الموضوع: معجزة القرآن ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2020, 09:58 PM   #3
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 351
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


قدرة الله ..

والقرآن يعرض مسألة المعجزة لاثبات طلاقة القدرة الإلهية في سورة مريم يأتي ليثبت قضية من القضايا التي اعتاد فيها الناس الاسباب والمسببات .. وهي مسألة بقاء النوع .. وبقاء النوع مشروط بالتقاء رجولة وانوثة

لينشأ اخصاب وحمل .. ولا بد أن تكون الرجولة مكتملة .. والأنوثة غير ناقصة ليتم ذلك ..

فيأتي الله سبحانه وتعالى ليثبت لنا طلاقة قدرته الالهية بلا حدود ولا قيود.. حتی لا يفهم الإنسان أن الخلق مقرون بأسباب ومسببات لا بد من وجودها.. ومن هنا فان الله في قضية الخلق يريد المسألة من زواياها الأربع .. فليس بقاء النوع او ايجاد النوع رهنا بوجود ذكر وانثي .. بل هو رهن بمشيئة الله سبحانه وتعالى يخلق رجلا بلا ذكر ولا انثي .. ويخلق من رجل بلا أنثي .. ويخلق من رجل وأنثي .. ويخلق من أنثى بلا رجل.. وبذلك تكون أركان الخلق الأربعة قد اكتملت ..

ولنشرح ذلك قليلا .. الله خلق آدم أول الخلق من لا ذكر ولا أنثي فآدم لم يكن له أب ولا أم وانما خلقه الله سبحانه وتعالى .. ونفخ فيه من روحه .. هذه واحدة .. خلق من لا ذكر ولا أنثى .. وخلق الله حواء على الأرجح من الذكر دون الانثى .. ثم خلق البشرية كلها من الذكر والانثى .. بقي شيء في الخلق أن يخلق الله الأنثى بلا ذکر... فتأتي مسألة عیسی عليه السلام .. وتأتي بقية الكون كله من البشر ويأتي عیسی علیه السلام من أنثى لم يمسسها رجل .. ومن هنا تكون القسمة للخلق أربعة .. ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون النشأ من غير وجودهما معا .. فخلق آدم.. ومن وجود الرجل وحده .. فخلق حواء آدم .. ومن وجودهما معا فخلق الكون كله .. وجعله يتناسل ..
ومن وجود الأنثى دون الرجل .. فخلق عیسی .. وبذلك تكون أوجه الخلق كلها اكتملت ..

الا اننا يجب أن ننتبه إلى شيء هام .. خلق الانسان .. بدون ذكر أو انثى .. معجزة تخضع لله سبحانه وتعالى .. خلق الانثى من الرجل وحده معجزة تخضع لارادة الله سبحانه وتعالى .. خلق الرجل من الانثى وحدها دون أن يمسسها رجل .. معجزة من الله سبحانه وتعالى .. خلق الانسان من ذكر وانثي .. معجزة جعلها الله تمضي في الدنيا بالأسباب والمسببات .. ولكنه لم

يطلقها لتتم بالأسباب والمسببات وحدها .. فأدخل فيها المشيئة .. وقال سبحانه وتعالى :

﴿ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا (50) ﴾ سورة الشورى

اذن كل معجزة الخلق التي تمت أنها تخضع لمشيئة الله سبحانه وتعالى .. فلیس وجود النوعين موجبا لأن يوجد الخلق ..

﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ .. يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا .. وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا .. وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا (50) ﴾ سورة الشورى ..

المسألة ليست وجود مسببات.. بل أن الله سبحانه وتعالى حين يريد للأسباب أن تفعل .. تفعل.. وحين يريدها أن تتعطل تتعطل .. وحين يريد أن تأتي بالعلل دون الأسباب يأتي بها فلا قيود ولا حدود لقدرة الله سبحانه وتعالى ..

وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم


التعديل الأخير تم بواسطة AL-ATHRAM ; 10-09-2020 الساعة 10:00 PM
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس