عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2015, 11:43 PM   #27
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الله سبحانه وتعالى : في سورة البقرة :

" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {127} رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {128}

رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ {129} وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ

الصَّالِحِينَ {130} إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ

يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا

يَعْمَلُونَ {134}‏ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135} قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا

أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {136} فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {137}

صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ {138} قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ {139} أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ

وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {140} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {141}‏ "


بعد ان كتبت هذه الأسئلة .. رأيت ان أعيد تنظيم الخريطة لتكون هي الخريطة التي تؤدي بنا إلى مجموعة من الدراسات لأننا لسنا في حاجة إلى مواعظ ، ولسنا في حاجة إلى خطب رنانة ، وعلى جيوش الخطباء أن يوفروا جهودهم . إننا في حاجة إلى دراسة علمية موضوعية هادئة وهادفة نعرف فيها الحق ونعرف فيها الطريق المستقيم حتى نسلكه جمعياً صفاً واحداً .

وعليكم أن تصبروا علي لأن جهالات عصور كاملة ينبغي أن تمحى ، وهي ليست متعة صيد أو فسحة ، وإنما هي دارسة ديانات كاملة والديانات لا تدرس في رحلة ولا تدرس في جلسة واحدة ، وإنما تدرس دراسات متأنية عبر النصوص المقدسة عند الطرفين . ولسوف يكون تنظيم خريطة العمل على الوجه التالي :

سيكون الحديث حول قضية قانونية الأناجيل ، ولقد جاء حولها أسئلة ، منها السؤال القائل بالنسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟

أود ان أشير قبل أن أبدا إلى نقطتين الأولى :

أن أبدأ بالإجابة على الأسئلة النصرانية أولا ، لأن دراسة النصرانية يجب أن تسبق دراسة الإسلام .

وأما الثانية :

فهي ألا أكتفي على هذين السؤالين الخاصين بالنسخ والتحريف ، وإنما هناك موضوعات أخرى مرتبطة بهما يجب الاهتمام بها ، كقصة كتابة الأناجيل وكيف قبل بعضها وصار قانونياً مثل الأناجيل الأربعة وكيف رفض أكثريتها ولماذا ؟ وما هي موضوعات التآلف أو الاختلافات بين هذه الأناجيل القانونية ؟ ثم ما هو موقف بقية أسفار العهد الجديد وقيمتها العقائدية ، وكيف تكوَّن العهد الجديد القانوني ؟

كل هذا وما يرتبط به وهو كثير وكثير .. والله أسأل أن يهدينا إلى الحق فأنه لا يهدي إلى الحق إلا هو وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .


الجلسة الأولى :

• حديث عن أسفار العهد الجديد .
• نظرة في أسفار العهد الجديد :
- مشكلة الاختلاف الكثير .
- مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها .
• قضية الصلب .

أرحب بكم جمعياً ايها الاخوة والاخوات ... وخاصة هذه الأسئلة والاستفسارات عما في المسيحية والإسلام من أمور يتفق عليها وأخرى يختلف فيها ، (((( ولا تزال موضع جدل بين المسيحيين والمسلمين .
))))
والسؤال البديهي في مثل هذا اللقاء : من أين يستقي الناس عقائدهم ؟

من المتفق عليه أن العقائد الدينية تستقي من الكتب المقدسة . من أجل ذلك فإن المنطق يقضي بدراسة الكتب المقدسة أولا ، قبل أن نناقش العقائد المستخرجة منها . ولا شك أن من أهم الدراسات لتلك الكتب هي الدراسات التي يقوم بها علماء تلك الديانة .

ولهذا أعرض الآن خلاصة لبعض ما انتهى إليه علماء النصرانية في دراستهم للأسفار المقدسة تحت عنوان : ( حديث عن أسفار العهد الجديد ) . وهو يماثل تماماً التقرير الذي يتلقاه من يهمه الأمر من أحدى اللجان المتخصصة التي شكلت لدراسة مشكلة موضوع معين . وهو ما يناسب مثل هذا للقاء .. والذي لا يستغرق في العادة سوى فترة زمنية محدودة بالساعات أو بعدد محدود من الأيام .

بعد ذلك أعرض حديثاً بعنوان : ( نظرة في أسفار العهد الجديد ) يسمح لكل قارئ مهما كانت ثقافته أن يطلع بنفسه على حقيقة ما في هذه الأسفار ، وعلى الأسباب التي جعلت كثيراً من علماء النصرانية يقررون ما سوف نعرضه عند الحديث عن أسفار العهد الجديد.

(((( وبهذا تكتمل الصورة اليقينية لكل باحث عن الحقيقة ، ومن حقه أن يطلب ذلك ، لأن لسان حال الإنسان الصادق مع نفسه دائماً يقول : أريد أن أعرف ، وأن أتدبر وأتحقق : ليطمئن قلبي . ))))

إذن أيها الإخوة والأخوات – فإن النقاط المختصرة التي سأكتبها حالياً تمثل خلاصة كلام علماء النصرانية . وبالمناسبة هنا أن أذكر الأسماء العربية لأهم المراجع المسيحية ومؤلفيها ، ونبذة يسيرة للتعرف بهم بحيث لا نحتاج بعد ذلك إلا لذكر اسم المصدر ورقم الصفحة فقط .

المراجع الأجنبية :

1- اسم الكتاب الأناجيل ... المؤلف : الدراسات اللاهوتية بمعهد اللاهوت الاتحادي بنيويورك .
2- اسم الكتاب إنجيل مرقس ... المؤلف : دنيس نينهام – أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة بليكان لتفسير الإنجيل .
3- اسم الكتاب : تفسير إنجيل متى .... المؤلف : جون فنتون – عميد كلية اللاهوت بانجلترا .
4- اسم الكتاب : تفسير إنجيل لوقا ... المؤلف جورج كيرد
5- اسم الكتاب : تفسير إنجيل يوحنا ... المؤلف : جون مارش – عميد كلية مانسفيلد باكسفورد وعضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي.
6- اسم الكتاب : تاريخ العقيدة .. المؤلف : أدولف هرنك – أستاذ تأريخ الكنيسة بجامعة برلين.
7- اسم الكتاب : كتابات مقدسة ... المؤلف : جنتر لانسزكد منسكي – محاضر في تأريخ العقائد بجامعة هيدلبرج الألمانية .
8- اسم الكتاب : دائرة المعارف الأمريكية ، طبعة سنة 1959م .
9- اسم الكتاب : دائرة المعارف البريطانية ، طبعة سنة 1960م



حديث عن أسفار العهد الجديد :

قانونية الأناجيل :

1- " إن المسحيين الأوائل لم يكونوا يعتقدون أن كتبهم المقدسة تكوَّن عهداً جديداً يتميز عن العهد القديم ، فقد كان العهدان شيئاً واحداً متصلاً .. وعندما ظهرت أولى الكتابات المسيحية .. فقد كان ينظر إليها جمعياً باعتبارها إضافات صحيحة أو ملحق لما في أسفار الناموس والأنبياء ، التي كانت تقرأ أسبوعياً في المعبد اليهودي والكنيسة المسيحية .

إن العهد الجديد كتاب غير متجانس ، ذلك أنه شتات مجمّع ، فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى آخره لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة . ( فريدريك جرانت : صفحة 12 ، 17 )


2- " في فترة المائة والخمسين عاماً الأخيرة تحقق العلماء أن الأناجيل الثلاثة الأولى تختلف عن إنجيل يوحنا أسلوباً ومضموناً .
إن إنجيل يوحنا يختلف اختلافاً بيناً عن الثلاثة المتشابهة ( متى ومرقس ولوقا ) فهو لا يذكر أي شيء عن رواية الميلاد ..

وبالنسبة للروايات التي تحكي نشاط يسوع الجماهيري فإنه توجد اختلافات في الزمان والمكان إذا قورنت بنظريتها في الأناجيل المتشابهة .. وأن التاريخ المضبوط الذي تحددت فيه قانونية أسفار العهد الجديد غير مؤكد " . ( جنتر لانسزكوفسكي : صفحة 32 – 36 ) .


3- " إن هناك مشكلة هامة وصعبة تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواح كثيرة بين الإنجيل الرابع والثلاثة المتشابهة . (((( إن الاختلاف بينهم عظيم )))) ، لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة وموثوقاً فيها {{{{{{ فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا ".}}}}}} ( دائرة المعارف الأمريكية : جـ 13 _ 73 )

4- " ليس لدينا أية معرفة مؤكدة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك .

تحريف الأناجيل :

وبالنسبة لموضوع التحريف وإدخال كلمات في النص أو استخراجها منه نقرأ الآتي :


أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس ، إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد ، مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها " ( دائرة المعارف البريطانية جـ2 _ صفحة 519 – 521 ) .


5- " إن نصوص جميع هذه المخطوطات ( العهد الجديد ) تختلف اختلافاً كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ .. ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن نسخته الأصلية . إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ". ( جورج كيرد : صفحة 32 ) .



ونذهب الآن لدراسة الصورة العامة للأناجيل ، وهذا الذي أقوله لا يزال قول علماء المسيحية :

" إن القول {{ بأن متى ولوقا استخدما إنجيل مرقس }} ، أصبح على وجه العموم مسلماً به ، ولكن بجانب إنجيل مرقس فلا بد أنهما استخدما وثيقة أخرى يشار إليها الآن q والذي يرمز إلى كلمة المصدر ، كما استخرجت من الكلمة الألمانية التي تعطي هذا المعنى " ( دائرة المعارف البريطانية جـ 2 – صفحة 523 ) .


1- أنجيل مرقس :

1- يقول بابياس ( حوالي عام 135م ) :

" في الواقع أن مرقس الذي كان ترجماناً لبطرس قد كتب بالقدر الكافي من الدقة التي سمحت بها ذاكرته ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله ولكن دون مراعاة للنظام .

( ونلاحظ أن مرقس هذا هو كاتب أقدم الأناجيل الذي اعتمد عليه كل من متى ولوقا ) .

ولقد حدث ذلك لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع ولا كان تابعاً شخصياً له ، لكنه في مرحلة متأخرة كما قلت أنا ( بابياس ) من قبل قد تبع بطرس ".

ويتفق مع قول بابياس هذا ما اقتبسه أيرنيوس في قوله :

" بعد موت بطرس وبولس فإن مرقس تلميذ بطرس وترجمانه سلم إلينا كتابة ما صرح به بطرس ". ( فريدريك جرانت : صفحة 73 – 74 )


2- " لم يوجد أحد بهذا الاسم ( مرقس ) عرف أنه كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة ( بيسوع ) أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى .. ومن غير المؤكد صحة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الإنجيل بأنه يوحنا مرقس المذكور في ( أعمال الرسل ( 12: 12 ، 25) _ أو أنه مرقس المذكور في رسالة بطرس الأولى ، ( 5: 13 ) أو أنه مرقس المذكور في رسائل بولس :

كولوسي ( 4: 10 ) ،(2) تيموثاوس 4 : 11 ، فليمون 24 ) .

لقد كان من عادة الكنيسة الأولى أن تفترض أن جميع الأحداث التي ترتبط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد إنما ترجع جميعها إلى شخص واحد له هذا الاسم ، ولكن عندما نتذكر أن اسم مرقس كان أكثر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرومانية فعندئذ نتحقق من مقدار الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة ". ( دنيس نينهام : صفحة 39 )


3- وبالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل : " فإنه غالباً ما يحدد في الجزء المبكر من الفترة 65 – 67 م ، وغالباً في عام 65م ، أو عام 66م .. ويعتقد كثير من العلماء أن ما كتبه مرقس في ( الإصحاح 13 ) قد سطر بعد عام 70م ."

وأما عن مكان الكتابة : " فإن المأثورات المسيحية الأولى لا تسعفنا .. إن كليمنت السكندري وأوريجين يقولان روما ، بينما يقول آخرون مصر . وفي غياب أي تحديد واضح تمدنا به هذه المأثورات لمعرفة مكان الكتابة فقد بحث العلماء داخل الإنجيل نفسه عما يمكن أن يمدنا به ، وعلى هذا الأساس طرحت بعض الأماكن المقترحة مثل أنطاكية ، لكن روما كانت هي الأكثر قبولاً ". ( دنيس نينهام : صفحة 42 ) .

ومن ذلك يتضح ((( أن أحداً لا يعرف بالضبط من هو مرقس كاتب الإنجيل ))) ، كذلك فإن أحداً لا يعرف بالضبط من أين جاء هذا الإنجيل .



مشاكل إنجيل مرقس :

إن من مشاكل إنجيل مرقس : اختلاف النسخ على مر السنين ، ولقد أدى ذلك إلى قول علماء المسيحية إنه قد " زحفت تغييرات تعذر اجتنابها ، وهذه حدثت بقصد أو بدون قصد . ومن بين مئات المخطوطات _ أي النسخ التي عملت باليد _ لإنجيل مرقس والتي عاشت إلى الآن فإننا لا نجد أي نسختين تتفقان تماماً " .

كذلك نحد من مشاكل إنجيل مرقس {{ خاتمة هذا الإنجيل }} ، ذلك أن الأعداد من ( 9 إلى 20 ) " التي تتحدث عن ظهور المسيح ودعوته التلاميذ لتبشير العالم بالإنجيل " هذه تعتبر إلحاقية ، أي أنها أضيفت فيما بعد بحوالي 110 من السنين ، فلم تظهر لأول مرة إلا حوالي سنة 180م . ( دنيس نينهام : صفحة 11 )




2- إنجيل متى :

" لا يزال من الواضح أن كلاً من بولس الهلليني ومتى المبشر اليهودي له وجهة نظر تخالف الآخر تماماً فيما يتعلق بأعمال يسوع وتعاليمه ". ( فريدريك جرانت : صفحة 141 ) .

وأما بالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل فيمكن القول بأنه " كتب في حوالي الفترة من 85 إلى 105 م ، وعلى أي حال فيمكن القول بأنه كتب في الربع الأخير من القرن الأول أو في السنوات الأولى من القرن الثاني ". ( جون فنتون : صفحة 11 ) .

وفيما يتعلق بمكان تأليفه : " فإن شواهد قوية تشير إلى أنطاكية باعتبارها موطنه الأصلي. ولما كان من الصعب ربط الإنجيل بمدينة محدودة ( مثل أنطاكية ) فمن المناسب إذن القول بأنه يأتي من مكان ما في المنطقة المحيطة بها أو أي مكان ما يقع شمال فلسطين ". ( فريدريك جرانت : صفحة 140 ) .


مشاكل إنجيل متى :

1- {{{{{{{ توقع نهاية العالم سريعاً }}}}}}} : ولو أن هذه الفكرة قد سيطرت على تفكير مؤلفي أسفار العهد الجديد ، إلا أن متى كان أكثرهم حرصاً على تأكيد ذلك . فهو قد يتوقع ((( أن تأتي نهاية العالم في أيام المسيح ))) : قبل أن يكون رسله قد أكملوا التبشير في مدن إسرائيل ( 10: 23 ) ، وقبل أن يدرك الموت بعض معاصري المسيح والذين استمعوا إلى تعاليمه ( 16: 28 ) وقبل أن يكون ذلك الجيل الذي عاصر المسيح وتلاميذه قد فني ( 24: 34 ) .

ومن الواضح كما يقول جون فنتون في صفحة 21 _ " أن شيئاً من هذا لم يحدث كما توقعه متى ".


3- ثم تأتي خاتمة الإنجيل التي (( يشك )) فيها العلماء ويعتبرونها دخيلة . فهي تنسب للمسيح قوله لتلاميذه : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ( 28: 19 ) .

ويرجع هذا الشك _ كما يقول أدولف هرنك _ وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي ، إلى الأتي :

أ?- " لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات ، وأن بولس لا يعلم شيئاً عن هذا ".

ب?- " إن صيغة {{{{ التثليث هذه غريب ذكرها}}}}} على لسان المسيح ، ولم يكن لها نفوذ في عصر الرسل ، وهو الشيء الذي كانت تبقي جديرة به ، لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً . ( أدولف هرنك : جـ 1 _ صفحة 79 ) .

وللحديث بقية ....

أخوكم : الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس