عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2021, 08:05 PM   #62
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



النبي الخاتم ..

ولقد أراد الله سبحانه وتعالى لدينه أن يكمل .. ولنعمته أن تتم .. فأرسل النبي الخاتم محمدأ صلى الله عليه وسلم وجعل شريعته عامة وصالحة لكل زمان ومكان ..

والحديث عن ( النبي الخاتم ) وعن ( عموم رسالته ) يحتاج منا إلى وقفة قد تطول .. وقد تقصر؟


إن الله سبحانه وتعالى الذي أراد لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن تكون عامة وتامة وخاتمة وشاملة وكاملة هو الذي قيض لها عوناً لم یکن لغيرها من الرسالات .. وأمدها بمدد مكنها من الخلود والانتشار .. وفي تاريخ الدعوة الإسلامية الخاتمة أمور ينبغي أن يهتم بها الدارسون والباحثون :

** فمن هذه الأمور : ( الدقة في تسجيل حياة الرسول وهدیه ) ..

إن الاهتمام البالغ برصد أعمال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقواله ليس له نظير في رصد تحركات أي نبي أو رسول .. حتى الأنبياء الأقرب عهداً والذين تدعي جماهير كبيرة من البشر الإيمان بهم .. واتباعهم .. كموسى وعيسی ...!

إنه ليس لدينا - على الإطلاق - وثيقة كاملة تتحدث بوضوح عن (حياة المسيح عليه السلام) وهو ... خاتم الأنبياء من بني إسرائيل.. فضلا عن غيره من الأنبياء والرسل ..

والكتابات التي بين أيدينا .. تعطينا صورة - لا أقول : واضحة الملامح - عن الأيام الخمسين الأخيرة من حياة المسيح !!

يقول القس الدكتور شارلس اندرسن اسکات في مقال له في دائرة المعارف البريطانية :

« ينبغي أن يتنازل الإنسان عن محاولة وضع كتاب في سيرة المسيح بكل صراحة .. فإنه لا وجود للمادة والمعلومات التي تساعد على تحقيق هذا الغرض .. والأيام التي توجد عنها بعض المعلومات لا يزيد عددها على خمسين يوما .. » ( ط 14 ، ج 13 ، ص 171 )

وهذا الذي قرره ذلك القس .. ونشرته دائرة المعارف البريطانية .. يتعارض مع ما كان سائدا في العالم المسيحي حتى عهد قريب ...

لقد كان السائد أن ( أسفار العهد الجديد ) تتضمن أخبار السنوات الثلاث الأخيرة من سيرة المسيح وأخباره !!

وهذا الذي قرره ويقرره علماء المسيحية .. يخالف تماما ما سجله ونقله الرواة عن حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم قدموا لنا سجلا كاملا وأمينا عن دقائق وحقائق حياته ...!

لقد رصد صحابته حياته .. منذ البدء وإلى النهاية ، وكتبوها بكل عناية في دواوين السنَّة وكتب المغازي والسير ..

إن الكتب التي روت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحداثها كتب كثيرة ... فمنها :

(كتب السير ) وهذه رصدت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأرّخت لها .. و(كتب المغازي ) وهذه عرفت بغزواته وبعوثه وسراياه .. والأخلاق التي كان يتحلى بها في حروبه .. وكيف كان يتعامل مع أعداء دعوته إن أمكنه الله منهم ..

و (كتب الهدي ) مثل : « زاد المعاد ، في هدي ، خير العباد » وهذه الكتب تنقل لنا اسلوب النبي وهديه في عبادته .. ونسكه .. وزواجه .. ومعاشرته لأهله .. ومعاملاته مع الناس ..

و (كتب الشمائل ) وهي تحدثنا عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلفية .. أي .. الجسمية والعقلية والروحية ..

و (کتب الخصائص ) وهي تتضمن ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم من ميزات لا يشاركه فيها أحد ..

و (کتب الاذكار .. وأعمال اليوم والليلة ) وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ربه ويسبحه ويحمده ويمجده ويدعوه على كل حال .. وفي كل مجال ..

ثم هناك ( الصحاح .. والسنن .. والمسانید ) ... وأسجل هنا .. بكل صدق وحق .. أن أرقی کتب المسيحيين سندا .. وأعلاها رواية .. لا تصل إلى الدرجة الرابعة أو الثالثة ... من كتب السنن والآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم !! هذا - فضلاً - على ما رواه القرآن وحكاه .. عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه - كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. وحينما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كلمتها المشهورة :

( كان خلقه القرآن ) ..؟

** إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته .. والعناية الفائقة بتسجيل جميع أقواله وأفعاله وتقريراته .. كل ذلك يشير إلى أنه خاتم النبيين والمرسلين !! ..


دعوة المسيح .. دعوة خاصة ..

لقد كانت دعوة المسيح خاصة ببني إسرائيل .. وقد صرح بأنه لم يبعث إلا ليرعى خراف بني إسرائيل الضالة :

" لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " متی ( 15: 24).

ولهذا اقتصرت رسالته على قراهم وأرضهم والمنتسبين إليهم .. ولما جاءته امرأة كنعانية تستعطفه .. وتطلب إليه أن يدعو لابنتها المريضة .. قال لها العبارات التي نقلناها آنفا :

" ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب " متی (15: 26) ..

وفي القرآن الكريم .. آيات تدل على أن المسيح عليه السلام كان رسولا إلى بني إسرائيل، منها قوله تعالى :

" إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) " سورة آل عمران .

وقوله تعالى :


" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (6) " سورة الصف

وقوله تعالى :

" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) " سورة الصف ..

ومن الأمور التي جعلت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة :

** حفظ الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم من التغيير والتبديل والتحريف ..

والقرآن الكريم بهذه الخاصية الفريدة يخالف غيره من الكتب المنزلة .. حتى أقربها عهدا (كالإنجيل) ..

وقد أحسن العالم المستشرق المهتدي ( آیتین دینیه) الفرنسي .. في وصف هذه الأناجيل التي يطلق عليها ( العهد الجديد ) وتحديد قيمتها العلمية والتاريخية .. يقول بكل تدقيق وتحقيق :

*** أما أن الله سبحانه قد أوحى الإنجيل إلى عيسى بلغته ولغة قومه .. فالذي لا شك فيه .. أن هذا الإنجيل قد ضاع واندثر .. ولم يبق له أثر أو أنه أبيد .. ( أضواء على المسيحية للأستاذ متولي يوسف شلبي ص 52، 53 ( الدار الكويتية )




وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم



التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 11-07-2021 الساعة 08:15 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس