عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2015, 12:14 AM   #25
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


ثبوت براءة يهوذا من خيانة المسيح :


الزميل .. " إنسان خاطئ "

تقولون .. أن يهوذا أحد حواري المسيح .. خان ابن مريم .. واستأجرته اليهود ليدلهم عليه .. وأنْقَذتْهُ على ذلك ثلاثين فضة .. ولكن الذي يطلع على كتبكم .. يتبين له منها أن هذا العمل محال أن يصدر عن يهوذا نحو المسيح .. وإلاّ نسبنا للمسيح الجهل واتهمناه بالكذب ..


وإن في تناقض الرواية عن يهوذا واختلافهم في الحكاية عنه .. ما يساعد على الاهتداء إلى كون مسألة التسليم لم يحكي أحد كاتبي الأناجيل عن يقين .. وأنها محض حَدْسٍ وتخمين .

ولأضرب لكم مثلاً مما اختلفت فيه كتبكم بشأن يهوذا .. فقد ذكر أن يهوذا بعد أن ندم على تسليم المسيح :

" مضى وخنق نفسه " .. ( متى : 27 : 5 )

وذكر كتابكم .. أعمال الرسل ( 1 : 18 ) .. أن يهوذا لم يخنق نفسه .. بل :

" سقط على وجهه فانشق من الوسط فانسكبت أحشاءه كلها . "

وخالف ( أعمال الرسل ) كذلك ( متى ) فلم يذكر أن يهوذا ندم على تسليم المسيح ..

بل وهنالك تناقض غريب كذلك في الروايتين .. فقد ذكر الثاني أن يهوذا أخذ نقوداً من اليهود أجْر تسليم المسيح .. وأنه اشترى به حقلاً ..

" وفي تلك الأيام قام بطرس ..... فقالهُ بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع .. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم ... وصار معلوماً عند جميع سكان أورشليم.. حتى دُعَيَ ذلك الحقل في لغتهم حقل دماً أي حقل دم ." ( أعمال 1 : 15 – 19 ).

ويناقض هذا القول ( متى 27 : 3 – 7 ) فيشهد أن يهوذا ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً :

" قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً .. فقالوا : ماذا علينا أنت أَبْصرُ . فطَرَحَ الفضَّة في الهيكل وانصرف " .. " فأخذ رؤساء الكهنة الفضة . وقالوا : لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء . "

أما كونُ يهوذا لا يمكن أن يُسلم المسيح أو يخونه .. فإني أبرهن عليه من شهادة كتبكم .. ومن شهادة يسوع ابن مريم نفسه فيها.. ولا يمكن إنكارُ أحد النصارى قَوْلَ المسيح أو تكذيب كلامه الصريح الذي لا يتسع لتأويل .. وسنرى أن الأقرب للعقل والصواب .. أن يهوذا خدع اليهود .. وأوهمهم أن المصلوب هو المسيح .

لقد كان يهوذا أحد حواري المسيح وأحبائه .. بل لقد كان يهوذا أحد الاثنى عشر تلميذاً الذين مدحهم المسيح أعظم مدح .. ووعدهم بالجلوس على كراسي العظمة والمجد .. فقد ذكر ( متى 19 : 28 ) قول المسيح :

" الحق أقول لكم أنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد .. متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده .. تجلسون أنتم أيضاً على اثنى عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر . "

ويهوذا كذلك هو أحَدُ الاثنى عشر الذين دعاهم المسيح :

" وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها .. ويشفوا كل مرض وكل ضعف .. " ( متى 10 : 1 ) .

ويقول بعد أن ذكر الاثنى عشر تلميذاً بأسمائهم .. ومنهم يهوذا :

" هؤلاء الاثنى عشر أرْسَلَهُمْ يسوع وأوصاهم قائلاً : إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا .. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة .. وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السموات .. اشفوا مرضاً طهروا برصاً أقيموا موتى أخرجوا شياطين .. .. الخ . "

إن يهوذا هذا الذي أعطاه المسيح كل هذا السلطان .. تدعون أنه مات مرتداً كافراً منافقاً .. وأنه خان المسيح وسِلَّمَهُ .. وذلك بالرغم من شهادة المسيح .. أنه سيكون معه هو والحواريون في الجنة في الآخرة ..

إن الذي روى حكاية تسليم يهوذا للمسيح .. حَسِبَ أن يهوذا أسلمه حقيقة فرواها حسب ظنه .. ولم يدر أن يهوذا غسل المسيحُ رِجْلَه .. مع باقي التلاميذ وقال :

" الذي اغتسل ليس له حاجة إلاّ إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله . " ( يوحنا 13 : 10 ) .


فشهد بذلك أن يهوذا طاهر كله ..


وللحديث بقية ..


اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس