06-09-2016, 02:35 AM | #11 |
Senior Member
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 377
|
واقعٌ مرير
فتاة في مقتبل العمر أوهمها أحدهم بأنه يحبها ويريد الزواج بها بعد أن ينهي دراسته الجامعية مباشرة .. الخدعة المفضلة لدى الشباب .. حاول كثيراً الحصول على موعد معها إلى أن أعيته الحيل فأبت إلا أن يتزوجها .. فطلب أن يتزوجها متعة .. وأقسم أنه يريد أن يتزوجها زواجاً دائماً لكن الظروف لا تسمح بهذا في الوقت الحالي .. رفضت طلبه .. فأكد لها حلية ذلك وطلب منها العودة لكتب الفتاوى. أخذت تقرأ بخوف تلك الفتاوى وهي في صراع بين فطرتها وبين ما أمامها من تأكيدات على حلية مثل هذا الزواج .. بل وجدت أن بعض الفتاوى تؤكد على الثواب العظيم لفاعله .. في النهاية وكلت أمرها لكتب الفتاوى. بعد شهور اكتشفت أنها حامل .. فذهبت إلى الشخص الذي تمتع بها لتخبره بهذا الحمل . فقال لها بكل بساطة: ما الذي يثبت لي أن هذا الولد ابني؟! قد تكون الفتاة مخطئة حين تحدثت معه منذ البداية، وحين أصبحت ساذجة فصدقته .. وحين سلمت عقلها وشرفها ومستقبلها لكتب الفتاوى ؛ لكنها لم ترتكب ذلك لوحدها، الذنب ذنب العلماء والمشايخ حين أفتوا بهذا .. الذنب ذنب المجتمع حين رضي بمثل هذا العمل دفاعاً عن تلك الفتاوى المقدسة! إنها مسئوليتهم أجمعين .. الذنب ذنب كل هؤلاء .. فلماذا هرب الجميع وتركوا الفتاة وحيدة تتحمل تبعات كل ذلك ونجا الجبان بفعلته؟! وربما تزوج بثانية وثالثة وتاسعة ووضع بصماته في كل بيت تحت مباركة الشيوخ حماة المجتمع! وأصبحت الفتاة بنظر الجميع وحدها المذنبة ويلحقها العار إلى أن تموت .. وكل ذلك بعد ماذا ؟ بعد أن أكد لها جميع هؤلاء أن ما ستفعله حلال ولا غبار عليه. الفتاة وحدها تتجرع الآلام .. أما الشيوخ ففي برجهم العاجي وسمائهم النرجسية لا يهمهم كل ما يجري .. وأما المجتمع فبدلا من أن يضع حداً لهذه المأساة أخذ في التفنن في اختراع وترويج الإشاعات حول تلك الفتاة المسكينة التي لم تفعل شيئاً سوى تطبيق الفتاوى التي يقدسونها جميعهم. ما ذنب الولد الذي سيخرج بدون أب وسينظر له المجتمع على أنه ابن زنا .. ومحكوم عليه قبل الميلاد بأن يعيش محتقراً من الجميع . والله سيأتي جميع الأطفال ممن ولدوا بسبب المتعة ويتعلقون برقبة كل من أفتى بهذا الزواج المشئوم يوم القيامة. قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)". سورة النور . الذين يحبون أن تشيع.. مجرد حب أن تشيع الفاحشة يستوجب العذاب الأليم .. فكيف بمن يشيعها فعلاً ؟ كيف بمن يصدر لها الفتاوى؟ أخبرتني قريبتي مرة أن إحدى جاراتها وهي امرأة مات زوجها ولديها أطفال .. ولا مصدر رزق لديها .. ذهبت تستعطف أحد الشيوخ كي يساعدها على مواجهه الغلاء ومصاريف هؤلاء اليتامى .. فقال لها : دعيني أتمتع بك وسوف أساعدك ! رفضت طبعاً .. فمن تلك التي تقبل على نفسها مثل هذا .. وكما قالت العرب قديماً: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها. رفضت لأنها امرأة شريفة صاحبة كرامة .. فلما جاء أحد إخوة الشيخ يعاتبه على هذا التصرف قال: لقد طلبت منها التمتع مقابل مساعدتها ولم أطلب منها شيئاً محرماً! استغلال حاجة وفقر الناس واستخدام نظام الجنس مقابل الغذاء ليس محرماً !! وكما قيل في أمثال هؤلاء أن مبدأهم في الحياة هو: إن الحرام ما حرمت منه .. والحلال ما حل في يدك. لماذا تحتقر المرأة وتداس كرامتها بهذا الشكل الفظيع، أليس للمرأة أي كرامة لدى هؤلاء؟ لماذا ينظرون للمرأة تلك النظرة الجاهلية .. ليس لها أي دور في الحياة سوى إشباع النزوات؟ أي فرق بين الإباحية الأوروبية وبين المتعة؟! الشاب في أوروبا يختار فتاة ليمضي معها بعض الوقت إلى أن يمل منها فيتركها ويذهب للبحث عن أخرى وهلمّ جرّاً .. وفي المتعة يأخذ الشاب من الفتاة ما يريد كما لو كانت علكة يعلكها ثم يرميها. لماذا تعامل المرأة كسلعة في السوق؟ أليست بشراً له أحاسيس وكرامة؟! إذاً فلنكرمها كما أكرمها خالقها أرحم الراحمين. |
|
|