عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2016, 10:26 PM   #9
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 350
افتراضي

قصة شاب الماني ... طبيب اسمه جيمي ميشيل .. هذا الشاب أُرسل من مكان في المانيا الغربية قبل التوحيد .. أُرسل بمهمة تنصيرية الى الصومال مع مجموعة من الاطباء .. كانت المهمة الظاهرة هي مداواة أو تقليل من ظاهرة العمى .. بسبب كثرة الامراض وعدم وجود الطب .. معالجة أكبر عدد ممكن من العميان .. أو ضعيفين البصر ..

ولكن المهمة الثانية والحقيقية هي التنصير .. أُرسل جيمي ميشيل 36 سنة الى الصومال .. وهناك كان محبوباً بسبب أخلاقه العالية ، وأحب الشعب الصومالي ذو الأخلاق العالية .. كانوا يحيّونه .. بالرغم أنه لا يعرف لغتهم ولكن يعرف تمتمت أفواههم وهي ترحب به في كل مكان يذهب إليه ...

جلس ما يقارب خمسة أشهر أحب هذا الشعب وأحبوه .. ولكنه تفاجىء ببرقية تأتيه من قصر رئاسة هذا المشروع في ألمانيا الغربية .. تدعوه بأن يتوجه إلى لندن ليأخذ دورة في التنصير .. أستغرب هذه البرقية !! .. وهو قد نجح في عمله .. ونجح في مهمته .. وقطع شوطاً كبيراً ..

لماذا ؟ .. وما هو السر وراء ذلك ؟ ...

ولكنه امتثل لذلك وذهب وجلس في لندن مدة شهر كامل لهذه الدورة .. ثم أُرسل ثانية إلى تنزانيا كان يتمنى العودة إلى الصومال .. ولكنهم أرسلوه إلى تنزانيا ... ولكنه لم يعترض .. ولما رأوا سهولته وأخلاقهُ وعدم الاعتراض أرسلوه ثانية إلى الصومال .. ففرح فرح كبيراً .. فرح وهو يتكلم عنه .. يقول ..

فرح لا استيطيع أن أصفه أبداً .. كفرحة الغائب عن البصر ثم يعود له البصر ثانية ..

عندما رجع عاد إلى الصومال .. عاد إلى المكان الذي كان يعالج فيه .. أحب شاباً يسمى محمد باهور .. وكان يحب هذا الشاب حباً كبيراً .. ومن حبهِ له .. أن محمد يوماً من الأيام دعاه إلى البيت .. أفراد البيت كلهم رحبوا به وأكرموه اكراماً كبيراً .. ثم عرفه محمد على أبيه ... الأب شيخ كبير في السن .. جلس إلى الطبيب .. وتفاجىء فيه مشيل أن والد محمد باهور يتقن الانجليزية .. ففرح فرحاً كبيرأً .. وقال في نفسه هذا هو المفتاح الذي سأدخل على هذه القرية وأنصرهم .. سيساعدني الكثير في مهمتي الثانية .. مهمة التنصير .. ولكن واالد محمد فاجئه بأنه كان يمسك مصحفاً وقال له :

أتعرف هذا الكتاب ..؟


يقول أني اعرف هذا هو القرآن .. ولكني تظاهرت بالتغابي والجهل .. فقال له قبل ان يجيب هذا هو القرآن الكريم ... فتكلم عن القرآن .. وتكلم عن الانجيل .. وتكلم عن عيسى عليه السلام ... وعن الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام .. فأخرسه تماماً مما كان ينوي التحدث به ..


انتهت الزيارة ... وذهبت إلى البيت مغموماً .. كيف استطيع أن أغزو عقل هذا الرجل .. ؟؟


قرأ كتبا وبعض المنشورات وأحس كأنه طالب سوف يذهب إلى الامتحان ... لأول مرة يشعر انه طالب وليس طبيب ... وكان يبحث عن محمد باهور في كل مكان .. يرجوه بأن يقوم بترتيب زيارة أخرى ... وفعلاً حدثت زيارة ..

وكان الطبيب ميشيل قد أعد كلاماً يتكلمُ فيه عن النصرانية .. وعن عيسى عليه الصلاة والسلام .. وعن الانجيل .. ولكنه ايضاً فوجىء مرة ثانية بأن المبادرة قام بها والد محمد مرة ثانية ....

سأله قبل أن يتيح له الكلام .. قال له ما هي المهنة التي تقومُ بها ؟

قال : الطـب ...

قال أتعلم يا مشيل أن القرأن الكريم ذكر مراحل نمو الجنين في بطن امه ثلاث مراحل .. وفي ثلاث ظُلمات .. منذ أربعة عشر قرن ... وبدأ يشرح له الآيات التي جاء بها القرأن الكريم عن تخلق الانسان وهو جنين في بطن أمه ظلمة بعد ظلمة ... ..


يقول مشيل أخذتني الرهبة .. وفعلاُ تجمدت .. كيف ؟

كيف لكتاب مضى عليه ( 14 ) قرن يحكي بالتفاصيل ما تعلمته فقط حديثأً في ارقى الكليات ... والذي لا أعلم به الا منذ سنين عندما تخصصت بالطـب ... يقول وأصابني شيىء من الإحباط .. ولكني انتصرت على نفسي ... وقلتُ لا تنهزم أبداً يا ميشيل ، حاول مرة ثانية ..


يقول رجعتُ إلى شقتي وأنا مغموماً مهموماً ، وبحثتُ في بحوث كثيرة وحاولت الإنتصار والتحدي ... وتمنيت أن تتكرر هذه الزيارة .. ولكن محمد باهور فاجئني فعلاُ .. ان والدي يريد أن يراك كل يوم .. وهذا الذي كنت أُريد .. وفعلاً تحقق اللقاء الثالث والرابع والخامس والسادس ...


ولكن في كل هذه اللقاءات هو الذي كان يبادر .. وأراني آخرساً .. أبكماً .. لا أستطيع أن أتكلم لغزارة علم هذا الرجل .. حتى شككني في ديني .. رجعت وما أعلم أنني مراقب .. واذا ببرقية تأتي تأمرني بالابتعاد عن المعسكر والرجوع إلى المركز .. ..


كانوا يراقبوني .. يقول في كل حركة .. خافوا عليّ .. ولكني تحججت بأن لي بعض الأوراق التي يجب أن آخذها .. كانوا عندما ينامون بالليل أتسلل من المعسكر وأركب حافلة تُوصلني إلى والد محمد باهور واجلس معه ... ولكنهم عرفوا بذلك ودفعوا مالاً كثيراً لرجال الأمن حتى يمنعونني من الوصول إلى القرية ..


وأيضاً دفعتُ أنا لهم مالاً كثيراً حتى يأذنون لي .. ومع ذلك قرروا نهائياً أن يبعدونني إلى كينيا .. وقبل الابعاد رجوتهم أن أعود مرة ثانية إلى القرية .. فان هناك أوراق لي تخصني .. وفعلاً ذهبتُ هناك واذا بهم يستقبلوني استقبالاُ عظيماً ، يرحبون بي .. لاحظت تغييراً كثيراً على أهل القرية .. قابلني والد محمد باهور وفرح فرحاً كبيراً .... وقال لي اليوم هو يوم رمضان .. تسحّرت معهم .. ومكثتُ معهم يوماً كاملاُ .. لأول مرة أصوم في حياتي وأنا غير مسلم ثم ودّعتهم وذهبت ...


وفي نيروبي عاصمة كينيا راجعت نفسي .. وأردت أن أضع حداً لهذا التردد .. اما أن أبدأ البداية أو أنني أقطع الشكوك كلها وأدخل في أمرٍ آخر ... واذا برسالة من والدي تأتي وكأنهم أعلموه بما حدث لي ... فيها عطف عليّ وتخوفٌ عليّ .. ويطلبُ مني بأن أرجع إلى ألمانيا الغربية بسرعة ...


بعد مراجعة كبيرة واشتياقي لمحمد باهور وإلى الصوماليين وضحكاتهم وتبسمهم وعناقاتهم ... إلى أحاديث والد محمد باهور .... قطعت هذا التردد وأخذت ورقة بيضاء ناصعة وكتبت بها إلى الرئاسة .. رئاسة المؤتمر الذي بعثني لهذه المهمة .. قلت لهم باسلوب واضح ... اطمئنوا وكل شيىء على ما يرام ... ساذهب إلى الصومال ..


يقول ولكن كيف بي أن أعود إلى مقديشوا وأنا لا أملك المال .. قلت لأصحابي سارجع إلى الصومال وليفعلوا ما يفعلوا ، حتى لو على موتي ... بعت كل ما أملك .. وبعت ملابسي ولم أبقي إلا التي عليّ وثلاث أحذية .. حاولت ... وفعلاً وحصلت على سعر التذكرة .. رجعتُ إلى مقديشوا ومن مقديشوا ، ذهبت إلى القرية .. قرية والد محمد باهور وأعتنقني وأعتنقته .. واذا بي أسرُّ في أُذنيّه وأقول أشهد أن لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله ... بكيتُ وبكى وأعتنقنا وفرحت القرية كلها باسلامي وأخرجوا أمراً بتسهيل مهماتي وتحركاتي في كل القرية ...


لم يكن عندي وقت الا الفرح .. بل استثمرت كل دقيقة لأتعلم فيها الاسلام وأحفظ بها القران الكريم وأحفظ بها الأحاديث .. وبعد فترة جاءت لي رسالة .......................... وما زلت استمتعُ بهذه الحياة .. الحياة الاسلامية بين أحبائي الصوماليين وبين ديني الجديد .. انها حلاوة الإيمان والاعتزاز بالدين ..


أنها رسالة لكل أبناء المسلمين ان ينتبهوا إلى هذا الكنز العظيم الذي عندهم الدين الاسلامي ويعتزوا به أكثر ويتبحروا فيه أكثر .... فهو نعمة خالدة إلى يوم القيامة ..


نسأل الله أن يُميتنا على هذا الدين موحدين مخلصين له لا نريد ولا نبغي ديناً غيره ...




التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 04-03-2016 الساعة 10:50 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس