الموضوع: حقيقة القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2016, 09:33 PM   #4
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


القرآن يا أخي الكريم كلام الله وليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ..

إن من أولى مراحل إثبات السند الصادق والأمين في تلقي القرآن الكريم وكتابته وانتقاله من جيل إلى جيل .. هو إثبات مصدر هذا القرآن .. وإثبات أنه وحي الله .. وأن محمد صلى الله عليه وسلم _ قد تلقاه من المولى عز وجل وحياً إلهياً .. وليس للصنعة البشرية فيه من دخل أو اثر .. وقد تضافرت الأدلة على إثبات هذا الأمر بحيث لم يعد هناك مجال لمتشكك أو متردد .. إلا من كان يعرف الحق ولكنه يكابر ويعاند من أجل العناد وإثارة البلبلة في نفوس الناس ليخدم بذلك هدفاً خسيساً في نفسه ..


لقد تخطى القرآن الكريم بفصاحته وبلاغته كل العهود والحدود التي عاهدتها العرب من فصاحة الشعر وبلاغته .. فإن كان الشاعر يصدق في شعره أحياناً وفي أغلب الأحيان يكون شعره متسماً بالكذب والخيال الخادع وأساليب الكذب المفتراه . .. فإن القرآن كله صدق وحق .. مبرأ من هذا الخيال المخادع ..


وما رأينا كاتباً ولا شاعراً في كتابته أو شعره على وتيرة واحدة من البلاغة والفصاحة وحسن التعبير وعظيم البيان كما هو القرآن الكريم .. إن الشاعر قد يكون في قمة البلاغة في بيت أو بيتين لكنه لا يستطيع أن يكون على مثل هذه الدرجة في كل القصيدة ..

وأما القرآن الكريم فمع كثرته وطوله تراه في أصغر سورة وأصغر آية هو هو في قمة البلاغة والفصاحة كما هو في أكبر سورة وأطول آية .. ميزان حكيم لا يخبو ولا يكبو ولا ينطفئ .. لأنه من عليم خبير.

وما أعجب هذه البلاغة وتلك الفصاحة التي نراها في قصص القرآن الكريم .. فإنك ترى القصة وقد تكررت مرات عديدة .. ومع هذا لا تشعر بفارق في علو اللغة .. ولا تحس بتفاوت في درجات البلاغة .. فإن جاءت القصة على طريق الإطناب فهي في أعلى درجات البلاغة .. وإن ذكرت بطريقة الإيجاز فهي أيضاً في قمة الفصاحة ..

ومع تعدد الأغراض في القرآن الكريم وكثرة القضايا التي يعرضها هذا الوحي السماوي .. ظل القرآن محافظاً على فصاحته وبلاغته وكمال ترابطه .. وحسن تعبيره وبديع مطابقته .. وعظيم مقابلته ..

ففي القرآن الكريم قضايا العقيدة والشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. والموت والحياة .. والثواب والعقاب .. والترغيب والترهيب .. كلها أمور متقابلة وقضايا مختلفة .. ومع هذا عالجها القرآن الكريم أتم معالجة وكان في كل هذا في أعلى درجات البلاعة والفصاحة وحسن الترابط ..

فهل يستطيع محمد عليه الصلاة والسلام أن يأتي بكل هذه الألوان والصور مع محافظته على التوازن البلاغي .. وترابط المعاني وتسلسل الأفكار كما في القرآن الكريم ؟

" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً {82}. " سورة النساء


وللحديث بقية ..

أخوكم : الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس