عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2016, 10:45 AM   #13
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

اقتباس:
لا حول ولا قوة الا بالله
تسلم الايادي
الله يسلمك من كل شر ..


لم تكن تتوقع السؤال .. وقبل أن تجيب قلت لها :

هل لك عقل تفكرين به .. وهل لديك استقلال في التفكير ؟

أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها .. وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .

هل أنتِ مسلمة ؟!

هنا تغيَّر كل شيء .. أسلوبها في الحديث تغيَّر .. جلستها على المعقد تغيَّرت ... قالت :

هل تشك في أنني مسلمة ؟!

إني _ بحمد الله _ مسلمةٌ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ... لماذا تسألني هذا السؤال .. إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد .. إني أرفض أن تتحدًّث بهذه الصورة ... وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ..

لم أعلق على كلامها بشيء .. بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها .. ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب .. " كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل .. يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله .. ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من الحوار بيني وبين مجاورتي في المقعد .. ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها _ كما أخبرتني فيما بعد _ ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :

أتشك في إسلامي ؟

قلت لها :

ما معنى الإسلام ؟!

قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال !

قلت لها معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمام النضج ، تُلوّن وجهَها بالأصباغ .. وتصفّفُ شعرها بطريقة جيدة .. وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها .. فإذا رحلت خلعتهما وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً .. نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان .. فمن قال إنك طفلة ... ...؟!

قالت :

لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟

قلت لها :
ما الإسلام ؟
...

قالت :

الدين الذي أرسل الله به محمداً صلى الله عليه وسلم .. قلت لها :

وهو كما حفظنا ونحن صغار " الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك " .

قالت أي والله ذكرتني .. لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة !

قلت لها :


ما معنى " الانقياد له بالطاعة ؟


سكتت قليلاً ثم قالت :

أسألك بالله لماذا تتسلّط علىَّ بهذه الصورة .. لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسيء إليك ؟

قلت لها : عجباً لك .. لماذا تعدّين حواري معك إساءة ؟ .. اين موطن الإساءة فيما أقول ؟

قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ... أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني ... ولكن بطريقة غير مباشرة ..

قلت لها :

ألست مسلمة ؟

قالت لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك .. وأرجوك ألا تتحدّث معي مرة أخرى .

قلت لها : أنا متأسف جداً ... وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا ....

ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنّى فيه صاحبه على الإسلام ويقول :

أنه دين الإرهاب ... وإن أهله يدعون إلى الإرهاب .. وقلت في نفسي :

سبحان الله .. المسلمون يذبّحون في كل مكان كما تذبح الشّاه .. ويقال عنهم إنهم أهل الإرهاب ...

وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير .. وصورة مسلمة تحمل طفلاً .. وعبارةً تحت صورتها تقول :

إنهم يهتكون أعراضنا .. ينزعون الحجاب عنّا بالقوة .. إن الموت أهون عندنا من ذلك ... نسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ... وفوجئت بها تقول ..
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس