تفسير اعمق للاعتماد على المخدرات

[نادية شوقى]

تفسير الادمان

يستعين بعض النظرين بمفاهيم التحليل التعاملي TRANSACTION ALANALYSIS لتفسير الإدمان الذي يعتبرونه لعبة اجتماعية. واللعبة سلسلة معقدة من الخطوات التي يهدفممارستها إلى التفوق أو السيطرة في علاقته مع شخص أو أشخاص آخرين. فمدمن الخمر †يمارس عددا من الألعاب.

وإدمان الخمر حسب هذه النظرية خطوات متتالية من التحركات الخاصة بالعلاقات بين الأشخاص غايتها الوصول إلى »مكسب «في نهاية الأمر.

أي أن أصحاب هذه النظرية لا يعتبرون الكحولية إدمانا أو مرضا أو علة نفسية بل لعبة اجتماعية.
ويصف هؤلاء الباحثون ثلاث ألعاب يمارسها مدمن الخمر:

الأولى: اللعبة العدوانية ومن خلالها يضع مدمن الخمر نفسه في الموقف الذي يسمح للآخرين بلومه ويجعلهم يشعرون بالفضيلة والرضى عن أنفسهم
والرسالة التي يبلغها من خلال هذه اللعبة »أنتم أشخاص فاضلون وأنا شخص سيئ حاولوا منعي من التمادي في الخطأ

ويهدف اللاعب من ذلك إلى إثارة الأبوين ودفعهما إلى الغضب الشديد بحيث يبدو على سلوكهما الحماقة والعجز لعدم نجاحهما في منعه من الاستمرار في تعاطي الخمر.
أي أنه نوع من الانتقام والعدوان… وهذا هو »المكسب « في هذه الحالة.
الثانية: لعبة الإضرار بالذات التي †ارسها المدمن عادة مع شخص أخر يعجز عن إشباع رغبات المدمن الانفعالية والجنسية. فالاستمرار في شرب الخمر هنا وإن كان يضر المتعاطى فإنه لا يكشف نواحي عجز الطرف الآخر و يعتبر بذلك لصالح هذا الشخص.
الثالثة: لعبة »تدمير الذات « من خلال هذه اللعبة يحصلالمدمن على المتعة عن طريق المرض
أي أنه بتدمير أنسجته يجبر الآخرين على رعايته.
والمكسب الذي يجنيه اللاعب هنا هو الرعاية الطبية والتمريضية والإيواء.
وتتم كل هذه الألعاب بطبيعة الحال بصورة لا شعورية. أما النقد الذي وجه لهذه النظرية فهو أنها تتناول علاقات المدمن بالآخرين بعد أصابته بالإدمان ولا تفسر لنا سبب حدوث الإدمان.

برامج الدعم الذاتي

يعتبر برنامج الدعم الذاتي أكثر طرق علاج ادمان المخدرات والكحول انتشاراً في العالم .. وتقوم فلسفة برنامج الدعم الذاتي على أن مدمني المخدرات ليسوا أناسا عاديين من ناحية تقبلهم وتعاطيهم للمخدرات إذا إنهم مصابون بحساسية للمخدر في أجسامهم ، فعندما يبدأ أحدهم تعاطي المخدرات أو الكحول فإن ذلك يرسل إشارة إلى خلايا الجسم التي تصبح متعطشة للمخدر ويعرف ذلك في مصطلحات برنامج الدعم الذاتي بالخلايا المتعطشة ، وعليه فإن مدمني المخدرات يجب عليهم التوقف تماماً عن المخدرات أو الكحول لأنه لا يناسبهم ، كما أن من فلسفة برنامج الدعم الذاتي ظن مرضى الإدمان لا يعرف له علة وأنه يؤثر على العقل والجسم والناحية الدينية والاجتماعية ويتصرف مدمن المخدرات استنادا إلى هذه الفلسفة بفقدانه السيطرة على المخدرات والتحكم فيها ، لذا فإن الطريق الوحيد للمدمن هو تجنب المخدرات وكل ما يؤثر على العقل
ويقوم برنامج الدعم الذاتي على الخطوات الاثني عشر في تقديم خدماته للأعضاء الذين ينضمون إليه ، فالهدف الرئيسي للبرنامج هو نقل رسالة التعافي إلى المدمنين الذين لا يزالون يعانون من الإدمان ولذلك فإن المشاركة الفعالة في اجتماعات الدعم الذاتي يعد جزءاً حيوياً في استمرار التعافي