حديث الساعة
اتق شر الحليم إذا غضب
تقول الحكمة العربية (من لم يكن ذئبا اكلته الذئاب ومن جعل نفسه عظما أكلته الكلاب) وﻻشك ان قرار المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات مع رأس الأفعى وراعية اﻻرهاب في العالم جمهورية إيران المارقة التي ﻻتحترم المواثيق والعهود وتتعامل بفوقية واستهتار مع دول الجوار هو قرار حكيم وضع النقاط على الحروف ووضع حد للغطرسة الإيرانية والعربدة المجوسية التي توهمت ان ضمت دول الخليج هو ضعف وخوف مما شجعها على ان تعيث فسادا في المنطقة وتتدخل في شؤون الدول العربية وتنفذ مشروعها التوسعي وتحقيق حلمها في أحياء اﻻمبراطورية الفارسية.
يقول المثل ( علي نفسها جنت براغش ) فقد قام نظام الولي الفقيه بتسيير مظاهرات وشحن الجماهير الإيرانية الغاضبة لحرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد بعد اعدام اﻻرهابي نمر النمر وطبعا هذا التصرف مرفوض ومجرم دوليا لأنه السفاره تعتبر ارض سعودية واﻻعتداء عليها هو بمثابه اعلان حرب ولكن من يحكم إيران اليوم ليس نظام سياسي بل عصابة تتستر بالدين لتحقيق اهدافها المشبوهة .
هناك استنكار عالمي من البلطجة الإيرانية ولكن الإدانة وحدها ﻻتكفي بالنسبة دول الخليج وعليها ان تحذو حذو المملكة العربية السعودية وتقوم بقطع علاقاتها مع النظام الإيراني وحسنا فعلت مملكة البحرين في قطع علاقاتها مع النظام الإيراني وعلى بقية دول الخليج ان تحذو حذو المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وتكون على قلب رجل واحد للمحافظة على امن واستقرار المنطقة وﻻأحد يتوقع من سلطنة عمان اي موقف حازم لأنها عودتنا على التغريد خارج السرب والوقوف في المنطقة الرمادية فهي ليست مع وليست ضد وهذا الموقف الغامض يثير الريبة والشكوك.
هناك ملفات كثيرة ساخنة سوف يزيدها التوتر في العلاقات بين إيران والسعودية سخونة وتعقيدا ويلقي بضلال من الشك حول امكانية التوصل لأي حل سياسي مما يجعل المنطقة برمتها فوق صفيح ساخن وهو بالتاكيد يخدم مصالح اسرائيل والدول الكبرى مثل روسيا والوﻻيات المتحدة الأمريكية التي تخطط لإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد واﻻتفاق حول اتفاقية سايكس بيكو جديدة .
ان ماتقوم به إيران واذنابها من التنظيمات اﻻرهابية مثل حزب الشيطان وداعش وغيرها من التنظيمات التي تريد ان تنشر الفوضى والدمار يضرب بعرض الحائط كل علاقات حسن الجوار وينسف ماتبقى من ود ومصالح مشتركة ويقطع شعرة معاوية مما سيكون له تداعيات خطيرة على امن واستقرار المنطقة .
ان نظام ولي الفقيه الذي تسعي إيران لتعميمه وهو ماذكره المقبور نمر النمر في خطبه النارية مرفوض جملة وتفصيلا وهو تدخل سافر في شؤون الدول العربية وهذا واضح في سوريا ولبنان والعراق ولوﻻ عاصفة الحزم وإعاده اﻻعمار في اليمن لكان اليمن ﻻيختلف عن لبنان بلد مشلول يعاني من فراغ دستوري ليس لديه رئيس جمهورية وﻻ حكومة تدير شؤونه فهو دولة فاشلة .
ﻻبد ان يكون التعامل مع إيران بالمثل فهي كما تتدخل بشؤون الدول العربية على دول مجلس التعاون وحتى جامعة الدول العربية ان تعترف بدولة اﻻهواز العربية التي احتلها الشاه رضا بهلوي سنة 1925 وضمها الى إيران بالقوة وبتواطئ مع بريطانيا في ذلك الوقت وايضا فضح الممارسات والجرائم البشعة التي ترتكبها إيران في الأهواز واعدام كل من يعارضها وهي ايضا تضطهد كل الأقليات اﻻخرى مثل البلوش والأكراد واﻻذريين واغلب هذه الأقليات من المذهب السني حيث ان إيران تمنعهم من بناء مساجد ودور عبادة لهم وتجبرهم على التشيع واتباع نظام الولي الفقيه وطبعا هذه السياسة العنصرية سيجعل إيران تدفع الثمن غاليا وتتفكك وتنهار ولهذا على الملالي في طهران وعلي راسهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئني ان يعيدوا النظر في سياساتهم المتهورة التي تشعل الحرائق في كل مكان وتبعثر الأموال على مغامرات عسكرية وحروب عبثية ودعم لتنظيمات ارهابية وتقوم بتحسين المستوى المعيشي للشعب الإيراني الذي نصفه تحت مستوى الفقر وﻻ تتدخل في شؤون الدول اﻻخرى والمثل يقول ( اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة ) .
أحمد بودستور
http://alwatan.kuwait.tt/articledeta...02&writerid=49