العودة   منتدى زين فور يو > ღ◐ منتديات زين فور يو العامة ◑ღ > منتدى خاص بالاثرم
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2020, 06:58 PM   #1
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 378
افتراضي معجزة القرآن ..

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هي معجزة القرآن ..

القران الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والمتعبد بتلاوته والمتحدی به الأنس والجن والعالمين .. ولم يتحد الله الملائكة .. لأن الملائكة ليس لهم اختیارات يعملون بها .. انما هم يفعلون ما يؤمرون... ومن هنا فان القرآن يتحدى كل القوى المختارة .. أو التي لها اختیار... أو التي ميزها الله بقدرة العقل والفكر والاختيار .. على أننا قبل أن نتحدث عن معجزة القرآن .. فاننا يجب أولا أن نحدد المعجزة ؟.. المعجزة هي خرق لنواميس الكونى.. أو لقوانين الكون .. يعطيها الله سبحانه وتعالى لرسله ليدل على منهجه .. ويثبتهم به .. ويؤكد للناس انهم رسله تؤيدهم السماء وتنصرهم.. والسماء حين تؤيد وتنصر .. تقف قوانين البشر عاجزة لا تستطيع أن تفعل شيئا ..

ولكننا حين يأتي انسان ويقول انه رسول من عند الله جاء ليبلغ منهجه .. أنصدقه ؟ .. أم أننا نطالبه باثبات ما يقول ؟ اذن كان لا بد أن تجيء مع كل رسول معجزة تثبت صدقه في رسالته وفي بلاغه عن الله ..

ومعجزات الله تتميز عن اية معجزات اخرى تمييزاً واضحا قادراً .. فهي اولا تأتي وتتحدى من أرسل فيهم الرسول فيما نبغوا فيه .. لماذا ؟ لأن التحدي فيما لا ينبغ فيه القوم لا يعتبر تحديا .. فمثلا اذا جئنا ببطل العالم في رفع الأثقال.. وتحدینا به رجلا عاديا .. لا يكون هناك مجالا للتحدي .. لماذا؟ لان المتحدي لم ينبغ في نفس جنس العمل الذي أريد أن يتم فيه التحدي .. ولكننا اذا جئنا ببطلين من أبطال العالم.. فان التحدي يكون بينهما واضحا .. ويكون له معني فيمن يثبت أنه هو الأقوى ..

واذ جئنا بانسان نبغ في الطب مثلا.. وأرسلناه إلى بلد ليس فيه طبيب .. فلا يعتبر هذا تحديا ... لأنه لا يمكن أن يجد هذا الطبيب من ينافسه بحيث يكون هناك مجال للتحدي .. ولكننا اذا جئنا بهذا الطبيب وارسلناه إلى أكبر عواصم الطب في العالم .. هنا يكون تحديا لهذا الطبيب .. هو تحد بقوة العقل حيث اننا وضعناه في اختبار مع اكبر ما في عصره من قوة يمكن أن تواجهه ..

نكون بذلك قد وصلنا الى نقطتين .. النقطة الأولى .. أن المعجزة يجب أن تكون خرقا لقوانين البشر ولا يقدر عليه الى الله سبحانه وتعالى الذي وضع هذه القوانين .. وثانيتهما أن المعجزة معجزة كل نبي يجب أن تكون مما نبغ فيه قومه حتى يكون التحدي نابغا وقويا .. واثباتا على قدرة الله سبحانه وتعالى .. فلا آتي بقوم قد نبغوا في الطب مثلا وأرسل لهم معجزة في البلاغة... أو آتي بقوم نبغوا في البلاغة وأرسل لهم معجزة في الطب .. هنا الاحساس بالمعجزة لا يكون فيه التحدي القوي للانسان .. فالتحدي يجب أن يكون في أمر نبغ القوم فيه حتى لا يتحدى الله قوما بأمر لا يعرفونه .. ولا موهبة لهم فيه .. وحتى يكون للتحدي قيمة .. ومن هنا كانت معجزة كل رسول فيما نبغ فيه قومه ..

على أن المعجزة لا تأتي فقط بخرق القوانين.. والتحدي .. وانما توفر أسباب هذا التحدي .. بمعنى أن القوم الذين يريد الله أن يتحداهم يمكنهم من الأسباب كلها.. ثم بعد ذلك يعطل الأسباب .. فلا يتم الفعل .. ولنعط أمثلة سريعة على ذلك .. مثلا معجزة نجاة ابراهيم عليه السلام .. ومعجزة نجاة موسی عليه السلام .. كلتاهما معجزة.. وضعت فيها الأسباب .. ثم عطلت.. معجزة ابراهيم جاءت تحديا في قوم يعبدون الأصنام .. ويسجدون لها ويقدسونها.. ولذلك عندما أرادوا احراق ابراهيم كانوا يريدون أن ينتقموا لآلهتهم وهي الأصنام .. وكان الانتقام معداً بالشكل الذي يمجد هذه الأصنام.. ويجعل ابراهيم عبرة لكل انسان تسول له نفسه أن يهينها أو يكفر بها..

وجاء ابراهيم ولم يحترق ..


جاءوا بابراهيم .. وأمام آلهتهم وفي حمايتها.. أوقدوا ناراً هائلة ليحرقوه .. والحرق هنا أمام الآلهة وعلى مشهد منها ليكون الانتقام من ابراهيم انتقاماً تبارکه الآلهة مصدر قوتهم .. وأوقدوا النار الهائلة .. كل شيء هنا لتمجيد آلهة غير الله سبحانه وتعالى .. وأتوا بابراهيم ... والسؤال هنا لماذا جعلهم الله يأتون بابراهيم ليحرقوه في النار أمام آلهتهم .. كان من الممكن أن يختفي ابراهیم في أي مكان .. ولا يظهر.. وكانت هذه مسألة ممكنة تقي ابراهيم الحرق وتجعلهم لا يعثرون عليه .. ولكنه لو حدث هذا لقالوا لو أننا قبضنا على ابراهيم لاحرقناه .. وكانت ستظل قوة الآلهة المزيفة التي يعبدونها مسيطرة عليهم في أن لها قدرة النفع والضر.. وأنها تنفع من يعبدها ... وتضر من يؤذيها .. وأنه لولا هرب ابراهيم لاحرق في النار ودمرته آلهتهم وهي الاصنام تدميراً .. ولذلك كان لا بد ألا يهرب ابراهيم بل يقع في أيديهم ليشهد القوم جميعا سفاهة معتقداتهم وعجزها أمام قدرة الله ..

وكان من الممكن أن تنطفىء النار لأي سبب من الأسباب .. كأن ينزل المطر من السماء فتنطفىء النار .. ولكن هذا لم يحدث .. لماذا ؟ .. لنفس السبب .. لأنه لو انطفأت النار لقال الكفار أن آلهتنا كانت قادرة على أن تحرق ابراهيم .. ولكن السماء أمطرت .. ولو أن السماء لم تمطر لانتقمت آلهتنا منه بالحرق ..

فابراهيم لم يهرب .. بل وقع في أيديهم .. والنار لم تنطفىء .. بل ازدادت اشتعالا ثم ألقوا بابراهيم في النار .. فاذا الله سبحانه وتعالى يبطل خاصية الإحراق في النار .. وتكون برداً وسلاماً على ابراهيم ..

اذن فمعجزة ابراهيم ليست أن ينجو من النار .. ولو أراد الله أن ينجيه من النار ما أمكنهم القبض عليه .. أو لنزلت الأمطار لتطفيء النار .. ولكن الله شاء أن تظل النار متأججة محرقة قوية .. وأن يؤخذ ابراهيم عياناً أمام الناس ويرمى في النار .. ثم يعطل الله ناموس أو قانون احراقها ..

" قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) " سورة الأنبياء.

فتعطل ارادة الله خاصية احراق النار .. وتقف آلهتهم تلك التي حطمها ابراهيم والنار متأججة .. وابراهيم ملقى في النار .. تقف آلهتهم التي أرادوا الانتقام لها أمام الملأ أجمع .. تقف عاجزة عن أن تجعل ابراهيم يحترق أو تناله بأي سوء ..


وموسی علیه السلام أوحى الله إلى أمه أن تلقيه في اليم لينجو .. وآخر شيء يمكن أن يقوم به أب وأم حين يريد أن ينجي طفله هو أن يلقيه في الماء ..

فالطفل عاجز صغير وليد .. والقاؤه في الماء يعرضه لطير جارح يقتله أو يهاجمه وهو لا يملك لنفسه دفاعاً ولا بأساً فيقتله .. وقد تأتي موجة صغيرة من الماء فتطيح

بالسلة التي فيها موسى فينقلب في الماء فيغرق في الحال .. فهو لا يعرف شيئا عن العوم ولا يستطيع أن يفعل شيئا اذا سقط في الماء .. واذا لم يسقط في الماء فقد تأتي الأمطار لتملأ السلة التي هو بها.. فيختنق ويغرق.. وقد تأتي ريح تقلب هذه السلة في الماء فيموت .. اذن فكل الاخطار موجودة في القاء موسى في اليم ما عدا فرصة الحياة ... والمنطق والأسباب والعقل كلها تقول انه اذا أرادت أم أن تنجيه فلتفعل أي شيء في العالم إلا ان تلقيه في الماء ..

كان يمكنها أن تأخذه إلى مكان بعيد يختفي فيه .. وكان يمكنها أن تهاجر بابنها إلى خارج مصر .. وكان يمكنها أن تخفيه في منزلها في مكان حصين لا يصل إليه جنود فرعون .. ولكن الله أمرها بماذا .. بأن تلقيه في اليم .. حيث يواجه خطر الموت أكثر مما يواجه احتمال الحياة .. وجعل في هذا الخطر خطر موت موسی غرقاً .. أو بطير جارح .. أو بريح قوية .. جعل هذه الأخطار كلها الطريق الوحيد المضمون لنجاة موسی .. لماذا ؟ .. لأن الله الفاعل .. وهنا تتعطل الاسباب .. ويصبح الالقاء نفسه هو النجاة والامان والاطمئنان ..

وللحديث بقية ..

احوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir