عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2016, 08:20 PM   #53
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إن المسألة أصبحت من الوضوح بحيث لا بد من الإقرار بأن تسمى الديانة المسيحية الديانة البوليسية . فهي تنسب بحق لبولس وليس للمسيح عليه الصلاة والسلام . كذلك من المفيد معرفة أن الفاتيكان يعترف بموقف بولس من المسيحية وعدم حرصه عليها . فقد جاء في كتاب نشره الفاتيكان سنة 1968 م بعنوان (( المسيحية عقيدة وعمل )) ما يلي في صفحة ( 50 ) :

" كان القديس بولس منذ بدء المسيحية ينصح لحديثي الإيمان أن يحتفظوا بما كانوا عليه من أحوال قبل إيمانهم بيسوع ".

إن هذا الإقرار الخطير يتفق وكل ما قلناه عن بولس والمسيحية .


فطيرة القربان والعشاء الرباني الذي كان معمولا به في الديانات الوثنية القديمة

جاء في إنجيل ( لوقا إصحاح 22 ) ( وفي الأناجيل الأخرى أيضاً ) ما نصه :

" ولما كانت الساعة اتكأ والاثنا عشر رسولا معه . وقال شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل فيَّ ملكوت الله . ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله . وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم . اصنعوا هذا لذكري . وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم . ولكن هو ذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. وابن الإنسان ماض كما هو محتوم. ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه" ( لوقا 22 : 14 – 22 ) .

من الملاحظ أن الأيام الأخيرة من حياة المسيح كانت مزدحمة بالقلق والرعب وكان المسيح حقيقة في أيامه الأخيرة ثابتاً لكل الضغوط دون أن يتأثر بتلك القلاقل لأنه كان واثقاً تمام الثقة أن الله _ سبحانه وتعالى _ سوف ينجيه.

لكن عندما نأتي حقيقة لتفسير هذا الكلام . فإني أقول في صراحة متناهية :

من هو المصدر الأساسي لهذا النص ؟ إن هناك نصاً في سفر أعمال الرسل يمنع الدم.


" بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم " ( ( 15 : 20 ) .

فإذا كان ينهى عما ذبح للأصنام والدم فكيف يقال:

" هو ذا دمي .. اشربوه ".

إن هذه وثنية منقولة من وثنية العبادات التي كانت متفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت . إن مصدر هذا النص أو إيحاءه إنما يرجع إلى تلك الوثنية المتفشية مثل المثرية الفارسية وكان من طقوسها العشاء الرباني .. وكان منها يوم 25 ديسمبر يوم الميلاد ويوم الأحد يوم الراحة .. كل هذه وثنية فارسية في عبادة ميثرا ثم غيرت اللافتة من ميثرا إلى المسيح . أما أن نؤمن بشريعة موسى التي تمنع الإنسان المؤمن عن الدم وبذلك تكون هذه العادة باطلة .. لأنه لا يعقل أن يقول المسيح :

" كلوا جسدي هذا واشربوا دمي هذا ... "

لسبب هو أن المسيح تحدى اليهود قائلاً :

" ستطلبونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ."

فهو يتحداهم ويؤكد عجزهم عن الوصول إلى المسيح بدليل قوله في إنجيل ( يوحنا إصحاح 8 عدد 28 ) :

" فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه ".

إن قصة الصلب منقوضة من أساسها تماماً ...

كذلك فإن الذي صلب هو شبه بابن الإنسان إذ يقول إنجيل يوحنا على لسان المسيح إصحاح 3 عدد 14 :

" وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان ".

وكانت الحية التي رفعها موسى شبيه بالحية الحقيقية .


فبالمقارنة نقول .

كما رفع موسى شبيه الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع شبيه ابن الإنسان .

وعلى هذا الأساس نقول إن النص الذي يتكلم عن أكل جسد المسيح وشرب دمه إنما هو نص مقتبس من المصادر الوثنية المتفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت . لقد كان المسيح آمناً على نفسه وبالتالي كان جسده سليماً ودمه سليماً .

_ وأي قسيس _ لا يقدر أن يتصور أن كسر لقمة وإعطائها لأخ _ في العقيدة _ يضعها تحت أسنانه تتحول إلى جسد المسيح .. ويشعر أن لحماً تحت أسنانه ...!


ما أريد قوله هو بيان كيف استطاع بولس إفساد المسيحية . لقد قال المسيح :

" ما جئت لأنقض شريعة موسى "

وتجد في سفر التكوين إصحاح 17 عدد 9 في حديث الله _ سبحانه وتعالى _ لأبينا إبراهيم :

" وقال الله لإبراهيم وأما أنت فتحفظ عهدي . أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم . هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك . يختن منكم كل ذكر . فتختنون في لحم غرلتكم . فيكون علامة عهد بيني وبينكم . ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم .. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها . إنه قد نكث عهدي " . ( 17 : 9 – 14 ).

وكان بولس من الصنف الوصولي الذي يطمع في الوصول إلى القمة حتى إذا ما وصل فإنه يتخلص من كل من خلفه .

لقد أراد بولس أن يخرج بالرسالة من اليهودية إلى الأمم علماً بأن السميح لم يأمر بهذا لأن الرسالة كانت محدودة في بني إسرائيل.

ولما كانت الأمم غير مختتنة فإنه لجأ إلى أول مجمع هاجم فيه الختان وقال إن الختان ختان القلب .. كمن يقول للمسلم إنك تستطيع دخول الصلاة بلا وضوء . فهذا فساد للصلاة إذ قد هدم الأسس التي يجب السير عليها لإقامة الصلاة .

وقد استطاع التأثير على الحاضرين .. فنقرأ في سفر أعمال الرسل إصحاح 15 عدد 22 :

" حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة إن يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين في الإخوة . وكتبوا بأيديهم هكذا . الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية . إذا قد سمعنا أن أناساً خراجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلي أن تختتنوا وتحفظوا الناموس . الذين نحن لم نأمرهم . رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبنا برنابا وبولس .. رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح . فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاها . لأنه قد رأى الروح القدس ونحن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة . أن تتمتعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوقة والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعماً تفعلون . كونوا معافين . " ( 15 : 22 – 29 ) .

هكذا صار الروح القدس لعبة في أفواههم فقد أمرهم ألا يختتنوا. بهذا حطم بولس شريعة موسى تحطيماً كبيراً ..

وبالنسبة للطلاق نجد شريعة موسى تسمح بالطلاق كما في سفر التثنية .. لكن بولس يعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس. فإذا كانت امرأة على خلاف مع زوجها فإنه يأمرها بعدم الطلاق . وهكذا وجد فساد في المجتمع حيث تضطر الزوجة إلى سلوك خفي مشين . وأريد أن أسأل الآن :

لماذا رفضت الكنيسة إنجيل برنابا ؟

لأن برنابا في إنجيله بيَّن بقوة ووضوح كيف أفسد بولس المسيحية وحولها إلى نصرانية يونانية .. ومن عقيدة تؤمن بالتوحيد وهو أن الله واحد أحد .. إلى عبادة ابن الله على شاكلة أوزوريس وإيزيس وحورس .



" اعترافات بولس بخطاياه " !

وأخيراً نختتم الحديث عن بولس بنقل اعترافه بخطاياه الجسدية التي عجز عن الفكاك منها والتي جعلته واحداً من سبايا الخطيئة . ولقد أثبت باعترافه هذا _ دون أن يدري _ أن الزعيم بصلب المسيح وقتله .. الذي عاش بولس يفلسفه ويدعو له .. قد ذهب سدى . فلا زال بولس باعترافه عبداً للخطيئة .. وثمنها عنده موته الأبدي . إن بولس يقول :

" فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطيئة . لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فأنا أفعل .. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطيئة ساكنة فيَّ . فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح. لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد . لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل . فإن كنت ما لمست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطيئة الساكنة فيَّ. إذا أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي . فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي . ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟ ... " ( رومية 7 : 14 _ 24 ) ..



وللحديث بقية ..


اخوكم / الاثرم

التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 12-05-2016 الساعة 08:46 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس