عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2022, 10:04 PM   #70
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


والحرب الإسلامية .. دفعت إليها الرحمة .. وأظلتها الرحمة .. وأنهتها الرحمة .. وإذا كان من الرحمة بجسم الإنسان أن تقطع بعض أجزائه الفاسدة حتى لا يسري الفساد ولا يستشري .. فإن من الرحمة بالناس جميعا أن تبتر عناصر الفساد من الطغاة والظالمين والمستبدين .. حتى يعيش سائر الناس آمنين مطمئنين .. لا يهدد حياتهم خوف ولا ظلم ولا اضطهاد ..

والباعث على الحرب الإسلامية .. كما جاء في القرآن الکریم .. رد العدوان .. وصد الطغيان .. قال تعالي : -

" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) " سورة الحج ..

وقال تعالى :

" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) " سورة البقرة ..

وقال تعالى :

" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) " سورة البقرة ..

وقد بين سبحانه وتعالى أن معاملة المعتدين إنما تكون على قدر اعتدائهم .. فقال تعالى : -

" الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) " سورة البقرة ..

ومن هذه النصوص وغيرها - وهو كثير .. نرى أن ابتداء الاعتداء كان من المشركين .. وكان اعتداء على الحرية الدينية .. ومحاولات متكررة .. وبشتى الأساليب لفتنة المؤمنين في عقيدتهم .. وصرفهم عن دينهم .. وصدهم عن سبيل ربهم ..

** كذلك نستبين من هذه النصوص وغيرها - وهو كثير - أن المسلمين لما طولبوا وخوطبوا برد العدوان .. طولبوا وخوطبوا – أيضاً – بأمرين هامين هما :

1- عدم الاعتداء .. " وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) " .. والاعتداء هنا .. هو أن يقاتلوا من لم يبدأهم بقتال .. ومن لم يضع العقبات والعراقيل في سبيل تقدم الدعوة الإسلامية الهادية ..

2- والتقوى " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) " .. والتقوى - هنا - هي الالتزام بالفضيلة .. فلا يجرفهم تيار العداوة إلى التشبه بأعدائهم فيما يفعلون .. من العدوان على الأعراض .. والتمثيل بالقتلى ... وما إلى ذلك من أسلوب شركي جاهلي إرهابي خبيث . .

ثم ... إن الذين يراجعون ( السيرة النبوية ) وما جرى للمسلمين من اضطهاد وتعذيب .. وفتنة وتشريد .. يعلمون أن الباعث على ( الحرب الإسلامية ) إنما هو رد العدوان .. وإيقاف المد الهمجي الرهيب للظلم والطغيان .. " حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ (194) " ..

هذا هو مجمل الحديث عن القتال في شبه الجزيرة العربية .. وهذه هي باختصار شديد ومفيد .. أسبابه ودوافعه !

لقد تجمع الشرك بكل قدراته .. وجحافله .. وألقي بأفلاذ أكباده .. ليضرب الإسلام في معقله .. وبين أنصاره من أهل ( المدينة ) !!

فنزل قول الله تعالى :

" وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) " سورة التوبة ..

تلك كانت حال ( الحروب الإسلامية داخل الجزيرة !


أما حال هذه الحروب خارج الجزيرة :-

فلقد وجه الرسول صلى الله عليه وسلم كتبه ورسله إلى الملوك والرؤساء .. إلى هرقل .. وإلى المقوقس .. وإلى كسرى .. وإلى غيرهم .. بل وإلى أمراء بعض البلاد العربية النائية ...

فما كان جواب أكثرهم إلا الإساءة .. سواء أكانت إساءة قولية أم فعلية !!

ومن تتبع صفحات التاريخ .. نرى أن الباعث على ( الحرب الإسلامية ) إنما هو دفع الأذى .. وتمكين الدعوة .. ومقاومة الشر .. ومكافحة الطغيان ... ولم يكن ثمة إكراه على دين .. أو قهر على إيمان .. قال تعالى :

" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) " سورة البقرة ..

وقال تعالى :

" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) " سورة يونس ..

ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أكره أحداً على الدين بل ثبت عکس ذلك .. وهو .. أن بعض الأنصار أراد أن يكره ولده على الإسلام فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ..

ويقول تعالى : -

" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) " سورة التوبة ..



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم


التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 08-14-2022 الساعة 10:07 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس