عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2022, 10:45 PM   #69
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

الجهاد في الإسلام ..

و... بين يدي سؤال عن السيف .. وانتشار الإسلام بالسيف .. وهو سؤال مکرر ومعاد ... وليست هذه أول مرة يثار فيها .. ولن تكون آخر مرة !!

وليست هذه أول مرة يجاب فيها على هذا السؤال .. ولن تكون آخر مرة !!

لآن قائمة ( النحل الفاسدة ) قائمة محفوظة .. تلقى إلقاء بدون وعي ولا بصيرة !

وكأن الله - سبحانه وتعالى - أراد .. لرجال الكهنوت أن يحتفظوا بقائمة الاتهامات هذه ... وأن ينشروها بين أتباعهم ... ومن يريدون إيقاعهم في شباكهم وشراكهم ...! .

لتكون هذه القائمة ... كما أرادوا لها أن تكون !... صداً عن سبيل الله .. وصرفاً للناس عن دين الهدى والحق ...!

ولكنها تصبح إمارة هدى .. وإشارة براءة .. وبشارة حق .. كما أراد الله لها أن تكون ..! وفرق كبير وهائل ... بين ما يريده الله ... وما يريده الطغاه !

لقد أمر الله المسلمين بأن يجادلوا الناس جميعا بالتي هي أحسن سواء أكانوا من أهل الكتاب .. كما قال تعالى :

" وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) " سورة العنكبوت

أم كانوا من غيرهم .. كما قال تعالى :

" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) " سورة النحل ..


وهذه الآيات وأمثالها .. لا تناقض ما جاء في قوله تعالى :

" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77) " سورة النساء ..

فالجمع بين ( الجدال ) و ( الجهاد ) وهو أسلوب الإسلام ومنهجه .. ولكل منهما موضعه .. إذ إن كلاً منهما ينفع حيث لا ينفع الآخر.. وإن استعمالهما جميعاً أبلغ في إظهار الهدى ودين الحق ..

فمن كان من أهل الذمة والعهد والمستأمن منهم لا يجاهد بالقتال .. فهو داخل ضمن أمر الله بدعوته ومجادلته بالتي هي أحسن .. وليس داخلاً فيمن أمر الله بقتاله ..

ففي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في خطبته عند وفاته :

" وأوصي الخليفة من بعدي بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم .. وإن يقاتل من ورائهم .. ولا يكلفوا إلا طاقتهم "

وهذا امتثال لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

" ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه من حقه أو كلفه فوق طاقته .. أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس .. فأنا حجيجه يوم القيامة " رواه أبو داود .

قال أبو عبيد .. في (كتاب الأموال) عن ابن الزبير :

" كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن أنه من أسلم من يهودي أو نصراني فإنه من المؤمنين له ما لهم .. وعليه ما عليهم .. ومن كان على يهوديته أو نصرانیته .. فإنه لا يفتن عنها .. وعليه الجزية "

وأما الظالمون الذين قال الله فيهم :

" وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (46) سورة العنكبوت ..

فهؤلاء لم نؤمر بجهادهم بالتي هي أحسن .. لأن الظالم ليس بذي علم ولا دين ولا حق .. ولهذا كان مستحقاً للقتال ..

وأما المستجير المستأمن - وهو من أهل الحرب - فقد أمر الله تعالى بإجارته حتى تقوم حجة الله عليه .. ثم يبلغ مأمنه .. قال تعالي : -

" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) " سورة التوبة ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس