[سواها قلبي]

12 يناير 2018


«فرش التراب» غطى مشاري



مات الحبيب والنسيب مشاري العرادة، فانتقل إلى جوار ربه الكريم الغفور. ارتبط اسم مشاري بانشودة «فرش التراب» التي كان يريد من خلالها وعظ الناس وتذكيرهم بالقبر ووحشته وظلمته وأنه منزلهم لا محالة، فلا يدخل معهم في هذا القبر سوى عملهم. واليوم غطى التراب جسد مشاري ولكن ابتسامته ما زالت موجودة بيننا... غطى التراب جسده لكنه ما زال يعيش بين من عرفه بسمو أخلاقه وتعامله الإنساني...
مشاري ليس مجرد منشد، إنما هو واعظ وناصح ومن محبي فعل الخير من دون مقابل، ولهذا تسابق الناس على وداعه في المقبرة، وهناك من ظل واقفاً أمام قبره، فنسأل الله له الرحمة والمغفرة، ويا رب اجعل قبره روضة من رياض الجنة.
ابنتنا نجلاء، ستمضي بك الأيام في كنف أم صالحة مؤمنة تعرف أن الموت حق على الجميع، وعندما تكبرين بإذن الله ستكونين فخورة بوالدك الذي ترك في قلوب الناس أثراً من الحب والتواضع وطيبة القلب... ستتشوقين لسماع إنشودة «فرش التراب» لتتذكرين الآخرة...
اليوم علينا جميعاً أن نتعظ من موت الآخرين، فلا منجي لنا سوى أعمالنا التي تدخل معنا القبور حتى تنورها إن كانت أعمال خير وصلاح وإلا...
أموالنا وأولادنا وعنترياتنا وغرورنا وتباهينا بصحتنا، كل ذلك لن يغني عنا شيئاً، وعندما يحين أجل أحدنا فلن يعود لهذه الدنيا الفانية حتى يعمل صالحاً فاتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله...
السعيد من مات على طاعة. السعيد من مات والناس يذكرونه بالخير. السعيد من مات وله عمل صالح. السعيد من مات وله ولد صالح يدعو له. السعيد من مات ووالداه راضيان عنه.
اليوم هو يوم الجمعة، ولتكن فيه بدايتنا للصلاح والفلاح. ليكن هذا اليوم دافعا للمقصرين من أمثالي نحو المزيد من الطاعات والاستمرار عليها. ليكن هذا اليوم محفزا لمن داوم على الطاعات وفعل الخيرات. أوصيكم وأوصي نفسي بأن حسن الختام بحاجة إلى الكثير من الأعمال الصالحة وأن تجعلوا مخافة الله في قلوبكم. لا تفوتوا فرصة التصالح مع من تخاصمتم وابدأوا أنتم بالسلام فالدنيا لا تساوي جناح بعوضة حتى نتقاتل من أجلها أو يتكبر أحدنا على الآخر. اتركوا الغيبة وابتعدوا عن الحسد وكونوا عباد الله إخوانا... ودمتم.
إضاءة:
الموت حقيقة جميعنا يؤمن به، ولكن لماذا لا نتعظ منه أو نحسب له حسابا...؟



http://www.alraimedia.com/Home/Detai...3-6fb62a2f86d6