عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2021, 09:21 PM   #10
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى :

"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا "








شبه لهم ..



هل أنت المسيح؟

عندما أخذ الجنود المسيح حسب قولهم إلى مجمع الكهنة اليهود .. سألوه:

" إِنْ كُنْتَ أَنْتَ ٱلْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لَا تُصَدِّقُونَ، وَإِنْ سَأَلْتُ لَا تُجِيبُونَنِي وَلَا تُطْلِقُونَنِي " (لوقا 22: 67 – 68 ).

نلاحظ هنا مايلي :

1- لماذا سألوه إن كان هو المسيح أم لا ؟ أليس سؤالهم غريب ؟! إذاً هم شكوا في من هو ولهذا سألوه .. شخص مشهور مثل المسيح كان يشفي المرضى ويحيي الموتى ويخطب ويعظ في الهيكل .. وفي كل مكان تبعه الألوف من الناس كما تذكر الأناجيل .. شخص في مثل مكانته وشهرته .. لماذا يسألونه من هو؟!!! السبب واضح وهو أنهم شكوا في هوية المتهم أمامهم .. والمسألة ليست صعبة : الحواريون والمسيح ثلاثة عشر ..

عند إلقاء القبض على المتهم وجد رئيس الجنود أن العدد اثنا عشر .. إذاً هناك شخص قد اختفى !! أين هو؟ من هو؟ فشك الجميع بما حدث وبهوية المقبوض عليه .. وبالفعل كما نعلم المسيح أنقذه الله من يد طالبيه ووقع الخائن يهوذا في يد العسكر بدلاً منه بعد أن رمي الله عليه شبه المسيح والله على كل شيء قدير.. وقيل كان أساسا يشبهه ..

2- ماذا كان جواب المتهم؟ قال لهم إن قلت لكم لا تصدقون .. أي لو قلت لكم إنني لست المسيح لما صدقتموني .. ولو طلبتُ منكم الافراج عني لأنني لست المسيح فإنكم لا توافقون على طلبي .. وهو على حق .. فمن كان منهم يصدق أن المقبوض عليه هو يهوذا الخائن وليس المسيح ؟! وليس من المعقول أن يكون قصد المتهم أنه لو قال إنه المسيح لما صدقوه لأنهم فعلاً يريدون المسيح .. فلماذا لا يصدقون أنه المسيح .. المطلوب لهم؟ ولكن قصد المتهم هو أنهم لا يصدقون أنه ليس المسيح .. لا يصدقون أنه يهوذا وهو ملقى عليه شَبَهُ المسيح .. في هذه الحالة .. لا يمكن أن يصدقوا انه ليس المسيح .. ثم لو كان المتهم هو المسيح المطلوب لهم فلماذا يفكر أن يطلقوه ما داموا أرادو القبض عليه؟ أما كونه يهوذا فهذا الذي يغريه بطلب الاخلاء مكافأة له على خيانته للمسيح .. ولكن بالطبع لن يخلوا سبيله لأنهم مالوا - رغم شكهم - إلى أنه المسيح کما أن تسليمهم بأنه ليس المسيح يثبت ضعفهم وقوة المسيح .. وهذا ما لا يريدونه ..

3- وعندما سألوه: " أَفَأَنْتَ ٱبْنُ ٱللهِ؟». فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». " (لوقا: 22 – 70 ) .. مرة أخرى لم يجبهم المتهم جواباً صريحاً .. بل قال هذا كلامكم .. وهذا يدل على دحض مقولة "ابن الله" .. أيضا لأن الرجل لم يقل نعم .. بل قال هذا ما تقولونه أنتم وليس ما أقوله أنا .. والجواب المذكور يصح أن يصدر من يهوذا أيضا ..

4- في أثناء هذه المحاكمة للمتهم .. لم يكن أحد من حواريي المسيح هناك .. حتی بطرس الذي تبع المسيح من بعيد كان خارج الدار عند هذه المحاكمة .. وهذا يجعل هناك صعوبة بالغة في معرفة حقيقة ما جرى .. وخاصة أن الأناجيل تروي أسئلة وأجوبة مختلفة .. ربما قال المتهم في الحقيقة: أنا يهوذا .. فلم يصدقوه .. وقادوه إلى الصليب .. ربما من يدري؟ لأن يهوذا الخائن لم تذكر الأناجيل مصيره باستثناء "متى" الذي روى أنه خنق نفسه ..

5- سؤال الكهنة عن هوية المتهم يدل على شكهم فيه .. وجواب المتهم يؤكد أنه ليس المسيح ..

6- قال المتهم: " مُنْذُ ٱلْآنَ يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ ٱللهِ " (لوقا: 22 – 69 ).

هذا قول المتهم للكهنة بعد أن سألوه هل هو المسيح .. جوابه أن ابن الانسان (المسيح) عند الله .. كيف يكون هذا لو كان المسيح هو الواقف أمامهم فكيف يقول لهم إن المسيح الآن عند الله !! فكيف يكون المسيح في دار رئيس الكهنة ويكون جالساعن يمين الله في الوقت ذاته؟!! غير ممكن .. التفسير لجواب المتهم هو أن يهوذا كان يسمع من المسيح انه سيمضي إلى عند الله عندما يقبض عليه .. ولهذا قال لهم المتهم " وهو في الواقع " يهوذا " إن المسيح جالس على يمين الله ..


لو أخذنا رواية لوقا كما هي .. نوجز الأمر كالآتي:

أ- سألوا المتهم هل أنت المسيح .. أجاب إن قلت لكم لا فلاتصدقون. وإن طلبت الاخلاء فلا توافقون .. والمسيح جالس على يمين الله ..

ب - سألوه هل أنت ابن الله .. أجاب هذا قولكم .. وليس قولي ..

ج۔ ساله بيلاطس هل أنت ملك اليهود .. أجاب هذا قولك ..

لنقل إن الأسئلة استجواب لانتزاع اعترافات .. فماذا كان جواب المتهم؟

أ- رفض الإقرار بأنه المسيح .. إذ لا يوجد في أجوبته ما يدل على موافقته على أنه المسيح .. بل قال لهم إنه ليس المسيح لأن المسيح جالس على يمين الله .. كما أجاب ..

ب - رفض تهمة أنه (ابن الله) .. وقال هذا قولكم ..

ج- رفض أنه ملك اليهود ..

والنقطة الجوهرية هنا قول المتهم بأن المسيح جالس الآن (وقت سؤاله) على يمين الله .. إذاً المتهم (المقبوض عليه) ليس هو المسيح .. وهذا هو دليل قاطع في الإنجيل ذاته يدحض صلب المسيح ..



*** جلدوه وضربوه :

يروي "لوقا" أن المتهم جلده العسكر وضربوه واستهزأوا به (لوقا 22: 63 – 65 ) ..

لنفرض جدلاً أن المجلود هو المسيح فهل هناك إله يُضرب ويُجْلَد؟ هل هذا معقول؟!

هل الله لا يستطيع أن يحمي نفسه؟ فكيف إذاً يحمي المظلومين ؟!! .. كيف يُضرب ويُجلد ویهان ويكون الله في الوقت ذاته؟!! .. الواقع أن الذي جُلد هو شبيه المسيح يهوذا الخائن أمسكوا به ظانين إياه المطلوب المسيح .. فنال يهوذا ما يستحق بعد أن باع نفسه وباع المسيح بثلاثين من الفضة ..


*** عند هيرودس ..

يروي "لوقا" أن بيلاطس حَوّل المسيح إلى هيرودس ليحكم في أمره .. ثم أعاده هيرودس إلى بيلاطس (لوقا 23: 8 – 12 ) ..


لقد انفرد لوقا بذكر هذه الواقعة ولم تذكرها الأناجيل الأخرى .. وهي إما أن تكون قد حدثت وإما أنها لم تحدث .. فإن حدثت فلماذا لم توردها الأناجيل الأخرى؟! وإن لم تحدث فلماذا اختلقها "لوقا" ؟!!

*** مختار الله:

قال المستهزئون بالمصلوب : " فليخلّص نفسه إذا كان هو المسيح مختار الله " ( الوقا 23: 53 )

وكان الساخرون هم الشعب والرؤساء .. إذا كان الشعب يسخر فاين الشعب الذي آمن! وإذا كانوا في حالة سخرية فلماذا لم يقولوا ( ابن الله ) ؟! ولماذا انفرد " لوقا " بلفظ " مختار الله" ؟!

*** يسوع النبي ..

اثنان من تلاميذ المسيح يقصون على المسيح بعد ظهوره بعد صلبه المزعوم وهم لا يعرفانه ويقولان:

" بِيَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ، ٱلَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي ٱلْفِعْلِ وَٱلْقَوْلِ أَمَامَ ٱللهِ وَجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ " (لوقا 24: 19 ) ..

هذا النص يدل بوضوح على أن المسيح عند تلاميذه كان إنساناً نبياً ولم يقولا عنه ( إله أو ابن الله ) ..


*** ثم اختفى ..

بعد أن عرف التلميذان المسيح بعد ظهوره .. " واختفى عنهما " .. (لوقا 24: 31 ) .. إن ظاهرة اختفاء المسيح متكررة .. وهذه من إحدى المعجزات التي منحها له الله .. فكلما لزم أن يختفي عن الأنظار كان الله يسهل له هذا الاختفاء الأعجازي .. وكان أبرز اختفاء ذاك الذي حدث ليلة المداهمة ..




وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم

التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 10-08-2021 الساعة 10:03 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس