عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2021, 10:44 PM   #52
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


** نشأة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية ..

لقد نادي الأسقف دسقورس بطريك الإسكندرية أن المسيح ذو طبيعة واحدة حيث يتلاقى في ذاته الناسوت باللاهوت فهو من جوهر الله بل هو الله المتأنس ..

لقد شاعت هذه العقيدة مما أدى إلى عقد مجمع خلقيدونية عام 451م ولقد قرر المجمع أن المسيح ذو طبيعتين هما طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت التقتا في ذاته .. ولقد كفر المجمع دسقورس وقرر نفيه عن الإسكندرية إلا أن - المصريين لم يرضوا بغيره بديلا .. الأمر الذي دفعهم إلى الانسلاخ من الكنيسة منشئين الكنيسة المصرية الأرثوذكسية .. ولعل عوامل سیاسية ساعدت على هذا الانفصال .. ولقد استند دیسقورس إلى ما قاله (بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاوس (3: 16 ) :

"عظيم هو سر التقوى .. الله ظهر في الجسد "

لقد كانت رسائل بولس عبارة عن مواعظ يبثها بطريقته الخاصة ويجمعها أشتات من هنا ومن هناك ..

إن القرآن الكريم يقول الحق ولا يحابي .. بصرف النظر عما إذا كان ما يقوله يرضي الناس لأنه يتفق وما جبلوا عليه وورثوه أو كان لا يرضيهم ..

إن الآيات ( 156-158 ) من سورة النساء تقول :

" وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "


- الله يغفر الذنوب ..


أيها الناس .. لقد تكلمنا كثيراً في مسألة الصليب وبينا أن المسيح عليه السلام كان عنده سلطان أن يغفر .. إن داود عليه السلام عندما كان يخطئ وهو نبي من الأنبياء كان يقول :

" لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك ."

إن المغفرة عند الله سبحانه وتعالى .. لقد جاء القرآن الكريم لينفي صلب المسيح تماماً .. وإن ما يربط بين صلبه ومغفرة ذنوب البشر إنما هي خرافات .. إن القرآن الكريم يقول في سورة الزمر :


" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 53 ). "

الَّذِينَ أَسْرَفُوا ... السكيرين .. والمجرمين ومعربدين .. ... الخ.


إن الله هو خالقنا وهو رازقنا وهو الذي يغفر ذنوبنا جميعاً .. إن الله تعالى قريب من الإنسان .. إنه يقول :

" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( 186 ). "

إن الله يقول لكل الناس في القرآن الكريم :

" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ). "

القرآن يوضح ويعطيك الطمأنينة ويعطيك الإمكانية ..


أيها الإنسان ..

أين العقل ؟

هل ترضى أن تجلس أمام إنسان مثله مثلك .. وتقول له أنا فعلت كذا .. وفعلت كذا .. وكذا .. وكذا ..


من هو الذي خلقك .. ؟ أليس هو الله .. !

ومن هو الذي يغفر لك .. ؟ أليس هو الله .. !

ومن هو الذي يرزقك .. ؟ أليس هو الله ..!

ومن الذي يستر عليك ..؟ أليس هو الله .. !

الكاهن لا يملك شيء .. بل بالعكس .. أنت يوم أن تعترف أمام كاهن .. يوم أن تذل نفسك .. هذا من جهة الرجل .. أما من جهة المرأة التي وقعت في الخطيّة .. لما تجلس أمام كاهن وتقول له .. أنا فعلت كذا .. وكذا .. وكذا ..

الكاهن مهما كان فهو رجل .. أعتقد الأمر واضح .. فكيف يكون هذا .. أليس هذا إذلال .. ؟!

الإسلام فيه .. إذا أخطأت اتجه إلى الله سبحانه وتعالى ..

" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ). "


وإذا كان الله أقرب للإنسان من نفسه .. فلماذا يقبل الإنسان وسيطاً بينه وبين الله أو أن ينتظر المغفرة من أحد غير الله ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس