عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2020, 09:38 PM   #25
AL-ATHRAM
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 352
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد ..

يضطرني الموقف باعتباري كنت واحداً من القساوسة السابقين وقد هداني الله إلى الإسلام أن أمهد بكلمة كمدخل موجز ...

أبنائي الشباب .. إخواني وأحبابي .. إنني أرى في هذا اللقاء بشري طيبة بادية في صفاء أبنائنا وتقصيهم للحق عملاً بتوجيهات السيد المسيح حيث قال في إنجيل (يوحنا 8: 32) :

" وتعرفون الحق والحق يحرركم"

وإنني أرجو الله سبحانه أن يبارك هذه الخطوة النبيلة والطيبة مما يدفعني بكل الصدق والأمانة أن أتباحث معكم في الدين مستعيناً بما جاء في التوراة والإنجيل وفي القرآن الكريم .

- فلقد أنبأنا موسى عليه السلام بهذا كله بتتابع الأنبياء والمرسلين حيث قال في سفر التثنية إصحاح ( 33 عددي 1 – 2 ) :

" وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال { جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلالا من جبل فاران } "

وحينما نتأمل هذه العبارة نجد مرحلتين تسبقان الرسالة الخاتمة إذ يقول :

جاء الرب من سيناء .. فسيناء تشير إلى جبل سيناء الذي ارتقاه موسى حين كلم ربه .. وسعير تشير إلى أرض فلسطين التي جال فيها المسيح عيسى بن مريم وفاران تشير إلى مكة المكرمة .. وهو ما سوف أتحدث عنه تفصيلياً في حينه إن شاء الله .. لكن حينما يقال :

جاء .. وأشرق .. وتلألأ ..

ـ فهذه كلها أفعال حركة .. فالفعل جاء يدل على حركة قد تكون ليلا أو نهاراً .. أما " أشرق " .. فهي حركة نورانية لتبديد الظلمات .. وأما " تلألأ " .. فهو قمة عظمى في النورانية إذ لا يوجد بعد التلالؤ شيء آخر ..

من هذا نرى أن التوراة وهي الرسالة الأولى التي أنزلها الله إلى موسى عليه السلام كانت في قوالب جامدة لا تعرف الاجتهاد وجاءت الوصايا العشر ضمن شريعته التي أوحى الله بها إليه .. وحينما جاء المسيح نرى الفعل يقول : أشرق ..

لماذا جاء المسيح ؟ ..

إنه يقول لليهود كما في إنجيل (متى 5 : 17 ) :

" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء .. ما جئت لأنقض بل لأكمل " ..

وهنا نستوضح المسألة :

ما هو الذي سيكمله ؟ ..

" قال المسيح : يقول موسى :

" لَا تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ٱلْحُكْمِ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ٱلْحُكْمِ " متى ( 5: 21-22 )

فلقد جاء المسيح عليه الصلاة السلام ليعطي إيضاحات وتفسيرات للوصايا التي أعطاها الله لموسى عليه الصلاة السلام ..

** وحينما نأتي إلى الرسالة الخاتمة فإننا لا نجد في الرسالات السابقة تعريفاً للدين لا في التوراة ولا في الإنجيل ولكننا نجد في القرآن الكريم في آخر آيات التنزيل ..

" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) " سورة المائدة ..

فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية كافة وهو دين الأنبياء من قبل وهو التسليم الله سبحانه وتعالى ..

ولا ريب أن دعوة الأنبياء كانت واحدة إذ قال السيد المسيح في إن إنجيل مرقس ( 12: 29) ..

" إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل : الرب الهنا رب واحد "

وقالها من قبل موسى في ( سفر التثنية 6: 4) :

" اسمع يا إسرائيل : الرب إلهنا واحد "

وأكدها السيد المسيح قائلاً لمريم المجدلية قبل صعوده إلى السماء كما جاء في إنجيل يوحنا ( 20: 17) ..

" اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "

ويؤكد القرآن الكريم دعوة التوحيد حيث قال سبحانه :

" وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ( 163 ) " سورة البقر.

والحقيقة أيها الباحثون عن الحق أقول لكم ما أشبه يومنا هذا بموقف السيد المسيح أثناء تجربة إبليس له في البرية حيث أخذه إبليس إلى جبل عالٍ جدا وأراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي متى ( 4: 8-9 ) ..

** و أما السيد المسيح الذي أسلم أمره لله وحده واستمد منه الإلهام بالجواب الصريح إذ أنطقه رب العزة ليواجه إبليس قائلاً :

" اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد " متى ( 4 : 10) ..

وهنا انتصرالسيد المسيح ومن ثم أصبح أهلاً للدعوة الجهارية .. ويقول كل من متى ولوقا في إنجيله في هذه الحادثة :

" ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه " متى (4: 11) ..

ومن عمق هذا الاختبار وجه السيد المسيح النصيحة والإرشاد لتلاميذه قائلاً :

" ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه " (متى 16: 26) ..


وللحديث بقية ..

اخوكم / الاثرم
AL-ATHRAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس