهوم الذي لم ير بولس شيئاً غيره في المسيحية التي جال يدعو لها حتى جعل لها السيادة .. وأعني بها مسيحية الصليب . ولكن العلماء يقررون _ حقاً _ أن تلك المعتقدات التي تقوم على الأمور التاريخية لا يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة . . وهل تبنى العقائد _ أيها الناس _ على الظن والاحتمال والترجيح ؟ وللحديث بقية ... اخوكم / الاثرم |
![]() |
![]() |
![]() ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |