عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2021, 10:10 PM   #57
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الفتح :

" لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ( 27 ) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ( 28 ) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ( 29 ) . "


لقد جاء الدور لمناقشة الأسئلة الإسلامية .. بعد أن فرغنا تماماً من مناقشة الأسئلة المسيحية .. وذلك أمر منطقي .. لأنه من المفيد والهام أن نبدأ بالجزء المسيحي المطروح فنناقشه مناقشة موضوعية علمية .. حتى إذا فرغنا منه بدأنا بالجانب الإسلامي ..

ولقد كان ذلك ..

فإنه على الرغم من أن الأسئلة الخاصة بالدين المسيحي .. كانت قليلة .. وكان عددها محدوداً .. إلا أننا حولناها إلى دراسات علمية واسعة .. استغرق عرضها شهور طويلة .. كما رأيتم وشاهدتم .. !!

وإنما فلعنا هذا لكي نعطي السائلين .. فرصة التعرف والمتابعة والدراسة للموضوعات كلها .. من أولها إلى آخرها متابعة دقيقة وعميقة ..

وكان في وسعنا منذ البدء أن نخطط للإجابة بمنهج مغاير .. فننهي الموضوع كله .. بأسئلة كلها في فترة وجيزة ! .. إلا أن ذلك كان سيتم _ ولو أريد له أن يتم _ بأسلوب الإجابة الموجزة المباشرة على كل سؤال .. وهو أسلوب لا يفيد المتتبع للقضايا العلمية .. وبخاصة إذا كانت قضايا هامة تتصل بهدم دين .. وقيام دين !

إن هدم دين كامل لا يمكن أن يحدث بجرة قلم .. وإن قيام دين كامل لا يمكن أن يحدث بجرة قلم أيضاً ! .. لأن الديانات ليست مسائل سهلة أو سطحية .. إنها دم .. إنا تاريخ .. إنها كيان .. إنها حياة .. إنها دنيا .. إنها آخر’ !!!

ولا أتصور .. أنا _ ولا تتصورون أنتم _ أنه من الممكن أني يلغي الإنسان ( كيانه الديني ) .. في جلسة واحدة .. ثم ينتقل بقفزة واحدة من دين إلى دين .. من واقع يعيشه .. إلى واقع آخر ينبغي أن يعيشه ..

لهذا رأيت .. أن نبدأ باستعراض ( المقررات النصرانية ) وإن كنا نقرر _ سلفاً _ أن الديانة النصرانية .. ديانة مختصرة .. إذ أن قضاياها تكاد تنحصر في مسألة أو مسألتين هما عمادها وأساسها !

فإذا ما نوقشت هاتان المسألتان .. وثبت بطلانهما .. فإن هذه الديانة بكل مقولاتها ومنقولاتها تتهاوى وتنهار ..


المسيح .. الإله !

أما المسألة الأولى .. فهي القول بألوهية المسيح .. أو بكونه واحداً من الأقانيم الثلاثة التي تكون الإله الواحد كما تصوره الأسطورة الصليبية ..!

ولقد ناقشنا هذا الموضوع مناقشة واسعة .. وبينا أن هذا الفكر إنما هو فكر وثني عاش في خلد الوثنيات القديمة .. التي صورت لنفسها .. أو صور لها الكهنوت .. أن لله ابناً ..أو أن له أبناء ..

والوثنيات القديمة التي شاركت في صياغة هذا الأفك _ أوالشرك _ هي : الوثنيات المصرية .. والإغريقية .. والرومانية .. والهندية .. والعربية .. وما إليها من وثنيات تواصت بالفكر .. والخرافة ..!!

ونقدم لهذا نموذجاً فيه مقارنة بين المسيحية والمثراسية .. المسيحية والوثنية صفحة 338 ..

ويقول بوبرتسون ( Ropertson : Pagan and Christ P. 338 ).. ميثراس .. هذه الديانة فارسية الأصل .. وقد ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بحوالي ستة قرون .. ثم نزحت إلى روما حوالي عام ( 79 م ) ..وانتشرت في بلاد الرومان .. وصعدت إلى الشمال حتيى وصلت إلى بريطانيا وقد اكتشفت بعض آثارها في مدينة يورك .. ومدينة شستر وغيرها من مدن إنجلترا وتذكر هذه الديانة أن :



• ميثراس كان وسيطاً بين الله والناس ..
• كان مولد ميثراس في كهف أو زاوية من الأرض .
• وكان مولده في الخامس والعشرين من ديسمبر .
• كان له اثنا عشر حوارياً .
• مات ليخلص البشر من خطاياهم .
• دفن ولكنه عاد للحياة بقيامة من قبره .
• صعد إلى السماء أمام تلاميذه وهم يبتهلون له ويركعون .
• كان يدعي مخصاً ومنقذاً .
• ومن أوصافه أنه كان الحمل الوديع .
• وفي ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني .
• ومن شعائره التعميد ( Baptism )
• واعتبار يوم الأحد يوم العبادة يوماً مقدساً .


ويقول روبرتسون إن ديانة ميثراس لم تنته في روما إلا من بعد أن انتقلت عناصرها الأساسية إلى المسيحية على هذا النحو ..



الديانة الميثراسية : ميثراس وسيط بين الله والناس

الديانة المسيحية : المسيح وسيط بين الله والناس :

" وليس يأخذ غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس ربه ينبغي أن نخلص ." ( أعمال الرسل 4 : 12 ) .

الديانة الميثراسية : مولده في كهف ..

الديانة المسيحية : ولد في مذود البقر :

" فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود ." ( لوقا : 22 – 7 ) .

الديانة الميثراسية : مولده في يوم 25 ديسمبر .

الديانة المسيحية :يحتفل الغربيون بمولد المسيح في يوم 25 ديسمبر ..

الديانة الميثراسية : كان له اثنا عشر حوارياً ..

الديانة المسيحية : كان له اثنا عشر حوارياً :

" ثم دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف .. " ( متى 10 : 1 ).

الديانة الميثراسية : مات ليخلص العالم ..

الديانة المسيحية : مات ليخلص العالم .. هكذا كانت تعاليم بولس :

" إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب ." ( كورنثوس الأولى 15 : 3 ) .

الديانة الميثراسية : دفن ولكنه عاد للحياة ..

الديانة المسيحية : دفن وقام في اليوم السادس .. هكذا كانت تعاليم بولس :

" أنه دفن وأنه قام في اليوم السادس حسب الكتب " ( 1 كو 15 : 4 ).

الديانة الميثراسية : صعد إلى السماء أمام تلاميذه ..

الديانة المسيحية : صعد إلى السماء أمام تلاميذه :

" ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم . " ( أعمال الرسل 1 : 9 ) .

الديانة الميثراسية : كان يدعى مخلصاً ومنقذاً ..

الديانة المسيحية : خلع عليه بولس لقب المخلص والمنقذ :

" منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصاً يسوع المسيح .. " ( تطيس 2 : 13 ) .

الديانة الميثراسية : ومن أوصافه أنه حمل الله الوديع ..

الديانة المسيحية : وصفه يوحنا المعمدان بحمل الله الوديع :

" وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم . " ( يوحنا 1 : 29 ).

الديانة الميثراسية : رسم العشاء الرباني ..

الديانة المسيحية : رسم بولس العشاء الرباني قائلاً :

" .. أخذ خبزاً وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري .. " ( 1 كو 11 : 23 – 25 ) .

الديانة الميثراسية : رسم المعمودية ..

الديانة المسيحية : رسم المعمودية / بدأت بداية صحيحة :

" وأمر ( بطرس ) أن يعتمدوا باسم الرب . " ( أعمال الرسل 10 : 48 ) . "

وانتهت بالتثليث :

" وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس . " ( متى 28 : 19 ) .


الديانة الميثراسية : تقديس يوم الأحد ..

الديانة المسيحية : تقديس يوم الأحد :

" وبعد السب عند فجر أول الأسبوع . " ( متى 28 : 1 ) .

مع أن الوصية الرابعة تقرر تقديس يوم السبت إذ تقول :

" اذكر يوم السبت لتقدسه ... " ( خروج 20 : 8 – 11 ) .


ولقد واجه القرآن الكريم .. هذه الوثنيات وناقشها وهي وثنيات تتشابه وتتشابك في الشكل والموضوع ..

فسجل كفر النصارى وقولهم إن المسيح هو الله .. أو ابن الله .. أو ثالث ثلاثة ..

قال تعالى :

" لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ( 17 ) . " سورة المائدة .

وقال تعالى :

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 72 ) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 73 ) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 74 ) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ( 75 ) . " سورة المائدة .


وقد ذكرت هذه الآيات :

1- إن المسيح عليه السلام لا يعدو أن يكون رسولاً من رسل الله الذين خلوا من قبل ... وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم .. فلقد قال الله عنه كذلك :

" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ( 144 ) . " سورة آل عمران .

2- وأن أمه لا تعدو أن تكون صديقة .. فهي ليست نبيّة ..

" وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ "

3- ثم قال :

" كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ "

وهذا من أظهر الصفات النافية للألوهية .. لأن الأكل في حاجة إلى ما يدخل جوفه ليشبعه من جوع .. وكذلك هو في حاجة إلى أن يخرج ما في جوفه من الفضلات لتخلص من الأذى ..

وإذا كان القرآن الكريم قد نفى الألوهية عن المسيح عليه السلام .. فقد أثبت له العبودية .. كما قال تعالى :

" وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) . " سورة الزخرف .

وأخبر _ سبحانه وتعالى _ أن اول كلمة نطق بها المسيح وهو في المهد .. هي الإقرار بعبوديته لله .. قال تعال :

" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ( 29 ) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ( 30 ) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ( 31 ) . " سورة مريم .


ويقول الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم _ كما في الصحيحين _ عن أبي هريرة رضي الله عنه :

" يقول الله عز وجل :

كذبني ابن آدم .. ولم يكن له ذلك.. وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك .. فأما شتمه إياي فقوله :

اتخذ الله ولداً .. وأنا الأحد الصمد .. ولم ألد .. ولم أولد .. ولم يكن لي كفواً أحد .. وأما تكذيبه إياي .. فقوله :

لن يعيدني كما بدأني .. وليس أول الخلق بأهون على من إعادته . "

وإذا كان القرآن الكريم .. قد ناقش ( الثالوث النصراني ) فلقد ناقش ( الثالوث ) بكل صوره وتصوراته ..

وإذا كان القرآن الكريم .. قد ناقش (البنوة اللاهوتية النصرانية ) .. لقد ناقش ( البنوة الوثنية ) في كل أطوارها وتطوراتها .. !

فهو يقول عن الوثنيين العرب .. وعن غيرهم من الوثنيين :

" وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ( 100 ) . سورة الأنعام .

وقال :

" أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا ( 40 ). " سورة الإسراء .

" فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ( 149 ) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ( 150 ) أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ( 151 ) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 152 ) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ( 153 ) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ( 154 ) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ( 155 ) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ( 156 ) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 157 ) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ( 158 ) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ( 159 ) . " سورة الصافات.

" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ( 171 ) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا ( 172 ) . " سورة النساء .



" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ( 30 ) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 31 ) . " سورة التوبة .


وقوله تعالى :

" يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن "

إشارة بليغة معجزة إلى قصة الوثنيات القديمة الممتدة عبر العصور والدهور .. تلك الوثنيات التي آلت بتركتها المثقلة بالخرافة والشعوذة والكهانة إلى ( الصهيونية العالمية ) و ( الصليبية العالمية ) .

وهذه واحدة من لفتات القرآن الكريم الرائعة .. وإشاراته البارعة .. إنه يضع أيدينا على الحائق كاملة سافرة .. في غير ما التواء أو غموض !

وهكذا نجد القرآن الكريم دائماً .. معجزاً وهادياً .. في كل ما يقوله أو يقرره .. لا يقول إلا حقاً .. ولا ينطق إلا صدقاً ..

كم .. وكم من المرات ... خرجت البشرية على القرآن الكريم .. فقالت ما شاءت من المقولات بعيداً عن هداه .. وتصورت _ ما أراد لها الهوى _ من تصورات في منأى عن وصاياه ..

ثم .. .. ماذا ؟

ثم ثبت _ علمياً وعقلياً _ فساد مقولاتها وتصوراتها .. !

وبقيت ( المقررات القرآنية ) ثابتة كالجبال الشم الرواسي .. لا تتزلزل ولا تتزعزع !! ويعود الناس إلى القرآن _ شاءوا أو أبوا _ دارسين باحثين متأملين !!

من كان يصدق أن ( الأكليورس ) في هذا الزمان .. يقابل حقائق القرآن بهذا الإعجاب ؟!

من كان يصدق أن لغة ( أكليروس القرون الوسطى ) قد أخرست إلى الأبد ؟!

لقد كان عمل هذا ( الأكليروس ) الدائب .. هو محاولة تشويه جمال الإسلام .. والإساءة إليه .. وتفريخ الأكاذيب والنحل الفاسدة لصد الناس عنه !!

حتى قال .. وما أسخف ما قال :

إن المسلمين إنما حرموا الخمر والخنزير .. لأن نبيهم في آخر حياته شرب الخمر حتى سكر .. فجاءته الخنازير فقتلته ..

من كان يصدق أن عقلية ( الأكليروس ) القديمة تنفتح هذا الانفتاح .. وتنتقل هذه النقلة السريعة من طرف النقيض إلى طرفه الآخر ؟

فنجد بيوت الطباعة _ في أوروبا الصليبية _ وبيوت العلم .. وبيوت الثقافة .. والأكاديميات .. والجامعات .. بل وإرساليات التبشير .. تدرس الإسلام .. وتعجب به .. وتكتب عنه ..

بل إن الكتب الإسلامية العظيمة ألفت .. وصدرت من هناك .. من ( ألمانيا ) وغيرها من البلدان .. !

إن أكبر معجم في الحديث النبوي أصدره الألمان ..

وإن أول طبعة للمصحف ظهرت هناك .. !

من كان يصدق أن جامعات العالم الأوروبي تعكف على دراسة العقيدة الإسلامية والشريعة الإسلامية .. والفقه الإسلامي .. بل وتمنح درجاتها العلمية .. وعلى أرقى مستوى في جزئية صغيرة من جزئيات الثقافة الإسلامية !! ؟



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس