الموضوع: حقيقة القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2016, 11:33 PM   #7
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ولكي تتضح للقارئ هذه البلاغة والفصاحة التي ننسبها للقرآن الكريم فهذا مثال واحد من أمثلة كثيرة يدل على دلالة واضحة على علو بلاغة القرآن وفصاحته .. ذلك هو قوله تعالى في سورة القصص :

" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ {7}."

إنها آية واحدة ولكنها امتلأت فصاحة وبلاغة .. فقد جمعت أمورا ًمتعددة ومتقابلة ومع هذا لا تشعر فيها بأي تضارب أو تناقض .. وكيف يكون هذا والقرآن الكريم وحي الله وكتابه الحكيم ؟

لقد جمعت هذه الآية بين أمرين ( أرضعيه ، ألقيه ) ..

ونهين ( لا تخافي ، لا تحزني ) ..

وخبرين ( إنا رادوه ، وجاعلوه ) ..

وبشارتين ( إنا رادوه إليك ، وجاعلوه من المرسلين ).


إنه مثال واحد من أمثلة لا أستطيع حصرها لأن القرآن كله بلاغة وكله فصاحة .. بلاغة لا نظير لها .. وفصاحة لا تجاري .. وسيظل فياضاً بالخير إن شاء الله تعالى.


والتوراة ليست مصدراً يوثق به حتى يستقي محمد منها أخبار الرسل السابقين فقد وصمتهم بالعار والفجور وعبادة الأوثان في حين أن القرآن الكريم وصفهم بالإيمان الصادق .. وحب الله وحده وإخلاصهم في دعوة الناس إلى ربهم وخالقهم .

لقد كان محمد أمياً ما قرأ ولا كتب ولا اشتغل بمدارسة العلماء ولا مجالسة مع الفضلاء بل تربى بين قوم كانوا يعبدون الأصنام ولا يعرفون الكتاب .. وكانوا عارين عن العلوم العقلية أيضاً ..

ولم يغب عن قومه غيبة يمكن له التعلم فيها من غيرهم ..والمواضع التي خالف القرآن فيها في بيان القصص والحالات المذكورة كتب أهل الكتاب كقصة صلب المسيح عليه السلام فهذه المخالفة قصدية إما لعدم كون بعض هذه الكتب أصلية كالتوراة والإنجيل المشهورين وإما لعدم كونها إلهامية .. ويدل على ما ذكرت قوله تعالى:

" إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه مختلفون . "


وللحديث بقية ...

أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس