تواصل مستمر بين مصر والكويت لتحديد الوقت الملائم لاستئناف الطيران المباشر

[سواها قلبي]

15 نوفمبر 2020


شكري: تواصل مستمر بين مصر والكويت لتحديد الوقت الملائم لاستئناف الطيران المباشر

- البلدان واعيان لمحاولات جهات توظيف بعض التجاوزات الفردية لبث الفرقة
- علاقات البلدين متشعبة على الأصعدة كافة عسكرياً واقتصادياً وأمنياً وتجارياً


أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، تضمنت دعوة سموه لزيارة بلده الثاني مصر، خاصة وأن الظروف الاستثنائية، التي مرت بها الكويت أخيراً، بسبب الحالة الصحية للمغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، حالت دون أي زيارات للقيادة السياسية إلى مصر خلال الفترة الماضية.

وقال شكري خلال مؤتمر صحافي، بعد ظهر أمس، «تلقيت من سمو الأمير، وجود إرادة سياسية قوية لدى دولة الكويت، في استمرار علاقتها القوية مع مصر، واستمرار أطر التعاون والتضامن والعمل المشترك في الإطار العربي، وفي الإطار الدولي، وأن يظل التوافق في الرؤى في ما بيننا، السمة السائدة، والعمل على إيجاد وتفعيل مجالات تعاون جديدة تصب في مصلحة الشعبين».

وفي شأن ما يتردد عن وجود ما وصفت بـ«شوائب» ظهرت أخيراً في علاقات البلدين، قال «لا أصفها أنها شوائب، فالعلاقات المشتركة قوية ومتميزة، وتتسم بالقوة والمتانة، وليس بها شوائب، فما حدث من تجاوزات ما هي إلا تجاوزات فردية، وهي طبيعة العالم الذي نعيش فيه الآن... ففي ظل وسائل التواصل الاجتماعي، وقدرة الأفراد على إشاعة أجواء لا تعبّر عن حقيقة متانة العلاقات وقوتها، فهناك عمل من قبل الحكومتين على تصويب تلك التجاوزات، والتعامل معها بكل فاعلية وجدية».

وأضاف أن هذه التجاوزات دائماً ما كانت تزول، ولم يكن لها أي تأثير على متانة العلاقات، لافتاً في الوقت نفسه إلى ضرورة رصدها، نظراً لأنها أحياناً توظف من قبل جهات أو أطراف تحاول بث الفرقة بين البلدين، أو تجعل هذه التجاوزات عبئاً على العلاقة بينهما بشكل مفتعل، مؤكداً في الوقت نفسه وعي الحكومتين لتلك المحاولات، والتواصل المستمر بين مسؤولي البلدين وسفارتيهما، لمواجهة أي محاولة للتأثير على العلاقات التاريخية بين البلدين، والعمل في الوقت نفسه على دعمها واستمرارها في آفاق أرحب وأوسع.

وفي ما يتعلق بالجهود الكويتية في شأن تسليم مطلوبين إلى مصر، أكد شكري أن علاقات البلدين متشعبة على الأصعدة كافة، سواء عسكرياً، أو اقتصادياً، أو أمنياً، أو تجارياً، مشيراً إلى أن ذلك التعاون وفقاً لاتفاقيات موقعة بين البلدين.

وأعلن شكري أنه أطلع القيادة الكويتية على التطورات الخاصة بقضية سد النهضة، والمفاوضات المضنية خلال الفترة الماضية، والتعثر وعدم القدرة حتى الآن للوصول لاتفاق لملء وتشغيل سد النهضة، في إطار مسار التفاوض القائم من خلال آليات الاتحاد الأفريقي.

وأضاف أنه منذ أن نقل رسالة من الرئيس السيسي، إلى الأمير الراحل في مارس الماضي، كان هناك تفهم من الكويت لحفظ الأمن المائي المصري، وتقدير ما أبدته مصر من مرونة واستعداد للتفاوض، والتوصل إلى اتفاق متوازن يحقق مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، مؤكداً في الوقت نفسه، أن القاهرة، دائماً ما وجدت دعم القيادة الكويتية للموقف المصري، لإقناع الشركاء في أثيوبيا بأهمية التوافق حول الملف، والحفاظ على الأمن المائي لكل من مصر والسودان.

وبشأن موضوع فتح المجال الجوي بين القاهرة والكويت وما إذا كان قد تمت مناقشته خلال المحادثات، قال شكري: «تطرقنا لجميع الآثار المترتبة على جائحة (كورونا) والإجراءات المتخذة على مستوى مصر أو الكويت أو الدول شركائنا في المنطقة العربية أو الأجنبية وكيفية التعامل مع هذا التحدي واحتواء الوباء... ونحن نحترم جميع الإجراءات التي تتخذ لحماية المواطنين فهذه مسؤولية الحكومات التي تتخذ هذه الإجراءات وفقاً لرؤيتها والخبرة التي اكتسبتها خلال مكافحة الوباء»، مشيراً إلى أن «هناك اهتماماً بأن يكون هناك تواصل مباشر ما بين مصر والكويت لوجود حركة كثيفة للمواطنين الذين يسافرون في كلا الاتجاهين، إضافة لقطاع الأعمال والحاجة للتبادل بينه، فضلاً عن وجود جالية مصرية كبيرة تعمل في الكويت وتسهم في خطط الكويت التنموية». وأضاف انه «كلما استطاعت الكويت احتواء ووضع الإجراءات التي تطمئن لعدم انتشار الوباء كلما تمكنت من إعادة الطيران المباشر مع مصر، وهذه الإجراءات ليست قاصرة على مصر بل ممتدة لكثير من الدول، ولكل دولة ظروفها واعتباراتها، ونحن في النهاية نحترم كافة الإجراءات والمسؤولية الملقاة على عاتق الدولة لاتخاذ مثل هذه الإجراءات بما يوفر الحماية ويطمئن مواطنيها».

وأكد أن «هناك علاقات قوية بين شعبي مصر والكويت تحتم أن يكون هناك تواصل وطرق تتيح لهم ذلك، ولكن في نهاية الأمر هذا مرهون بالقرارات التي تتخذ من قبل كل دولة لحماية مواطنيها وسنظل في تواصل لتحديد الوقت الملائم للطرفين لاستئناف الطيران المباشر».



https://www.alraimedia.com/article/1...A7%D8%B4%D8%B1