عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2022, 10:33 PM   #68
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


** فإن قال قائل : إن ما ذكرته وما نقلته من هذه المعجزات الحسية .. لم نره .. ولم نشاهده .. ولم نحس به .. فلا يكون حجة علينا !! |

قلنا له : وكذلك معجزات المسيح وغيره من الأنبياء لم نرها .. ولم نشاهدها .. ولم نحس بها !!

** فإن قال قائل : لكن تواترت روايات الثقات بهذا ؟

قلنا له : إن ( الرواية الإسلامية ) هي أدق الروايات واضبطها على الإطلاق .. أما ( الرواية المسيحية ) فهي رواية يعتريها الشك من كل أقطارها !

ثم إن ( المعجزة الحسية ) هي كل شيء بالنسبة لهذه الديانات .. فإن ثبتت صحت هذه الديانات .. وإن انتقت أو دخلها الشك .. بطلت هذه الديانات !

أما الإسلام ... الدين الخاتم ... الذي جاء به النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم .. فإنه لم يركز على المعجزة الحسية وحدها ... وإنما ركز على المعجزات المعنوية ... وفي قمتها القرآن الكريم ..

والقرآن الكريم معجزة عقلية معنوية باقية لا يهون من جلالها مرور الزمان .. وتقادم الأيام .. بل إن الزمان كلما تقادم زاد هذا القرآن جدة وقوة وإعجازاً .. فالزمان عنصر من الإعجاز في القرآن ...!

إن الإسلام دين معجز .. بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ومجالات واتجاهات !

فهو معجز في تشريعه ...!
وهو معجز في تاريخه ...!
وهو معجز في دائرة معارفه ...!
وهو معجز في فتوحاته وانتصاراته ...!


***


*** فإن قال قائل : إن القرآن ينفي ( المعجزات الحسية ) عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في سورة الأنعام :

" وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) "

وكما جاء في سورة الإسراء :

" وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) "


قلنا له :

الذي يفهم من هذه الآيات .. وما شاكلها .. نفي المعجزات المقترحة .. ولا يلزم من نفي المعجزات المقترحة نفي المعجزات مطلقا ..

إذ أنه ليس حتما على الأنبياء أن يظهروا معجزة كلما طلبها المنكرون !!

بل - على العكس - فهم لا يظهرون المعجزة إذا كان طلبها منطوياً على العناد والامتحان والاستهزاء ...

*** ولذلك نظائر في كتب القوم .. لا أدري لماذا يغفلون عنها .. تقول أسفار العهد الجديد :

" فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه فتنهد بروحه .. وقال : لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطي هذا الجيل آية " إنجيل مرقس ( 8: 11-12) ..

ومعنى هذا النص أن الفريسين طلبوا معجزة من المسيح عليه الصلاة والسلام على سبيل الامتحان .. فما أظهر معجزة .. ولا أحال - في ذلك الوقت - إلى معجزة لا وعد بإظهار معجزة فيما بعد ..!

بل قال :

" لن يعطي هذا الجيل آية "

** وهذا يدل على أنه لن تصدر عنه معجزة إطلاقا ..!

*** لأن لفظ الجيل يشمل جميع الذين كانوا في زمانه !

وليس هذا هو النص الوحيد .. الذي نقلته إلينا أسفار العهد الجديد .. فهناك نصوص أخرى :

ففي إنجيل لوقا :

" وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة .. وترجى أن يرى آية تصنع منه .. وسأله بکلام کثیر فلم يجبه بشيء .. ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد . فاحتقر هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسا لامعا ورده إلى بيلاطس " ( 23: 8-11 ) ..

وفي إنجيل لوقا أيضا :

" والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه .. وغطوه وكانوا يضربون وجهه .. ويسألونه قائلين : تنبأ .. من هو الذي ضربك وأشياء أخرى كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين " لوقا ( 22: 63-65 )

وفي إنجيل متى :

" وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين : يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك . إن کنت ابن الله فانزل عن الصليب . وكذلك رؤساء الكهنة أيضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا : خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به قد أتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده . لأنه قال : أنا ابن الله . وبذلك أيضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعیرانه " ( متى ( 27: 39-44 )

وفي إنجيل متى أيضا :

" حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلین یا معلم نريد أن نرى منك آية . فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي . لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال فكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال " ( متى 12: 38-40 ) ..


*** ولنا على هذا النص ملاحظتان :

الملاحظة الأولى : أن المسيح قد وعد بمعجزة لم تصدر عنه .. لأن المسيح صلب قريباً من نصف النهار من الجمعة كما يعلم من الإصحاح التاسع عشر من إنجيل يوحنا ..

ومات في الساعة التاسعة .. وطلب يوسف جسده من بيلاطس وقت المساء فكفنه ودفنه كما هو واضح من إنجيل مرقس ..

فدفنه لا محالة كان في ليلة السبت ..

وغاب هذا الجسد عن القبر قبل طلوع الشمس من يوم الأحد كما هو واضح في إنجيل يوحنا .. فما بقي في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال – كما قال – وإنما بقي يوم وليلتين !!

والملاحظة الثانية : أن ( قيامه من الأموات ) لم يره الكتبة والفريسيون بأعينهم .. لأنهم هم الذين طلبوا الآية .. ولأنهم هم الذين وعدوا بها !!

وفي إنجيل متى أيضا :

" فتقدم إليه المجرب وقال له : إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا . فأجاب وقال . مکتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .. بل بكل كلمة تخرج من فم الله . ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل .. وقال له : إن کنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل .. لأنه مکتوب أنه يوصي ملائكته بك .. فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصطدم بحجر رجلك . قال له يسوع : مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك " ( إنجيل متى ( 4: 3-7 ) ..

*** ففي هذا النص نرى أن إبليس طلب من المسيح عليه السلام - على سبيل الامتحان - معجزتين .. فما أجاب إلى واحدة منهما !!



وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس