عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2015, 09:35 PM   #21
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز " إنسان خاطئ "

( اتفقت الأناجيل الثلاثة _ " متى " و " مرقس " و " ولوقا " _ في رواية القبض على عيسى عليه السلام _ كما تزعمون _ إذ نصت على أن " يهوذا الأسخريوطي " قبل عيسى .. فعرفه الجند .. فقبضوا عليه .. وخالفهم في ذلك " يوحنا " فقد جاء في إنجيله :


" فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك (((( بمشاعل ومصابيح وسلاح )))) .. .... وقال لهم ( يسوع ) من تطلبون ؟ أجابوه يسوع الناصري .. قاله لهم يسوع :
أنا هو .. .. فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض .. (( فسألهم أيضا )) : من تطلبون .. قالوا : يسوع الناصري .. أجاب يسوع : قد قلت لكم إني أنا هو ... " ( 18 : 3 – 12 ) .


المشاعل والمصابيح .. تشير إلى أن الوقت كان ظلاماً .. وهذا ينسجم مع اختفاء عيسى عليه السلام وعدم إدراكهم لما حدث بالضبط مما سَهَّل وقوع الشبه على غيره في قبضتهم بدلا من عيسى عليه الصلاة والسلام ..


عندما عرَّفهم عيسى بنفسه .. ماذا حدث ؟!

" رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض . "

لماذا رجعوا لدي سماع اسمه ؟!!

جنود عديدون مدججون بالسلاح يفاجئون عيسى وحواريه .. كيف تراجعوا وسقطوا على الأرض وهم في حالة تفوق ظاهري على عيسى وتلاميذه .. تفوق في العدة والعدد والمفاجأة ؟!!


سقطوا على الأرض دون أن يقاومهم أحد !!



أليس هذا أمراً غريباً يستحق التأمل ؟!


ألا يشير هذا إلى تدبير الله لإيقاع البلبلة في صفوف الجنود وإكمال إنقاذ عيسى واختفائه وتيسير إلقاء القبض على شبيه عيسى والواشي به ؟!


رجعوا إلى الوراء .. لماذا ؟!


ولم يرجعوا فقط بل سقطوا على الأرض .. لماذا سقطوا على الأرض ؟!!

جاءوا ليقبضوا على عيسى .. لما عَرَّفهم بنفسه .. رجعوا وسقطوا على الأرض !!

أليس هذا غريباً ؟!!



ظلام ومشاعل ورجوع وسقوط على الأرض ينهض الجنود فلا يجدون أمامهم سوى شبيه عيسى .. أمسكوا به غاضبين أو مذهولين لما جرى لهم ..

وهنا نتساءل في تعقل وتدبر :

ما الذي أفزعهم .. إذ رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض وهم مسلحون وهو أعزل ؟


لا بد أن تكون ظاهرة كونية قذفت في قلوبهم الرعب ..



فلو أضفنا قرينة واردة في إنجيل ( لوقا ) بشأن مولد المسيح قائلة :

" وكان في تلك الكورة رُعاةٌ متبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيَّتهم .. وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً .. فقال لهم الملاك :

لا تخافوا .. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . إنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب .." ( لوقا 2 : 8 – 11 )

فنأخذ القرينة الواردة في العدد التاسع من الإصحاح الثاني من إنجيل ( لوقا ) التي تقول :

" وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً "

ولنضعها بعد قول السيد المسيح :


" إني أنا هو "


من العدد السادس من الإصحاح الثامن عشر من إنجيل يوحنا .. ولنكتب النص بعد إضافة المحذوف :



" فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون .. أجابوه يسوع الناصري .. قال لهم يسوع أنا هو .. وكان يهوذا مسلّمه أيضاً واقفاً معهم لما قال لهم (((( إني أنا هو وإذا ملاك الرب وقف ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض ."



في هذه اللحظات اقتاده الروح القدس إلى مكان آمن كما سبق أن اقتاده في البرية .. حسب رواية ( لوقا ) قائلاً :

" أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس .. وكان يقتاد بالروح القدس في البرية . " ( لوقا 4 : 1 ).



وللحديث بقية ...


اخوكم / الاثرم

AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس